هو الكاتب المصري الدكتور صالح الورداني، الحركي الإسلامي الشهير و الذي قضى شطرا كبيرا من عمره متجولا بين الاتجاهات الإسلامية المختلفة التي تنامت في مصر و العالم العربي منذ أواخر الستينات .
ولد صالح الورداني سنياً على المذهب الشافعي في القاهرة عاصمة مصر سنة 1952م .
عمل في مجال الصحافة و الاعلام في مصر .
له الكثير من المؤلفات و الاصدارات و المقالات المنشورة في الصحف المصرية و غير المصرية .
اختار مذهب أهل البيت عليهم السلام فتشيع بعد رحلة طويلة من التحقيق و الدراسة قائلاً : و هكذا اكتشفت الحقيقة و خرجت من دائرة الوهم عندما تتبّعت مسيرة الإسلام من بعد الرسول( صلى الله عليه و آله ) و أعدت قراءته من جديد . و استراحت نفسي من بعد سنوات طويلة من التيه و الحيرة عندما وقع بصري على الطرف المغيب من تاريخ الإسلام و واقع المسلمين ، و استقرّت قدماي على الطريق ، و تبددت الغشاوة فور أن سطع أمامي نور آل البيت و ظهرت لي معالم الصراط المستقيم و تيقّنت أنني على طريق الاسلام الصحيح .
إن القوى المتربصة بالإسلام و قد أفجعها ما حدث في إيران ركزت أبصارها على مصر واعتبرتها الدولة التالية المؤهلة للحاق بإيران على طريق الإسلام فمن ثم سعت إلى تنفيذ مخططها الخبيث الذي يرمي إلى عزل مصر عن إيران والقضاء على تأثير الثورة الإسلامية على الحركة الإسلامية فيها. و قد اعتمدت في تنفيذ مخططها هذا على ثلاثة ركائز:
هو مالك الأشتر النخعي أو مالك بن الحارث النخعي الساعد الأيمن للإمام علي (عليه السلام) وسيفه البتار. خاض مع الإمام معاركة التي خاضها في مواجهة أهل القبلة من الصحابة والخوارج وأهل الشام. و كانت له مكانة خاصة عند الإمام الذي كان يعتبره من أتباعه المخلصين الذين يوالونه بقلوبهم وسيوفهم.
ليس الهدف من دراستنا هذه هو رصد حركة التشيع جغرافيا وعدديا. بل الهدف من هذه الدراسة هو إلقاء الضوء على جانب مجهول من تاريخ مصر لا زال يلقى بظلاله على الواقع..
الهدف هو الإجابة على سؤال يدور في الأذهان: هل التشيع ظاهرة طارئة على المجتمع المصري...؟ أم لها جذورها العميقة فيه...؟
وأخيرا ليس هذا الكتاب سوى محاولة للتعرف على حقيقة هامة وهي أن التشيع في مصر هو الأصل. والتسنن وافد..
بدأت دعوة التقريب في مصر عام 1946 و قد دعمتها جماعة الإخوان في ذلك الوقت بقيادة حسن البنا وتبناها الكثير من رجال الأزهر الذين ارتبطوا بعلاقات حميمة مع كثير من علماء الشيعة طوال تلك الفترة وحتى أواخرا السبعيات و من علماء الأزهر ورجاله البارزين الذين ارتبطوا بتلك الدعوة الشيخ محمود شلتوت والشيخ عبد المجيد سليم والشيخ الشرباصي والشيخ الفحام والشيخ محمد المدني الذي تولى منصب السكرتير العام لجماعة التقريب بين المذاهب الإسلامية.
ظهرت جميعة آل البيت في عام 73 و كان المناخ الإسلامي في تلك الفترة هادئا فلم تكن التيارات الإسلامية قد برزت بعد. و لم تكن الجمعية تظهر السمة الشيعية علانية كما لم تكن فكرة التشيع واضحة من خلال الأهداف التي قامت على أساسها و التي كانت تنحصر في المساعدات الاجتماعية والخدمات الثقافية والعلمية والدينية.ونظرا لكون المسألة الشيعية لم تكن مطروحة في ذلك الوقت و كانت العلاقات المصرية الايرانية في أعلى درجاتها فقد كانت الجمعية تمارس نشاطها في هدوء ودون أية معوقات.
يسعى الشيعة في مصر اليوم إلى تحقق تواجد شرعي لهم على ساحة الواقع غير أن السعي نحو تحقق هذا الهدف تشوبه الكثير من المحاذير الأمنية والسياسية. فعلى مستوى الداخل يزداد موقف الحكومة تشديدا في مواجهة التيار الإسلامي بشكل عام. كما يزداد موقفها تشديدا أمام المعارضة و التي بررت لها مؤخرا صياغة مجموعة من القوانين التي تهدف إلى السيطرة على النقبات والتضييق على الأحزاب.
لم يعد هناك للشيعة الإسماعيلية الفاطمية في مصر اليوم. فشيعة مصر اليوم يدينون بالمذهب الإمامي الاثنى عشري السائد في إيران والعراق والخليج والجزيرة العربية ولبنان وباكستان..
مع استيلاء الأيوبيين على مصر واستمرار حملات الإبادة والتصفية للشيعة على جميع المستويات. وجد الشيعة أنفسهم أمام خيارات ثلاثة: الأول: اللجوء للتقية وادعاء التسنن. الثاني: الاندماج في الطريق الصوفية. الثالث: الفرار إلى جنوب مصر والشام واليمن والهند و غيره.
لم تستفد مصر من و لاتها الذين حكموها منذ الفتح الإسلامي قدر ما استفادت و أنتفعت من الفاطميين على جميع المستويات الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية و العلمية و أن بناء القاهرة و الجامع الأزهر لهما خير دليل على ذلك.
إن التاريخ بحاجة إلى كتابة جديدة. وأحداثه في حاجة إلى أن يتم تجريدها من السياسة التي علقت بها. و في حاجة إلى أن يتم تجريدها من أهواء المؤرخين ونزعاتهم. وشخصية صلاح الدين في حاجة إلى قراءة جديدة. كما أن هناك شخصيات تاريخية كثيرة في حاجة إلى إعادة قراءة.
على الرغم من كل حملات التشويه و التعتيم التي لاقتها حركة التشيع في مصر و حملات البطش والكيد و التنكيل التي لاحقت انصارها فيها من قبل الحكومات السنية، بقت الرموز الشيعية بارزة وضاءة تعلن أمام الجميع أن للشيعة جذورها القوية والعميقة في هذا البلد.
في مصر مئات الأضرحة والمشاهد المنتشرة في المدن والقرى الكثرة الغالبة منها لأناس يمثلون رموز الصوفية وبعضهم علماء اشتهروا في زمانهم أو لهم كرامات تعمق من مكانتهم الروحية في قلوب الناس. وذلك مثل ضريح السية زينب والحسين والسيدة نفيسة والرفاعي والشافعي بالقاهرة. وضريح السيد البدوي بطنطار والمرسي بالإسكندرية والدسوقي بكفر الشيخ والقناوي بقنا. وهناك أضرحة ومشاهد خاصة برموز الطرق الصوفية الكبرى مثل ضريح سلامة الرضي والشاذلي وأبي العزائم وصالح الجعفري و غيرهم. ويكتظ جنوب مصر (الصعيد) بعشرات الأضرحة حتى أنه يصعب أن توجد قرية من قرى الصعيد لا يوجد بها ضريح أو فقيه أو على حد تعبير العامة (ولي). و في أسو أن يوجد أكثر من عشرة أضرحة ينتسب أصحابها لآل البيت ترفرف من فوقها الأعلام الحمراء والخضراء.