حقول مرتبطة:
الكلمات الرئيسية:
الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها
من الادلة والنصوص الموجبة لاتباع علي
من الأدلة والأحاديث التي ألوت بعنقي للاقتداء بعلي عليه السلام تلك الأدلة التي أخرجتها الصحاح وكتب السيرة والتاريخ عند أهل السنة والجماعة بحيث أخذت الأدلة فقط المعتمد عليها في كتب أهل السنة ومن هذه الأدلة:
حديث " أنا مدينة العلم وعلي بابها " 1
فهذا الحديث المشهور وحده كاف لقطع الحجة بإتباع علي عليه السلام وأنه أولى بالاتباع حيث إن الإنسان يقتدي بالعالم لا الجاهل.
قال تعالى : ﴿ ... قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ... ﴾ 2 .
- حديث " أنا مدينة العلم وعلي بابها " 1
- وفي قضية الزناة الخمسة
- قصة الزانية الحامل
- المجنونة التي زنت
- اعتراف معاوية وإقراره بعلم الإمام علي عليه السلام
- حديث " علي عليه السلام خير البرية والبشر ومن أبى فقد كفر "
- حديث " من كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره وأخذل من خذله وأدر الحق معه حيث دار "
- حديث " يا علي أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا بني بعدي "
- رسائل متبادلة بين معاوية ومحمد بن أبي بكر تفصحان عن حقيقة الخلافة
- الخطبة الشقشقية (للإمام علي عليه السلام)
- فتوى شيخ الأزهر تجيز الإنتقال من السنة إلى الشيعة
فمن المعلوم عزيزي القارئ أن الإنسان يقتدي بالعالم لا الجاهل لأن الجاهل هو الذي يستحق الهداية وطلب العلم.
وفي هذا نقلت لنا كتب التاريخ والصحاح أن الإمام عليا هو أعلم الصحابة واستغنائه عن الكل، وحاجة الكل إليه.
وعندما نتتبع كتب السيرة والتاريخ نجد أن الخليفة أبا بكر في أكثر من مسألة يرجع إلى علي عليه السلام وهو القائل : (لا أبقاني الله لمعضلة ليس لها أبو الحسن).
وهذا الخليفة الثاني دائما يقول : (لولا علي لهلك عمر) .
وهذا ابن عباس حبر الأمة يقول : ( ما علمي وعلم أصحاب محمد في علم علي إلا كقطرة في سبعة أبحر) 3 .
وهذا الإمام علي نفسه يقول:
" سلوني قبل أن تفقدوني، والله لا تسألونني عن شئ يكون إلى يوم القيامة إلا أخبرتكم ، به وسلوني عن كتاب الله فوالله ما من آية إلا وأنا أعلم أبليل نزلت أم بنهار ، في سهل أم في جبل " 4 .
بينما يقول الخليفة أبو بكر عندما سأل عن معنى الأب في قوله تعالى:
﴿ وَفَاكِهَةً وَأَبًّا * مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ ﴾ 5.
قال أبو بكر: أي سماء تظلني وأي أرض تقلني إن أقول في كتاب الله بما لا أعلم.
وهذا الخليفة عمر يصرح بكل صراحة ويقول:
(كل الناس أفقه من عمر حتى ربات الحجال) ويسأل عن آية من كتاب الله.
فينتهر السائل ويضربه بالدرة حتى يدميه ويقول:
﴿ ... لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ ... ﴾ 6 7
وقد سئل عن الكلالة فلم يعلمها؟!!
وأخرج الطبري في تفسيره عن عمر أنه قال: (لئن أكون أعلم الكلالة أحب إلي من أن يكون لي مثل قصور الشام).
وفي قضية الزناة الخمسة
جاؤوا بخمسة رجال زنوا بامرأة وقد ثبت عليهم ذلك، فأمر الخليفة عمر برجمهم جميعا، فأخذوهم لتنفيذ الحكم فلقيهم الإمام علي بن أبي طالب وأمر بردهم، وحضر معهم عند الخليفة وسأله هل أمرت برجمهم جميعا؟
فقال عمر: نعم فقد ثبت عليهم الزنا، فالذنب واحد يقتضي حكما واحدا.
فقال علي: ولكن حكم كل واحد من هؤلاء الرجال يختلف عن حكم صاحبه.
قال عمر: فاحكم فيهم بحكم الله ، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول:
" علي أعلمكم، وعلي أقضاكم ".
فحكم الإمام علي عليه السلام بضرب عنق أحدهم، ورجم الآخر، وحد الثالث وضرب الرابع نصف الحد، وعزر الخامس.
فتعجب عمر واستغرب فقال: كيف ذلك يا أبا الحسن؟!
فقال الإمام علي: أما الأول: " فكان ذميا، زنى بمسلمة فخرج عن ذمته، والثاني: محصن فرجمناه، وأما الثالث: فقير محصن فضربناه الحد، والرابع عبد مملوك فحده نصف، وأما الخامس: فمغلوب على عقله فعزرناه ".
فقال عمر: ( لولا علي لهلك عمر، لا عشت في أمة لست فيها يا أبا الحسن! ) 8 .
قصة الزانية الحامل
روي أن امرأة أقرت بالزنا، وكانت حاملا فأمر عمر برجمها، فقال علي عليه السلام: " إن كان لك سلطان عليها فلا سلطان لك على ما في بطنها " . فترك عمر رجمها 9 .
المجنونة التي زنت
روى البخاري في صحيحه (باب لا يرجم المجنون والمجنونة) ومن طرق كثيرة قالوا: أتي عمر (رض) بامرأة قد زنت فأمر برجمها فذهبوا ليرجموها ، فرآهم الإمام علي عليه السلام في الطريق فقال: ما شأن هذه؟
فأخبروه فأخلى سبيلها ثم جاء إلى عمر فقال له: لم رددتها؟
فقال عليه السلام: لأنها معتوهة آل فلان، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله: " رفع القلم عن ثلاث: عن النائم حتى يستيقظ، والصبي حتى يحتلم، والمجنون حتى يفيق ". فقال عمر: لولا علي لهلك عمر 10 .
وبعد كل هذه البراهين والأدلة القاطعة هل يتسنى لك أيها القارئ عدم الاعتراف باتباع العالم.
اعتراف معاوية وإقراره بعلم الإمام علي عليه السلام
لقد خطر في ذهني وأنا أكتب بيتا من الشعر:
وفضائل شهد العدو بفضلها *** والفضل ما شهدت به الأعداء
نقل ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة، وابن حجر في الصواعق المحرقة 107 طبع المطبعة الميمنية بمصر قال: وأخرج أحمد بن حنبل:
أن رجلا سأل معاوية عن مسألة، فقال: اسأل عنها عليا فهو أعلم. فقال:
يا أمير المؤمنين! جوابك فيها أحب إلي من جواب علي.
قال: بئسما قلت، لقد كرهت رجلا كان رسول الله صلى الله عليه وآله يعزه بالعلم عزاء، ولقد قال له: أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي، وكان عمر إذا أشكل عليه شئ أخذ منه. قال ابن حجر وأخرجه آخرون بنحوه وفي النهاية: إن أفضلية الإمام علي عليه السلام وأعلميته أمر ثابت لجميع الأمة من الصحابة والتابعين والمتقدمين والمتأخرين حتى إن ابن أبي الحديد في مقدمته على شرح نهج البلاغة قال: (الحمد لله الذي... قدم المفضول على الأفضل)، وهذا البيان والتعبير يثير التعجب في كل إنسان ولا سيما من عالم كبير مثل ابن أبي الحديد لأنه في تقديم المفضول على الأفضل في لغة الحكمة والعقل، ويأباه كل إنسان ذي فهم وإدراك، فكيف بالله عز وجل وهو يقول في كتابه الكريم:
﴿ ... قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ... ﴾ 2 .
ويقول في آية أخرى:
﴿ ... أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَىٰ فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ﴾ 11.
ولقد أمر النبي صلى الله عليه وآله المسلمين أن يأخذوا العلم من علي عليه السلام، ويرجعوا إليه من بعده يقول صلى الله عليه وآله: ومن أراد العلم فعليه بالباب أو فليأت الباب، فالذي أمر النبي صلى الله عليه وآله الأمة أن يرجعوا إليه ويتعلموا منه أحق بالخلافة والإمامة، أحق أن يتبع أم غيره؟!
حديث " علي عليه السلام خير البرية والبشر ومن أبى فقد كفر "
وفي كتاب كفاية الطالب في مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، الباب الثاني والستون 118 - 199 ط الغري سنة 1356 هجرية للعلامة إمام الحرمين ومفتي العراقيين محدث الشام وصدر الحفاظ، أبي عبد الله محمد بن يوسف بن محمد القرشي الكنجي الشافعي المتوفى سنة (658 هجرية) أخرج بسنده المتصل بجابر ابن عبد الله الأنصاري أنه قال: كنا عند وشيعته هم الفائزون يوم القيامة، ثم إنه أولكم إيمانا، وأوفاكم بعهد الله، وأقومكم بأمر الله، وأعدلكم في الرعية، وأقسمكم بالسوية، وأعظمكم عن الله مزية " .
قال: ونزلت: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَٰئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ﴾ 12 .
قال: وكان أصحاب محمد صلى الله عليه وآله إذا أقبل علي عليه السلام قالوا: قد جاء خير البرية.
ثم قال العلامة الكنجي: هكذا رواه محدث الشام في كتابه - تاريخ ابن عساكر - بطرق شتى، وذكرها محدث العراق ومؤرخها - وأظنه يقصد الخطيب البغدادي صاحب تاريخ بغداد - رواها عن زر عن عبد الله بن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: (من لم يقل علي خير الناس فقد كفر).
وفي رواية له عن حذيفة قال: سمعت النبي صلى الله عليه وآله يقول: " علي خير البشر، من أبى فقد كفر "، هكذا رواه الحافظ الدمشقي في كتاب التاريخ عن الخطيب الحافظ، وزاد في رواية له عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: "علي خير البشر فمن أبى فقد كفر"، وفي رواية محدث الشام عن سالم عن جابر قال: سئل عن علي عليه السلام؟ فقال: (ذاك خير البرية لا يبغضه إلا كافر)، وفي رواية لعائشة عن عطا قال: سألت عائشة عن علي؟
فقالت: (ذاك خير البشر لا يشك فيه إلا كافر).
قال العلامة الكنجي: هكذا ذكره الحافظ ابن عساكر في ترجمة علي عليه السلام في تاريخه المجلد الخمسين، لأن كتابه مائة مجلد فذكر منها ثلاث مجلدات في مناقبه عليه السلام، انتهى كلامه.
حديث " من كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره وأخذل من خذله وأدر الحق معه حيث دار "
وهذا الحديث وحده كاف لرد مزاعم من تقدموا عليه بالخلافة والإمامة، وهذا الحديث صريح في تنصيب الإمام علي عليه السلام خليفة للمسلمين من بعد يوم غدير خم، وهل لأحد من المسلمين الاستطاعة أن ينكر حادثة غدير خم الذي وقف فيها رسول الله صلى الله عليه وآله خطيبا في ذلك الحر الشديد .
قال: " ألستم تشهدون بأني أولى المؤمنين من أنفسهم ".
قالوا: بلى يا رسول الله!
فقال: عندئذ: " فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه.. " .
وهذا نص صريح في استخلافه على أمته، ولا يمكن للعاقل المنصف العادل إلا قبول هذا المعنى، ويحضرني بيت من الشعر في هذا المعنى لبولس سلامة:
لا تقل شيعة هواة علي *** إن في كل منصف شيعيا 13
فلماذا حاول البعض تأويل هذا الحديث وصرفه عن محله، ليس هذا إلا استخفافا واستهزاء.
وبماذا يفسر هؤلاء الذين يؤولون النصوص حفاظا على كرامة كبرائهم وساداتهم، ويكفينا حجة وبيانا اعتراف أفضل ممن قدمتوهم عندكم، وهم الخليفتان أبي بكر وعمر (رض) عندما تقدموا لعلي عليه السلام بعد أن نصبه رسول الله صلى الله عليه وآله في غدير خم:
تقدم الخليفة الأول قائلا: (هنيئا لك يا ابن أبي طالب لقد أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة).
وتقدم الخليفة الثاني من بعده قائلا لعلي عليه السلام: (بخ بخ لك يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة).
فلماذا بعد كل هذا كتمان الحق، فويل لمن كتم الحق ... فويل لمن حاول التأويل والتبرير. فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكتبون قال تعالى:
﴿ ... وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾ 14 15 .
ومن أراد معرفة حديث الغدير وتفاصيله وأحداثه، فليراجع كتاب المراجعات للسيد عبد الحسين شرف الدين (قدس سره) وكتاب الغدير الذي يقع في عشر مجلدات للشيخ الأميني (رحمه الله).
حديث " يا علي أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا بني بعدي "
إن هذا الحديث ترويه أغلب الصحاح من البخاري ومسند أحمد والذهبي في تاريخه وكل الكتب والسير، وحتى معاوية ذكره في الصفحات السابقة التي ذكرتها وهو من أشد الأعداء لعلي عليه السلام اعترف بهذه المنزلة والخصيصة لعلي عليه السلام بأن الوزارة والوصاية والخلافة لعلي عليه السلام، وذكرت المنازل التي لعلي عليه السلام من خلال حواري مع الداعية الشيعي الكبير العلامة البدري ... عندما تحدث لي بعموم هذه المنازل التي ألوت بعنقي وأفحمتني.. باعتراف الحقيقة ولزيادة الوضوح والبيان أنقل لك عزيزي القارئ هذه الرسائل المتبادلة بين معاوية ومحمد بن أبي بكر.
رسائل متبادلة بين معاوية ومحمد بن أبي بكر تفصحان عن حقيقة الخلافة
قال محمد بن أبي بكر برسالة لمعاوية : ( ... وقد رأيتك تساميه - عن علي - وأنت أنت، وهو هو، أصدق الناس نية، وأفضل الناس ذرية، وخير الناس زوجة، وأفضل الناس ابن عم، أخوه الشاري بنفسه يوم مؤتة، وعمه سيد الشهداء يوم أحد، وأبوه الذاب عن رسول الله وعن حوزته، وأنت اللعين ابن اللعين، لم تزل أنت وأبوك تبغيان لرسول الله الغوائل، وتجهدان في إطفاء نور الله، تجمعان على ذلك الجموع، وتبذلان فيه المال، وتؤلبان عليه القبائل وعلى ذلك مات أبوك وعليه خلفته) 16 .
رسالة معاوية في الرد على محمد بن أبي بكر - باختصار -
(من معاوية بن صخر، إلى الزاري على أبيه محمد بن أبي بكر..) يتحدث عن رسالة محمد بن أبي بكر قائلا:
ذكرت فيه ابن أبي طالب، وقديم سوابقه وقرابته إلى رسول الله صلى الله عليه وآله ومواساته إياه في كل هول، وخوف فكان احتجاجك علي وعيبك لي بفضل غيرك لا بفضلك، فأحمد ربا صرف هذا الفضل عنك وجعله لغيرك، فقد كنا وأبوك فينا نعرف فضل ابن أبي طالب وحقه لازما لنا مبررا علينا، فلما اختار الله لنبيه عليه الصلاة والسلام ما عنده وأتم ما وعده، وأظهر دعوته، وأبلج حجته، وقبضه الله إليه صلوات الله عليه، فكان أبوك وفاروقه أول من ابتزه حقه، وخالفه على أمره، على ذلك اتفاقا واتساقا، ثم إنهما دعوه إلى بيعتهما فأبطأ عنهما، وتلكأ عليهما، فهما به الهموم وأرادا به العظيم، ثم إنه بايعهما وسلم لهما، وأقاما لا يشركانه في أمرهما ولا يطلعانه على سرهما حتى قبضهما الله .. أبوك مهد مهاده وبنى لملكه وسادة فإن يك ما نحن فيه صوابا فأبوك استبد به ونحن شركاؤه ولولا ما فعل أبوك من قبل ما خالفنا ابن أبي طالب، وسلمنا إليه، ولكن رأينا أباك فعل ذلك به قبلنا فأخذنا بمثله، فعب أباك بما بدا لك أو دع ذلك والسلام على من أناب) 17 .
إن المتأمل في هاتين الرسالتين يفهم حقيقة الأمر كيف تم وكيف تم اغتصاب القوم الخلافة من علي عليه السلام، وإن حديث المنزلة صريح كل الصراحة بمنزلة علي من النبي وخلافته منه واعتراف معاوية بهذا الحديث (لأن الفضل ما شهدت به الأعداء)، فمن ذلك ذكر معاوية حديث المنزلة كما نقل لنا ابن حجر العسقلاني في صواعقه: أخرج أحمد أن رجلا سأل معاوية عن مسألة فقال: سل عنها عليا فهو أعلم، قال: جوابك فيها أحب إلي من جواب علي، قال: بئس ما قلت! لقد كرهت رجلا كان رسول الله يعزه بالعلم عزا ولقد قال له:
( أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي وكان عمر إذا أشكل عليه شئ أخذ منه ) 18 ، (تكرار هذه الحادثة للحاجة في الكتاب) وأكتفي بهذا القدر المتواضع من الأدلة والنصوص على خلافة علي عليه السلام، لأن هناك الكثير من الأدلة التي لا أستطيع أن أستوعبها في هذا الكتاب لأنها تحتاج إلى مجلدات ولا تنتهي، وأشير إلى من أراد الرجوع والتأكد والتوسع في معرفة وزيادة فضائل علي بن أبي طالب عليه السلام وأراد الوقوف على النصوص التي تثبت خلافته فهناك كتاب اسمه (الألفين) للعلامة الحلي فيه ألف دليل على خلافة الإمام علي عليه السلام، وألف دليل على بطلان خلافة غيره فهو جدير بالقراءة، ومن جهتي أخذت قطرة من بحرك يا علي فالعذر منك يا سيدي ومولاي يوم ألقاك ...
وأردد ما قاله ابن عباس: (لو أن الشجر أقلام والبحار مداد والملائكة حساب وعداد لما استطاعوا أن يجمعوا فضائلك يا علي عليه السلام).
وعرفت الحقيقة بشقشقة هدرت في قلبي ثم استقرت.
الخطبة الشقشقية (للإمام علي عليه السلام)
" أما والله لقد تقمصها فلان 19، وإنه ليعلم أن محلي منها محل القطب من الرحى، ينحدر عني السيل، ولا يرقى إلي الطير، فسدلت دونها ثوبا وطويت عنها كشحا. وطفقت أرتأي بين أن أصول بيد جذاء، أو أصبر على طخية عمياء، يهرم فيها الكبير، ويشيب فيها الصغير، ويكدح فيها مؤمن حتى يلقى ربه. فرأيت أن الصبر على هاتا أحجى، فصبرت وفي العين قذى، وفي الحلق شجا، أرى تراثي نهبا، حتى مضى الأول لسبيله، فأدلى بها إلى فلان بعده 20 (ثم تمثل بقول الأعشى).
شتان ما يومي على كورها *** ويوم حيان أخي جابر
فيا عجبا!! بينا هو يستقيلها في حياته، إذ عقدها لآخر بعد وفاته، لشد ما تشطرا ضرعيها! فصيرها في حوزة خشناء يغلظ كلامها، ويخشن مسها، ويكثر العثار فيها، والاعتذار منها، فصاحبها كراكب الصعبة إن أشنق لها خرم، وإن أسلس لها تقحم، فمُنيَ الناس لعمر الله - بخبط وشماس، وتلون واعتراض، فصبرت على طول المدة، وشدة المحنة، حتى إذا مضى لسبيله جعلها في جماعة زعم أني أحدهم، فيا لله وللشورى! متى أعترض الريب في مع الأول منهم، حتى صرت أقرن إلى هذه النظائر 21 !! لكني أسففت إذ أسفوا، وطرت إذ طاروا، فصغى رجل منهم لضغنه ومال الآخر لصهره، مع هن وهن، إلى أن قام ثالث القوم نافجا حضنيه، بين نثيله ومعتلفه، وقام معه بنو أبيه يخضمون مال الله خضمة الإبل نبتة الربيع، إلى أن انتكث فتله، وأجهز عليه عمله، وكبت به بطنته.
فما راعني إلا والناس كعرف الضبع إلى، ينثالون علي من كل جانب، حتى لقد وطئ الحسنان، وشق عطفاي، مجتمعين حولي كربيضة الغنم فلما نهضت بالأمر نكثت طائفة، ومرقت أخرى، وقسط آخرون كأنهم لم يسمعوا كلام الله حيث يقول: ﴿ تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ 22، بل! والله لقد سمعوها ووعوها، ولكنهم حليت الدنيا في أعينهم، وراقهم زبرجها.
أما والذي فلق الحبة، وبرأ النسمة لولا حضور الحاضر وقيام الحجة بوجود الناصر، وما أخذ الله على العلماء أن لا يقاروا على كظة ظالم، ولا سغب مظلوم لألقيت حبلها على غاربها، ولسقيت آخرها بكأس أولها، ولألفيتم دنياكم هذه أزهد عندي من عفطة عنز، أو ورقة تقضمها جرادة 23 .
أسانيد هذه الخطبة المعروفة بالشقشقية
نقلها ابن الخشاب قبل مائتي سنة من ولادة الشريف الرضي، وقال ابن أبي الحديد وجدتها في تصانيف شيخنا أبي القاسم البلخي إمام البغداديين من المعتزلة، وكان ذلك في دولة المقتدر قبل أن يخلق الرضي بمدة طويلة.
وقال نقلها جعفر بن قبة في كتابه (الإنصاف) وكان أبو جعفر من تلامذة الشيخ أبي القاسم البلخي ومات قبل أن يولد الرضي.
وقال ابن ميثم البحراني الحكيم المحقق في كتابه شرح نهج البلاغة في الخطبة: أني وجدتها في كتاب الإنصاف وهو متوفى قبل ولادة الرضي.
واعترف بها شيخ الأزهر - الشيخ محمد عبده مفتي الديار المصرية.
وأكثر من أربعين عالم من الفريقين السني والشيعي شرحوا نهج البلاغة وأذعنوا بأن الخطبة الشقشقية من كلام الإمام علي عليه السلام، وقال الشيخ محمد عبده: (أنى للرضي ولغير الرضي هذا النفس وهذا الأسلوب، قد وقفنا على رسائل الرضي وعرفنا طريقته وفنه في الكلام المنثور وما يقع مع هذا الكلام في خل ولا خمر).
فتوى شيخ الأزهر تجيز الإنتقال من السنة إلى الشيعة
نص الفتوى التي أصدرها الشيخ محمود شلتوت:
الفتوى التي أصدرها السيد صاحب الفضيلة الأستاذ الأكبر الشيخ محمود شلتوت شيخ الجامع الأزهر في شأن جواز التعبد بمذهب الشيعة الإمامية قيل لفضيلته:
إن بعض الناس يرى أنه يجب على المسلم لكي تقع عباداته ومعاملاته على وجه صحيح أن يقلد أحد المذاهب الأربعة المعروفة، وليس من بينها مذهب الشيعة الإمامية ولا الشيعة الزيدية، فهل توافقون فضيلتكم على هذا الرأي على إطلاقه فتمنعون تقليد مذهب الشيعة الإمامية الاثنا عشرية مثلا؟
فأجاب فضيلته:
1. إن الإسلام لا يوجب على أحد من أتباعه مذهب معين، بل نقول إن لك مسلم الحق أن يقلد بادي ذي بدء أي مذهب من المذاهب المنقولة نقلا صحيحا والمدونة أحكامها في كتبها الخاصة ، ولمن قلد مذهبا من هذه المذاهب أن ينتقل إلى غيره - أي مذهب كان - ولا حرج عليه في شئ من ذلك.
2. إن مذهب الجعفرية المعروف بمذهب الشيعة الإمامية الاثنا عشرية، مذهب يجوز التعبد به شرعا كبقية مذاهب أهل السنة.
فينبغي للمسلمين أن يعرفوا ذلك، وأن يتخلصوا من العصبية بغير الحق لمذاهب معينة، فما كان دين الله وما كانت شريعته بتابعة لمذهب أو مقصورة على مذهب، فالكل مجتهدون مقبولون عند الله تعالى، يجوز لمن ليس أهلا للنظر والاجتهاد تقليدهم والعمل بما يقررونه في فقههم ولا فرق في ذلك بين العبادات والمعاملات 24 .
لمزيد من المعلومات يمكنكم مراجعة الروابط التالية:
- آية اكمال الدين مع سياقها
- حكم من لم يسمع الولاية من النبي
- ما الدليل على أن آية التبليغ و كذلك آية الإكمال نزلتا في إمامة أمير المؤمنين علي كرم الله وجهه؟
- ما هو معنى قول النبي في حديث الغدير: "اللهم اخذل من خذله"؟
- السجل الجامع لعيد الغدير الاغر
- 1. الإستيعاب: ج 1 - ص 39، مناقب الخوارزمي ص 48 الرياض النضرة: ج 2 - ص 194.
- 2. a. b. القران الكريم: سورة الزمر (39)، الآية: 9، الصفحة: 459.
- 3. لقد أجمعت الأمة على أن عليا هو أعلم وأفضل الصحابة قاطبة بعد النبي، راجع: الإستيعاب : ج 3 - ص 38 - 45 - من أقوال الصحابة والتابعين.
- 4. المحب الطبري في الرياض النضرة: ج 2 - ص 198، تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 124، الإتقان: ج 2 - ص 319، فتح الباري: ج 8 - ص 485، تهذيب التهذيب: ج 7 - ص 338.
- 5. القران الكريم: سورة عبس (80)، الآية: 31 و 32، الصفحة: 585.
- 6. القران الكريم: سورة المائدة (5)، الآية: 101، الصفحة: 124.
- 7. سنن الدارمي: ج 1 - ص 54، تفسير ابن كثير، ج 4 - ص 232، الدر المنثور: ج 6 - ص 111.
- 8. روى الحميدي في كتاب الجمع بين الصحيحين في خلافة عمر بن الخطاب.
- 9. وأخرج الكنجي الشافعي في كتابه كفاية الطالب آخر باب 59 قضية أخرى قال: روي أن عمر أمر برجم امرأة ولدت لستة أشهر، فرفع ذلك إلى علي عليه السلام فنهاهم عن رجمها وقال: أقل مدة الحمل ستة أشهر فأنكروا ذلك. فقال: هو في كتاب الله تعالى، قوله عز اسمه : (وحمله وفصاله ثلاثون شهرا) ثم بين مدة إرضاع الصغير بقوله: (والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين) فتبين من مجموع الآيتين أن أقل مدة الحمل ستة أشهر، فقال عمر: لولا علي لهلك عمر.
- 10. ذكر هذه القصة ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة: ج 12 - ص 205 ط دار الكتب العربي ذكرها ضمن؟؟؟ عن عمر.
- 11. القران الكريم: سورة يونس (10)، الآية: 35، الصفحة: 213.
- 12. القران الكريم: سورة البينة (98)، الآية: 7، الصفحة: 598.
- 13. بولس سلامة: شاعر ومفكر مسيحي له ديوان مطبوع اسمه (يوم الغدير) طبع بيروت الشركة المتحدة.
- 14. القران الكريم: سورة البقرة (2)، الآية: 146، الصفحة: 23.
- 15. و روى حديث الغدير أكثر من 116 صحابي مشهورون.
- 16. مروج الذهبي للمسعودي: 3 - ص 14 و 15 و 16، 3 - 21 من طبعة مؤسسة الأعلمي بيروت: 1991.
- 17. مروج الذهب للمسعودي: ج 3 - ص 21، تحقيق محمد محي الدين، ط دار المعرفة - بيروت.
- 18. راجع الصواعق المحرقة: ابن حجر العسقلاني: الباب 81 ص 107 من الصواعق.
- 19. يقصد بفلان الخليفة أبي بكر، ولبس قميصا ليس له، عندما اغتصب الخلافة هو وأصحابه .
- 20. أي سلمها إلى عمر من بعده.
- 21. إشارة إلى علي عليه السلام هل يقرن أو يقاس بعثمان أو طلحة أو الزبير أو عبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص هل هؤلاء يقاسون بعلي عليه السلام، يا للعجب من هذه الأمة.
- 22. القران الكريم: سورة القصص (28)، الآية: 83، الصفحة: 395.
- 23. هذه الخطبة المعروفة بالشقشقية للإمام علي عليه السلام نقلها ابن أبي الحديد المعتزلي وعرفها كل من شرح نهج البلاغة وهذا سند الخطبة للمتقولين والمشككين الذين قالوا هذه الخطبة للشريف الرضي وليس للإمام علي عليه السلام.
- 24. كتاب: و من الحوار اكتشفت الحقيقة : الفصل الحادي عشر ، ص 369 – 385 ، لسماحة الشيخ هشام آل قطيط ، دار المنتظر ، بيروت ـ لبنان.