من ثوابت الخليفة القرشي: أن يعمل للتخلص من خصومه بقتلهم بالسم ، أوبالمكيدة ، ليكون قتلاً ناعماً مسكوتاً عنه عند الناس! وكان شعار معاوية المعروف : إن لله جنوداً من عسل! قاله عندما نجح في دسَّ السُّمَّ لمالك الأشتر حاكم مصر (رحمه الله)
يعيش المسلمون في هذا العصر وفي هذا الظرف الحساس تحديات خطيرة ، منها ما هي تحديات مادية تحيط بأجسامهم وبلادهم ، ومنها ما هي تحديات وأخطار روحية ومعنوية تحيط بقيمهم ورسالتهم . . وتواجه العديد من بلدان المسلمين خطر الحروب حتى قيل مؤخّراً أن الغربيين قد جاءوا بالقنبلة النووية إلى منطقة الخليج ، وهم لم يأتوا بها للقضاء على سلطة صدام طبعاً ، إذ هي صنيعتهم دون أدنى شك .
الحرية المدنية ناتجة عن كون الإنسان شخصية قانونية و مستقلة بطبيعته، و عن كونه كياناً قائماً بذاته، له وجوده الخاص و حياته الخاصة به. و سنعالج هذين الحقين تمهيداً لبحث حق الإنسان بالحرية المدنية، فمن المسلمات في الإسلام و في الشرائع الإلهية عامة، أن الإنسان له شخصيته القانونية و ذمته المالية المستقلة عن غيرها من الذمم.
كان «صلى الله عليه وآله» حين قدم المدينة يتوجه إلى بيت المقدس، فصار اليهود يعيرونه، ويقولون: أنت تابع لنا، تصلي إلى قبلتنا. فاغتم رسول الله «صلى الله عليه وآله» من ذلك غماً شديداً، وكان قد وُعد بتحويل القبلة، فخرج في جوف الليل يقلب وجهه في السماء، ينتظر أمر الله تعالى في ذلك، وأن يكرمه بقبلة تختص به.
إن أول من أسلم ، واتبع وصدق ، وآزر وناصر ، هو أمير المؤمنين ، وإمام المتقين ، علي بن أبي طالب صلوات الله وسلامه عليه وعلى أبنائه الأئمة الطاهرين . وأورد العلامة الأميني في كتابه القيم 1 : أقوالاً عن العشرات من كبار الصحابة ، والتابعين ، وغيرهم من الأعلام ، وعن العشرات من المصادر غير الشيعية ، تؤيد وتؤكد على أن أمير المؤمنين (عليه السلام) هو أول الأمة إسلاماً .
ورد في كتاب للإمام عليّ (عليه السلام) إلى معاوية ـ جواباً على كتاب له ـ ما نصّه : " كان أشدّ الناس عليه [على رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم)] تأليباً و تحريضاً هم أُسرته ، و الأدنى فالأدنى من قومه إلاّ قليلا ممّن عصمه الله منهم . .
انني أحذر من تحول الاحتفاء إلى حالة عاطفية، أو عادة اجتماعية، وذلك بالبعد عن استحضار السيرة واستذكار التوجيهات والتعاليم والعمل بها، لأن حياة الإنسان تقاس بإنجازاته وكفاءته، وليس بطول عمره وقصره، فالمقارنة تكون لمصلحة من أنجز، بغض الطرف عن عمره، فالإمام الجواد (عليه السلام) لم يتجاوز الخامسة والعشرين، ومن توجيهاته أنه قال: ثلاث يبلغن بالعبد رضوان الله: كثرة الاستغفار، ولين الجانب، وكثرة الصدقة.
فاطمة الزهراء عليها السلام ، هي تلك الصديقة التي كانت سراجاً منيراً تجلى فيه نور الرسالة عبر والدها العظيم النبي محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله . وما أجدرنا ونحن نمتلك في تاريخنا هذه القدوة المثلى ان نقارنها بواقع المرأة اليوم . فنحن نعيش الآن أزمة أفرزتها الجاهلية الجديدة التي تكاد تحطم البشرية ، وتسحق كرامتها ؛ ألا وهي مشكلة المرأة التي تحولت الى مشكلة حادة من مشاكل العصر .
إن الحديث عن الأئمة، وعن حياتهم، ومواقفهم وممارساتهم ليس حديثاً عن أشخاص لهم ميزات وخصائص محدودة، ذات طابع فردي تمتاز بها شخصية ما على حد ما عرفناه وألفناه.
وإنما هو حديث عن الإسلام بشتى مجالاته، ومختلف أبعاده ، وأروع خصائصه، وبكل ما فيه من شمولية، وأصالة وعمق.
إنه حديث عن الحياة بحلوها ومرها، وبكل ما لها من اتساع وامتداد، وغموض ووضوح وهو أيضاً حديث عن هذا الكون الرحب، وعن كل ما فيه من عجائب وغرائب وآيات بينات.
تذكر أرقاما متعددة من واحد إلى ثلاثين، عن الذين ثبتوا يوم أحد، فنجد روايات مختلفة جدا، ولكن الصحيح هو أن علياً عليه السلام وحده هو الذي ثبت يوم أحد فرّ الباقون. و يدل على ذلك :
تبيين وجهة نظر الاسلام تجاه مستقبل العالم يتطلب منا الوقوف عند بعض القواعد الكلية الخاصة بمعرفة العالم في مكتب الاسلام ؛ لكي تتضح لنا شفافية رؤية الدين من الحكم العالمي السائد، ورد الافكار غير الناضجة التي تخلل اوعية الاستكبار العالمي تجاه فكرة نهاية العالم . اما الاصول والقواعد التي اكد عليها المكتب الاسلامي والتي لها دور كبير في معرفة مستقبل العالم يمكن تلخيصها في النقاط التالية:
الإنسان اعجز من أن يصف محمداً ( صلى الله عليه و آله )
طمع كثيرون من كُتّاب السير وأدباء التحليل أن يضعوا صورة جامعة تحيط بجوانب العظمة من شخصيّة الرسول ( صلى الله عليه و آله ) ، أو بأكثر الجوانب منها ، وجهدوا أن تكون الصورة صادقة تمام الصدق ، مطابقة كمال المطابقة ، تخيل لمن قرأ أو استمع أنه يشاهد ، وتبدي لمن غاب كأنه حاضر .
وطفقوا يرسمون الخطوط ، ويدققون الملامح ، وينتقون الألوان ، ويجمعون الشوارد والشواهد ، مما يرون ومما يسمعون ، ومما يخالون ويتصوّرون ، والحقائق بمنأىً عن هذا الجمع العامل الكادح ، تعجب لهم أن يحاولوا تعريف مالا يعرفون ، وتمثيل مالا يدركون .
كان الإمام الرضا (ع) بمثابة قرآن ناطق ، فخلقه من القرآن ، وعلمه ومكرماته من القرآن ، أو ليس القرآن هو آية الله العظمى في خلقه ، أولم ييسّره ربنا لمن شاء من عباده أن يستقيم عليه ؟ أوَ يكون ذلك غريباً أن يصبح من تمثل القرآن في حياته آية عظمى لرب العالمين . والنبي (ص) كان أفضل وأعظم ميزاته ، أنه عبد يوحى إليه ، وحين سأل بعضهم عن خلقه العظيم قال : " كان القرآن خلقه ..".
الإمامة والعصمة في الإسلام ـ وهي الفكرة التي أردت أن أتحدث لكم عنها في هذه الليلة المباركة ، فكرة عريقة في القدم ، عريقة في الاصالة ، ارتبطت بالعقيدة ، وبالنظام وبالنهج ، ارتباطاً قوياً مكيناً ، حتى لا يمكن التفكيك ولا يمكن الفصل ، وكيف يمكن فصل جزء من كله ؟ . وأقول : كيف يمكن أن ينفك أو يفصل جزء من كله ، ولا أعني الأجزاء التي يمكن الاستغناء عنها في بناء المركّبات ، فقد قلت : إنها مرتبطة بالعقيدة وبالنظام وبالمنهج ، وأجزاء العقيدة والنظام والمنهج أجزاء مقوّمة لا يمكن الاستغناء عنها أبداً ، وسأوضح أبعاد قولي هذا في غضون الحديث ـ إن شاء الله ( تعالى ) ـ .
من الأدلة والأحاديث التي ألوت بعنقي للاقتداء بعلي عليه السلام تلك الأدلة التي أخرجتها الصحاح وكتب السيرة والتاريخ عند أهل السنة والجماعة بحيث أخذت الأدلة فقط المعتمد عليها في كتب أهل السنة ومن هذه الأدلة:
يشهد المجتمع الشيعي أيام العشرة الأولى ولياليها بشكل خاص من شهر المحرم في كل سنة حركة غير اعتيادية من النشاط العاطفي والفكري تتمثل بإقامة آلاف المآتم على الحسين (عليه السلام) ، بل مئات الآلاف . وقد ارتبط الشيعة مصيريا بهذه المآتم فاصبحت من أهم معالم وجودهم الاجتماعي منذ فجر تأريخهم ، وقد تحملوا من أجل المحافظة عليها شتى ألوان الاضطهاد .
وخرج الحسين من أجل كسر طوق الطغيان والهام المجتمع إرادة رفض الظلم والثورة عليه وتحقيق الحرية الإنسانية لكل البشرية " يا شيعة آل سفيان إن لم يكن لكم دين فكونوا أحرار في دنياكم ". هذه الكلمة الحسينية انطلقت تدوي في سماء الزمن ، وأعماق المكان ، وضمير كل إنسان لرفض كل سلطة طاغية ؛ بأي ثوب تلبست بثوب السياسة أو الاقتصاد أو الثقافة أو الدين أو العائلة أو الاجتماع . واستجاب الحر الذي كان من شيعة آل سفيان لهذا النداء الذي هز ضميره ، وأثار عقله ، وأخرجه من غفلته ، وبراثن الظلم والظالمين ، ويقول لبيك :يا حسين وما هي إلا لحظات ويضرج بدم الحرية فداءاً للحسين ونهجه ، ويحرج من ربق العبودية للظالمين ، ويحقق حقيقة الحرية كما وصفه الحسين " أنت حر كما سمتك أمك حراً ".
اهتم الأئمة الأطهار بتربية مجموعة من العلماء والكوادر والخواص، فنرى أن لكل إمام من الأئمة مجموعة مختارة من الأصحاب الثقاة الذين يكونون في موضع الاهتمام والعناية الخاصة بهم كي يكونوا من دعاة الإسلام ومبلغي الرسالة وناشري علوم أهل البيت . والإمام الرضا (عليه السلام) - كباقي الأئمة الأطهار - اهتم بتربية مجموعة من الرجال كي يساهموا في نشر الإسلام ، وبسط معارف أهل البيت . وقد حفظ لنا التاريخ في سجلاته عدداً كبيراً من أبرز العلماء والفقهاء والمؤلفين الذين تخرجوا على يدي الإمام الرضا (عليه السلام) .