الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها

لماذا نستعین بصفتی الله "الرحمن والرحیم" فی بدایة کل عمل نقوم به؟

الجواب الاجمالي

إنّ کل عمل ینبغی أن یبدأ بالإستمداد من صفة تعم آثارها جمیع الکون وتشمل کلّ الموجودات، وتنقذ المستغیثین فی اللحظات الحساسة.فالمؤمنون الحقیقیّون یطهّرون قلوبهم بذکر البسملة فی بدایة کلّ عمل من کل علقة وإرتباط، ویرتبطون بالله وحده ویستمدّون منه العون، ویتوسلون إلیه برحمته التی وسعت کلّ شیء.

الجواب التفصيلي

الجواب یتضح لو عرفنا أنّ کل عمل ینبغی أن یبدأ بالإستمداد من صفة تعم آثارها جمیع الکون وتشمل کلّ الموجودات، وتنقذ المستغیثین فی اللحظات الحساسة.
هذه حقیقة یوضّحها القرآن إذ یقول:﴿ ... وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ... 1، ویقول على لسان حملة العرش:﴿ ... رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً ... 2.
ومن جانب آخر نرى الأنبیاء وأتباعهم یتوسّلون برحمة الله فی المواقف الشدیدة الحاسمة. فقوم موسى تضرّعوا إلى الله أن ینقذهم من تجبّر فرعون وظلمه، وتوسّلوا إلیه برحمته فقالوا:﴿ وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ ... 3.
وبشأن هود وقومه، یقول القرآن:﴿ فَأَنْجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا ... 4.
من الطبیعی أنّنا ـ حین نتضرّع إلى الله ـ ننادیه بصفات تتناسب مع تلک الحاجة، فعیسى(علیه السلام) حین یطلب من الله مائدة من السماء، یقول:﴿ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ﴾ 5.
ونوح(علیه السلام) یدعو الله فی حطّ رحاله:﴿ ... رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبَارَكًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ 6.
وزکریا نادى ربّه لدى طلب الولد الوارث قال:﴿ ... لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ 7.

للبدء بأیّ عمل ینبغی ـ إذن ـ أن نتوسّل برحمة الله الواسعة، رحمته العامّة ورحمته الخاصّة، وهل هناک أنسب من هذه الصفة لتحقّق النجاح فی الأعمال، وللتغلب على المشاکل والصعاب؟!
والقوّة التی تستطیع أن تجذب القلوب نحو الله وتربطها به هی صفة الرحمة، إذ لها طابعها العام مثل قانون الجاذبیة، ینبغی الاستفادة من صفة الرحمة هذه لتوثیق العرى بین المخلوقین والخالق.
المؤمنون الحقیقیّون یطهّرون قلوبهم بذکر البسملة فی بدایة کلّ عمل من کل علقة وإرتباط، ویرتبطون بالله وحده ویستمدّون منه العون، ویتوسلون إلیه برحمته التی وسعت کلّ شیء 8.