مركز الإشعاع الإسلامي

السلام عليك أيتها االاخت الفاضلة و رحمة الله و بركاته، و بعد:

لقد منَّ الله عَزَّ و جَلَّ عليكِ و على المومنات المحجبات بنعمة الحجاب و العفاف حيث أنها كرامة للمرأة المسلمة تميِّزها عن غيرها و هي اذ تصون نفسها تحمل رسالة مهمة جداً تدعو الآخرين إلى اختيار القيم الإسلامية الفريدة التي تتمثل بالدين الإسلامي ، علماً بأن هذه الرسالة رغم كونها رسالة صامتة الا أنها قوية الصدى كبيرة التأثير و تكشف عن زيف الشعارات البراقة التي يرفعها أعداء الدين الإسلامي، فالمرأة المسلمة تعتز بحجابها رغم الضغوط و المضايقات لأنها تومن بالحجاب، فلا تضرها استهزاء الآخرين و عدم قناعتهم، فقد قال الله عَزَّ و جَلَّ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} (المائدة/105).

ثم إن معاداة الغربيين للحجاب و لقيمنا الإسلامية إنما هو لجهلهم و عدم معرفتهم بما تحمله هذه القيم من آثار تربوية و اجتماعية عظيمة، و طبيعة من يجهل شيئاً معاداة ما يجهل، و قد قَالَ مولانا الإمام أمير المومنين (عليه السَّلام) : "النَّاسُ أَعْدَاءُ مَا جَهِلُوا".

نعم لو علم الغربيون بأن أكثر ما يصيبهم من جرائم الاغتصاب و الجرائم المختلفة إنما هو بسبب التحرر الجنسي و التعري و نبذ الاحتشمام و العفة و الحياء، لأختار الحجاب و العفاف و لإرتاح من هذه الويلات.

و في الختام أنصح أخواتي المومنات المحجبات بالتحلي بالصبر و الصمود و الأخلاق الحسنة رغم ما يلاقين من سوء التعامل، فإن ذلك سيعطي انطباعاً جميلاً و يرسم صورة جميلة في أذهان من يجهلون قيمنا الإسلامية، الأمر الذي له أثر كبير في تصحيح الروية الخاطئة لدى البعض، و هو يشكل خطوة ايجابية حميدة تبشر بالخير، و مصداق لقول الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السَّلام): " كُونُوا دُعَاةً لِلنَّاسِ بِغَيْرِ أَلْسِنَتِكُمْ؛ لِيَرَوْا مِنْكُمُ الِاجْتِهَادَ وَ الصِّدْقَ وَ الْوَرَعَ" من جانب، و سبب لتضاعف الثواب و الأجر من جانب آخر، و كان الله في عونكن.