آية الله العظمى الامام السيد روح الله الخميني قدس سره
السيد روح الله الموسوي الخميني، اشتهر بلقب الإمام الخميني.
ولد عام 1320 هـ/1902م في مدينة خمين، في إيران.
توجه إلى الحوزة العلمية في مدينة أراك، التي كانت تحت زعامة الأستاذ الشيخ عبد الكريم الحائري اليزدي، سنة 1339 هـ/1919 م.
انتقل إلى مدينة قم حيث نقل الشيخ الحائري الحوزة العلمية إليها في رجب عام 1340 هـ/1920 م.
أكمل دراسته العلمية في حوزة قم و تتلمذ عند مجموعة من كبار العلماء، منهم: آية الله الشيخ عبد الكريم الحائري اليزدي و آية الله السيد محمد تقي الخونساري، و آية الله السيد حسين الطباطبائي البروجردي و آية الله السيد علي اليثربي الكاشاني و آية الله الميرزا جواد الملكي التبريزي و آية الله الميرزا محمد علي الشاه آبادي و الشيخ محمد رضا المسجد شاهي الأصفهاني رحمهم الله.
بدأ بتدريس بحث الخارج في الفقه و الأصول سنة 1364 هـ و هو في الرابعة و الأربعين من عمره، وكان تدريسه مصادفاً لورود السيد البروجردي إلى مدينة قم.
بعد وفاة السيد البروجردي سنة 1380 هـ/1961 م، اجتمع حوله كثير من رواد العلم من مريديه يطلبون منه طبع رسالة العملية، فامتنع عن ذلك.
على أثر خطاباته النافذة التي فضحت مخططات النظام الشاهنشاهي ضد الاسلام اعتقلته حكومة الشاه في فجر الرابع من تشرين الثاني من العام 1964 م. ثم تم تسفيره مباشرة إلى العاصمة التركية أنقرة.
في الخامس من تشرين الأول من عام 1965 م، تمّ نقل الإمام الخميني ونجله السيد مصطفى من تركيا إلى المنفى الجديد في العراق.
تمّ إخراجه من العراق في 4 تشرين الأول 1978 م، و غادر الإمام الخميني النجف الأشرف متوجهاً إلى الكويت ، لكن الحكومة الكويتية امتنعت عن استقباله فقرّر الإمام السفر إلى باريس.
في مطلع شهر شباط 1979 م, رجع الى الوطن بعد غياب دام 14 عاماً.
انتصرت الثورة الإسلامية في إيران تحت قيادته سنة 1979 م.
أسس نظام الجمهورية الإسلامية في إيران و تصدى قيادتها حتي نهاية عمره الشريف.
من أهم آرائه نظرية ولاية الفقيه، و هي نظرية فقهية و سياسية، و بنى عليها أسس نظام الجمهورية الإسلامية.
ألّف عديد من الكتب في شتّى الموضوعات الإسلاميّة منها:
الحكومة الإسلامية أو ولاية الفقيه
مصباح الهداية إلى الخلافة والولاية
شرح الأربعين حديثاً
تحرير الوسيلة
الجهاد الأكبر أو جهاد النفس
كشف الأسرار
آداب الصلاة
سرُّ الصّلاة أو صلاة العارفين ومعراج السّالكين
الرسائل العرفانية
توفي الإمام الخميني يوم 28 شوال 1409 هـ/ 4 حزيران سنة 1989 م.
لا بد من معرفة أن المؤمن لمَّا كان سيره في هذا العالم معتدلاً، وقلبه سوياً، وتوجّهه نحو الله وصراطه مستقيماً، كان في ذلك العالم أيضاً صراطه مستقيماً وواضحاً، وجسمه معتدلاً وصورته وسيرته وظاهره وباطنه في صورة الإنسان وهيئته.
أيّها العزيز، إنّ القنوت هو قطع اليد عن غير الحقّ، والإقبال التامّ على عزّ الربوبيّة، ومدّ يد السؤال خالية الكفّ إلى الغنيّ المطلق، والكلام عن الدنيا في هذا الحال هو كمال النقصان وتمام الخسران.
بتاريخ 20 رمضان سنة 1399هـ الموافق 7/8/1979، اقترحالإمام الخميني في بيان وجّههُ إلى مسلمي العالم أن يكون آخر جمعة من شهر رمضان المبارك "يوم القدس" ودعا كافة مسلمي العالم أن يعلنوا في هذا اليوم الذي هو من أيام القدر تأييدهم للحقوق القانونية للشعب الفلسطيني المسلم، وإليكم نصّ بيان الإمام:
ما معنى أن نتشهّد في صلاتنا بأنّ الله هو الإله الأوحد الذي لا شريك له؟ وهل كنّا شاهدين أو حاضرين في زمن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم حتّى يحقّ لنا أن نشهد على رسالته؟
من الآداب المهمّة لقراءة القرآن، التي تمنح الإنسان نتائج كثيرة واستفادات غير معدودة، هو التطبيق العمليّ للآيات الكريمة. وكيفيّته أنّه حينما يتفكّر في كلّ آية من الآيات الشريفة، يطبّق مفادها في حاله، ويرفع نقصانه بواسطة هذا التطبيق، ويشفي أمراضه به.
من مهمّات آداب النيّة، وهو في الوقت نفسه من مهمّات جميع العبادات، ومن المقرّرات الكليّة الشاملة: الإخلاص. وحقيقته تصفية العمل من كلّ شائبة سوى الله، وتصفية السرّ عن رؤية غير الحقّ تعالى في جميع الأعمال الظاهريّة والباطنيّة. وكمال الإخلاص ترك الغير مطلقاً، وجعل الإنّيّة والأنانيّة، والغير والغيريّة تحت قدمَيك.
من الممكن أن تكون عبادات الإنسان لمدّة أربعين سنة غير صحيحة، حتّى بحسب الصورة، وتكون فاقدة لأجزائها الصوريّة الفقهيّة، فضلاً عن الآداب الباطنيّة والشرعيّة؛ بسبب ابتلائه بالوسواس.
وما يضحك الثكلى أنّ بعض الأشخاص المبتلين بالوسواس يرون أعمال جميع الناس باطلة.
إنّ الوصول دفعةً واحدةً إلى الإخلاص الكامل لمن كان محجوباً أمرٌ نادر الحدوث، ولا ينبغي التعويل وترك المجاهدة لتحصيله، كأن يجلس السالك ويصرّ على الدعاء حتّى يبلغه؛ لهذا يحتاج السالك إلى عبور مراتب المجاهدة ومراحل التصفية لكي يصل إليه.
روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إنّما الأعمال بالنيّات". ولأنّ ليس للإنسان إلّا ما سعى، فإنّ طريق السعي وجعله وسيلة للتكامل، والوصول إلى الله، يبدأ من إصلاح النيّة، إلّا أنّ الشيطان يسعى بكلّ ما أوتي من غواية للتدخّل في نيّة العبد، وبدل أن يهتمّ مثل هذا الإنسان بما هو مطلوب منه، فإنّه يصرف عمره الثمين فيما لا طائل وراءه.
حكومة الإسلام ليست ملكيّة ولا شاهنشاهيّة، ولا امبراطوريّة، لأنّ الإسلام منزّه عن التفريط والاستهانة بأرواح الناس وأموالهم بغير حقّ، ولذلك لا يوجد في حكومة الإسلام نظير ما يكثر وجوده عند السلاطين والأباطرة من قصور ضخمة، وخدم وحشم...