س: كيف نستدل على أنه تعالى واحد لا شريك معه؟

ج: يدل على ذلك أنه لو كان لله شريك لرأينا آثار صُنعه، ولأتتنا رُسُله، فلما لم نر رسولاً لغير الله سبحانه، ولم نر خلقاً لخالق آخر غيره علمنا أن لا خالق إلا الله. وقد قالوا: (وحدة المخلوق تدل على وحدة الخالق).

قد يتساءل البعض قائلاً: لماذا هذا الإصرار على تفسير أولي الأمر بالمعصومين، في حين يمکن إطاقه علي کلّّ من بيده زمام الأمور، و أنتم تقولون کيف يمکن تصوّر من بيده مقاليد الأمر أن يکون غير معصوم لاحتمال الخطأ في أحکامه و مناقضتها لأحکام الشرع؟

هناك رواية عن الإمام الصادق «عليه السلام» يعرّف فيها التقوى فيقول: (أن لا يفقدك الله حيث أمرك ولا يراك حيث نهاك).

إن الاختلافات تحصل في أي مجتمع بشري، فأساسيات الإسلام هي: الإيمان بالله، وبنبوة رسول الله، وبالمعاد يوم القيامة، والأخذ بالكتاب والسنة، والاتجاه إلى القبلة، كما تقول الأحاديث، هذه هي المقاييس الأساسية للإسلام، أما الاختلافات الأخرى فهي ليست مما يخرج من الإسلام.

هادم اللذات هو الوصف الذي أطلقه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على الموت عندما مرّ بقومٍ يتحدثون ويضحكون، وقد بدا ذلك كأنّه تحذيرٌ منه(صلى الله عليه وآله وسلم) لأولئك القوم من الأمر المحتوم الذي لا بدّ لكلّ إنسانٍ من الوصول إليه إن عاجلاً أو آجلاً طبقاً لقوله تعالى:﴿ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ... ﴾ 1.

من الطبيعي أن يسعى أصحاب كل دين لنشر دينهم والتبشير بعقيدتهم ليغطي أكبر مساحة ممكنة من أبناء البشر.

في عاشوراء لا يُتحدث عن "رجل بعيد" يحاول المحبون له افتعال حضوره فيهم، ولا عن قربان يجري في مجرى الخيال والفانتازيا والميثولوجيا أو في حركة العصبيات الدينية، ولا عن رائعة روائية يكمن نابض إبداعيتها في الفجائعية والبكائية.

لكن للأسف الشديد فإنّ أصحاب المطامع الدنيوية من المسلمين ومن غيرهم لعبوا الدور السلبي في هذا المجال، وأضعفوا العقيدة الإسلامية في نفوس المسلمين، ولم يسعوا لتبليغ الرسالة لغير المسلمين أيضاً، ممّا أدى في النهاية إلى ضعف العالم الإسلامي وإلى قوةٍ متنامية عند غير المسلمين جعلتهم يستلمون زمام أمور العالم ليقودوه وفق توجُّهاتهم وأهدافهم المنحرفة والشريرة ممّا أدّى إلى ضياع الإنسانية وانحرافها إلى حدودٍ بعيدة جداً عن جادة الحقّ والصواب.

من الناس من يحسب أن هناك خصومة بين الإسلام وبين الجمال، تدعو المسلمين إلى التجهم في النظرة إلى الحياة، وإدارة الظهر إلى ما في الكون من آيات البهجة والزينة والجمال، يحسبون ذلك فيقولونه، أو يعبرون عنه بسلوك المتجهم إزاء آيات الجمال والفنون، والإبداعات الجمالية في هذه الحياة.