نشر قبل 8 سنوات
مجموع الأصوات: 49
القراءات: 1952

السائل: 

روحي حسينية

من هو المقصود من أنفسنا في آية المباهلة ؟

السوال: 

السلام عليكم.
وجزاك الله خيرا على هذا التوضيح الكافي. عندي لو سمحت استفسار ان بعض من اخواننا السنة يقول ان اية المباهلة بالتحديد كلمة أنفسنا لم يكن المقصود فيها امامنا علي عليه السلام ويستشهدون باية أخرى يقول رسول الله أعوذ بالله من شرور أنفسنا. فاذا كان الامام علي هو نفس رسول الله كيف يقول رسول الله اعوذ بالله من شرور أنفسنا؟ما المقصود بكلمة أنفسنا في الاية الأخيرة؟؟ سؤالي الثاني ما هي الايات الدالة على التوسل والتمسك بال البيت والدعاء عبر التوسل بهم؟؟؟
أرجو الاجابة ولكم جزيل الشكر السلام عليكم

الجواب: 

كلامهم فاسد و محاولتهم فاشلة
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
لقد أجمع المفسِّرون على أنَّ المقصود من (أنفسنا) في الآية الكريمة هو نفس رسول الله محمد (صلى الله عليه وآله) و نفس علي (عليه السلام) و محاولة التشكيك في هذا الامر محاولة فاشلة بعد اتفاق العلماء على أن الآية انما نزلت في النبي الأكرم محمد رسول الله (صلَّى الله عليه و آله) و الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السَّلام) و السيدة فاطمة الزهراء (عليها السَّلام) و الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب (عليه السَّلام) و الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السَّلام).
هذا من جانب، و من جانب آخر فان تصريح النبي (صلى الله عليه و آله) بعد نزول الآية و دعوة علي و فاطمة و الحسنين (عليهم السَّلام) بأن هؤلاء هم المقصودين في الآية بقوله: "اللهم هؤلاء أهلي" لا يبقي مجالاً لمثل هذه الاقاويل و التشكيكات الرخيصة.
روى احمد بن حنبل عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ ـ وَآلهِ ـ وَسَلَّمَ لِوَفْدِ ثَقِيفٍ حِينَ جَاءُوهُ : " وَاللَّهِ لَتُسْلِمُنَّ أَوْ لأَبْعَثَنَّ إِلَيْكُمْ رَجُلا مِنِّي ، أَوْ قَالَ : مِثْلَ نَفْسِي ، فَلَيَضْرِبَنَّ أَعْنَاقَكُمْ ، وَلَيَسْبِيَنَّ ذَرَارِيَّكُمْ ، وَلَيَأْخُذَنَّ أَمْوَالَكُمْ " ، قَالَ عُمَرُ : فَوَاللَّهِ مَا اشْتَهَيْتُ الإِمَارَةَ إِلا يَوْمَئِذٍ ، جَعَلْتُ أَنْصِبُ صَدْرِي لَهُ رَجَاءَ أَنْ يَقُولَ : هَذَا ، فَالْتَفَتَ إِلَى عَلِيٍّ ، فَأَخَذَ بِيَدِهِ ، ثُمَّ قَالَ : " هُوَ هَذَا ، هُوَ هَذَا " مَرَّتَيْنِ 1.

و روى النسائي في الخصائص بسنده عن أبي إسحاق عن زيد بن يثيع عن أبي رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه ـ و آله ـ و سلم : لينتهين بنو ربيعة، أو لأبعثن عليهم رجلا كنفسي، ينفذ فيهم أمري، فيقتل المقاتلة، و يسبي الذرية!.
فما راعني إلا و كف عمر في حجزتي من خلفي: من يعني ؟
قلت : إياك يعني و صاحبك.
قال : فمن يعني؟
قلت: خاصف النعل.
قال: وعلي يخصف النعل 2.

ثم أن جملة "اعوذ بالله من شرور أنفسنا" ليست – كما زعموا- آية قرآنية حتى يتمسك بها في مقابل هذه الآية و إنما هي فقرة من دعاء قرأه في مستهل بعض خطبه، فالاستدلال بها في مقابل الآية باطل من الاساس 3.

نعم لقد تفرَّدَ الامام علي بن أبي طالب (عليه السَّلام) بخصائص لم يشترك معه أحد قط، و اجتمعت فيه من الخصال و الخصائص ما لم تجتمع لعشرات الرجال في تاريخ الإسلام، و هو أقرب الناس إلى النبيِّ (صلى الله عليه و آله) و أخصُّهم به، نشأ في حجره، و اتَّبعه اتِّباع الصبي لأمِّه و أبيه، و كان يتلقى منه مكارم الأخلاق و محاسن الآداب و مفاتح العلوم و أسرار الحياة.
فلا عجب أن يقول فيه كبار الصحابة و كبار العلماء ما قالوا، و يتمنى كبار الصحابة أن يشركوه في منقبة واحدة من مناقبه، و عندما يقول أحمد بن حنبل و غيره من العلماء و المحدثين: "لم يرد في الصحاح و الحسان لأحد من الصحابة ما ورد لعليٍّ" 4، فإنَّما يقرِّون حقيقة شاهدها تاريخ صدر الإسلام و أثبتها العلماء في كتب التفاسير و الحديث و االتاريخ.

هذا وبالنسبة الى سؤالك حول التوسل يمكنك طرح السؤال في الخانة المخصصة و من خلال الوصلة التالية لكن بعد التسجيل كعضو
و دمت موفقاً.

  • 1. فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل حديث رقم: 866.
  • 2. تهذيب الخصائص: 47.
  • 3. لمزيد من المعلومات حول هذا الموضوع انظر : معالم التنزيل البغوي: 1 / 480، الكشَّاف للزمخشري: 1 / 370 ، أسباب النزول: للواحدي: 74-75، صحيح مسلم: 4 : 1871/32 ـ 2404 ، سنن الترمذي: 5 : 638/3724، سير أعلام النبلاء: 230.
  • 4. انظر: المستدرك على الصحيحين: 3 / 107- 108، و الاستيعاب: 3 /51، و تاريخ الخلفاء: 133.