سماحة العلامة آية الله السيد علي الحسيني الميلاني حفظه الله
ولد: في شهر رمضان سنة 1367 في النجف الأشرف .
أكمل دراسته في المقدّمات و السّطوح في الحوزة العلمية بكربلاء المقدّسة، فكان اُستاذه في المقدّمات العلاّمة الحجة المجاهد المرحوم السيّد محمّد نجل آية الله السيد مرتضى آل صاحب الرياض الطباطبائي، و قرأ السّطوح على علماء كبار و مدرّسين مشاهير من تلامذة جدّه آية الله العظمى السيد محمد هادي الميلاني، كالشيخ محمّد الشاهرودي و الشيخ محمّد حسين المازندراني و الشيخ عبد الحسن البيضاني و السيد محسن الجلالي الكشميري .
هاجر إلى النجف الأشرف للحضور على أساطين الفقه و الاُصول فلم يحضر إلاّ قليلاً حتّى اضطرّ إلى مغادرة العراق كسائر العلماء و الفضلاء الايرانيين و سائر أبناء الشّيعة في عهد حكومة حزب البعث الكافر الظالم في سنة 1390.
توجّه إلى إيران بأمرٍ من جدّه المرجع السيّد الميلاني (قدس سره)، فحضر أبحاثه في الحوزة العلميّة بمشهد الامام الرضا (عليه السلام) و كان بخدمته إلى أنْ وافاه الأجل في شهر رجب من عام 1394.
نزل مدينة قم المقدّسة حيث الحوزة العلميّة الكبرى المزدحمة بأعلام العلماء من أهلها و المهاجرين إليها من النّجف الأشرف على أثر حوادث العراق فحضر على: آية الله العظمى المرجع السيد محمّد رضا الموسوي الكلبايكانى، في الفقه. و آية الله العظمى المرجع الشيخ حسين الوحيد الخراساني، في الفقه و الاُصول. و آية الله العظمى المرجع السيد محمد الحسيني الروحاني، في الاُصول. وآية الله العظمى المرجع الميرزا محمّد كاظم التبريزي، في الفقه. و آية الله العظمى الشيخ مرتضى الحائري، في الفقه. و قد لازم المرجع السيد الكلبايكاني و المرجع الشيخ الوحيد، و كتب دروسهما في الفقه و الاُصول. و قد طبع في حياة المرجع السيد الكلبايكاني عدّة مجلّدات من تقرير بحوثه بأمرٍ منه، مع تقارير جليلة أشاد فيها بمقامه العلمي. كما انتشر له كتاب تحقيق الاُصول على ضوء أبحاث المرجع الوحيد الخراساني.
اشتغل منذ وروده الحوزة العلمية بقم بالتدريس و التأليف، فدرّس العشرات من الطّلاب في مختلف المراحل، و كتب العشرات من الكتب في مختلف العلوم.
في الوقت الحاضر يدرّس في مرحلة الخارج في الفقه و الاُصول و الكلام.
ومن الأحاديث المرويّة عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم والثابتة عنه لدى المسلمين.. في فضل الإمامين السبطين الطاهرين، الحسن والحسين... هو قوله صلّى اللّه عليه وآله وسلّم: «الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة».
قال الخطيب : « أخبرنا الطاهري ، أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن بن عليّ ابن زكريا الشاعر ، حدثنا أبو جعفر محمد بن جرير الطبري ، حدثنا بشر بن دحية ، حدثنا قزعة بن سويد ، عن ابن أبر ، مليكة ، عن ابن عباس : أن النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم قال : أبو بكر وعمر مني بمنزلة هارون من موسى ».
لقد اتفق المسلمون على رواية حديث المنزلة في حق أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام ... وأخرجه من علماء أهل السنة : البخاري ومسلم وغيرهما من أرباب الصحاح ، وكذا رواه أصحاب المسانيد والمعاجم ... وغيرهم من كبار المحدّثين ... القدماء والمتأخرين ... وإليك نص الحديث كما في الصحاح.
لمّا رأى بعض المتعصّبين اختصاص هذه الفضيلة بأهل البيت عليهم السّلام، لاسيّما وأنّها تدلّ على عصمة أميرالمؤمنين عليه السلام وإمامته، وعلى أنّ الحسنين عليهما السلام ابنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم كما نصّ عليه الفخر الرازي وغيره في تفسير الآية عمد إلى وضع حديث ليقلب تلك المنقبة إلى غير أهل البيت وليقابل به حديث المباهلة.
لا ريب في أنّ من منازل هارون : خلافته عن موسى ( عليه السلام ) ، قال تعالى عن لسان موسى يخاطب هارون : ﴿ ... اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ ﴾1.
فكان هارون خليفة لموسى ، و علي بحكم حديث المنزلة خليفة لرسول الله ( صلى الله عليه و آله و سلم ) ، فيكون هذا الحديث نصّاً في الخلافة و الإمامة و الولاية بعد رسول الله .
استدلّ الإمامية بـ «آية الولاية» على إمامة أمير المؤمنين سلام الله عليه ، و لابدّ من الرجوع إلى السنّة لتعيين مَن نزلت فيه الآية المباركة ، وبعبارة أُخرى لمعرفة شأن نزول الآية، ولابدّ ايضا من بيان وجه الاستدلال بها على إمامة أمير المؤمنين.
والبحث عن الإمامة بحث في غاية الحساسيّة والاهميّة ، لانّنا نرى وجوب معرفة الإمام ، وعندما نبحث عن الإمام وتعيين الإمام بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، نريد أن نعرف الحقّ في هذه المسألة الخلافية ، ثمّ لنتّخذه قدوةً واُسوة ، لنقتدي به في جميع شؤوننا ، وفي جميع أدوار حياتنا .
إنّما نريد أن نعرفه ولنجعله واسطة بيننا وبين ربّنا ، بحيث لو سئلنا في يوم القيامة عن الإمام ، بحيث لو سئلنا يوم القيامة لماذا فعلت كذا ؟ لماذا تركت كذا ؟ أقول : قال إمامي إفعل كذا ، قال إمامي لا تفعل كذا ، فحينئذ ينقطع السؤال .
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين ، ولعنة الله على أعدائهم أجمعين . موضوع البحث في هذه الليلة آية التطهير . انتهينا من البحث بنحو الإجمال عن آية المباهلة ، وبقيت نقاط تتعلّق بآية المباهلة سنتعرض لها إن شاء الله في مبحث تفضيل الائمّة على الأنبياء ، في الليلة المقرّرة لهذا البحث إن شاء الله .
و الآن . . . هلّم معي لنرى هل يصح صدور مثل هذا الكلام من رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم ؟ و هل كان جميع الصحابة على خير من بعده ؟ و هل كانوا جميعاً مؤهلين لأن يقتدى بهم ؟ و هل كانوا جميعا هادين حقاً ؟ . . . إذا كان كذلك ، فما معنى قوله تعالى : ﴿ ... أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ ... ﴾ 1 . و قوله تعالى :
الحمد لله رب العالمين ، و الصلاة و السلام على سيّدنا محمّد و آله الطيبين و الطاهرين ، و لعنة الله على أعدائهم أجمعين من الأولين و الآخرين . يقول الله سبحانه و تعالى : ﴿ ... أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّيَ إِلاَّ أَن يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ﴾ 1 . الحق في اللغة بمعنى الثبوت ، ﴿ ... أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ ... ﴾ 1 أي : أفمن يهدي إلى الأمور الثابتة القطعية اليقينية ، هذا الذي يهدي إلى الواقع ، ﴿ ... أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ ... ﴾ 1 أم الذي لا يهتدي ﴿ ... إِلاَّ أَن يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ﴾ 1 .