لم نفهم الملازمة بين وجود الصحف، وتغيير وجه التاريخ، وحصول هذه التغيرات الهائلة ، فإن هذه الصحف ليست بأهم، ولا بأعظم شأناً، وأثراً من القرآن، فإذا لم يغير القرآن وجه التاريخ ، فإن أي شيء آخر لا يغيره. والقرآن كان بحوزة أئمتنا «عليهم السلام»، ولم يوصلهم إلى الحكم، ولم يمنع المحن من أن تعصف بهم. ولم يمنع من غيبة الإمام «عليه السلام» . . ولم يزل الخوف على الرسول «صلى الله عليه وآله» الذي اظطره لممارسة الدعوة السريَّة ثلاث سنوات، كما أن التوراة لم تمنع الخوف عن موسى «عليه السلام»، حتى اضطر إلى الإختفاء، والفرار من فرعون خوفاً من القتل. ولم تمنع عيسى «عليه السلام» من محاولة قتله، حتى أخفاه الله تعالى عن قومه، ورفعه إليه، وسيبقى مختفياً إلى أن يعود آخر الزمان.