حقول مرتبطة:
الكلمات الرئيسية:
عذاب الميت في القبر هل هو حقيقة أم خرافة ؟
القبر مدخل عالم الآخرة:
القبر هو المدخل الذي من خلاله ندخل الى عالم البرزخ و من بعده الى عالم الآخرة، و القبر هو بيتنا الذي سنُنْزَل فيه شئنا أم أبينا ، عمِلنا صالحاً أم طالحا، تزودنا و تحسبنا لنزول هذه الحفرة أم لا .
هذا من جهة، و من جهة أخرى فإن الموت حق لا يسع أي إنسان مهما كانت عقيدته أن ينكره حتى لو كان من أقوى الملوك الجبابرة، و حتى لو تصنَّع الانكار فسوف يستسلم للموت حين وصول أجله، حيث لا يمكن الفرار من الموت أبداً .
قال الله عز و جل: ﴿ أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ ... ﴾ 1 .
و قال عزَّ مِن قائل : ﴿ قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ 2 .
و قال سبحانه و تعالى: ﴿ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ... ﴾ 3 .
و يقول جلَّ جلاله مخاطباً رسوله الكريم محمد صلى الله عليه و آله: ﴿ إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ ﴾ 4 .
فلاشك في أننا مهما عشنا في عالم الدنيا و طالت أعمارنا فإن مصيرنا الى الموت و القبر .
القرآن و عذاب القبر:
قال الله عز و جل و هو يذكر آل فرعون: ﴿ ... وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ * النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ ﴾ 5 .
فالمجرمون يعذبون مرتين مرة في عالم الدنيا بعد مماتهم حيث تصرح الآية بأنهم يعذبون ﴿ ... غُدُوًّا وَعَشِيًّا ... ﴾ 6 و الغدو و العشي أي النهار و الليل يكون في عالم الدنيا لا في عالم الآخرة.
و عندما سأل رَجُلٌ الامام جعفر الصادق عليه السلام قائلاً: مَا تَقُولُ فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ: ﴿ النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا ... ﴾ 6 ؟
فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام: "مَا تَقُولُ النَّاسُ فِيهَا ؟
فَقَالَ يَقُولُونَ: إِنَّهَا فِي نَارِ الْخُلْدِ - وَ هُمْ لَا يُعَذَّبُونَ فِيمَا بَيْنَ ذَلِكَ - .
فَقَالَ عليه السلام: "فَهُمْ مِنَ السُّعَدَاءِ" ؟
فَقِيلَ لَهُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، فَكَيْفَ هَذَا ؟
فَقَالَ: "إِنَّمَا هَذَا فِي الدُّنْيَا، وَ أَمَّا فِي نَارِ الْخُلْدِ فَهُوَ قَوْلُهُ : ﴿ ... وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ ﴾ 6 7 .
فيتبين أن هناك عذاباً يسبق عذاب نار جهنم و هو في عالم الدنيا الذي فيه ليل و نهار و شروق و غروب، و لو عذب المجرمون في عالم الآخرة في الغدو و العشي فقط لكانوا بين ذلك من السعداء.
فعذاب القبر حقيقة مؤلمة و عملية مخيفة تحدثت عنها الاحاديث بصور مختلفة، كما و جاء ذكر عذاب القبر و الاستجارة و الاستعاذة منه في الادعية المختلفة و هو ما يثبت وجود عذاب القبر.
قال الامام الصادق عليه السلام: كَانَ أَبِي عَلَيْهِ السَّلَامُ يَقُولُ إِذَا أَصْبَحَ:" ... اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَ مِنْ ضَغْطَةِ الْقَبْرِ، وَ مِنْ ضِيقِ الْقَبْرِ ... " 8 .
و ما ورد في أدعية الإصباح و الإمساء قول: ... اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَ مِنْ ضَغْطَةِ الْقَبْرِ وَ مِنْ ضِيقِ الْقَبْرِ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ سَطَوَاتِ اللَّيْلِ وَ النَّهَارِ ..." 9 .
أعاذنا الله جميعاً من عذاب القبر و ضغطته.
- 1. القران الكريم: سورة النساء (4)، الآية: 78، الصفحة: 90.
- 2. القران الكريم: سورة الجمعة (62)، الآية: 8، الصفحة: 553.
- 3. القران الكريم: سورة آل عمران (3)، الآية: 185، الصفحة: 74.
- 4. القران الكريم: سورة الزمر (39)، الآية: 30، الصفحة: 461.
- 5. القران الكريم: سورة غافر (40)، الآية: 45 و 46، الصفحة: 472.
- 6. a. b. c. القران الكريم: سورة غافر (40)، الآية: 46، الصفحة: 472.
- 7. تفسير القمي: 2 / 258 ، لعلي بن ابراهيم القمي (رحمه الله) .
- 8. الكافي : 4 / 427 للشيخ أبي جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكُليني، المُلَقَّب بثقة الإسلام، المتوفى سنة: 329 هجرية، تحقيق: علي اكبر غفاري و محمد آخوندي، الطبعة الرابعة، طبعة دار الكتب الإسلامية، سنة: 1407 هجرية، طهران/إيران.
- 9. الكافي: 2 / 526 .
تعليقتان
عذاب القبر
أضافه نوي في
ما الفرق بين يعرضون عليها (النار) و يدخلونها (عذاب )
عذاب القبر خرافة
أضافه عبدالعزيز كوليبالي في
لا عذاب إلا بعد حساب،فالقرآن يكذب خرافة عذاب القبر
قال تعالى:وترى كلّ أمة جاثية،كلّ أمة تدعىٰٓ إلى كتابها اليوم تجزون ما كنتم تعملون* العذاب يبدء بعد جزاء يوم القيامة
إضافة تعليق جديد