نشر قبل 20 سنة
مجموع الأصوات: 41
القراءات: 10051

السائل: 

نرجس

العمر: 

25

المستوى الدراسي: 

الدولة: 

المدينة: 

ذي قار

ما معنى : شيعتنا خلقوا من فاضل طينتنا ؟

السوال: 

سيدنا الموقر حفظكم الله .......السلام عليك وعلى جميع العاملين في المركز ورحمة الله وبركاته
هناك سؤال طالما راود فكري ولم اجد له اجابة ....سمعت حديث لاحد ائمتنا الاطهار سلام الله عليهم اجمعين :(شيعتنا خلقوا من فاضل طينتنا ).....والشيء المحير هو انه كثير من الشيعة غير ملتزمين اما دينيا واما اخلاقيا ....سؤالي هو هل يشمل هذا الحديث كل شيعي ام الشيعي الذي يسير على مارسمه لنا ديننا وسيرة نبينا ص واله الطيبين الطاهرين ؟؟؟؟؟وبالنسبة للكثير من ذوي الديانات الاخرى الذين اعتنقوا الاسلام والمذهب الشيعي....هل ينطبق عليهم هذا الحديث واذا كان ينطبق فكيف خلقوا من فاضل الطين الذي خلق منه الاطهار واسلافهم هم اناس بعدين كل البعد عن الاسلام وعن كثير من الامور الاخرى التي يتحلى بها كافة المسلمين بصورة عامة؟؟؟....ولكم جزيل الشكر والتحية

الجواب: 

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ، و بعد :
الفقرة المذكورة ليست نصاً لحديث مروي عن المعصومين ( عليهم السلام ) بل هي مضمون لحديث مروي عن الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، و هو حديث طويل جداً يتحدث عن مواضيع مختلفة و نحن نُشير الى موضع الحاجة منه و هو : " ... إن الله تبارك و تعالى اطلع إلى الأرض فاختارنا و اختار لنا شيعة ينصروننا و يفرحون لفرحنا و يحزنون لحزننا و يبذلون أموالهم و أنفسهم فينا ، أولئك منا و إلينا ، ما من الشيعة عبد يقارف أمرا نهيناه عنه فيموت حتى يبتلي ببلية تمحص بها ذنوبه ، إما في مال ، و إما في ولد ، و إما في نفسه حتى يلقى الله عز و جل و ما له ذنب ، و إنه ليبقى عليه الشي‏ء من ذنوبه فيشدد به عليه عند موته ، الميت من شيعتنا صديق شهيد صدَّق بأمرنا و أحب فينا و أبغض فينا يريد بذلك الله عز و جل مؤمن بالله و برسوله ... " ( الخصال : 2 / 636 ) .
و واضح أن الشيعة ليسوا كلهم في مرتبة واحدة ففيهم أمثال عمار و أبو ذر و مالك الأشتر ، و فيهم من هم أقل منهم مرتبة بكثير ، و ما يُفهم من الحديث هو أن هؤلاء الشيعة المذنبون الذين ذكرهم الحديث لم يكونوا معاندين للحق أو جاحدين له ، بل أن كل ما صدر منهم إنما صدر لضعفهم و تغلب الشيطان عليهم في تلك الحالة ، لذلك فإنهم بعد ذلك يتذكرون و يخافون ربهم فيندمون و يستغفرون .
قال الله عزَّ و جل : { وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ } ، ( سورة الأعراف : 200 و 201 ) .
و نقرأ هذا المضمون بعبارات أخرى في دعاء أبي حمزة الثمالي المعروف : " ... اِلهي لَمْ اَعْصِكَ حينَ عَصَيْتُكَ وَ اَنَا بِرُبُوبِيَّتِكَ جاحِدٌ ، وَ لا بِاَمْرِكَ مُسْتَخِفٌّ ، وَ لا لِعُقُوبَتِكَ مُتَعَرِّضٌّ ، وَ لا لِوَعيدِكَ مُتَهاوِنٌ ، لكِنْ خَطيئَةٌ عَرَضَتْ وَ سَوَّلَتْ لي نَفْسي ، وَ غَلَبَني هَوايَ ، وَ اَعانَني عَلَيْها شِقْوَتي ، وَ غَرَّني سِتْرُكَ الْمُرْخى عَلَيَّ ، فَقَدْ عَصَيْتُكَ وَ خالَفْتُكَ بِجَهْدي ، فَالاْنَ مِنْ عَذابِكَ مَنْ يَسْتَنْقِذُني ، وَ مِنْ اَيْدي الْخُصَماءِ غَداً مِنْ يُخَلِّصُني ، وَ بِحَبْلِ مَنْ اَتَّصِلُ اِنْ اَنْتَ قَطَعْتَ حَبْلَكَ عَنّي ، فَواسَوْاَتا عَلى ما اَحْصى كِتابُكَ مِنْ عَمَلِيَ الَّذي لَوْلا ما اَرْجُو مِنْ كَرَمِكَ وَ سَعَةِ رَحْمَتِكَ وَ نَهْيِكَ اِيّايَ عَنِ الْقُنُوطِ لَقَنَطْتُ عِنْدَما اَتَذَكَّرُها ، يا خَيْرَ مَنْ دَعاهُ داع ، وَ اَفْضَلَ مَنْ رَجاهُ راج ...