السائل:
العمر:
المستوى الدراسي:
الدولة:
المدينة:
يقال ان الحسين خرج على امام زمانه ـ يزيد ـ ، فما تعليقكم على ذلك ؟
السوال:
يقال أن الحسين ( عليه السَّلام ) خرج على إمام زمانه ـ يزيد ـ ، فما تعليقكم على ذلك ؟
الجواب:
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ، و بعد : ليس هذا القول إلا قولاً رخيصاً و إدعاءً باطلاً ، ذلك لأن الأحاديث الصحيحة و المتواترة المروية عن رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) تُبيِّنُ بكل وضوح و صراحة أن بنو أمية ـ كما أخبر بذلك الرسول ( صلى الله عليه و آله ) ـ يستولون على الحكومة الإسلامية ظلماً و عدواناً غاصبين بذلك حق أهل البيت ( عليهم السلام ) ورثة الخلافة الحقَّة عن الرسول ( صلى الله عليه و آله ) ، و إليك نماذج من تلك الروايات : 1. رَوى عباد بن يعقوب عن شريك عن عاصم عن زر عن عبد الله ، قال رسول الله ( صلى الله عليه ( و آله ) و سلم ) : إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه ، ( فضائل الخمسة من الصحاح الستة : 3 / 299 ، نقلاً عن ميزان الإعتدال : 2 / 7 ، للذهبي ، و تهذيب التهذيب : 5 / 110 ، لإبن حجر ) . 2. و ذكر السيوطي في تفسيره المسمى بالدر المنثور في ذيل تفسير قول الله عَزَّ و جَلَّ : { ... وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي القُرْآنِ ... } ، ( سورة الإسراء ( 17 ) ، الآية : 60 ) ، أن سعيد بن مسيب قال : رأى رسولُ الله ( صلى الله عليه ( و آله ) و سلم ) بني أمية يَنْزُون على منبره نزو القرد فساءه ذلك ، قال : و هذا قول ابن عباس في رواية عطا ، ( فضائل الخمسة من الصحاح الستة : 3 / 304 ، نقلاً عن التفسير الكبير للفخر الرازي ) . 3. و قال السيوطي في تفسيره المسمى بالدر المنثور في تفسير قول الله عَزَّ و جَلَّ : { ... وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي القُرْآنِ ... } ، و أخرج ابن حاتم عن يعلي بن مرة ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه ( و آله ) و سلم ) : أريت بني أمية على منابر الأرض و سيملكونكم فتجدونهم أرباب سوء ، و اهتم رسول الله ( صلى الله عليه ( و آله ) و سلم ) لذلك فأنزل الله { وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلنَّاسِ } ، ( فضائل الخمسة من الصحاح الستة : 3 / 304 ، نقلاً عن الدر المنثور للسيوطي ) . فالخلافة التي أخذ معاوية البيعة عليها من الناس لنفسه بالتهديد و التطميع و الحيلة و المكر و الخداع باطلة من أساسها ، و كذلك البيعة التي حاول أخذها من الناس لأبنه يزيد بنفس الطريقة ، هذا مضافاً إلى ما أثبته التاريخ من انتهاك يزيد للحرمات و ارتكابه للمحرمات و شربه للخمر علناً . فكيف يمكن لعاقل أن يتفوه بهذا الكلام و يقول بأن يزيد كان إماماً لسبط رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) الحسين بن علي ( عليه السَّلام ) و هو خامس أصحاب الكساء و أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس و طهرهم تطهيراً . إن من يقول بهذا القول إنما يريد تصحيح ما قام به يزيد بن معاوية من أعمال إجرامية تجاه عترة الرسول المصطفى ( صلى الله عليه و آله ) ، و الطاغية يزيد هو ذلك الذي استحلَّ دم الحسين ( عليه السَّلام ) و أهل بيته و أصحابه ، و سبى نساءه و أطفاله ، و قد لعن رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) المستحلّ من عترته ما حرَّم الله ، فقد رَوى عمرو بن شعواء اليافعي أنَّ رسول الله ( صلى الله عليه ( و آله ) و سلم ) قال : " سبعة لعنتهم وكُل نبي مجاب الدعوة ، الزائد في كتاب الله ، و المكذب بقدر الله ، و المستحل حرمة الله ، و المُستَحلُّ من عترتي ما حرَّم الله ، و التارك لسنتي ، و المستأثر بالفيء ، و المتجبر بسلطانه ليعز من أذل الله و يذل من أعز الله عَزَّ و جَلَّ " ، ( فضائل الخمسة من الصحاح الستة : 3 / 349 ، نقلاً عن أُسد الغابة : 4 / 107 ، لإبن أثير ) . وَ روى الحاكم في مستدرك الصحيحين بسنده عن ابي سعيد الخدري قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه ( و آله ) و سلم ) : " إن أهل بيتي سيُلقون من بعدي من امتي قتلاً و تشريداً ، و إن أشدَّ قومنا لنا بغضاً بنو امية و بنو المغيرة و بنو مخزوم " ، ثم قال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد ، ( فضائل الخمسة من الصحاح الستة : 3 / 351 ، نقلاً عن مستدرك الصحيحين : 4 / 487 ) .