نشر قبل 18 سنة
مجموع الأصوات: 181
القراءات: 39182

حقول مرتبطة: 

الكلمات الرئيسية: 

كيف نأمن شر الجن و أذاهم ؟

يستطيع الانسان أن يعيش بمأمن من أذى الجن و شرورهم ، و أما كيفية التخلص من أذاهم فهو بالاستعاذة 1 و قراءة البسملة 2 و تلاوة القرآن بصورة عامة ، و سورة الجن بصورة خاصة ، و قراءة آية الكرسي 3 ، و الدعاء بالدعوات المأثورة .
1. في فقه الرضا ( عليه السَّلام ) : " من قرأ سورة الجن لم يصبه في الحياة الدنيا شيء من أعين الجن و لا نفثهم و لا سحرهم و لا كيدهم " 4 .
2. قال رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله ) : " اجعلوا لبيوتكم نصيباً من القرآن ، فان البيت إذا قرأ فيه القرآن ، آنس على أهله و كثر خيره و كان ساكنيه مؤمنو الجن ، و البيت الذي لم يقرأ فيه القرآن و حش على أهله و قلّ خيره ، و كان ساكنيه كفرة الجن " 5 .
نقاط جديرة بالتأمل :
1. أن للجن حشراً و نشراً و حساباً و كتاباً و ثواباً و عقاباً كما لنا نحن ، و يدل على ذلك قول الله تعالى : ﴿ وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُوْلَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا * وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا 6 .
2. أن الجن كانوا قادرين على الصعود إلى السماوات و استراق السمع ، لكنهم منعوا بعد ذلك ، و يدل عليه قول الله تعالى : ﴿ وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَن يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَّصَدًا 7 .
3. أن من الجن كفاراً و مؤمنون ، يقول القرآن الكريم : ﴿ وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا 8 .
4. أنهم كانوا يحاولون إغواء بعض الناس من خلال إعطائهم بعض المعلومات الخافية على البشر ، و أن لهم رجال و نساء و يدل عليه قول الله تعالى : ﴿ وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا 9 .
5. أنه يوجد فيهم من له قدرة على القيام بأعمال عظيمة و شاقة ، و يدل عليه :
قول الله تعالى : ﴿ قَالَ عِفْريتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ 10 .
قول الله تعالى : ﴿ وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ * يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاء مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ 11 .
صفوة القول :
الجن طائفة من الموجودات غير المرئية ، فالإنسان لا يستطيع مشاهدتها إلا إذا أظهرت الجن نفسها للانسان ، و قد خلقها الله تعالى قبل أن يخلق الإنسان ، و بعث إليهم الأنبياء ، و هم كالناس يدينون بالأديان و المذاهب ، فمنهم يهود و نصارى و مسلمون ، و منهم مؤمنون بالله و رسوله و الأئمة المعصومين ( عليهم السَّلام ) ، كما أنهم كانوا يأتون إلى النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) و الأئمة ( عليهم السَّلام ) يسألون عن معالم الدين و أحكامه ، و قد يخدمون المعصومين و يأتمرون بأوامرهم إذا ما أمروا بذلك .
و لكن يجب التنبيه على نفطة مهمة و هي انه لا يمكن نسبة كل نكسة أو حادثة سيئة في حياة الإنسان إلى الجن ، بل يمكن أن يكون ذلك ناشئاً من سوء تدبير الإنسان و سوء ادارته ، فينبغي الإلتفات إلى هذه النقطة حتى لا يقع الإنسان فريسة الأوهام و الخرافات ، كما أنه لا يجوز شرعاً مراجعة من يدعي التعامل مع الجن و يزعم بأنه يتمكن من حل المشاكل و صنع المعجزات ، بل ينبغي أولاً :
1. التخطيط العملي الصحيح للخروج من المشاكل .
2. العمل و السعي بإرادة جديَّة .
3. الإستفادة من الأذكار و الأدعية الشرعية ، و بخاصة تلاوة القرآن الكريم .
4. الإبتعاد عن الوساوس .
5. الإبتعاد من الذين يعزون كل شيء و كل شاردة و واردة إلى قضايا من هذا النوع .

تعليق واحد