حقول مرتبطة:
الكلمات الرئيسية:
- السيرة النبوية - سيرة النبي - سيرة النبي محمد - التاريخ - التاريخ الإسلامي - التاريخ الاسلام - بطون قريش - بني هاشم - بني امية - ابوسفيان - اخوان المسلمين - الوهابيون - الوهابية - الخليفة عثمان - عمر بن الخطاب - حسبنا كتاب الله - ابو بكر
الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها
مراحل المواجهه بين النبى وبين بطون قريش ال23
Table of Contents
مراحل المواجهه1
بدأت المواجهه الفعليه مع النبى وآله الاكرمين فور اعلانه -صلى اللّه عليه وآله وسلم- لبشائر النبوه، والرساله، والكتاب، وولايه العهد، وبالتحديد بعد ان انفض الاجتماع الذى عقد فى بيت النبى بناء على دعوه منه، والذى ضم بنى هاشم، حيث اعلن النبى فى هذا الاجتماع انباء النبوه والرساله والكتاب اعلانا خاصا لرهطه الاقربين، وحيث تم تعيين السيد الهاشمى على بن ابى طالب وليا لعهد النبى، اماما ومرجعا من بعده 2، ولسريع ما شاعت وقائع هذا الاجتماع وانتشرت، وبعد ان احيط سكان مكه علما بوقائع هذا الاجتماع وتفصيلاته، انقسم المجتمع المكى الى قسمين متناقضين، او جبهتين متواجهتين:
الجبهه الاولى: وتتالف من النبى والهاشميين وبنى عبد المطلب، وهى الاقل عددا ويتزعمها النبى محمد وعلى بن ابى طالب ولى عهده وابن عمه، ومن ابرز اركان هذه الجبهه اطلاقا عبد مناف بن عبد المطلب المكنى بابى طالب وهو عم الرسول وكافله 3 وجعفربن ابى طالب وهو ابن عم الرسول، وحمزه بن عبدالمطلب وهو عم الرسول ايضا.
وكانت بطون قريش تعتبر الذين اسلموا جزءا من هذه الجبهه.
الجبهه الثانيه: وتتالف من بطون قريش ال23 4 بقياده البطن، الاموى ويتزعم هذه الجبهه رسميا صخر بن حرب بن اميه المكنى بابى سفيان، ومن ابرز اركان قيادته اولاده معاويه ويزيد وحنظله وعتبه، وسادات بنى اميه كعتبه، وشيبه، والحكم بن العاص، ومروان بن الحكم بن العاص، وعقبه بن معيط، والوليد بن عقبه، والعاصبن وائل، وابنه عمرو بن العاص، وابو جهل المخزومى، والوليد بن المغيره والد خالد بن الوليد، وسادات بطون قريش ال23 5، وهذه الجبهه هى الاكثر عددا وهى التى استطاعت ان تستقطب عطف العرب، وان تقاوم النبى ودينه واهل بيته طوال مرحله الدعوه العلنيه التى استمرت عشر سنين فى مكه، وجيشت الجيوش، وحاربت النبى واهل بيته ودينه بعد الهجره ثمانى سنوات، حربا حقيقيه، وفى كل المواقع، ولم ترم البطون سلاحها الا بعد ان احيط بها، وحصرت فى جزيره من الشرك، واغلقت بوجهها كل الابواب، ولم يبق امامها الا باب الاسلام فدخلته مكرهه.
مرت المواجهه بين هاتين الجبهتين بعده مراحل:
المرحله الاولى
بدات هذه المرحله من اليوم الذى اعلن فيه النبى امام المجتمعين فى منزله من بنى هاشم انباء النبوه والرساله والكتاب، واختياره لولى عهده والامام من بعده، وامتدت الى اللحظه التى هاجر فيها رسول اللّه من مكه الى المدينه بعد نجاته من موامره البطون التى كانت تهدف لقتله قبل الهجره بقليل.
ومده هذه المرحله عشر سنين، بمعنى ان النبى عندما تلقى كلمه الوحى، كان يدعو الى ربه سرا من يغلب على ظنه استجابتهم لدعوته، وكان اتباعه يمارسون عبادتهم سرا، واستمرت المرحله السريه ثلاث سنين، وسمع الملا من بطون قريش شائعات، مفادها ان فتى عبد المطلب يكلم من السماء، وانتشرت هذه الشائعات بين سكان مكه، ولكن السكان لم يقطعوا الشك باليقين حول صحه هذه الشائعات او عدم صحتها، الا بعد صعوده -صلى اللّه عليه وآله وسلم- على الصفا واعلانه للنبا العظيم 6، وبعد ان انتشرت وقائع اجتماع الهاشميين فى بيت النبى، واعلانه لبشائر النبوه والرساله والكتاب، واختياره على بن ابى طالب وليا لعهده، هنالك بالذات، بدات المرحله الاولى من المواجهه، وهى مرحله الدعوه العلنيه فى مكه والتى امتدت عشر سنين، مبتدئه بالاعلان عن النبا العظيم، ومنتهيه بنجاح النبى بالهجره من مكه الى المدينه 7.
وتتميز هذه المرحله بانها مواجهه مضغوطه، ونفسيه بطابعها العام، فقد فهمت بطون قريش ال23 جديه الموقف الهاشمى، وعزم الهاشميين على حمايه النبى ودعوته، وان الهاشميين سيقاتلون حتى آخر رجل منهم اذا ما قامت البطون بقتل محمد 8، لذلك لجات البطون الى المفاوضات والاغراء 9 وحصار ومقاطعه بنى هاشم لتحملهم على التخلى عن محمد لتنفرد به وتقتله، وشنت على النبى وعلى دينه حملات اعلاميه منظمه، واستغلت البطون نفوذها الادبى عند العرب وصدت عن سبيل اللّه، ونفرتهم من رسوله 10، وضيقت على الذين اتبعوه من ابناء البطون، وعذبت من لا بطون لهم تحميهم عذابا اليما 11، وبذلت جهودها لارجاع الذين هاجروا الى الحبشه، لتفتنهم عن دينهم 12، وفكرت جديا بقتل النبى سابقا ولكنها تخلت عن فكره قتله امام جديه الموقف الهاشمى 13.
ولما ايقنت باسلام جزء من اهل يثرب، ومن عزم النبى على الهجره، اتفقت بطون قريش على اختيار عدد متساو من رجالات البطون ليشتركوا بقتل النبى، وليضربوه ضربه رجل واحد، فيضيع دمه بين البطون، ولا يقوى الهاشميون على المطالبه بدمه، وشرعوا بالقتل فعلا ليله هجره النبى، ولكن اللّه نجى نبيه، وافشل مخططات وموامره البطون 14، وبهذه الهجره انتهت المرحله الاولى من المواجهه.
المرحله الثانيه
بدات هذه المرحله من اليوم الذى نجا فيه النبى من موامره القتل، ومن وصوله الى المدينه المنوره، وامتدت هذه المرحله حتى صلح الحديبيه 15.
وفى هذه المرحله قويت جبهه الايمان باسلام من اسلم من الانصار، وكثر عدد الداخلين فى دين الاسلام، وتجمعت اكثريتهم فى بقعه جغرافيه واحده، صارت بمثابه اقليم للدوله الاسلاميه، وهى المدينه المنوره، وصارت للمسلمين دوله حقيقيه تراسها رسول اللّه بنفسه، وتولت هذه الدوله تنظيم وقياده المواجهات العسكريه التى جرت بين جبهه الايمان، وبين جبهه الشرك، وسيرت الدوله الاسلاميه العديد من السرايا العسكريه التى لم تعهدها جزيره العرب من قبل، ودخلت الدوله الاسلاميه الفتيه بحروب طاحنه مع بطون قريش 16، وخلال هذه الفتره كانت البطون ترفض التفاوض مع النبى، وترفض الاعتراف بكيانه، وتستمر فى حملاتها الاعلاميه الفاجره ضده وضد الاسلام، وتحاربه بكل وسائل الحرب، مستعمله نفوذها الادبى عند العرب لصدهم عن الاسلام ونبيه.
وفى هذه المرحله ظهرت ظاهره النفاق، وتتمثل بالتظاهر بالاسلام، والقيام ظاهريا بكل ما يامر به الاسلام من صلاه وصيام وكلام، واخفاء الحقد على النبى واهل بيته، والكفر بدينه، وتربص الفرص لنقض كلمه الاسلام من اصولها، واصبح المنافقون قوه رهيبه، ولكن فاعليتها كانت ملجومه بوجود النبى، وقبول المسلمين بقيادته وولايته، كانت مشكله النفاق من اكبر المشكلات، ومن المدهش انه بعد موت النبى، اختفت كلمه النفاق، وتبخر المنافقون وكانهم كانوا ينتظرون موت النبى ليصلحوا انفسهم قبل ان يرتد اليك طرفك!!! وعلى الرغم من ان مشكله النفاق والمنافقين كانت عصيه على الحل، الا ان رسول اللّه قاد سفينه الاسلام بتلك الظروف بكفاءه لا مثيل لها.
ومهما انشغل النبى، فلن ينشغل عن مكه، ففيها بيت اللّه الحرام، القاسم المشترك بين قبائل العرب، ومع هذا فان المشركين حولوا مكه الى عاصمه للشرك، وقاعده لجبهه الشرك، يتم فيها التدبير والتخطيط للصد عن سبيل اللّه، وقد اكتوت بطون قريش بنار الحرب، وتعرضت طرق تجارتها للخطر، وهى لا تفكر اطلاقا بالاعتراف بمحمد واتباعه، او بالتفاوض معه.
فقرر صلى اللّه عليه وآله وسلم بعد رويا مباركه ان يودى العمره ومعه عدد من اصحابه، وفوجئت بطون قريش بقدوم النبى واصحابه، وفوجئت بقرار العمره، واصرت على منع النبى من اداء العمره، ولكنها اضطرت ان تتفاوض معه لاول مره، وانتهت المفاوضات (بصلح الحديبيه)، ونتيجه هذه المعاهده اعترفت بطون قريش بمحمد وآله واتباعه، ولاول مره ككيان سياسى، يقف معها على قدم المساواه، واعترفت بحق هذا الكيان باستقطاب ما يشاء، وبالتحالف مع من يشاء، ورفعت حصارها الادبى عن العرب، واعلنت ولاول مره بان لقبائل العرب الحريه باختيار التحالف معها، او مع خصمها محمد، وقد اعتبر صلح الحديبيه هو الفتح الحقيقى المبين لمكه، وبدايه لتحالف جبهه الشرك المكونه من بطون قريش ال23 بقياده البطن الاموى، بالاضافه لما استاجرت تلك البطون من الاحابيش، وتم صلح الحديبيه فى السنه السادسه من الهجره النبويه 17.
وخلال هذه المرحله شهدت المواجهه الطويله بين محمد وآله، وبين بطون قريش حاله من الانفراج، واتيحت الفرصه للنبى لاقامه تحالفات مع بعض القبائل، وللدعوه السلميه المسلحه بالقوه والحجه الشرعيه والعقل والمنطق، وحوافز المصلحه العاجله والاجله.
كما اقيمت له الفرصه للقضاء نهائيا على الخطر اليهودى الذى لا يقل بشاعه عن خطر المشركين ففتح حصون خيبر 18 وغنم ما فيها، واصلح امور مجتمعه بما غنم، وسير بعض السرايا العسكريه الى القبائل المعانده والمتردده 19، واوجد حاله من التماس مع الغساسنه اتباع الاكاسره 20، ورتب الكثير من اموره الداخليه خلال فتره سريان معاهده الحديبيه.
المرحله الثالثه
بدات من فتح مكه بعد نقض معاهده الحديبيه فى السنه الثامنه للهجره، واستمرت حتى مرض الرسول مرضه الذى مات منه.
لم يرق طعم السلم لبطون قريش التى اتخذت من عداوه محمد وآله عقيده تدين بها، واكتشفت تلك البطون انها اوقعت نفسها بمطب قاتل، وعبدت الطريق امام من تعتبره عدوها وتصورت ان الامر لعبه، فنقضت تلك البطون معاهده الحديبيه 21، عندئذ وجد النبى ان الفرصه مواتيه والظروف مهياه، فعزم على ان يفتح مكه، وان يعلن انهيار جبهه الشرك وهزيمتها الساحقه النهائيه، وان يجبر قائد هذه الجبهه واركان قيادته على الاستسلام، ولتحقيق هذه الاهداف جهز الرسول عشره آلاف مقاتل، ورتب اموره ليفتح مكه، ويحقق الاهداف التى رسمها بدون اراقه دماء، وهكذا كان وبفتح مكه انهارت عمليا جبهه الشرك، وحذف هذا المصطلح من الخارطه السياسيه نهائيا، واستسلم قائدها العام ابو سفيان مع اركان قيادته اولاده: معاويه ويزيد وعتبه، وسادات بنى اميه، وسادات البطون، وكان تصرف النبى مع المغلوبين، بحجم خلقه العظيم، فقال لقاده جبهه الشرك ولمن والاهم من سكان مكه: اذهبوا فانتم الطلقاء 22، والتصق نعت الطلقاء بهم، ولم يقووا على التخلص منه حتى بعد ان نجح انقلابهم فيما بعد، وقبضوا على مقاليد الامور بالقوه والتغلب، وصاروا رسميا قاده المسلمين بقوه السلاح!!! وبفتح مكه تغيرت الخارطه السياسيه كليا، واصبحت الدوله الاسلاميه هى القوه الحقيقيه الوحيده فى بلاد العرب، وسمع كل العرب باستسلام قاده بطون قريش، وشعرت قبائل العرب انها صارت فى حل من مجامله البطون، وانه ليس هنالك ما يحول بينهما، وبين ادراك مصالحها، من خلال استسلامها، او اسلامها بعد ان بهرتها العبقريه المحمديه، وتوصلت الى قناعه عقليه مفادها (ان آلهه العرب جميعا آلهه زائفه، وان الاله الحقيقى هو اله محمد، والاقرب ان محمد رسول اللّه، وان مصالحها تقتضى القرب من الرجل، وان تستسلم له او تسلم معه، فاتجهت اليه كل القلوب بقوه الانبهار، وحوافز البحث عن الحلم المفقود.
واغتنم النبى الفرصه، واراد ان يصفى ما تبقى من اوكار الشرك، فاتجه الى حنين ومعه كثره كاثره من المسلمين سكرى بزهو النصر، وفاجاهم عدوهم فولوا مدبرين، ولكن النبى واهل بيته ثبتوا، حتى استعادت جموع المسلمين روعها، فكرت بعد فر والحقت الهزيمه بعدوها 23، واتجهوا الى الطائف آخر معاقل الشرك، فتحصن بها اهلها فحاصرهم النبى، ثم قرر ان الطائف قد سقطت عمليا، وان اهلها اتوه يوما فتركها 24، وقسم الغنائم بين الناس، وعاد الى المدينه المنوره، يغمره السرور بنصر اللّه والفتح، وما ان استقر قليلا حتى بدات الوفود تتقاطر عليه، معلنه استسلامها او اسلامها على يديه 25، وخلال تلك الفتره كان النبى يتفقد ما بقى من جيوب الشرك، ويرسل سراياه وبعوثه ورسله، لتطهيرها وهدايه اهلها.
وارتاحت نفسه الشريفه وهو يرى ان بلاد العرب قد توحدت، ولاول مره فى التاريخ، وبكلفه بشريه لا تتجاوز اربعمائه قتيل، وبمده زمنيه لم تتجاوز تسع سنين واطمان قلبه الطاهر وهو يرى دين الاسلام قد اصبح دينا لكل سكان بلاد العرب، وصرح علنا بان الشيطان قد يئس من ان يعبد فى بلاد العرب.
لقد اقلقت هذه الانجازات الهائله مضاجع قاده الدولتين الاعظم آنذاك خاصه الاباطره، واشيع بان الروم قد حشدوا جيشا كبيرا، فاستنفر رسول اللّه المسلمين، وجهز حمله كبرى قوامها ثلاثين الف مقاتل معهم (15الف) بعير، وعشره آلاف فرس فى ظروف صعبه، وسار بهذا الجيش قرابه 500 كيلومتر ووصل الى تبوك 26، واخضع دومه الجندل، ووطد سلطان الاسلام بهيبته، واحجم الروم عن ملاقاته بعد ان قذف اللّه فى قلوبهم الرعب، وحققت الغزوه اهدافها النفسيه، فضلا عن الكم الهائل من العبر والاسرار، فقد جمعت غزوه تبوك الاخيار والاشرار، وثبت للاخيار بان الذين اجرموا يحقدون على محمد وعلى آل محمد، وان النبى وآله لو فتحوا اقطار الدنيا، وملكوها للمجرمين، فلن يرضوا عن محمد وآل محمد، بالوقت الذى يتلفظ فيه اولئك المجرمون بالشهادتين ويدعون الاسلام!! واكبر دليل الايات القرآنيه النازله فى غزوه تبوك والتى فضحتهم، وموامرتهم الدنيئه على قتل النبى فى طريق عودته من تبوك 27، والمثير للدهشه حقا، انهم بنفس الوقت الذى كانوا يعدون فيه موامره قتل النبى، كانوا يبنون مسجدا ويرجون من النبى ان يفتحه لهم تبركا به 28.
ولما قيل للنبى لم لا تقتلهم؟ قال الرسول: (انى اكره ان يقول الناس ان محمدا لما انقضت الحرب بينه وبين المشركين وضع يده فى قتل اصحابه).
فقيل: (يا رسول اللّه فهولاء ليسوا باصحاب) قال الرسول للسائل: (اليس يظهرون انه لا اله الا اللّه)؟ قال السائل: (بلى ولا شهاده لهم) قال النبى: (اليس يظهرون انى رسول اللّه؟) قال السائل: (بلى ولا شهاده لهم) ولم يستوعب السائل فقال النبى: (قد نهيت عن قتل اولئك)14.
بمعنى ان هذا الصنف من المسلمين يتلفظ بالشهادتين، ويمارس كل الاعمال الظاهريه التى تدل ظاهريا على اسلامه، ولكنه بنواياه وبقلبه كافر بكل ذلك، ويخرج عن صلاحيه النبى ان يحاكم الناس على نواياهم وما فى قلوبهم!! ولكن النبى يكشف صفاتهم للمخلصين حتى يحذرهم -المسلمون- فلا يقعوا فى احابيلهم ولا ينخدعوا بمظاهرهم، لانهم هم العدو الحقيقى.
ولم يتوقف النبى فى هذه المرحله عن ترسيخ العقائد، وبيان الطريقه المثلى، لكشف المنافقين وعزلهم، بعد ان اصبحوا خطرا حقيقيا يتهدد الاسلام ومستقبله، وفى هذه المرحله حج النبى حجه الوداع 29، وقال للناس: انها حجه الوداع، وانه لن يلقاهم ثانيه، وبعد انتهاء مراسم الحج وعوده الناس، جمعهم النبى فى مكان يدعى: غدير-خم ليس فى بلاد العرب مكان آخر يحمل هذا الاسم، واعلن امامهم ولايه الامام على، وامارته على المومنين، وتوجه بتاج الاماره، وطلب من الحاضرين ان يقدموا له التهانى بالاماره وهكذا كان 30.
وكان ابو بكر وعمر اول المهنئين 31، وما ان استقر قليلا حتى امر بتجهيز بعث اسامه، وكلف ابو بكر وعمر ان يلتحقا بالبعث ولعن من يتخلف عن بعث اسامه 32.
ثم مرض مرضه الذى مات منه، وهو على فراش المرض اراد ان يلخص الموقف لامته ليجنبها شرور العواصف التى تتربص وتنتظر موت النبى حتى تنقض وتقتلع كل شىء من جذوره، فقال لمن حوله: قربوا اكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده ابدا، وما ان سمع عمر كلام رسول اللّه حتى قال: (حسبنا كتاب اللّه) بمعنى ان المسلمين ليسوا بحاجه الى كتاب رسول اللّه، لان القرآن عندهم، وما ان اتم عمر جوابه حتى قال رجال عمر بصوت واحد: القول ما قاله عمر.
ولما ابدى بعض الحضور استغرابهم قال رجال عمر: ان النبى قد هجر -حاشا له- وقال عمر: ان النبى قد هجر، وهكذا حالوا بين الرسول، وبين كتابه ما اراد، وصعدت الروح الطاهره الى بارئها وانتهت تلك المرحله 33.
المرحله الرابعه
وبدات منذ اللحظه التى حالوا فيها بين رسول اللّه وبين كتابه ما اراد وامتدت حتى قتل عثمان بن عفان الخليفه الثالث، ويبدو انه قد تم الاعداد الدقيق لصنع تاريخ هذه المرحله وبتروى اثناء حياه النبى، فقول النبى: (قربوا اكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده)، لا يستدعى نفور عمر ورده الفورى: (لا حاجه لنا بالكتاب حسبنا كتاب اللّه)، ولما ابدى بعض الحاضرين دهشتهم من رد عمر، قال اتباع عمر: (القول ما قاله عمر)، وامام وجود اصوات تطالب بان تتاح الفرصه لرسول اللّه ليكتب ما يريد قال اتباع عمر بصوت واحد ان النبى يهجر واكثروا اللغط 34، ومن يجرو ان يقول فى حضره النبى انه هجر غير عمر، فلو لم يقل عمر اولا بهجر النبى، لما تجرء الذين معه على ترديد هذه الكلمه النابيه والقاسيه 35، وباختصار من غير الممكن عقلا ان تلد هذه المقدمه مثل هذه النتيجه، وان يكون هذا التوافق بين عمر والذين تضامنوا معه وليد لحظته!! والظاهره الثانيه ان كل بطون قريش ال23 وقفت وقفه رجل واحد، وشكلت جبهه واحده بمواجهه اهل بيت النبوه وبنى هاشم، فمن غير الممكن عقلا ان تكون هذه الوقفه ثمره تصور آنى!!! وانت تلاحظ ان هذه البطون قد وقفت مجتمعه ضد النبى وحاربته وحاربت دينه وحاربت الهاشميين بكل وسائل الحرب طوال 18عاما، حتى احيط بها فسلمت او استسلمت ونطقت بالشهادتين كارهه، واليوم تدعى هذه البطون بانها الاولى بالاماره، لان محمدا من قريش!! اما رهطه بنى هاشم الذين حاربوا ووقفوا معه طوال حياته والذين قاطعتهم هذه البطون نفسها، وحاصرتهم بسبب موالاتهم لمحمد، فليس لهم من الامر شىء 36.
والمدهش ان كل المنافقين وقفوا مع بطون قريش وقفه رجل واحد، وصاروا بقدره قادر من المومنين، وكانهم كانوا ينتظرون موت النبى حتى يهتدوا بيوم وفاته!! وقبضت البطون على مقاليد الامور، ووقع الخلاف بين الانصار، واكتشفوا بانهم امام تجمع قبض على مقاليد الامور، وتحول الى سلطه حقيقيه، فسلموا لينجوا بانفسهم وليحافظوا على حياتهم ومصالحهم، ومن يعارض فالموت الزووم ينتظره!! فلن يكون احد بعد النبى بوزن الامام على، فهو الولى بالنص، وهو الخليفه بالنص كما بينا وسنرى ومع هذا هدد بالقتل ان لم يبايع 37، ولن يكون احد اعظم حرمه، واقرب للنبى من سيده نساء العالمين فاطمه وابنيها سيدا شباب اهل الجنه، وريحانتى النبى فى هذه الامه، ومع هذا وضع الحطب حول منزلهم وهددوا باحراق البيت عليهم وهم احياء ان لم يخرج نفر ممن لم يبايعوا 14.
كان ذلك فى اليوم الثانى لوفاه النبى!! فكان الامر ملخصا للناس (اما الموت او المبايعه والرضا بالامر الواقع، فاختار الناس المبايعه والقبول بالامر الواقع.
ومن جهه ثانيه فان الذين قبضوا على مقاليد الامور، وصاروا سلطه، قبضوا فى الوقت نفسه على موارد الارزاق ومنابع الثروه، وعلى قرار الجاه والنفوذ، فمن لم يبايع يحيا ذليلا ويموت جوعا، فصارت البيعه طريق خلاص، ومسلك حياه.
ووجد اهل بيت النبوه انفسهم وجها لوجه امام سلطه جمعت رغبه ورهبه، من خلفها امه تقف بمواجهتهم، فصار اهل بيت النبوه والقله ممن والاهم فى جهه، وصارت السلطه وجميع اوليائها فى جهه اخرى.
ومع هذا قاوم اهل بيت النبوه، واقاموا الحجه على خصومهم 38، واعترف عدوهم بشرعيه حجتهم ومنطقيتها وعقلانيتها 39 وطاف الامام وزوجته وولداه على بيوت الانصار يسالون النصره، فاحتج الانصار بوقوع البيعه وتمنوا لو سبق الامام اليهم 40.
امام هذه المقاومه الضاريه اصدرت السلطه الحاكمه سلسله من القرارات الاقتصاديه، قصمت فيها ظهر اهل بيت النبوه وهى: 1- قرار حرمان اهل بيت النبوه من ميراث النبى 41.
2- قرار حرمان اهل بيت النبوه من منح النبى لهم ومصادره هذه المنح 42.
3- قرار حرمان اهل بيت النبوه من حقهم فى الخمس الوارد فى القرآن الكريم باى محكمه 43.
4- الزمت السلطه نفسها باعاله اهل بيت النبوه 44.
وكانت هذه القرارات الاليمه حاله فريده فى تاريخ المواجهه، ففى اقسى مرحله من مراحل المواجهه، قررت بطون قريش ان تحاصر النبى واهله بنى هاشم فى شعب ابى طالب، وان تقاطعهم فلا تبيع منهم ولا تشترى ولا تنكح منهم ولا تنكحهم، لكن بطون قريش المشركه آنذاك لم تتعرض لممتلكاتهم واموالهم، ولم تتدخل فى موضوع اعالتهم 45، والفرق بين الحالتين ان بطون قريش كانت على الشرك عندما اتخذت قرارات المقاطعه والحصار، وبطون قريش وموسسوا هذه المرحله كانوا على الاسلام عندما اتخذوا قراراتهم الاقتصاديه بحق اهل بيت النبوه!!! واحتج اهل البيت، فتلطفت السلطه، وسمعت ظلامتهم، ولكنها اصرت، فاستسلم اهل بيت النبوه، حفاظا على شوكه الاسلام، ولكنهم لم يتركوا فرصه دون الاحتجاج بالنصوص الشرعيه التى اعطتهم مركز القياده، وبينت ان الهدى لا يدرك الا بالقرآن وبهم، وان الضلاله لا تتجنب الا بالقرآن وبهم 46.
وادركت السلطه خطوره سلاح الاحتجاج بالنصوص الشرعيه، خاصه السنه النبويه بفروعها الثلاثه: القول، والفعل، والتقرير، لذلك منعت كتابه وروايه احاديث رسول اللّه 47، وقالت: ان القرآن وحده يكفى 48، وعممت بانه لا ينبغى الركون الى كل ما قاله رسول اللّه، فرسول اللّه بشر يتكلم بالغضب والرضى 49، والسلطه هى الاعلم بالحاله النفسيه التى صدر فيها القول عن رسول اللّه!! هل هو فى الغضب فتهمله او بالرضى فتعمل به!! ولتحقيق هذه الغايه اضطرت السلطه ان تستعين بالجميع بما فيهم المنافقين واعداء اللّه الذين يظهرون الاسلام ويبطنون الكفر والعصيان، لتكون الامه كلها فى جهه، واهل بيت النبى فى الجهه المواجهه لها!! فتظهره كانهم قد خرجوا عن الجماعه، وشقوا عصا الطاعه!! واكتشفت السلطه ان رسول اللّه قد لعن اعداء اللّه، وكشف حقيقتهم، وتعذر على السلطه ان تلغى نصوص اللعن، وتعذر عليها ان تستغنى عن اعداء اللّه ورسوله ليكون الحشد كاملا بمواجهه اهل البيت، فاشاعت بين الناس ان رسول اللّه كان يتكلم بالغضب والرضى فلا ينبغى ان يعمل كلامه 14، وللتغطيه على الذين لعنهم رسول اللّه وكشف عداواتهم للّه ولرسوله، وهم الذين استعانت بهم السلطه وبواتهم ارفع المناصب -اشاعت السلطه بكل وسائل اعلانها ان الرسول كان يغضب ويفقد السيطره على نفسه، فيسب ويشتم ويلعن ويسيىء لمن لا يستحق ذلك- فدعا اللّه تعالى ان يجعل كل ذلك زكاه وطهورا لمن صدرت منه هذه الاساءات بحقهم!!50 وبهذا التاويل المرعب على صاحب الخلق العظيم، صار ابو سفيان ومعاويه ابنه وسادات بنى اميه الذين حاربوا النبى واهل بيته طوال 18عاما زاكين مطهرين 51، وصار الحكمبن العاص وابنه مروان، وذريتهم وهم الذين لعنهم رسول اللّه، وحرم عليهم ان يساكنوه، صاروا بجره قلم، زكاه، طاهره نفوسهم، وبحكم هذا التاويل صاروا فيما بعد خلفاء وقاده للمسلمين 14.
وطمعا بتاليف القلوب حول السلطه، ولضمان وحدتهم بمواجهه مطالب اهل بيت النبوه اخذ قاده هذه المرحله ينفقون اموال بيت المسلمين كيفما اتفق، وبما يحقق غاياتهم، فوزعوا العطايا حسب منازل الناس عندهم، ووفق معاييرهم 52، والغوا سنه المساواه بتوزيع العطايا التى اوجدها رسول اللّه 14، وعندما قيل ان رسول اللّه قد وزع بالتساوى فلم تميزون؟ قالوا: رسول اللّه مجتهد، والخليفه مجتهد، فمن حق المجتهد ان لا ياخذ باجتهاد مجتهد آخر 14.
وهكذا نشات فى هذه المرحله الطبقات، ووجد الغنى الفاحش بجانب الفقر المدقع، وعاش اصحاب الملايين جنبا الى جنب مع مئات الالوف الذين كانوا يفترشون الغبراء ويلتحفون السماء، ويطوون الليالى جياعا هم وذرياتهم 14، ثم جيشوا الجيوش، وخرجوا لحرب العالم، ونشر دين الاسلام وتطبيق شرعيته ونشر عدالته بين الناس.
وخلعت وسائل الاعلام التى تملكها السلطه على موسسى هذه المرحله اثواب القداسه والعصمه، فصار عملهم وقولهم وتقريرهم سنه واجبه الاتباع تقرا مع ما تبقى من سنه الرسول، وصار لكل واحد من هولاء الموسسين سنه، واذا تعارضت سنه الموسسين مع سنه الرسول، تترك سنه الرسول ويعمل بسنه الموسسين من باب الاجتهاد 53 وتحت شعار تغير الاحكام بتغير الزمان 14.
فعلى سبيل المثال: اقنعت وسائل اعلام دوله الموسسين العامه: بان رسول قد خلى على الناس امرهم، ولم يعين خليفه من بعده ليختار الناس لانفسهم 54، فكان الاولى بخليفه النبى ان يخلى على الناس امرهم اقتداء برسول اللّه ولكن سن الموسسون سنه خلاصتها ان الخليفه ينبغى ان يعين الخليفه الذى ياتى بعده وذلك لعده اسباب: اولا: الخليفه ينظر للناس حال حياته، وتبع ذلك ان ينظر لهم بعد وفاته، فمن هنا صار من حق الخليفه القائم ان يعين من يخلفه (يعهد اليه)55 على حد تعابير ابن خلدون.
ثانيا: حتى لا تترك امه محمد هملا بلا راع على حد تعبير ام المومنين عائشه 56 او كالظان على حد تعبير معاويه 57 او خروجا من اللوم على حد تعبير عبداللّهبن عمر 58 وهكذا صار العهد سنه واقتنع العامه ان رسول اللّه لم يسنها انما سنها الخلفاء الراشدون 59.
ومثال آخر: ان الرسول كان يوزع العطايا بين الناس بالتساوى لان حاجات البشر الضروريه متشابهه فكل واحد من ابناء البشر بحاجه لماكل ومشرب وملبس ومركب ومنزل وزوجه وذريه... الخ.
فجاء الموسسون لهذه المرحله وقالوا ان هذه السنه ليست مناسبه، وان الافضل اعطاء الناس على حسب منازلهم، واخترعوا موازين لتلك المنازل 60.
مثال ثالث: ان اللّه قد جمع لال محمد النبوه والملك كما جمعها لال ابراهيم وجعل الصلاه على آلمحمد جزءا من الصلوات المفروضه على العباد 61، وارشد الخلق بان الهدى لا يدرك الا بالقرآن وباهل بيت محمد، وان الضلاله لا يمكن تجنبها الا بالاثنين معا كما هو ثابت بحديث الثقلين 62.
وجاء الموسسون فقالوا: انه ليس من العدل ان ياخذ آلمحمد النبوه والملك، وان تحرم بقيه البطون من هذين الشرفين معا، والافضل برايهم ان ياخذ الهاشميون النبوه لا يشاركهم فيها احد من بطون قريش، وان تاخذ بقيه بطون قريش الملك او الخلافه لا يشاركهم فيها هاشمى قط 63 واقتنع العامه ان هذا الترتيب هو الاول بالاعمال.
وكضربه نهائيه وفنيه وللوقوف امام حديث الثقلين الذى نقلته الامه بالتواتر، ولابقاء حاله المواجهه بين الامه، وبين اهل بيت النبوه وجد مصطلح العشره المبشرين فى الجنه، ومصطلح النفر الذى مات رسول اللّه وهو عنهم راض 64، ولما مات هولاء وجد مصطلح الصحابه العدول 65، والعداله تشبه العصمه 66، واشاعوا ان كل من راى النبى او سمعه ونطق بالشهادتين فهو صحابى معصوم من سبه او شتمه او نقده فهو زنديق لا تجوز الصلاه عليه، ولا يجوز دفنه فى مقابر المسلمين 67 وبعد موت الصحابه صار التابعون بمواجهه اهل البيت!! وبعد موت التابعين صار علماء المسلمين بمواجهه اهل البيت، وبهذه التدابير الذكيه الغوا عمليا مفاعيل حديث الثقلين، وصار وجود اهل البيت للتبرك ان لزموا الصمت، واعرضوا عن السياسه اما ان لوحوا بحقهم بقياده الامه، فهم باحثون عن الفتنه التى حرمها اللّه ودمهم حلال للحاكم الغالب.
وهكذا تم عمليا فى هذه المرحله وضع كافه الاسس التى نسفت النظام السياسى الاسلامى برمته، وتكون على انقاضه نظام سياسى بديل، مولف من اجتهادات الموسسين، وسوابقهم الدستوريه، والاعراف التى اوجدوها، ومن تنظيرات شيعتهم التى جعلت الموالاه لهولاء الموسسين الكرام، جزءا لا يتجزء من الموالاه للّه تعالى.
موسسوا هذه المرحله: يدين نظام الخلافه التاريخى الذى نشا بعيد وفاه النبى واستمر بصوره مختلفه حتى سقوط آخر سلاطين بنى عثمان بوجوده وتنظيراته المختلفه الى مجموعه من الرجال الموسسين العظام الذين ابلوا اعظم البلاء حتى اخرجوه بهذه الصيغه التى عرفناها واعظم اولئك الموسسين هم:
1 ـ عمر بن الخطاب رضى اللّه عنه: الخليفه الراشد الثانى فهو الذى قاد مرحله التاسيس وتحمل اعباءها كامله فلولاه لما وجد نظام الخلافه التاريخى بصورته المعروفه، ولتغير وجه التاريخ الاسلامى تماما ولنحا منحى آخر فهو الذى تصدى للنبى وهو على فراش الموت حيث قال لمن حوله: (قربوا اكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده ابدا) عندئذ تصدى له عمر وقال: لا حاجه لنا بالكتاب، حسبنا كتاب اللّه 68، وهو الذى حشد اعوانه لهذه المواجهه فما ان قال عمر: حسبنا كتاب اللّه حتى ردد اعوانه من خلفه: (القول ما قال عمر)، فوجد النبى نفسه امام تكتل حقيقى وقد فهم النبى ذلك.
ولما استغرب بعض الحاضرين هذا التصرف، وقالوا قربوا يكتب لكم رسول اللّه!! قال عمر (رضى اللّه عنه): ان النبى يهجر 14 فردد اعوانه من خلفه استفهموه؟ انه يهجر وكثر اللغط والاختلاف 69 وفهم النبى مغزى المعارضه وادرك ان كتابه الكتاب بهذا المناخ لم تعد مجديه، فقال: (قوموا عنى)14 وهكذا نجح عمر وبتكتله بالحيلوله بين النبى وبين كتابه ما اراد، فضاعت الى الابد فرصه تلخيص النبى للموقف.
وفيما بعد اعترف عمر ببعض الاسباب التى دفعته وحز به لهذا التصرف الرهيب 70، فليس فى الدنيا احد يجرا على مواجهه النبى بهذه الصوره المرعبه غير عمر، وهكذا انكشفت هيبه الشرعيه، وهتك سترها فى حضره النبى نفسه، وانفتح امام الطلقاء باب الجراه على انتهاك الشرعيه، وفك عراها عروه بعد عروه وباعصاب هادئه.
وعمر نفسه الذى انبا الناس عما سمى فيما بعد باجتماع الانصار فى السقيفه 71، وهو الذى قاد ابو بكر، وابا عبيدهبن الجراح الى ذلك المكان، واستطاع بعبقريته ان يحوله من مجرد تجمع عند مريض وهو سعدبن عباده، وعواده الى اجتماع سياسى 72، ثم حوله الى هيئه عامه تبايع الخليفه 73، وهو الذى حشر اعوانه ورتبهم وحولهم الى جيش يزف الخليفه زفا ليواجه آلمحمد بامر واقع 74، ورتب قسما من اعوانه ليستقبلوا الخليفه الجديد بالترحاب ويقبلوا على بيعته 75.
فقد جمع عمر بطون قريش حول هذا الهدف، ونظر مبدا النبوه لبنى هاشم، والخلافه للبطون 76 هدد الامام على بالقتل ان لم يبايع 77، وجمع الحطب واعوانه ليحرق بيت فاطمه على من فيه وفيه سيده نساء العالمين وسيدا شباب اهل الجنه الحسن والحسين 78.
كان وراء القرارات الاقتصاديه التى اتخذتها السلطه لتركيع اهل بيت محمد 79 وهو الذى عين ابا بكر اول خليفه، وليتحمل ظاهريا مسووليه مواجهه اهل بيت النبوه ولو شاء عمر لكان هو الخليفه الاول 80 وكان وراء وحده بطون قريش حول النظام الجديد ووراء تعيين يزيدبن ابى سفيان قائدا لجيش الشام ومعاويه خليفه ليزيد، وهو الذى مكن لمعاويه فى الارض، واعده ليكون الحارس الاحتياطى للترتيبات الجديده 81.
ولما مات ابو بكر رضى اللّه عنه عهد بالخلافه لعمر، فورث دوله مستقره، واوجد كافه الترتيبات الضروريه للنظام الذى اراد 82.
ولما طعن عمر، وجلس على فراش الموت كما جلس رسول اللّه اوصى، وهو بهذه الحاله، بان الخليفه من بعده احد سته مات الرسول وهو راض عنهم 83، وعمليا عهد بالخلافه لعثمان، لان عثمان موضع ثقه ابى بكر وعمر والثلاثه حلف واحد، ولا فرق بينهم فلو كتب عثمان لابى بكر: ان قد وليت عليكم عثمان، لما اعترض ابو بكر 84، ولان عثمان كان يعرف بالرديف اى الرجل الذى ياتى بعد الرجل وليس فى الدنيا من هو احب الى الخليفتين من عثمان 85، فهو عميد بنى اميه المعروفه بقوتها وحاجه النظام لها، والمعروفه بعداوتها لبنى هاشم 86، ولكن الاعلان عن السته هو من باب رسم مدى الصراع مستقبلا، فعندما ينادى اهل البيت بحقهم بالقياده فى غياب عمر يتصدى لهم خمسه يمثلون بطون قريش، ويحولون بينهم وبين تحقيق حلمهم بالجمع بين النبوه والخلافه 87 عندئذ تطمئن روح عمر الطاهره ويومن الناس ضد اجحاف بنى هاشم 88.
وهكذا عهد عمر بالخلافه عمليا لعثمان بن عفان رضى اللّه عنه 89، وبمده يسيره استطاع عثمان ان يجمع حوله كل اعداء رسول اللّه، فعمه الحكمبن العاص (طريد رسول اللّه) اعاده الى المدينه معززا مكرما، واعطاه مائه الف 90، واتخذ ابنه مروان رئيسا لوزرائه، وزوج ابنته لابنه الاخر 66، ولما مات عدو اللّه الحكمبن العاص ضرب عثمان فسطاطا على قبره امعانا بحزنه عليه.
واتخذ عبداللّه بن ابى سرح وزيرا له، وولاه مصر اعظم ولايات الدوله مع ان الرسول قد اباح دم عبداللّه بن ابى سرح ولو تعلق باستار الكعبه، حيث ارتد عن دينه، وافترى على اللّه الكذب، ونزلت فيه آيه: ﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ ... ﴾ 9192 ووسع ولايه معاويه واطلق يده، وقد لعن رسول اللّه معاويه ولعن اباه واخاه 93 واتخذ الوليدبن عقبه بن معيط العدو اللدود لرسول اللّه وزيرا وهو الفاسق بنص القرآن وقرب الامويين ومن والاهم واغدق عليهم من العطايا ما يفوق التصور والتصديق، حتى صاروا طبقه متميزه بجاهها ومالها 94 وصارت مقاليد الامور فى ايديهم عمليا وليس لعثمان من الخلافه غير الاسم 95.
وصارت الدوله امويه بما للكلمه من معنى، فلا تجد مصرا الا وواليه امويا او موالى لبنى اميه، وضج الناس وثاروا على عثمان وقتلوه 96.
المرحله الخامسه
وبدات هذه المرحله بعد قتل عثمان وتولى الامام على بعد ان بايعه المهاجرون والانصار، ودانت له بلاد الاسلام الا ان معاويه ابن ابى سفيان والى بلاد الشام رفض مبايعه الامام على، وادعى انه مخول بالمطالبه بدم عثمان الاموى، ولكن السبب الحقيقى هو طلب الملك، واعمالا للمبدا الذى اوجده الموسسون بعدم جواز جمع الهاشميين للنبوه والملك 97.
ووقف معه كل الطلقاء، وجمع حوله كل قوى النفاق وطلاب الدنيا، وسخر موارد بلاد الشام التى ادخرها طوال عشرين عاما لهذه الغايه.
روع معاويه الناس، وخرج على الامام وحاربه ونشر الارهاب 98 وبعد مقتل الامام على بويع الحسن، وبغدر قاده جيشه به 99 وبتخلى وجوه العراق عنه، ولقله الناصر 66، وابقاء على ما تبقى من الصحابه، وحقنا للدماء تنازل الحسن لمعاويه على ان تعود الخلافه بعد موته شورى او تعود للحسن 100، الا ان معاويه دس السم للامام الحسن، ونقل الملك لابنه يزيد حتى لا تبقى امه محمد كالظان على حد تعبيره 101 ويزيد فاسق جاهر بكفره، استباح مدينه الرسول وقتل فيها عشره آلاف شخص بيوم واحد هو يوم (الحره)102، وختم اعناق وايدى ما تبقى من الصحابه امعانا باذلالهم، وارسل جيشا كبيرا لملاقاه الامام الحسين فى كربلاء مع ان عدد من كان مع الحسين لا يتجاوز 73-رجلا، الا انه امر بقتل الحسين، وبقتل شباب الذريه المباركه، وهندس مجزره كربلاء، واباد اهل بيت النبوه، ولم ينج منهم الا غلام مريض، واخذ نساء اهل البيت سبايا حفايا 103.
وعندما وضعت بين يديه رووس الضحايا اعلن بصراحه انه ينتقم من محمد ومن على لما فعلوه بالامويين يوم بدر، وبالتالى تلك ثارات لهم 104، وجلل اعماله المخزيه بهدم الكعبه المشرفه، ولم يطل به الامر فهلك، وجاء من بعده ابنه معاويه الثانى، وكان فتى صالحا اعترف بذنوب ابيه وجده واعتزل الامر 105.
وانقض مروانبن الحكمبن العاص عدو اللّه ورسوله على الخلافه، وتغلب عليها بالقوه، ثم تناقلها اولاده من بعده.
وخلال فتره الحكم الاموى اوجدوا سنه لعن علىبن ابى طالب واهل بيت النبوه على المنابر، وعمموا هذه على كافه بلاد المسلمين، فكان الخطباء يلعنون عليا واهل البيت فى كل خطبه ومستهل كل درس، وعمم الامويين على كافه حكامهم ورعاياهم: ان انظروا، فمن ثبتت موالاته لاهل بيت محمد فامحوا اسمه من ديوان العطاء، ولا تقبلوا له شهاده، وان استمر فاهدموا داره، واقتلوه 106.
ولوحق الذين يوالون اهل بيت النبوه، وذبحوا بغير رحمه 107، وظلت هذه السنه متبعه حتى جاء عمربن عبدالعزيز فالغاها.
ونادى العباسيون بعداله قضيه اهل بيت النبوه، وعرضوا للناس ما لحق باهل البيت فاستقطبوا حولهم الناس، وتمكن العباسيون من القضاء على الحكم الاموى بالقوه، ومن التملك على رقاب الناس بالقوه تماما، كما فعل الذين من قبلهم، وبعد ان تحقق لهم ذلك، تنكروا لاهل بيت النبوه، ونكلوا بهم تنكيلا يفوق التنكيل الاموى 108، ونكلوا بمن يواليهم او ينادى بحقهم بالحكم.
وضعف العباسيون، وانفرد كل والى بولايته، وظهر العثمانيون وبالقوه والتغلب قبضوا على مقاليد الامور، وحكموا لانهم غلبوا، وتابع العثمانيون سيره الذين من قبلهم فنكلوا بمن يذكر بحق اهل بيت النبوه بالقياده، وتوارث العثمانيون الخلافه كما توارثها الذين قبلهم حتى سقط آخر سلاطين بنى عثمان بالغزو الغربى، وبسقوطه سقط نظام الخلافه التاريخى.
لقد انقرض الصحابه، والتابعون، وسقط نظام الخلافه، وتداعى اهل النخوه من العلماء لاعاده نظام الخلافه التاريخى، والطريقه المثلى برايهم ان يستقطب هذا العالم او ذاك الناس حوله، حتى اذا انس من نفسه القوه انقض على الحكم القائم، واقام حكما بديلا له كما فعل الذين من قبله.
وظهر الوهابيون، وظهر الاخوان المسلمون، وظهر التحرير.. الخ.
ونسجوا على منوال اللذين قبلهم بتجاهل اهل بيت النبوه وتجاهل حديث الثقلين، والنصوص الشرعيه التى تعطى اهل البيت الحق بقياده الامه وتوجيهها، ولان هذه الجماعات لا تملك السلطه، ولا القدره على التنكيل بمن يوالى اهل البيت اكتفت تلك الاحزاب بحملات التشهير، واختلاق الاكاذيب والقول بان شيعه اهل بيت النبوه كفره... الخ 109.
الفصل الاول: انتشار نبأ النبوة مع نبأ ولاية العهد والخلافة
الفصل الثاني: تقييم بطون قريش لابناء النبوه والرساله والكتاب وولايه العهد
الفصل الثالث: بطون قريش ترفض النبوه والرساله والكتاب
الفصل الرابع: المواجهه بين النبى والهاشميين وبين بطون قريش ال23
- 1. كتاب صفين لابن مزاحم ص ،182والكامل للمبرد، 1/181ومروج الذهب للمسعودى، 2/57،59وشرح النهج لابن ابى الحديد 2/176.
- 2. عشرات المراجع التى ذكرناها فى البحوث السابقه تحت عنوان صيغ تعيين ولى العهد او الامام من بعد النبى كالخصائص للنسائى ص ،18وتاريخ ابى الفداء 1/120وتاريخ الطبرى 1/217.
- 3. تاريخ اليعقوبى 2/14.
- 4. مروج الذهب للمسعودى 2/291 292.
- 5. السيره الحلبيه 1/318 319.
- 6. الطبقات لابن سعد ،1/200وتاريخ اليعقوبى 2/16وما فوق.
- 7. سيره ابن هشام ،2/125وسيره الرسول واهل بيته 1/96وما فوق، موسسه البلاغ، وتاريخ ابن الاثير 1/97وما فوق.
- 8. الطبقات لابن سعد، 1/201 203وتاريخ الطبرى، 2/243 244والسيره الدحلانيه ص، 305، 308والسيره الحلبيه، 1/322وكتابنا النظام السياسى فى الاسلام ص219.
- 9. الغدير للعلامه الامينى 7/400.
- 10. الطبقات لابن سعد 1/216 218وكتابنا النظام السياسى فى الاسلام ص215.
- 11. الكامل فى التاريخ لابن الاثير ،2/66 70وسيره الرسول واهل بيته موسسه البلاغ 1/73وما فوق.
- 12. سيره ابن هشام، 1/358 361وتاريخ اليعقوبى، 2/56والسيره الحلبيه، 1/338وكتابنا النظام السياسى فى الاسلام ص219.
- 13. الطبقات لابن سعد ،1/243 244وتاريخ الطبرى ،2/243 244والسيره الدحلانيه ص305،308 والسيره الحلبيه ،1/322والغدير للعلامه الامينى 7/389وما فوق.
- 14. a. b. c. d. e. f. g. h. i. j. k. المراجع السابقه.
- 15. تاريخ الطبرى 2/71وما فوق والمغازى للواقدى 2/571.
- 16. كتابنا النظام السياسى فى الاسلام ص 231وما فوق، والطبقات الكبرى لابن سعد 2/8وما فوق، وكتاب المغازى للواقدى الجزء الاول والثانى، وتاريخ الطبرى الجزء الثانى والثالث.
- 17. تاريخ الطبرى 2/71وما فوق، والمغازى للواقدى 2/571وما فوق، تجد تفصيلات صلح الحديبيه.
- 18. تاريخ الطبرى 3/91احداث السنه السابعه.
- 19. المغازى للواقدى 2/722و 723و 726و 731و 750و 752و 753و حتى ،777وتاريخ الطبرى 3/91احداث السنه السابعه والثامنه.
- 20. المغازى للواقدى ،2/755وتاريخ الطبرى 3/107.
- 21. المغازى للواقدى 2/615وما فوق، وتاريخ الطبرى، 3/110احداث السنه الثامنه.
- 22. المغازى للواقدى 2/837وما فوق وقائع الفتح بعد دخول جند اللّه لمكه، وتاريخ الطبرى، 3/117احداث السنه الثامنه، وطوال التاريخ ومسلمه مكه يعرفون بالطلقاء، راجع الرسائل التى ارسلها الامام على لمعاويه، ورسائل قيس،بن سعد ومحمد بن ابى بكر وعبد اللّه بن العباس.
- 23. تاريخ الطبرى 3/220وما فوق، ومغازى الواقدى 3/885 922وما فوق.
- 24. مغازى الواقدى 3/922وما فوق، وتاريخ الطبرى 3/128 139.
- 25. تاريخ الطبرى 3/139وما فوق، والمغازى للواقدى 3/949وما فوق.
- 26. وقائع الحمله فى المغازى للواقدى ،3/989 1060وتاريخ الطبرى 3/142 175.
- 27. الايات النازله فى غزوه تبوك كما ذكرها الواقدى فى المغازى 3/1022و 1060وما فوق.
- 28. تفاصيل الموامره فى المغازى للواقدى 3/1042 1044.
- 29. المغازى للواقدى 3/1088.
- 30. ترجمه الامام على بن ابى طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر 2/75ح 575و 577و ،578ومناقب على لابن المغازلى الشافعى ص 18ح ،24والمناقب للخوارزمى الحنفى ص ،94وتاريخ بغداد للخطيب البغدادى ،8/290وسر العالمين لابى حامد الغزالى، الفصول المهمه لابن الصباغ المالكى ص ،24والحاوى للفتاوى للسيوطى ،1/122ذخائر العقبى ص ،67فضائل الخمسه ،1/350وتاريخ الاسلام للذهبى ،2/197وتفسير الفخر الرازى الشافعى ،3/63وتذكره الخواص للسبط،بن الجوزى ص ،29ومشكاه المصابيح 3/246والغدير للعلامه الامينى 1/319الخ.
- 31. المصادر السابقه.
- 32. لا خلاف بين احد من اهل المله بان رسول اللّه قد لعن من يتخلف عن بعثه اسامه، وان ابا بكر وعمر كانا فى هذه السريه راجع تاريخ اليعقوبى ،2/93والكامل لابن الاثير 2/317وطبقات بن سعد ،2/190وشرح النهج 1/53و ،2/21وكنز العمال ،5/312ومنتخب الكنز بهامش مسند الامام احمد ،4/180وتاريخ ابى الفداء 1/156.
- 33. كتابنا نظريه عداله الصحابه ص 287وما فوق، وصحيح البخارى ،1/37، 4/31، 5/65،66و 137، 7/9كتاب المرضى باب قول المريض قوموا عنى، ،8/161وصحيح مسلم بشرح النووى 2/16، 5/75فى آخر كتاب الوصيه، ( 11/94،95بشرح النووى)، ومسند الامام احمد 1/2و 355، 3/286، 4/356ح ،2992وتاريخ الطبرى 2/192،193.
- 34. المراجع السابقه كلها.
- 35. تذكره الخواص للسبط ابن الجوزى ص ،62وسر العالمين وكشف ما فيى الدارين لابى حامد الغزالى ص21.
- 36. كتابنا نظريه عداله الصحابه ص 323وما فوق، والكامل فى التاريخ لابن الاثير 2/24آخر سيره عمر من حوادث سنه ،23وشرح النهج لعلامه المعتزله ،3/107شرح نهج البلاغه لابن ابى الحديد فى 12/52وتاريخ الطبرى ،2/289، 4/223وعبداللّه،بن سبا للعسكرى 1/114وملحق المراجعات ص262.
- 37. الامامه والسياسه لابن قتيبه الدينورى ،1/12وتاريخ الطبرى ،3/202والملل والنحل للشهرستانى ،1/57وهامش الفصل فى الملل لابن حزم ،1/73وتاريخ الخميس 1/178و ،188وانساب الاشراف ،1/586وكنز العمال ،3/140ومروج الذهب ،2/100وتاريخ اليعقوبى ،2/105وكتابنا الخطط السياسيه لتوحيد الامه الاسلاميه ص464.
- 38. تاريخ الطبرى، 2/442والامامه والسياسه لابن قتيبه 1/10و12.
- 39. قول بشير بن سعد فى الامامه والسياسه 1/10على سبيل المثال.
- 40. الامامه والسياسه 1/12و ،15وشرح المنهج لابن ابى الحديد ،2/67ووقعه صفين لنصر،بن مزاحم ص182.
- 41. سنن الترمذى 7/109و 111باب ما جاء فى تركه الرسول ، ومسند احمد 1/4و 10ح 14و ،60وطبقات ابن سعد 2/316و ،5/77وتاريخ ابن كثير 5/286و ،289وتاريخ الذهبى ،1/346وسنن ابى داوود ،3/50وكنز العمال 2/315و ،5/365و ،4/130وبلاغات النساء ص ،12،15وكتابنا الخطط السياسيه لتوحيد الامه الاسلاميه ص467،471.
- 42. فتوح البلدان ،2/34 35وكتابنا الخطط السياسيه لتوحيد الامه الاسلاميه ص472.
- 43. شرح النهج 4/81نقلا عن الجوهرى، وتاريخ الاسلام للذهبى، 1/347وكنز العمال 5/367.
- 44. سنن الترمذى ،7/111وصحيح بخارى 2/200باب مناقب قرابه الرسول، وسنن ابى داود 2/49كتاب الخراج، وسنن النسائى 2/179قسم الفىء، ومسند احمد ،1/6 9ومجمع الزوائد 9/39.
- 45. الامامه والسياسه ص ،14وبلاغات النساء ص 12،15وكنز العمال ،6/108وصحيح الترمذى ،2/269والمستدرك على الصحيحين ،4/73وصحيح مسلم بشرح النووى ،15/194وشرح النهج 1/124و 632، 3/238و ،350، 4/87وكتابنا الخطط السياسيه لتوحيد الامه الاسلاميه ص 480وما فوق.
- 46. صحيح الترمذى 5/328ح ،3874وكنز العمال ص 153وتفسير،ابن كثير ،4/113والمعجم الكبير للطبرانى ص ،137وكتابنا الخطط السياسيه لتوحيد الامه الاسلاميه ص 480وما فوق ،تجد نصوص تلك الاجتماعات، وانظر مراجع حديث الثقلين.
- 47. سنن الدارمى 1/125و ،132وسنن ابى داود، 2/126ومسند احمد 2/162و 207و ،216، 4/64ومستدرك الحاكم 1/105و ،106وطبقات ابن سعد 2/254و ،5/140وتذكره الحفاظ للذهبى بترجمه محمد بن ابى بكر 1/2و 3و 4و 5و ،7وجامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر ،2/147وكنز العمال 5/139ح ،4865ومنتخب الكنز 4/61و ،64ومعالم المدرستين ،2/44واضواء على السنه المحمديه ص 262و 273و ،259،261وكتابينا الخطط السياسيه لتوحيد الامه الاسلاميه ص 136،148وما فوق، والنظام السياسى فى الاسلام ص137.
- 48. اول من اوجد شعار حسبنا كتاب اللّه هو عمر بن الخطاب، وقد رفع هذا الشعار بمواجهه الرسول نفسه صحيح البخارى 1/37، 4/31و 65و ،66، 5/137، 7/9، 8/161وصحيح مسلم 5/75، 11/95شرح النووى لصحيح مسلم ، وكتابنا الخطط السياسيه ص 297وما فوق وبعد عمر رفع ابو بكر هذا الشعار بعد وفاه الرسول: تذكره الحفاظ للذهبى بترجمه ابى بكر 1/2 3وتطور هذا الشعار فرفعه عمر،بن العاص ومعاويه،بن ابى سفيان فى صفين بمواجهه ولى اللّه الامام على،بن ابى طالب، كتابنا الخطط السياسيه ص115 117.
- 49. سنن الدارمى ،1/125وسنن ابى داود 2/126باب كتابه العلم، ومسند احمد 2/162و 207و ،216ومستدرك الحاكم 1/105و ،106وجامع بيان العلم وفضله لابن عبدالبر ،1/85وكتابنا الخطط السياسيه لتوحيد الامه الاسلاميه ص 136وما فوق.
- 50. صحيح البخارى كتاب الدعوات باب قول النبى من آذيته، وصحيح مسلم كتاب البر والعلق باب من لصفه النبى، وكتابنا الخطط السياسيه ص ،103، 111تجد الغايه من هذه الاختلافات وتجد التجذير التاريخى، والتنظير السياسى، وفتوح البلدان للبلاذرى، وكتابنا النظام السياسى فى الاسلام ص 109وكنت قد اخطات فى التاويل اذ ثبت لى ان رسول اللّه كان يساوى فى العطاء بين الناس، وان مخالفه سنه المساواه هى التى اوجدت نظام الطبقات ، وشرح النهج لابن ابى الحديد 1/67.
- 51. صحيح البخارى كتاب الدعوات باب قول النبى من آذيته، وصحيح مسلم كتاب البر والعلق باب من لصفه النبى، وكتابنا الخطط السياسيه ص ،103، 111والنظام السياسى فى الاسلام ص ،109وفتوح البلدان للبلاذرى.
- 52. صحيح البخارى ،5/21وتاريخ ابن كثير ،7/249والطبقات لابن سعد ،3/77ومروج الذهب للمسعودى ،1/434وانساب الاشراف ،5/7والعقد الفريد ،2/279والغدير للعلامه الامينى 8/727.
- 53. كتابنا الخطط السياسيه لتوحيد الامه الاسلاميه ص 161وما فوق، ومقدمه ابن خلدون ص ،177وسنن ابى داود ،4/209والعقد الفريد ،5/51وتاريخ الطبرى 5/61وتاريخ ابن الاثير 1/205، 9/76.
- 54. الامامه والسياسه لابن قتيب 1/15وحليه الاولياء لابى نعيم 4/44ومسلم فى صحيحه والبخارى فى صحيحه والبيهقى فى سننه 8/149 وابن الجوزى فى سيره عمر والرياض النضره 2/74 والمسعودى فى مروجه 2/253 وتاريخ الطبرى ج 4ص 53والعقد الفريد 2/254 والبلاذرى فى انساب الاشراف 5/16 وكتابنا الخطط السياسيه لتوحيد الامه الاسلاميه ص371.
- 55. المقدمه لابن خلدون ص ،177 والاحكام السلطانيه للماوردى ص ،6والاحكام السلطانيه للفراء ص 6و 7و ،11والارشاد فى الكلام لامام الحرمين الجوينى ص ،424وابن العربى فى شرحه لسنن الترمذى 13/329والقرطبى فى تفسير ﴿ ... إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ... ﴾ والمواقف فى علم الكلام 8/251 253 وراجع كتابنا الخطط السياسيه لتوحيد الامه الاسلاميه ص 373وما فوق.
- 56. الامامه والسياسه لابن قتيبه 1/22واعلام النساء 2/786.
- 57. كتابنا الخطط السياسيه لتوحيد الامه الاسلاميه 372وما فوق.
- 58. حليه الاولياء لابى نعيم ،1/44والبيهقى فى سننه ،8/149وابن الجوزى فى سيره عمر، والرياض النضره 2/74ومروج الذهب للمسعودى 2/253.
- 59. الاحكام السلطانيه للماوردى ص 6وما فوق والاحكام السلطانيه لابى يعلى الفراء ص 7وما فوق، والارشاد فى الكلام لامام الحرمين الجوينى ص 424وابن العربى فى شرحه لسنن الترمذى ،13/229والقرطبى فى تفسيره (انى جاعل فى الارض خليفه) والمواقف فى علم الكلام 8/251 253.
- 60. شرح النهج ،2/53و 3/180ومعالم المدرستين 2/67.
- 61. صحيح البخارى كتاب الدعوات، وفى بدء الخلق، وكتاب التفسير ورواه مسلم فى كتاب الصلاه، وابن ماجه وابو داود فى صحيحيهما واحمد فى مسنده 2/47والنسائى فى صحيحه 1/190والادب المفرد للبخارى ص 93راجع فضائل الخمسه للفيروز،ابادى 1/253وما فوق.
- 62. صحيح الترمذى 5/328ح 3874وكنز العمال ص 153وتفسير ابن كثير 4/113والمعجم الكبير للطبرانى ص 137واحياء الميت للسيوطى ص 114بهامش الاقحاف والدر المنثور للسيوطى ،2/60كتابنا الخطط السياسيه لتوحيد الامه الاسلاميه ص 664وما فوق تجد مجموعه كبيره من مراجع حديث الثقلين.
- 63. الكامل فى التاريخ لابن الاثير 3/24آخر سيره عمر من حوادث سنه 23وشرح النهج لعلامه المعتزله ابن ابى الحديد ج 2واورده فى احوال عمر واخرجه الامام احمد،بن ابى الطاهر فى تاريخ بغداد، وكتبنا الخطط السياسيه لتوحيد الامه الاسلاميه ص 411والنظام السياسى فى الاسلام ص 141 142ونظريه عداله الصحابه والمرجعيه السياسيه فى الاسلام.
- 64. الامامه والسياسه 1/22واعلام النساء 2/786.
- 65. الاصابه لابن حجر ص 9و ،10وقد الفت كتابا كاملا حول هذا الموضوع (نظريه عداله الصحابه والمرجعيه السياسيه فى الاسلام)، وعالجت هذه الموضوع معالجه كامله، فارجع اليه.
- 66. a. b. c. المرجع السابق.
- 67. كتابنا نظريه عداله الصحابه والمرجعيه السياسيه فى الاسلام تجد التوثيق، وتفصيل هذا الموضوع.
- 68. صحيح البخارى ،1/37، 4/21، 7/9وصحيح مسلم ( 2/16، 5/75، 11/94،95شرح النووى) ومسند احمد 1/355وتاريخ الطبرى 2/193وتاريخ ابن الاثير 2/360وسر العالمين وكشف ما فى الدارين لابى حامد الغزالى ص21.
- 69. صحيح البخارى ،1/37، 4/21، 7/9وصحيح مسلم ( 2/16، 5/75، 11شرح النووى) ،94،95ومسند احمد 1/355وتاريخ الطبرى ،2/193وتاريخ ابن الاثير 2/360وسر العالمين وكشف ما فى الدارين ص21.
- 70. المراجع السابقه وشرح النهج لعلامه المعتزله ابن ابى الحديد 3/105.
- 71. تاريخ الطبرى 2/219و 3/206ونظام الحكم للقاسمى ص ،126وكتابنا نظريه عداله الصحابه والمرجعيه السياسيه فى الاسلام ص301 309.
- 72. تاريخ الطبرى 3/205 206و 3/203و 205و ،206والامامه والسياسه لابن قتيبه 1/10وتحليلنا لحقيقه اجتماع سقيفه بنى ساعده فى ص 316وما فوق من كتابنا نظريه عداله الصحابه.
- 73. كتابينا الخطط السياسيه لتوحيد الامه الاسلاميه ص 440ونظريه عداله الصحابه 300وما فوق.
- 74. تاريخ الطبرى 2/458وقول عمر (ما ان رايت اسلم حتى ايقنت بالنصر) وفى روايه ابن الاثير فجاءت اسلم فبايعت، وقال الزبير،بن بكار فى الموفقيات بروايه ابن ابى الحديد - 6/287فقوى بهم ابو بكر)، كتابنا الخطط السياسيه لتوحيد الامه الاسلاميه ص441.
- 75. الامامه والسياسه ، 1/5كيف بايع بنو اميه، وراجع دور اسلم فى المراجع التى ذكرتها فى الفقره السابقه، والموفقيات للزبير،بن بكار ص ،578والرياض النضره ،1/164وتاريخ الخميس 1/188تجد مراسم الزفه.
- 76. الكامل لابن الاثير ، 2/24آخر سيره عمر، وشرح النهج ،12/52وتاريخ الطبرى ،2/289، 4/223مروج الذهب ،2/253 254وكتابنا نظريه عداله الصحابه.
- 77. الامامه والسياسه ،1/18والعقد الفريد لابن عبد ربه ،4/259 260وشرح النهج لابن ابى الحديد 1/134و ،157، 2/19وتاريخ الطبرى 1/167و ،197، 3/202والملل والنحل للشهرستانى 1/57وهامش الفصل فى الملل لابن حزم 1/73والغدير للامينى ،7/126والسقيفه لابى بكر الجوهرى بروايه ابن ابى الحديد ،1/586وكنز العمال: ،3/105وتاريخ الخميس ،1/178ومروج الذهب ،2/100وتاريخ اليعقوبى ،2/105وكتابنا الخطط السياسيه ص464.
- 78. صحيح الترمذى 2/306،307واحمد،بن حنبل 3/3و 62و 82وصحيح ابن ماجد ،3/167وفضائل الخمسه للفيروز ابادى 3/259 264تجد مجموعه كبيره من المراجع التى توكد يقينيه هذا الحديث.
- 79. شرح النهج 4/87 89وبلاغات النساء ص ،12 15ومسند احمد 1/10ح 60وسنن الترمذى 7/109و 111وكنز العمال 14/130وطبقات ابن سعد 2/315وكتابنا الخطط السياسيه فى الاسلام ص 467 476تجد تفصيل ذلك.
- 80. كتابينا الخطط السياسيه ص 420وما فوق ونظريه عداله الصحابه ص ،300وشرح النهج تحقيق حسن تميم 3/789،790.
- 81. فتح البارى 7/323والغدير للامينى 10/385حتى 390.
- 82. تاريخ الطبرى ،5/33والامامه والسياسه 1/12و ،22واعلام النساء ،2/78وانساب الاشراف للبلاذرى ،5/16وكنز العمال ،6/391وشرح النهج 2/5و 18و 20و ،115وملحق ذلك كله فى كتابنا الخطط السياسيه ص424،526.
- 83. الامامه والسياسه 1/22واعلام النساء بروايه ابن ابى الحديد 2/786من شرح النهج.
- 84. كتابنا النظام السياسى فى الاسلام ص ،159 162تاريخ الطبرى 3/429وسيره عمر لابن الجوزى ص 37وتاريخ ابن خلدون 2/85.
- 85. كتابنا النظام السياسى فى الاسلام ص ،147ونظام الحكم للقاسمى ص 419كما نقلها عن تاريخ الطبرى ابتداء من معركه القادسيه.
- 86. طبقات ابن سعد 1/76و 208و ،209والسيره الحلبيه 1/336.
- 87. الكامل لابن الاثير ،3/24آخر سيره عمر وشرح النهج لعلامه المعتزله 3/107.
- 88. المراجع الوارده فى البند السابق، وامعن النظر فى حواره مع ابن عباس تجد انه كان مقتنعا بان الطريقه المثلى هى ابعاد الهاشميين عن الحكم وحصره فى بطون قريش.
- 89. كتابنا النظام السياسى فى الاسلام 159 162.
- 90. الغدير للامينى 8/88.
- 91. القران الكريم: سورة الصف (61)، الآية: 7، الصفحة: 552.
- 92. سنن ابى داود ،2/220وانساب الاشراف للبلاذرى 5/46ومستدرك الحاكم 3/100والاستيعاب لابن عبدالبر 1/281واسد الغابه لابن الاثير 3/173والاصابه لابن حجر 2/317وتفسير الشوكانى 2/134والغدير للعلامه الامينى 8/327.
- 93. وقعه صفين لنصر بن مزاحم ص 117وص 220وراجع آراء علماء المسلمين للسيد مرتضى الرضوى ص 74وما فوق.
- 94. الغدير للعلامه الامينى 8/282وما فوق.
- 95. تاريخ بن الاثير ج 3مقتل عثمان وكتابنا النظام السياسى فى الاسلام 263.
- 96. الامامه والسياسه لابن قتيبه 34 38وراجع تاريخ ابن الاثير ج 3مقتل عثمان وراجع مسند احمد 1/62وقول عثمان (لو ان بيدى مفاتيح الجنه لاعطيتها بنى اميه حتى يدخلوا من عند آخرهم) وراجع صحيح بخارى كتاب الفتن 10/146وقول الرسول (فساد امتى على يدى غلمه سفهاء من قريش).
- 97. الكامل فى التاريخ لابن الاثير 3/24آخر سيره عمر من حوادث 23وشرح النهج لعلامه المعتزله ابن ابى الحديد 2/107ومن احوال عمر واخرجه الامام احمد ابن ابى الطاهر من تاريخ بغداد وراجع كتابنا الخطط السياسيه ص 411وكتابنا النظام السياسى فى الاسلام ص141 142.
- 98. نفس المرجع السابق.
- 99. سيره الرسول واهل بيته لموسسه البلاغ ص 50وما فوق والفصول المهمه لابن الصباغ المالكى ص 163وتاريخ الخلفاء للسيوطى ص 191وتاريخ ابن كثير 3/414و 472وابن ابى الحديد 2/86و 11/10، 40وما فوق.
- 100. الغدير للعلامه الامينى 11/27وما فوق والاستيعاب.
- 101. لابن عبد البر 1/141والسبط الجوزى فى تذكره الخواص ص 121هذا ما يتعلق بالسم اما قوله (كرهت ان اترك امه محمد بعدى كالظان) راجع تاريخ الطبرى 6/170والامامه والسياسه ص151.
- 102. يوم الحره من اسوء ايام تاريخ الاسلام، وهو محفور بالذاكره راجع على سبيل المثال تاريخ ابن كثير 6/234وتاريخ اليعقوبى 6/251وتاريخ الخلفاء للسيوطى ص 209وتاريخ المنسى 2/302وتاريخ الطبرى 7/11وابن كثير 8/220وتاريخ الاسلام للذهبى 2/357وفتوح ابن الحكم 5/300الخ.
- 103. مقتل الحسين للخوارزمى الحنفى على سبيل المثال وتاريخ الطبرى 7/206حوادث 74.
- 104. سيره ابن هشام 3/97وشرح النهج لعلامه المعتزله 2/382وفتوح ابن اعثم 5/241.
- 105. خطبه معاويه بن يزيد فى فضائل الخمسه الفيروز ابادى 3/392.
- 106. كتابنا الخطط السياسيه لتوحيد الامه الاسلاميه 3/595 596.
- 107. 3/597 كما نقله عن المدائنى فى كتاب الاحداث.
- 108. سيره الرسول واهل بيته موسسه البلاغ 2/283وما فوق.
- 109. المصدر: كتاب المواجهة مع رسول اللّه وآله للمحامي الدكتور أحمد حسين يعقوب رحمه الله.