حقول مرتبطة:
الكلمات الرئيسية:
الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها
هل تختلف قدرة الله أمام الموجودات الصغیرة والکبیرة؟
الجواب الاجمالي
إنّ وجود الله سبحانه وتعالى، وجود لا متناه من جمیع الجهات، والتدقیق فی مفهوم «اللامتناهی» یثبت هذه الحقیقة بشکل تامّ، وهی أنّ مفاهیم مثل «الصعب» و«السهل»«الصغیر» و«الکبیر» و«المعقّد» و«البسیط» لها معنى بحدود الموجودات المحدودة ـ فقط.
الجواب التفصيلي
أشار الله تعالى فی آیات القرآن ولمرات عدیدة إلى إن الموجودات سواء کانت صغیرة أو کبیرة فهی أمام قدرة الله على حد سواء. وأسند فی بعض الحالات مسک السموات والارض الى الله کما جاء فی الآیة 41 من سورة «فاطر» حیث یقول تعالى:﴿ إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا ... ﴾ 1 2.
وجاء فی آیات أخرى من القرآن نفس التعبیر فی مسک الطیور فی جوء السماء کما جاء فی الآیة 79 من سورة «النحل» حیث یقول تعالى: ﴿ أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاءِ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴾ 3.
ففی موضع یشیر إلى أنّ خلق السموات الواسعة دلیل على وجوده تعالى، وفی موضع آخر یعتبر خلق حشرة صغیرة کالبعوضة دلیلا على ذلک.
حیناً یقسم بالشمس لأنّها منبع عظیم للطاقة فی عالم الوجود، وحیناً یقسم بفاکهة مألوفة کالتین.
کلّ ذلک إشارة إلى أنّه لا فرق بین کبیر وصغیر أمام قدرة الله.
أمیر المؤمنین علیه أفضل الصلوات والسلام یقول: «وما الجلیل واللطیف والثقیل والخفیف والقوی والضعیف فی خلقه إلاّ سواء»4.
إنّ هذه الأشیاء جمیعها تشیر إلى شیء واحد، وهو أنّ وجود الله سبحانه وتعالى، وجود لا متناه من جمیع الجهات، والتدقیق فی مفهوم «اللامتناهی» یثبت هذه الحقیقة بشکل تامّ، وهی أنّ مفاهیم مثل «الصعب» و«السهل»«الصغیر» و«الکبیر» و«المعقّد» و«البسیط» لها معنى بحدود الموجودات المحدودة ـ فقط ـ ولکن حینما یکون الحدیث عن قدرة الله تعالى المطلقة فإنّ هذه المفاهیم تتغیّر بشکل کلّی وتقف جمیعاً فی صفّ واحد بدون أدنى تفاوت فیما بینها «دقّق النظر!!»5.
- 1. القران الكريم: سورة فاطر (35)، الآية: 41، الصفحة: 439.
- 2. جملة «أن تزولا» تقدیرها «لئلاّ تزولا» أو «کراهة أن تزولا».
- 3. القران الكريم: سورة النحل (16)، الآية: 79، الصفحة: 275.
- 4. نهج البلاغة، الخطبة 185.
- 5. المصدر: كتاب الامثل في تفسير كتاب الله المنزل، لسماحة آية الله الشيخ مكارم الشيرازي دامت بركاته.