نشر قبل 19 سنة
مجموع الأصوات: 78
القراءات: 16006

السائل: 

Hasan Abdulla

العمر: 

40

المستوى الدراسي: 

الدولة: 

المدينة: 

Manama

ما الحكمة من زواج النبيين لوط و نوح من امرأتين غير طيبتين، و كيف يتوافق فعلهما مع الآية الكريمة : { الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ ...}؟

السوال: 

السلام عليكم ورحمة الله
تقول الأيه الكريمة : { الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ ...} أليس المفهوم من الأيه الكريمه بأن الطيب يتزوج من الطيبه ، فما الحكمه من زواج النبيين لوط و نوح ( عليهما السلام ) من إمرأتين غير متوافقتين معهما ؟ و شكراً .

الجواب: 

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ، و بعد :
في تفسير هذه الآية أكثر من قول نُِشير إلى أهمها كالتالي :
1. قال بعض المفسرين أن المقصود من قول الله عزَّ و جل : { الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُوْلَئِكَ مُبَرَّؤُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ } [1] هو أن الطيبات من الكلام للطاهرين من الرجال ، و الطيبات من الكلام أفضله و أحسنه [2] .
و عليه فالطيب هو من يصدر عنه الكلام الحسن ، و الخبيث هو الذي يصدر عنه الكلام السيئ أمثال التهمة و الإفتراء ، و الكذب .
2. و قال آخرون أن " الخبيثات " هن النساء الساقطات المنحطات المنحرفات اللاتي يصدر عنهن أعمالا مخلة بالعفة و الشرف ، و " الخبيثون " هم الساقطون المنحطون و المنحرفون من الرجال الذين تصدر عنهم أعمال مخلة بالعفة والشرف .
أما " الطيبات " فهن النساء المتطهرات ، و " الطيبون " فهم الرجال المتطهرون .
و الآية المذكورة هي بمثابة قول الله عَزَّ و جَلَّ : { الزَّانِي لَا يَنكِحُ إلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ } [3] .
فقد رُوِيَ عن الإمامين الباقر و الصدق ( عليهما السلام ) أنهما قالا : " هي مثل قوله { الزَّانِي لَا يَنكِحُ إلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً } ـ الآية ـ [4] .
قال الله جَلَّ جَلالُه : { ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ } [5] ، و الخيانة المذكورة في الآية ليست خيانة شرف ، لأن نساء الأنبياء و الأئمة ( عليهم السلام ) لم ينحرفن أبداً ، و إنّما المقصود منها التجسس لمصلحة الكفّار ، ذلك لأن خيانة الشرف من العيوب المنفّرة و بيوت الأنبياء طاهرة و منزهة من أمثال هذه العيوب لأنها تنافي أهداف النبوة و الرسالة الإلهية .
----------------------------------------
[1] سورة النور ( 24 ) ، الآية : 26 .
[2] مجمع البحرين : 2 / 111 ، للعلامة فخر الدين بن محمد الطريحي ، المولود سنة : 979 هجرية بالنجف الأشرف / العراق ، و المتوفى سنة : 1087 هجرية بالرماحية ، و المدفون بالنجف الأشرف / العراق ، الطبعة الثانية سنة : 1365 شمسية ، مكتبة المرتضوي ، طهران / إيران .
[3] سورة النور ( 24 ) ، الآية : 3 .
[4] مجمع البيان : 7و 8 / 213 ، للعلامة الطبرسي ، طبعة دار المعرفة ، بيروت / لبنان ، الطبعة الأولى سنة : 1406 هجرية / 1986 ميلادية .
[5] سورة التحريم ( 66 ) ، الآية : 10 .