يقول "حسن" : إن بني أمية أسّسوا في بلادنا مصر أن يوم عاشوراء يوم عيد ، وكذبوا على رسول الله (صلى الله عليه وآله) في ذلك أكاذيب من قبيل الدعوة إلى الإطعام في هذا اليوم, والاكتحال ولبس الجديد والغسل والصيام ، وزعموا بكذبهم أن هذا اليوم كان يوم السعادة لجميع الأنبياء!
لقد كنت أنظر إلى هذا الهراء الذي يضحك الثكلى ويؤلم قلوبنا في نفس الوقت ، فالعوام ما زالوا يتّخذون هذا اليوم عيداً يوزّعون فيه الحلوى ، ويطلقون عليها بالعامية اسم : "حلاوة عاشوراء"؛ وذلك كلّه لأن العلماء خرست ألسنهم فكتموا الحق وماجوا في الباطل ، فلم يعرف الناس ماذا جرى للحسين (عليه السلام) يوم عاشوراء .
لقد صرخت وبحّ صوتي وقلت : أيها الناس . . كيف لكم أن تحتفلوا وتبتهجوا في يوم قتل فيه ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقرّة عينه؟!
وبدأت أقيم مجالس عزاء الإمام الحسين (عليه السلام) ، فكنّا نجلس أيام محرّم على شرفه صلوات الله عليه ونتذاكر سيرته العطرة ورزيّته المفجعة .
ولمّا فعلت ذلك ولبست السواد وجلسنا عند مقامه (مسجد الإمام الحسين عليه السلام)) خافوا أن تنقلب مصر ففعلوا بي ما فعلوا . . . إني لأعجب على من يعترض على إحياء ذكريات آل البيت . . والله إنه لأمر عجيب في هذه الأمة! لم يكتفوا بقتلهم وتشريدهم ومطاردتهم وسمّهم وذبحهم ، بل ويحاولون أن ينسوا الخلق ذكرهم وينسفوا مجالسهم! فأي أمة هذه؟!