حقول مرتبطة:
الكلمات الرئيسية:
هل الإسلام يدعو إلى الرهبانية و ترك الملذات ؟
الإسلام دين الحياة السعيدة، و منهجه منهج متوازن يتطابق مع الفطرة الانسانية و ما تتطلبه فطرته، و هو دين عملي بعيد عن الافراط و التفريط.
رُوِيَ عَنْ الامام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السَّلام ) أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ رَجُلٍ دَخَلَهُ الْخَوْفُ مِنَ اللَّهِ ، حَتَّى تَرَكَ النِّسَاءَ ، وَ الطَّعَامَ الطَّيِّبَ ، وَ لَا يَقْدِرُ عَلَى أَنْ يَرْفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ تَعْظِيماً لِلَّهِ؟!
فَقَالَ ( عليه السَّلام ) : " أَمَّا قَوْلُكَ فِي تَرْكِ النِّسَاءِ ، فَقَدْ عَلِمْتَ مَا كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ (صلى الله عليه و آله) مِنْهُنَّ.
وَ أَمَّا قَوْلُكَ فِي تَرْكِ الطَّعَامِ الطِّيبِ، فَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه و آله) يَأْكُلُ اللَّحْمَ وَ الْعَسَلَ.
وَ أَمَّا قَوْلُكَ إِنَّهُ دَخَلَهُ الْخَوْفُ مِنَ اللَّهِ حَتَّى لَا يَسْتَطِيعَ أَنْ يَرْفَعَ رَأْسَهُ، فَإِنَّمَا الْخُشُوعُ فِي الْقَلْبِ، وَ مَنْ ذَا يَكُونُ أَخْشَعَ وَ أَخْوَفَ لِلَّهِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ (صلى الله عليه و آله)، فَمَا كَانَ يَفْعَلُ هَذَا، وَ قَدْ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ ... ﴾ 1 ، 2 .
فالاسلام دين الحياة المتوازنة البعيدة عن الافراط و التفريط و التي تجمع بين الدنيا و الآخرة بشكل حكيم دون نفي واحدة على حساب الأخرى و هذا ما تؤكده الاحاديث الكثيرة المروية عن النبي المصطفى (صلى الله عليه و آله) و عترته الطاهرة (عليهم السَّلام).
قال الامام جعفر الصادق (عليه السَّلام): " لَیْسَ مِنَّا مَنْ تَرَکَ دُنْیَاهُ لآِخِرَتِهِ وَ لَا آخِرَتَهُ لِدُنْیَاهُ".
و رُوِيَ عن الامام أمير المؤمنين علي (عليه السَّلام): "اِعْمَلْ لِدُنْيَاكَ كَأَنَّكَ تَعِيشُ أَبَداً وَ اعْمَلْ لاِخِرَتِكَ كَأَنَّكَ تَمُوتُ غَداً"، فلا رهبانية في الإسلام.
- 1. القران الكريم: سورة الأحزاب (33)، الآية: 21، الصفحة: 420.
- 2. مستدرك وسائل الشيعة : 14 / 215 ، للشيخ المحدث النوري ، المولود سنة : 1254 هجرية ، و المتوفى سنة : 1320 هجرية ، طبعة : مؤسسة آل البيت ، سنة : 1408 هجرية ، قم / إيران .