حقول مرتبطة:
الكلمات الرئيسية:
الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها
اهتمام الرسول الأعظم بسنته المطهرة و أمره بكتابتها و تدوينها
رأينا في المبحث السابق مكانة الرسول و مكانة سنته عند الله تعالى ، و موقعهما في الشريعة الإلهية و في دين الإسلام ، و تكاملهما مع القرآن الكريم تكاملا يصل إلى درجة التلازم التام ، فمن غير الممكن عقلا و شرعا تصور كتاب إلهي ينزل إلى بني البشر بدون رسول ، أو تصور رسول يرسله الله من غير حجة أو كتاب .
- التدوين الخاص لسنة الرسول
- توارث العلم و الإمامة
- كتابة و تدوين سنة الرسول على مستوى الأمة
- طائفة من الأخبار و الروايات التي تثبت أن الرسول قد أمر المسلمين بكتابة سنته
- قصة من قصص يوسف
- كل الصحابة القادرين على الكتابة و المهتمين بشرع الله و سنة رسوله قد كتبوا
- طائفة من أحاديث أهل بيت النبوة في كتابة السنة و تدوينها
- الرسول أمر المسلمين بتبليغ و نشر السنة النبوية
و قد تبين لنا أن مهمة الرسول الأساسية منصبة بالدرجة الأولى و الأخيرة على بيان ما أنزل الله ، لأن المقاصد الشرعية الواردة في القرآن الكريم لا تفهم فهما قائما على الجزم و اليقين بغير بيان من رسول الله المختص و المؤهل إلهيا لذلك .
و قد اقتضت حكمة الله أن يكون للرسول دور بارز في البيان ، ففي القرآن الكريم أمور و فرائض و أحكام و أخبار و مصطلحات عامة ، فكلمة الصلاة مثلا و هي عماد الدين قد تكررت في القرآن مئات المرات ، و لكن القرآن لم يبين لنا بالتفصيل عدد الصلوات الخمس ، و لا مقدار كل صلاة ، و لا عدد ركعاتها و لا سجداتها ، و لا الكيفية التفصيلية لأدائها ، و كذلك .
الزكاة ، و الصوم ، و الحج ، و الجهاد ، و نظام الحكم ، . . . الخ .
هذه الأمور و أمثالها أحالها الله لرسوله ليتولى بيانها و تفصيلها على ضوء توجيهات الوحي الإلهي ، و قد بينها الرسول و فصلها بالفصل حسب التوجيهات الإلهية خلال عصر الرسالة الأغر .
فعندما يهتم الرسول بسنته المطهرة فإنه لا يهتم بأمر خاص به كثوبه مثلا بل يهتم بأوامر إلهية تلقاها بالوحي ، و أمر بتبليغها إلى المكلفين ليعملوا بها باعتبارها جزءا لا يتجزأ من دين الله ، و فصلا مهما من فصول الشريعة الإلهية ، و مقطعا من مقاطع الرسالة الإلهية التي أمره الله بإيصالها للناس .
لقد حرص الرسول كل الحرص على تعميم سنته و نشرها بكل وسائل النشر المعروفة و متابعة تنفيذها ، و المحافظة عليها و الالتزام بها ، فالرسول هو الذي كان يؤم المسلمين في صلاتهم ، و يأمرهم أن يصلوا كما كان يصلي ، و قد حج الرسول و اعتمر و أمر المسلمين أن يحجوا و يعتمروا كما كان يحج و يعتمر ، و كان الرسول يرسل الجباة و العمال لجباية الزكاة و الصدقات ثم يضعها حيث أمره الله أمام الجميع ، و كان الرسول يقودهم في جبهات القتال ، و يوزع الغنائم و الأنفال و كان الرسول يمارس سلطاته كإمام و كقائد و كمرجع و كولي أمام الجميع ، و شاهدوه و هو يبني دولة الإيمان ، و يحدد مؤسساتها ، و ركز الرسول تركيزا خاصا على نظام الحكم ، فعين خلفاءه الاثني عشر ، ليضمن انتقالا سلميا للسلطة ، و استقرارا لمؤسسة الرئاسة و المرجعية لأنها هي أساس النظام السياسي الإسلامي و أهل و أعد خليفته الأول ، و أنهى إليه علمي النبوة و الكتاب ، و كلفه بأن ينهي علمي النبوة و الكتاب إلى الخلفاء الشرعيين الأحد عشر الذين سماهم الرسول بأسمائهم ، و تسعة منهم لم يولدوا بعد ، لقد علم رسول الله المسلمين كيف يتعبدون ، و كيف يتعاملون مع بعضهم ، و حتى كيف يأكلون ، و كيف يشربون و كيف يضاجعون نساءهم ، بل و كيف يتبولون ، و كيف يتغوطون ، لقد أوجد .
الرسول الكريم من خلال سنته نمط حياة جديدة تحكمها قواعد جديدة ، لقد هدم الرسول كافة القواعد و الأنماط و البنى الجاهلية و أحل محلها قواعد و أنماطا و بنى إسلامية خالصة ، لقد تولى الرسول الكريم من خلال سنته الطاهرة عملية ترجمة التوجيهات الإلهية من النظر إلى التطبيق و من الكلمة إلى الحركة ، لقد بين الرسول من خلال سنته كل شئ على الإطلاق .
فهل يعقل شرعا و عقلا أن يضع الرسول الأعظم هذا الكم الهائل من الأحكام و القواعد ، و أن يعمم كل هذه الأمور من تلقاء نفسه و بدون أمر من الله !! فالرسول هو قال لنا : إن صلاة الصبح ركعتان ، و إن صلاة الظهر أربع ركعات ، هذا التحديد لم يرد في القرآن الكريم ، لم يرد نصاب الزكاة و لا مقدار ما يؤخذ ، في القرآن الكريم ، و لا بين لنا كيف ينصب رئيس الدولة ، و لا كيف تستمر الرئاسة العامة و المرجعية و الرسول من خلال سنته المباركة هو الذي فصل ذلك ، كيف نلائم بين هذه الحقائق الشرعية ، و بين قول الذين قالوا : ( حسبنا كتاب الله ) كيف تتلاءم هذه الحقائق الشرعية مع ثقافة التاريخ السياسي الإسلامي القائمة على التنكر الكامل لسنة الرسول !! و فك الارتباط الشرعي بين كتاب الله المنزل و نبيه المرسل !! و بوقت يطول أو يقصر ، ستزول الأصباغ ، و تتمزق البراقع ، و يكتشف السذج الغافلون المتبتلون في كهوف التاريخ و مغاراته ، أن الذين يعبدونهم عمليا من دون الله فعلوا أفاعيل ألد أعداء الله و رسوله !!
الرسول الأعظم يأمر بتدوين سنته الطاهرة
كان الرسول الأعظم موقن بأنه بشر ، و أنه ميت لا محالة ، و أنه خاتم النبيين ، و أن سنته بفروعها الثلاثة أحكام إلهية تلقاها من الله تعالى ، و أن الناس في كل زمان بحاجة ماسة إلى هذه الأحكام ، لأن القرآن و السنة هما الشريعة الإلهية التي ينبغي أن تسود و تحكم العالم البشري ، لذلك كله حرص الرسول حرصا تاما على تعميم سنته و نشرها بكل وسائل النشر .
المعروفة كما حرص على تدوينها و توثيقها ، و أعطى أوامره و توجيهاته بالعمل على تدوين سنته الطاهرة ، و طلب من كل القادرين على الكتابة أن يكتبوا هذه السنة ، و من كل القادرين على النشر أن ينشروها .
التدوين الخاص لسنة الرسول
لأن الله تعالى قد اختار الإمام علي بن أبي طالب ليكون أول إمام و خليفة للرسول بعد موته ، و لأن الله تعالى قد اختار أحد عشر إماما من أولاد الإمام علي و أحفاده ليتولوا أمر الإمامة و المرجعية بالتوالي من بعد وفاة الإمام علي ، و لأن الإمام الشرعي هو القائم مقام النبي ، و هو مرجع الأمة الأعلم و الأفهم ، فقد كلف رسول الله الإمام عليا ليكتب سنته الطاهرة ، فالله علم رسوله القرآن و السنة ، و الرسول علم كل ذلك لعلي 1 .
و قد وضح الإمام علي هذا التكليف لأصحابه بقوله لسليم بن قيس الهلالي : ( كنت إذا سألت رسول الله أجابني ، و إن فنيت مسائلي ابتدأني ، فما نزلت عليه آية في ليل و لا نهار و لا سماء و لا أرض ، و لا دنيا و لا آخرة ، و لا جنة و لا نار ، و لا سهل و لا جبل ، و لا ضياء و لا ظلمة ، إلا أقرأنيها و أملاها علي و كتبتها بيدي ، و علمني تأويلها و تفسيرها و محكمها و متشابهها و خاصها و عامها ، و كيف نزلت ، و أين نزلت و فيمن أنزلت إلى يوم القيامة و دعا الله أن يعطيني فهما و حفظا ، فما نسيت آية من كتاب الله و لا على من أنزلت إلا أملاها علي 2 .
و روى الإمام محمد بن علي الباقر عن آبائه : ( أن رسول الله قد قال لعلي : أكتب ما أملي عليك ، فقال علي : يا نبي الله أتخاف علي النسيان ؟
فقال الرسول : لست أخاف عليك النسيان ، و قد دعوت الله أن يحفظك و لا ينسيك ، و لكن أكتب لشركائك ! قال علي : قلت و من شركائي يا نبي الله؟
قال الرسول : الأئمة من ولدك ، بهم تسقى أمتي الغيث ، و بهم يستجاب دعاؤهم ، و بهم يصرف الله عنهم البلاء ، و بهم تنزل الرحمة من السماء ، و أشار الرسول إلى الحسن ، و قال هذا أولهم و أومى إلى الحسين ، و قال : الأئمة من ولده ) 3 .
( و ما ترك الإمام علي شيئا من سنة الرسول إلا و قد كتبه ) 4 حتى أرش الخدش أملاه رسول الله و كتبه علي بيده ) 5 .
( و أنجز الإمام علي مهمة تدوين السنة الطاهرة ، و جمعت السنة في صحيفة طولها سبعون ذراعا ) 6 بخط علي و إملاء الرسول ، قال الإمام أبو جعفر الباقر : ( إن عندي لصحيفة فيها تسعة عشر صحيفة قد حباها رسول الله ) 7 .
( و قد سمى الأئمة من أهل البيت كتاب الإمام علي الذي أملاه رسول الله و الذي يشتمل على الأحكام ( بالجامعة ) و هو يشمل كل حلال و حرام و كل شئ يحتاج إليه الناس حتى أرش الخدش ) 8 .
و يبدو أن الإمام عليا قد كتب أيضا كتابين آخرين ، أحدهما :
1 ـ كتاب الجفر ، فيه أنباء الحوادث الكائنة .
2 ـ مصحف فاطمة فيه علم ما سيكون ، و المصحف هو اسم الكتاب ، و ليس فيه آية واحدة من القرآن الكريم .
و قد أقر الأئمة الكرام بوجود هذه الكتب الثلاثة التي أملاها رسول الله و كتبها علي بخط يده .
و كان الأئمة الكرام يتوارثون هذه الكتب الثلاثة مع سلاح رسول الله و سيفه و درعه ، و خاتمه و لوائه .
توارث العلم و الإمامة
لما حضرت الوفاة الإمام عليا أوصى إلى ابنه الحسن ، و أشهد على الوصية الحسين و محمدا و جميع ولده و رؤساء شيعته و أهل بيته ، ثم دفع إليه الكتب و السلاح و قال لابنه الحسن : يا بني أمرني رسول الله أن أوصي إليك و أن أدفع إليك كتبي و سلاحي كما أوصى إلى رسول الله و دفع إلى كتبه و سلاحه ، و أمرني أن آمرك إذا حضرك الموت أن تدفعها إلى أخيك الحسين ، ثم أقبل على ابنه الحسين فقال و أمرك رسول الله أن تدفعها إلى ابنك هذا ثم أخذ بيد علي بن الحسين ، ثم قال لعلي بن الحسين و أمرك رسول الله أن تدفعها إلى ابنك محمد بن علي و اقرأه من رسول الله و مني السلام 9 و يبدو أن هنالك كتبا أخرى كانت مودعة عند أم المؤمنين أم سلمة ، و أن الإمام الحسن قد تسلم هذه الكتب بعد عودته إلى المدينة ، و قد آلت هذه الكتب جميعا ، مع سلاح الرسول و خاتمه و لوائه إلى كل واحد من الأئمة الاثني عشر ، و كان الأئمة كل في زمانه يرجعون إلى هذه الكتب التي أملاها رسول الله و كتبها الإمام علي بخط يده ) 10 .
قال الإمام جعفر الصادق : ( إنا لو كنا نفتي الناس برأينا و هوانا لكنا من الهالكين ، و لكنها آثار من رسول الله أصل علم نتوارثه كابر عن كابر ، نكنزها كما يكنز الناس ذهبهم و فضتهم ) 11 .
و قال أيضا : ( لو لا أن الله فرض طاعتنا ، و ولايتنا ، و أمر مودتنا ، ما أوقفناكم على أبوابنا ، و لا أدخلناكم بيوتنا ، إنا والله ما نقول بأهوائنا ، و لا نقول برأينا ، و لا نقول إلا ما قال ربنا ، أصول عندنا نكنزها كما يكنز هؤلاء ذهبهم و فضتهم ) 12 .
و من المعروف أن الأئمة الكرام الاثني عشر هم شيوخ آل محمد و أهل بيت النبوة ، فكان كل واحد منهم في زمانه عميد أهل بيت النبوة و شيخ آل محمد ، و كان الحكام و الخاصة و العامة ، يتعاملون مع كل واحد من الاثني عشر على هذا الأساس ، و مع أن العباس هو عم النبي ، إلا أنه لم يدع بأنه شيخ آل محمد و لا عميد أهل بيت النبوة ، و لا تقدم على الإمام علي ، إنما كان يطالب بالخلافة للإمام لا لنفسه ، و مع أن بني العباس قد أصبحوا ملوكا في ما بعد و حكموا العالم الإسلامي ، إلا أن أي واحد منهم لم يدع بأنه عميد أهل بيت النبوة أو شيخ آل محمد ، بل كان الخليفة منهم يعترف بعمادة الإمام المعاصر له ، و بعد أن انتقل الإمام علي إلى جوار ربه كانت العامة و الخاصة يخاطبون كل واحد من الأئمة بالقول : ( يا بن رسول الله ) لقد أجمع الأئمة الاثنا عشر و أجمعت الخاصة من آل محمد و أهل بيت النبوة على أن الإمام عليا قد كتب بخط يده كل ما أملاه عليه رسول الله ، كما وثقنا ، و إجماع أهل بيت النبوة كاف كل الكفاية ، لأن الله قد أذهب عنهم الرجس ، و جعل الصلاة عليهم ركنا من أركان الصلاة المفروضة على العباد ، و أعلن الرسول بأمر من ربه بأن أهل بيت النبوة هم أحد ثقلي الإسلام ، و أن الهدى لا يدرك إلا بهذين الثقلين و الضلالة ، لا يمكن تجنبها إلا بالتمسك بهذين الثقلين معا ، فإن لم تكن هذه الأخبار و المعلومات التي رواها شيوخ آل محمد و عمداء أهل بيت النبوة غير صحيحة فما هو الصحيح إذا !!! ثم هل يعقل أن يجتمع آل محمد خاصتهم و عامتهم على الكذب على رسول الله ـ حاشاهم ـ !!! ثم إن الأئمة الكرام لم ينقلوا ولم يتلقوا تلك الأخبار المباركة بالرواية فحسب إنما تلقوها كحقائق مكتوبة أملاها رسول الله ، و كتبها الإمام علي بخط يده ، فهذا يعني أنها منقولة بالحرف و المعنى عن رسول الله .
كتابة و تدوين سنة الرسول على مستوى الأمة
في الوقت نفسه الذي كلف فيه رسول الله الإمام عليا بكتابة و تدوين سنة الرسول ، خصيصا للأئمة ، و المراجع ، و لأهل بيت النبوة بوصفهم أحد ثقلي الإسلام ، حيث كان الرسول يملي سنته أولا بأول ، و الإمام علي يكتبها بخط يده ، بهذا الوقت بالذات أمر رسول الله كل قادر على الكتابة ، و كل محتاج إليها أن يكتب من سنة الرسول ما يستطيع كتابته .
و أهل بيت النبوة مجمعون على أن رسول الله قد أمر المسلمين بكتابة و تدوين السنة النبوية ، و أن المسلمين قد استجابوا بالفعل لأمر الرسول و كتب كل قادر على الكتابة مخطوطا أو أكثر منها ، و قد شاعت هذه المخطوطات و انتشرت طوال عهد رسول الله ، و إجماع أهل بيت النبوة حجة للمؤمنين .
و من خواص و مزايا سنة الرسول أنها قد قاومت محاولات تدميرها و تغييبها فحتى الذين أنكروا إنكارا تاما أن يكون الرسول قد أمر المسلمين بكتابة و تدوين السنة تواترت عندهم الأخبار و الروايات بأن رسول الله بالفعل قد أمر المسلمين بكتابة و تدوين سنته ، و أن كل قادر على الكتابة من المسلمين كانت عنده صحيفة أو أكثر تحتوي جوانبا من سنة الرسول ، و مع أن الخليفة الأول كان من المعارضين لكتابة و رواية سنة الرسول إلا أنه احتفظ بصحيفة كتبها بخط يده .
و اشتملت على خمسمائة حديث ، و بقيت تلك الصحيفة عنده طوال عهد الرسول ، و لما انتقل الرسول إلى جوار ربه قام بحرق هذه الصحيفة ) 13 لأن سياسة الدولة التي كان يقودها كانت قائمة على تغييب و استبعاد سنة الرسول !
حتى لا يبقى هنالك أي دليل من السنة ليكشف مخالفة الدولة لسنة الرسول ، و قيامها بصورة مناقضة تماما لكل أوامر الرسول .
طائفة من الأخبار و الروايات التي تثبت أن الرسول قد أمر المسلمين بكتابة سنته
و مع أن أنصار دولة الخلافة التاريخية قد أنكروا إنكارا تاما أمر الرسول للمسلمين بكتابة و تدوين السنة النبوية ، و سخروا كل موارد الدولة و أعلامها لإثبات هذا الإنكار ، إلا أن قوة السنة النبوية ، و ثبوت أمر الرسول بكتابتها و تدوينها اضطرهم اضطرارا لتسريب بعض الروايات و الأخبار التي تؤكد بأن الرسول قد أمر المسلمين بكتابة و تدوين السنة النبوية .
الرواية الأولى
قال عبد الله بن عمرو بن العاص ، و أبوه من أركان دولة الخلافة ( كنت أكتب كل شئ أسمعه من رسول الله ، أريد حفظه ، فنهتني قريش !!
و قالوا : تكتب كل شئ سمعته من رسول الله ، و رسول الله بشر يتكلم في الغضب و الرضا ؟ فأمسكت عن الكتابة ، فذكرت ذلك لرسول الله ، فأومأ الرسول إلى فمه و قال : أكتب فو الذي نفسي بيده ما خرج منه إلا حق ) 14 .
و هذه الرواية الصحيحة تكشف لنا بوضوح أسباب إنكارهم بأن الرسول قد أمر بكتابة السنة ، و أسباب منعهم لكتابة و رواية سنة الرسول ، و من هم الذين كانوا يقفون وراء ذلك ، فالسنة النبوية ، كشفت أعداء الله و رسوله و وصفتهم وصفا دقيقا لا يخفى على عاقل و رتبت نظام الحكم لعصر ما بعد النبوة ترتيبا دقيقا ، و بينت من هم الأئمة الذين سيقودون الأمة من بعد وفاة النبي ، هذه الأمور التي بينتها السنة النبوية لم تعجب زعامة بطون قريش التي كانت تطمع بالاستيلاء على ملك النبوة ، لذلك كانت تشكك بالرسول و بكل ما يصدر عن الرسول ، و تشيع بأن كافة ما ورد في السنة من أمور الدنيا ، مجرد اجتهادات شخصية من الرسول كبشر ، أملاها عليه غضبه من قوم ، أو رضاه على آخرين !! لذلك كانت تقاوم كتابة سنة الرسول و تدوينها ، و تنشر الشائعات الكاذبة ضد الرسول و سنته و الرسول على قيد الحياة !!
الرواية الثانية
روى البخاري ( أن رجلا من أهل اليمن سمع رسول الله ، فقال : أكتب لي يا رسول الله فقال الرسول : أكتبوا لأبي فلان ) 15 .
و روى أيضا ( فقام أبو شاه ـ رجل من اليمن ـ فقال أكتبوا لي يا رسول الله فقال الرسول : اكتبوا لأبي شاه ، قال الراوي قلت للأوزاعي ما قوله اكتبوا لي يا رسول الله ؟ قال : هذه الخطبة التي سمعها من رسول الله ) 16 .
الرواية الثالثة
روى الترمذي : ( أن رجلا من الأنصار كان يجلس إلى النبي فيسمع من الحديث فيعجبه و لا يحفظه فشكا ذلك إلى النبي فقال له الرسول :
استعن بيمينك و أومأ بيده أي خط ) 17 .
الرواية الرابعة
عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال : ( قلت يا رسول الله : أكتب كل ما أسمع منك ؟ قال الرسول : نعم ، قال : قلت : في الرضا و الغضب ؟ قال الرسول : نعم ، فإني لا أقول في ذلك كله إلا حقا ) ، و في رواية أخرى ( إني أسمع منك أشياء أفأكتبها ؟ قال الرسول نعم ) 18 .
الرواية الخامسة
قال عبد الله بن عمرو قال رسول الله : ( قيدوا العلم ، قلت و ما تقييده ؟ قال الكتابة ) قال أنس : قيدوا العلم بالكتابة رواه الطبراني في الكبير و رجاله رجال الصحيح و قال أنس : ( شكا رجل إلى النبي سوء الحفظ فقال النبي استعن بيمينك ، و روى أبو هريرة مثل ذلك ) 19 .
الرواية السادسة
عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال : ( قلت يا رسول الله إنا نسمع منك أحاديثا لا نحفظها أفلا نكتبها ؟ قال : بلى فاكتبوها ) 20 .
الرواية السابعة
إن الخليفة أبا بكر نفسه كتب بيده خمسمائة حديث أثناء حياة الرسول ، و انتقل الرسول إلى جوار ربه و هذه الأحاديث مكتوبة عنده ، و بعد وفاة الرسول و عملا بتوجهاته و توجهات دولة بطون قريش قام الخليفة الأول بإحراق الأحاديث النبوية التي سمعها من الرسول و كتبها بخط يده !! ) 21 .
و هذا يؤكد تأكيدا قاطعا بأن كتابة سنة الرسول كانت أمرا مألوفا و مستقرا و شائعا عند المسلمين حال حياة الرسول .
الرواية الثامنة
قال ابن سعد في طبقاته : إن أحاديث رسول الله قد كثرت على عهد عمر بن الخطاب فناشد الناس أن يأتوه بها ، فلما أتوه بها أمر بتحريقها ) 22 و حرقت فعلا !! يبدو أن الخليفة قد أوهم الناس بأنه يريد جمع سنة الرسول في كتاب واحد ، هذا هو السبب الذي دفع المسلمين لتسليم المكتوب عندهم من سنة الرسول للخليفة ، و عندما اعتقد الخليفة أن سنة الرسول المكتوبة قد أصبحت في قبضة يده ، أعلن الخليفة أن جمع السنة في كتاب واحد عمل غير مناسب ، و عبر عن ذلك بقوله : ( لا كتاب مع كتاب الله ) و كان هذا التبرير كافيا لإحراق ما تجمع عنده من سنة الرسول المكتوبة !!
و من الطبيعي أن الذين سلموا مخطوطاتهم للخليفة لا يمكنهم أن يطالبوا باستردادها بعد أن عرفوا مقاصد الخليفة ، لأن الخليفة هو الدولة ، و لا طاقة لفرد أو لمجموعة بالوقوف ضد رغبة و توجه دولة قوية و مستقرة .
و ما يعنينا في هذا المقام هو التأكيد على أن كل قادر على الكتابة قد كتب أثناء حياة الرسول شيئا من سنة الرسول ، و احتفظ بها عملا بحث الرسول و توجيهاته المستمرة لكتابة السنة .
الرواية التاسعة
بعد أن تمكن الخليفة من جمع ما أمكنه جمعه من سنة الرسول المكتوبة و إحراق ما جمعه منها ، عمم على كافة الأمصار الخاضعة لولايته ( من كان عنده شئ من ذلك ـ أي من سنة الرسول المكتوبة ـ فليمحه ) 23 و تم تبرير ذلك أيضا بالقول : ( لا كتاب مع كتاب الله ) و شعار ( لا كتاب مع كتاب الله ) تفريع من شعار ( حسبنا كتاب الله ) ذلك الشعار الذي رفعوه بوجه رسول الله ، و حالوا بينه و بين ما أراد كتابته عندما كان رسول الله قاعدا على فراش الموت .
الرواية العاشرة
من أواخر الكلمات الخالدة التي قالها الرسول الأعظم قبيل وفاته بقليل ، ( قربوا أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا ) ، أو قال : ( إئتوني بالكتف و اللوح و الدواة أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا ، أو قال إئتوني أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا ) 24 و خلاصة هذه الواقعة أن الرسول و هو على فراش الموت أراد أن يكتب توجيهاته النهائية و أن يلخص الموقف للأمة ، و أن يكتب وصيته كنبي ، و كإمام للأمة ، أو كمسلم على الأقل إلا أن زعامة بطون قريش برئاسة عمر بن الخطاب ، تصدوا للنبي و حالوا بينه و بين ما أراد كتابته ، و قالوا على مسمعه الشريف ( النبي يهجر ، و لا حاجة لنا بكتابه حسبنا كتاب الله ، و أكثروا من اللغط و التنازع ، فطلت النسوة من وراء الستر ، فقلن ألا تسمعوا رسول الله يقول : ( قربوا يكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا ؟! ) فنهرهن عمر بن الخطاب و قال لهن إنكن صويحبات يوسف فقال النبي إنهن خير منكم ) ، كانت هذه الجملة من أواخر الكلمات التي تلفظ بها رسول الله قبل أن تصعد روحه الطاهرة إلى بارئها .
و هذه الرواية الصحيحة و المتواترة عند القوم ، و التي أجمع أهل بيت النبوة و أجمعت الأمة على وقوع أحداثها بالفعل ، تثبت بأن الرسول الأعظم كان يأمر بكتابة و تدوين سنته ، و أن الكتابة و التدوين هما الطريق الطبيعي و تكشف هذه الرواية أيضا بأن زعامات الأكثرية ـ التي حاربت الرسول حتى اضطرها للاستسلام فأسلمت ـ كانت ضد فكرة تدوين و كتابة سنة الرسول ، و ضد رواية أحاديث الرسول ، لأن هذه الزعامات قد أدركت خطورة سنة الرسول على مشاريعها المتعلقة بالاستيلاء على ملك النبوة بعد وفاة النبي حيث لن تتمكن تلك الزعامات من تنفيذ مقاصدها و أهدافها إلا بغياب السنة ، أو تغييبها ، أو التشكيك بعدم شرعيتها ، أو سحب الصفة الإلزامية منها ، و هذا هو السر الكامن وراء نهيهم السري عن كتابة و رواية أحاديث الرسول أثناء حياة الرسول ، و هذا هو السر الذي دفعهم للاستماتة للحيلولة بين الرسول و بين ما أراد كتابته أثناء مرضه ، لأنهم قد أيقنوا بأن الرسول إن كتب ما أراد سيفشل كافة مخططاتهم ، أو سيفضحها على الأقل .
و مع أن الأكثرية كانت تقف وراء تلك الزعامات ، إلا أنها لم تجرؤ على إعلان نواياها الحقيقية ، بل كانت ترفع شعارات إسلامية لتبرر مقاصدها غير الإسلامية فمثلا عندما حالوا بين الرسول و بين كتابة ما أراد و قالوا له أن تهجر و كسروا خاطره الشريف و هو على فراش الموت برروا هذا العمل الإجرامي المقيت بقولهم : ( حسبنا كتاب الله ) أي أن القرآن يغني عن الرسول و عن سنته !!! و عندما جمعوا المكتوب من سنة الرسول ، و منعوا كتابة و رواية سنة الرسول ، لم يقولوا بأنهم ضد سنة الرسول إنما رفعوا شعار ( حسبنا كتاب الله ، و شعار لا كتاب مع كتاب الله !!! لقد صمموا أن يحققوا تحت خيمة الإسلام ما عجزوا عن تحقيقه في ميادين المقاومة و القتال أثناء .
مقاومتهم للنبي و لدينه قبل الهجرة و محاربتهم لرسول الله و لدينه و للمؤمنين بعد الهجرة !! .
الرواية الحادية عشرة
و ما يؤكد أمر الرسول للمسلمين كتابة و تدوين سنته ، أنه كان يأمر بكتابة ما هو أقل أهمية من سنة الرسول . قال البخاري في صحيحه :
إن النبي قد قال : ( اكتبوا لي من تلفظ بالإسلام من الناس ، فكتبنا له ألفا و خمسمائة رجل . . . ) 25 .
و قال الهيثمي : قدم وفد بجيلة على رسول الله فقال الرسول : ( أكتبوا البجليين و ابدؤوا بالأخمسين ) 26 .
و علق الشيخ علي الكوراني على ذلك بالقول بأن رسول الله هو أول من دون الدواوين و ليس الخليفة عمر كما يذكر البعض ) 27 .
الرواية الثانية عشرة
لقد حث رسول الله على طلب العلم ، و رغب في طلبه بكل وسائل الترغيب الشرعية ، فأي علم أفضل من علمي الكتاب و النبوة ، لقد أدرك المسلمون ذلك ، و كتب كل قادر منهم ما رآه مهما من سنة الرسول ، قال عبادة بن الصامت : ( خرجت أنا و أبي نطلب العلم في هذا الحي من الأنصار ، فكان أول من لقينا أبو اليسر صاحب رسول الله و معه غلام له . . .
و معه ضبارة صحف ) 28 .
و بعض المسلمين كان يكتب أسئلة و يرسلها يستفتي بها ، من ذلك ما رواه البيهقي في سننه عن أبي الهذيل بقوله : ( أمرني ناس من أهلي أن أسأل لهم عبد الله بن عباس عن أشياء فكتبتها في صحيفة ، فأتيته ، لأسأله فإذا عنده ناس يسألونه ، فسألوه عن جميع ما في صحيفتي . . ) 29 .
آيات محكمات من القرآن الكريم
لقد تكررت كلمة الكتابة و مشتقاتها في القرآن الكريم مئات المرات ، في مئات الآيات المحكمات ، ولم يرد نهي عن الكتابة في أي من تلك الآيات 30 و كلها تؤكد بأن الكتابة هي الوسيلة الوحيدة للتوثيق ، و من الملفت للنظر بأن أول آية نزلت من القرآن هي : ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ﴾ 31 و أن الله سبحانه كما سمى القرآن بكتاب الله ، فهل يعقل أن يكون هنالك كتاب غير مكتوب !!
ثم إن القرآن الكريم قد أمر بكتابة و تدوين و توثيق ما هو أقل أهمية من السنة النبوية فقال عز و جل :
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُب بَّيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلاَ يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللّهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ ... ﴾ 32 و قال تعالى : ﴿ ... وَلاَ تَسْأَمُوْاْ أَن تَكْتُبُوْهُ صَغِيرًا أَو كَبِيرًا إِلَى أَجَلِهِ ... ﴾ 32 فهل يعقل أن يأمر الله و رسوله المسلمين بكتابة الدين صغيرا أو كبيرا ، و أن يحرما على المسلمين كتابة سنة الرسول و هي الدين العملي كله !!! الحمد لله الذي فضح الكذب و الكاذبين ، و أكد ضروريات بقاء الدين .
الرواية الثالثة عشرة
روى الزبير بن البكار ( أن سليمان بن عبد الملك في زمان ولايته للعهد ، مر بالمدينة حاجا ، و أمر إبان بن عثمان أن يكتب له سيرة الرسول و مغازيه ، فقال إبان : هي عندي ، أخذتها مصححة ممن أثق به ، فأمر عشرة من الكتاب بنسخها ، فكتبوها في رق ، فلما صارت إليه ، نظر فإذا فيها ذكر الأنصار في العقبتين ، يقصد فيها بيعة الأنصار في العقبة الأولى و الثانية و ذكر الأنصار في بدر .
فقال سليمان : ما كنت أرى لهؤلاء القوم هذا الفضل ، فإما أن يكون أهل بيتي ـ أي الخلفاء الأمويين ـ غمضوا عليهم ، وإما أن يكونوا ليسوا كذلك! فقال إبان بن عثمان : أيها الأمير : لا يمنعنا ما صنعوا بالشهيد المظلوم ـ يقصد الخليفة عثمان ـ من خذلانه أن نقول الحق هم على ما وصفنا لك في كتابنا هذا .
قال سليمان : ما حاجتي إلى أن أنسخ ذلك حتى أذكره لأمير المؤمنين ـ يقصد والده عبد الملك ـ لعله يخالفه ، فأمر بذلك الكتاب فحرق ( أي أحرقه ) و لما رجع أخبر أباه بما كان فقال عبد الملك ، و ما حاجتك أن تقدم بكتاب ليس لنا فيه فضل ، تعرف أهل الشام أمورا لا نريد أن يعرفوها ، قال سليمان : فلذلك أمرت بتحريق نسخته ، حتى أستطلع رأي أمير المؤمنين ، فصوبه ) 33 .
هذا دليل قاطع على أن الناس قد كتبوا سنة رسول الله بأمر من الرسول ، و أن جزءا كبيرا من السنة قد بقي مكتوبا ، بالرغم من الحملات المتكررة التي شنها الخلفاء الثلاثة لتدمير سنة الرسول عملا بشعارهم ( حسبنا كتاب الله ) و الحوار الذي دار بين الملك الأموي وولي عهده و يكشف الغاية من تدمير سنة الرسول ، و أمر ولي العهد بحرق ذلك الكتاب ببرودة أعصاب يبين لنا قيمة سنة الرسول عندهم ، و خطرها عليهم ، فإما السنة و إما الملك !!!
الرواية الرابعة عشرة من سنن عمر بن الخطاب !
أخرج عبد الرزاق و البيهقي عن أبي قلابة أن عمر بن الخطاب ، قد مر برجل يقرأ كتابا ، فاستمعه ساعة ، فاستحسنه فقال للرجل أكتب لي من هذا الكتاب قال نعم ، فاشترى عمر بن الخطاب أديما ، فهيأه ثم جاء إليه فنسخ له من ظهره و بطنه ، ثم أتى النبي ، فجعل يقرؤه عليه ، و جعل وجه رسول الله يتلون ، فضرب رجل من الأنصار بيده الكتاب ، و قال ثكلتك أمك يا بن الخطاب أما ترى وجه رسول الله منذ اليوم و أنت تقرأ عليه هذا الكتاب ؟ فقال النبي إنما بعثت فاتحا و خاتما ، و أعطيت جوامع الكلم ، و فواتحه ، و اختصر لي الحديث اختصارا ، فلا يهلكنكم المتهوكون ) 34 .
ثم إن الخليفة عمر نفسه كان يغشى اليهود في يوم دراستهم طلبا للعلم فقال له اليهود ما من أصحابك أحد أكرم علينا منك لأنك تأتينا ، قلت و ما ذاك إلا أني أعجب من كتب الله كيف يصدق بعضها بعضا !!! 35 .
قال عمر بن الخطاب : ( يا رسول الله إن أهل الكتاب يحدثونا بأحاديث قد أخذت بقلوبنا ، و قد هممنا أن نكتبها فقال الرسول : يا بن الخطاب أمتهوكون كما تهوكت اليهود و النصارى . . . ) 34 .
قال عمر : ( يا رسول الله إني مررت بأخ لي من بني قريظة فكتب لي جوامع من التوراة ألا أعرضها عليك ، قال الراوي فتغير وجه رسول الله . . . ) 36 .
ـ جاء عمر بن الخطاب بجوامع من التوراة فقال : يا رسول الله جوامع من التوراة أخذتها من أخ لي من بني زريق ، فتغير وجه الرسول ، فقال عبد الله بن زيد : أمسخ الله عقلك ألا ترى الذي بوجه رسول الله . . . الخ ) 37 .
ـ قال عمر بن الخطاب : انطلقت في حياة النبي حتى أتيت خيبرا ، فوجدت يهوديا يقول قولا فأعجبني ، فقلت له : هل أنت مكتبي بما تقول ؟
قال نعم ، فأتيته بأديم ، فأخذ يملي علي ، فلما رجعت قلت يا رسول الله لقيت يهوديا يقول قولا لم أسمع مثله بعدك ، فقال النبي : لعلك كتبت منه ؟
قال : نعم ، قال : إئتني به فانطلقت ، فلما أتيته قال : إجلس إقرأه ، فقرأت ساعة ، و نظرت إلى وجهه ، فإذا هو يتلون ، فصرت من الفرق لا أجيز حرفا منه ، ثم رفعته إليه ثم جعل يتبعه . . . ) 38 .
قصة من قصص يوسف
ـ جاء حفصة زوج النبي ، و ابنة عمر بن الخطاب بكتاب من قصص يوسف في كتف ، فجعلت تقرؤه عليه ، و النبي يتلون وجهه ، ثم قال والذي نفسي بيده لو أتاكم يوسف و أنا بينكم فاتبعتموه و تركتموني لضللتم ) 39 .
و هذا كله يعني أن كتابة أي شئ كانت أمرا مباحا ، و أن بإمكان أي قادر على الكتابة أن يكتب بنفسه ما يريد ، ولم يردعه الرسول الأعظم بأنه قد نهى عن الكتابة ـ ككتابه ـ بأي موضوع من الموضوعات ، كان الرسول ينهى عن بعض مضامين ما يكتب ، و لكنه لم ينه عن الكتابة كوسيلة تعليمية أو توثيقية ، بل على العكس فقد أمر الرسول الإمام عليا بكتابة سنته أولا بأول ، فكان الرسول يملي و الإمام علي يكتب بخط يده ، و كتب رسول الله القرآن الكريم ، فقد كان له كتاب وحي يكتبون له على الفور ما يوحى إليه من كتاب الله ، و كانت عنده صحف مرقمة و مميزة ، فتأتيه الآية أو الآيات ، مع التوجيه الإلهي بأي سورة من سور القرآن يضعها ، ثم إن الرسول كان يأمر المسلمين بالكتابة و طلب العلم و نشره ، ثم إن الرسول الأعظم ، لم يأمر بحرق نسخ التوراة المعربة التي جاء بها عمر بن الخطاب ، و لا هو أمر بحرق أو تمزيق قصة يوسف التي تلتها زوجته أمامه ، إنما نهى عن المضامين حتى لا تؤدي إلى زعزعة عقيدة المسلم ، أو بلبلة أفكاره ، أو انحرافه .
فما هي مصلحة الرسول ، و ما هي مصلحة الإسلام و المسلمين في أن يقوم الرسول بإحراق المكتوب من سنته كما زعموا 40 و لماذا يمنع الرسول كتابة و تدوين سنته الطاهرة و هي دين الإسلام العملي في الوقت الذي يبيح فيه الرسول كتابة و تدوين كل شئ !!!! اليهود و النصارى كانوا من رعايا دولة الرسول ، فهل منعهم الرسول من كتابة التوراة و الانجيل و أخبار الأنبياء السابقين ؟! و هل منعهم من رواية ما يعتقدون ؟ و هل منع الرسول رعايا دولته من أن يكتبوا الشعر ، أو القصص ، أو أخبار الأولين ، أو العلوم ، أو الآداب أو الأنساب أو التاريخ ؟!! لقد كانت الكتابة من الأمور المألوفة في كل مجتمع ، و من أبرز المظاهر الحضارية التي تسالمت على منطقيتها و ضرورتها المجتمعات البشرية ، فلا علم لي أن دولة من الدول ، أو زعيما من زعماء الجنس البشري عبر التاريخ قد حرم الكتابة أو اعتبرها جريمة من الجرائم !!
فلماذا يختار رسول الله سنته من دون علوم الأرض و معلوماتها ، فيحرم كتابتها و روايتها !!! لقد تقولوا على رسول الله بأكبر من ذلك ، فادعوا بأن رسول الله لم يجمع القرآن ، و أنه قد انتقل إلى جوار ربه و القرآن لم يجمع بعد ، و لولا الخلفاء الثلاثة الأول الذين شمروا عن سواعدهم فكتبوا القرآن و جمعوه ، لضاع القرآن !!!! فويل لهم مما كتبت أيديهم و ويل لهم مما يفترون !!!
إن ادعاءات القوم لا يقرها دين و لا عقل و لا منطق ، فحتى الذين لا يعتنقون الإسلام ، أيقنوا بأن رسول الله قد كتب سنته ، و أنه قد أمر المسلمين بكتابتها و تبليغها و نشرها ، إن ادعاءات القوم محاولات مكشوفة للتغطية على فضائح التاريخ و تبرير سلوك الخلفاء ﴿ ... الَّذِينَ بَدَّلُواْ نِعْمَةَ اللّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّواْ قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ ﴾ 41 .
و مناشدة عمر بن الخطاب للمسلمين بأن يأتوه بما لديهم من السنة النبوية المكتوبة ، عندما أوهمهم بأنه يريد أن يجمع سنة الرسول في كتاب واحد و إحضارهم لما هو مكتوب عندهم من السنة دليل قاطع على أن المسلمين كانوا يكتبون سنة الرسول حال حياته .
ثم إن المرسوم الذي أصدره عمر و عممه على كافة الأمصار طالبا منهم أن يمحوا كل ما هو مكتوب عندهم من سنة الرسول دليل آخر .
لأن المسلمين لم يكتبوا في زمن أبي بكر و لا في زمن عمر أي شئ من السنة النبوية حيث أعلن الخليفتان حربهما على سنة الرسول عملا بشعار ( حسبنا كتاب الله ) ، و شعار ( لا كتاب مع كتاب الله ) ففي هذه الظروف يتعذر على المسلم كتابة حديث رسول الله ، و هذا يعني أن الأحاديث المكتوبة التي أحرقها عمر بن الخطاب ، شخصيا ، أو أمر ولاته بمحوها كانت مكتوبة في زمن رسول الله ، و بأمره أو سكوته و قبوله الضمني بكتابتها 42 و هذا يدل دلالة قاطعة بأن منع كتابة ورواية أحاديث رسول الله كان من الخلفاء و ليس من النبي ، لأن شيوع و ثبوت و انتشار أحاديث رسول الله ، سيكشف أن الخلفاء قد غصبوا ما ليس لهم ، و أنهم قد جلسوا في مكان مخصص لغيرهم ، و أنهم قد تجاهلوا بالكامل سنة الرسول و ترتيبات الرسول المتعلقة بنظام الحكم ، و المرجعية ، لذلك كان من مصلحتهم الشخصية أن يدمروا بالكامل سنة رسول الله ، وأن يجتثوها من الوجود إن استطاعوا ، حتى لا يبقى شئ يدل على وجود الجريمة ، و في ما بعد ، قام أولياؤهم بالكذب المتعمد على رسول الله ، و ادعوا بأن الرسول هو الذي أمر بعدم كتابة و عدم رواية السنة النبوية ، و أن الخلفاء قد منعوا كتابة و رواية السنة عملا بأمر الرسول !! و قد أرادوا من تلك المزاعم الكاذبة أن يبرروا ما فعله الخلفاء ، فإذا كان الرسول قد أمر بعدم كتابة و رواية سنة الرسول ، فلماذا سمحوا بكتابة ورواية السنة بعد مائة عام من منع كتابة و رواية هذه السنة !! لقد قدر أولياء الخلفاء أن السنة قد تدمرت تماما ، و أن آثار جريمة الخروج على الشرعية الإلهية قد محيت ، و أن مئات الآلاف من الأحاديث المختلقة التي وضعوها كافية كل الكفاية لتبرير ما فعل الخلفاء ، و للتشكيك بكل نص من سنة الرسول يخدش فعل الخلفاء ، هذا إن وصل النص الصحيح للناس !!! .
كل الصحابة القادرين على الكتابة و المهتمين بشرع الله و سنة رسوله قد كتبوا
رأينا تحت عنوان ( التدوين الخاص لسنة رسول الله أن رسول الله كان يملي سنته على الإمام علي ، و الإمام علي يكتبها بخط يده ، و أن هذه السنة المباركة قد جمعت في كتب و هي ما زالت محفوظة عند أهل بيت النبوة يتوارثونها كما يتوارث الناس ذهبهم وفضتهم .
و تحت عنوان طائفة من الأخبار والروايات التي تثبت أن الرسول قد أمر المسلمين بكتابة سنته ، سقنا فيضا من أحاديث الرسول التي حثت المسلمين على كتابة السنة .
ثم إن أبا بكر الخليفة الأول قد كتب بنفسه خمسمائة حديث سمعها بأذنه من رسول الله و كتبها بخط يده ، كما سنوثق ذلك في حينه ، نقول لأولياء الخلفاء : فهل يعقل أن يكتب أبو بكر سنة الرسول لو أن الرسول نهى عنها !!
ثم إن عمر بن الخطاب كان قد ناشد الناس أن يأتوه بما هو مكتوب عندهم من سنة الرسول لأنه يريد أن يجمع السنة في كتاب واحد ، فأتوه بها .
و ناشدهم أن يأتوه بالكتب المحفوظة عندهم لأنه يريد أن ينظر بها ، فأتوه بها ، فلما تجمعت بين يديه أمر بحرقها فحرقت فعلا كما سنوثق في حينه .
فلو أن الرسول قد أمر المسلمين بعدم كتابة سنته ، فلماذا كتبها الناس و احتفظوا بها حتى عهد الخليفة عمر !! .
ثم إن كل صحابي قادر على الكتابة و راغب فيها كان يحتفظ بصحيفة خاصة كتب فيها بخط يده ما سمعه من رسول الله فعلى سبيل المثال :
1 ـ كانت لأنس بن مالك خادم الرسول صحيفة أو صحفا فقد رووا عنه أنه قال : ( هذه أحاديث كتبتها عن رسول الله أو سمعتها من رسول الله و كتبتها و عرضتها عليه ) 43 و ألقى بمجال أي بصحف أو مجلات .
2 ـ و ( جابر بن عبد الله كانت له صحيفة ) 44 و ( معاذ بن جبل كان لديه كتاب يحتوي على أحاديث رسول الله ) 45 و ( كان هذا الكتاب عند موسى بن طلحة ) 46 .
3 ـ و رافع بن خديج كانت عنده صحف : روى مسلم في صحيحه عن نافع بن جبير أن مروان بن الحكم قد خطب الناس فذكر مكة و أهلها و حرمتها ، ولم يذكر المدينة و أهلها و حرمتها .
فناداه رافع بن خديج و قال له : ما لي أسمعك ذكرت مكة و أهلها و حرمتها ، ولم تذكر المدينة و أهلها و حرمتها ، و قد حرم رسول الله ما بين لابتيها ، و ذلك عندي في أديم جولاني إن شئت أقرأتكه ) 47 .
4 ـ و ( سعد بن عبادة كانت له صحيفة روى ابنه منها حديثا ) 48 و ( العشرات من الصحابة الكرام كانت لهم صحف كتبوا فيها بأيديهم ما سمعوه بآذانهم من رسول الله ) 49 و احتفظوا بهذه الكتب إلى زمن عمر بن الخطاب حيث سلم أكثريتهم هذه الصحف لاعتقادهم أنه يريد أن يجمع السنة ، فلما وضعت بين يديه أمر بحرقها فحرقت ولم يرو راو قط أن رسول الله قد نهى عن كتابة العلوم أو عن الكتابة عامة بل كان من الداعين إليها ، و الحاثين عليها ، و الممارسين لها ، و كان له كتاب يكتبون له كل يوم ، و كان يكتب لولاته و عماله ، و يرد على الذين يكتبون إليه ، لقد كتب الرسول إلى ملوك الأرض و الزعماء يدعوهم إلى الإسلام ، لقد شجع رسول الله الأسرى بأن يفتدوا أنفسهم مقابل تعليم بعض صبيان المدينة الكتابة ، و كان من جملة رعايا دولة النبي يهود و نصارى ، و كانت لهم الحرية أن يكتبوا ما أرادوا ولم يرو راو قط بأن الرسول قد منعهم من كتابة أو قراءة أي شئ يرغبون !! ولم يرو راو قط بأن الرسول قد منع كتابة أي علم من العلوم ، ثم إن الرسول هو الذي بين للمسلمين آية ﴿ ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ ﴾ 50 .
لقد اهتم رسول الله بالكتابة كل الاهتمام ، و اهتم بالتفاصيل الفنية للكتابة فكان يقول : ( الخط الحسن يزيد الحق وضوحا ) 51 و كان يقول : ( تربوا الكتاب فإن التراب بركة ) 52 و كان يقول : ( إذا كتب أحدكم كتابا فليتربه فإنه أنجح للحاجة ) 53 .
فلماذا يمنع الرسول المسلمين من كتابة و تدوين سنته المباركة بالوقت الذي يبيح فيه للمسلمين و لأتباع كل الديانات كتابة كل شئ يريدون !!! لقد صوروا رسول الله بصورة العدو المبين لكتابة سنته ، و القصد من هذا التصوير الكاذب تبرير أفعال الخلفاء الذين أحرقوا سنة رسول الله المكتوبة ، و منعوا المسلمين من أن يحدثوا شيئا عن رسول الله كما سنرى ، و للتغطية على أفعال الخلفاء اختلقوا هذه الصورة على رسول الله ، فويل لهم مما كتبت أيديهم ، و ويل لهم مما يفترون ! .
طائفة من أحاديث أهل بيت النبوة في كتابة السنة و تدوينها
الرواية الأولى
قال الإمام علي عليه السلام قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم : ( اكتبوا هذا العلم ، فإنكم ستنتفعون به إما في دنياكم ، و إما في آخرتكم ، و أن العلم لا يضيع صاحبه ) 54 و كان الإمام علي عليه السلام يقول : ( قيدوا العلم بالكتابة ) 55 .
الرواية الثانية
قال ابن شهرآشوب في الاحتجاج قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم : ( . . . يا معشر المسلمين و اليهود اكتبوا ما سمعتم ، فقالوا : يا رسول الله قد سمعنا و وعينا ، و لا ننسى ، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم الكتابة أذكر لكم ) 56 .
الرواية الثالثة
قال الإمام جعفر الصادق عليه السلام : ( اكتبوا فإنكم لا تحفظون حتى تكتبوا ) 57 .
الرواية الرابعة
قال الإمام الصادق عليه السلام أيضا : ( احتفظوا بكتبكم فإنكم سوف تحتاجون إليها ) 58 .
الرواية الخامسة
عن أبي شيبة أنه قال : ( سمعت أبا عبد الله الإمام جعفر الصادق عليه السلام يقول : ( ضل علم ابن شبرمه ، عندنا الجامعة ، إملاء رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم و خط علي عليه السلام بيده ، إن الجامعة لم تدع لأحد كلاما ، فيها علم الحلال و الحرام ، إن أصحاب القياس طلبوا العلم بالقياس ، فلم يزدادوا من الحق إلا بعدا إن دين الله لا يصاب بالقياس ) .
الرسول أمر المسلمين بتبليغ و نشر السنة النبوية
أمر رسول الله أئمة أهل بيت النبوة ، و كافة المسلمين و المسلمات بأن يبلغوا و ينشروا سنة رسول الله بكافة وسائل التبليغ و النشر ، و رغبهم في ذلك ، و حثهم عليه ، أئمة أهل بيت النبوة مجمعون على أن رسول الله قد أمر بذلك ، و إجماعهم دليل قاطع على يقينية صدور الأمر النبوي .
و مع هذا فقد وردت أحاديث متواترة أجمع أولياء دولة الخلافة على صحتها و على يقينية صدورها عن رسول الله تؤكد أمر الرسول لكافة المسلمين و المسلمات و المؤمنين و المؤمنات لتبليغ و نشر سنة الرسول بكافة وسائل التبليغ و النشر ، و سنورد في ما يلي طائفة من هذه الأحاديث المتواترة التي رواها علماء القوم في صحاحهم :
الرواية الأولى
قال رسول الأعظم صلى الله عليه و آله و سلم في حجة الوداع : ( نضر الله عبدا سمع مقالتي فوعاها ، و بلغها من لم يسمعها فكم من حامل فقه إلى من هو أفقه منه ) 59 .
وفي حديث آخر ( فرب حامل فقه غير فقيه ، و رب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ) 60 .
الرواية الثانية
قال الرسول الأعظم صلى الله عليه و آله و سلم : ( ليبلغ الشاهد الغائب ، عسى أن يبلغ منه هو أدعى له منه ) 61 .
الرواية الثالثة
قال الرسول الأعظم صلى الله عليه و آله و سلم : ( اللهم ارحم خلفائي ، اللهم ارحم خلفائي ، اللهم ارحم خلفائي ، قيل له يا رسول الله من خلفاؤك ؟ قال :
الذين يأتون بعدي يروون حديثي و سنتي ) 62 .
الرواية الرابعة
قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم : ( إن ربي داعي و إنه لسائلي ، هل بلغت عبادي ، و أنا قائل له رب قد بلغتهم ، ألا فليبلغ الشاهد منكم الغائب ) 63 .
الرواية الرابعة
قال صلى الله عليه و آله و سلم : ( إني محدثكم الحديث ، فليحدث الحاضر منكم الغائب ) . و فيه فرفع يديه صلى الله عليه و آله و سلم إلى السماء فقال : ( اللهم اشهد ثم قال أيها الناس ليبلغ الشاهد منكم الغائب ) 64 وروى المتقي الهندي مثل ذلك 65 .
الرواية الخامسة
روى في كنز العمال أن الرسول قد قال : ( من حفظ على أمتي أربعين حديثا من سنتي أدخلته يوم القيامة في شفاعتي ) 66 و ورد الحديث في صيغ مختلفة 67 68 .
- 1. بصائر الدرجات : 290 ـ 291 ، و المعالم : 2 / 301 نقلا عن الإمام جعفر الصادق .
- 2. بصائر الدرجات : 168 ، و سليم بن قيس الهلالي العامري من أصحاب الإمام علي ، راجع قاموس الرجال : 4 / 445 . و المعالم : 2 / 304 .
- 3. الأمالي للشيخ الصدوق : 2 / 56 ـ مطبعة النعمان ـ النجف سنة 1384 ه ، و المعالم : 2 / 305 .
- 4. بصائر الدرجات : 148 .
- 5. بصائر الدرجات : 143 و 145 و 147 .
- 6. بصائر الدرجات : 145 و 159 .
- 7. بصائر الدرجات : 144 .
- 8. بصائر الدرجات : 151 ـ 152 ، و أصول الكافي : 1 / 239 ، والوافي : 2 / 135 ، و معالم المدرستين : 2 / 310 .
- 9. الكافي و الوافي : 2 / 79 ، و معالم المدرستين : 2 / 319 .
- 10. راجع بصائر الدرجات باب 4 ح 45 .
- 11. بصائر الدرجات باب 14 ح 3 .
- 12. بصائر الدرجات باب 14 ح 10 .
- 13. تذكرة الحفاظ للذهبي : 1 / 5 ، و كنز العمال للمتقي الهندي : 10 / 285 ، و تدوين القرآن للكوراني : 370 .
- 14. سنن أبي داود : 2 / 126 ، و سنن الدارمي : 1 / 125 ، ومسند أحمد : 2 / 162 و 207 و 216 ، و مستدرك الحاكم : 1 / 105 و 106 ، و جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر : 1 / 85 ، و كتابنا المواجهة : 254 .
- 15. صحيح البخاري : 1 / 22 ، و أبو فلان هو أبو شاه كما في الترمذي : 10 / 135 ، راجع معالم المدرستين : 2 / 55 .
- 16. صحيح البخاري : 3 / 95 ، و تدوين القرآن للشيخ علي الكوراني : 277 .
- 17. سنن الترمذي كتاب العلم باب ما جاء في الرخصة : 10 / 134 .
- 18. مسند أحمد : 2 / 207 .
- 19. مجمع الزوائد : 1 / 150 باب كتابة العلم ، و راجع تدوين القرآن للشيخ علي الكوراني / 378 .
- 20. مسند أحمد : 2 / 215 .
- 21. راجع تذكرة الحفاظ للذهبي : 1 / 5 ، و كنز العمال للمتقي الهندي : 10 / 285 .
- 22. الطبقات الكبرى لابن سعد : 5 / 140 .
- 23. راجع كنز العمال : 1 / 291 .
- 24. راجع كتابنا نظرية عدالة الصحابة : 287 و ما فوق تجد التفاصيل ، و راجع صحيح البخاري : 7 / 9 ، و صحيح مسلم : 5 / 75 ، و صحيح مسلم بشرح النووي : 11 / 95 ، و مسند أحمد : 4 / 256 ح 2992 ، و شرح النهج : 6 / 51 ، و صحيح البخاري : 4 / 31 ، وصحيح مسلم : 2 / 16 و 11 / 94 ـ 95 بشرح النووي ، و مسند أحمد : 1 / 355 ، و تاريخ الطبري : 2 / 193 ، و الكامل لابن الأثير : 2 / 370 ، و تذكرة الخواص : 62 ، و شرح العالمين و كشف ما في الدارين للغزالي و كتابنا ( الهاشميون في الشريعة و التاريخ ) : 235 .
- 25. راجع صحيح البخاري : 4 / 33 .
- 26. مجمع الزوائد للهيثمي : 10 / 48 .
- 27. و راجع تدوين القرآن للشيخ علي الكوراني : 232 ـ 233 .
- 28. المستدرك للحاكم : 2 / 28 .
- 29. سنن البيهقي : 9 / 241 ، و تدوين القرآن للشيخ علي الكوراني / 235 ـ 236 .
- 30. راجع المعجم المفهرس لألفاظ القرآن ـ محمد فؤاد عبد الباقي : 591 و ما فوق .
- 31. القران الكريم : سورة العلق ( 96 ) ، الآية : 1 ، الصفحة : 597 .
- 32. a. b. القران الكريم : سورة البقرة ( 2 ) ، الآية : 282 ، الصفحة : 48 .
- 33. الموفقيات للزبير بن بكار : 332 ـ 333 ، و معالم المدرستين : 1 / 261 .
- 34. a. b. الدر المنثور للسيوطي : 5 / 148 .
- 35. كنز العمال : 2 / 353 .
- 36. مسند الإمام أحمد بن حنبل : 3 / 469 .
- 37. مجمع الزوائد للهيثمي : 1 / 174 .
- 38. كنز العمال للمتقي الهندي : 1 / 372 ، و راجع تدوين القرآن للشيخ علي الكوراني / 412 .
- 39. مصنف عبد الرزاق : 6 / 113 .
- 40. مسند أحمد : 5 / 182 ، و سنن أبي داود كتاب العلم : 3 / 319 .
- 41. القران الكريم : سورة إبراهيم ( 14 ) ، الآية : 28 ، الصفحة : 259 .
- 42. و قد وثقنا ذلك عند ذكرنا لتلك الروايات .
- 43. تذكرة الحفاظ للذهبي : 1 / 5 ، وكنز العمال : 10 / 285 ، والكامل لابن عدي : 1 / 36 ، وميزان الاعتدال : 3 / 280 .
- 44. الطبقات الكبرى لابن سعد : 5 / 467 ، و المصنف لعبد الرزاق : 11 : 183 ، و المراسيل للرازي : 37 ، و تذكرة الحفاظ : 1 / 43 .
- 45. سيرة ابن هشام : 886 و 956 ، و حلية الأولياء : 1 / 24 ، و الأموال لأبي عبيد / 27 .
- 46. مسند أحمد : 5 / 228 .
- 47. صحيح مسلم كتاب الحج باب فضل المدينة : 2 / 992 رقم 1361 .
- 48. مسند أحمد : 5 / 285 ، وسنن الترمذي كتاب الأحكام باب اليمن مع الشاهد : 3 / 157 .
- 49. راجع تدوين السنة الشريفة من : 205 و ما فوق .
- 50. القران الكريم : سورة القلم ( 68 ) ، الآية : 1 ، الصفحة : 564 .
- 51. ميزان الاعتدال : 2 / 5 ، والجامع الصغير للسيوطي رقم 4134 ، و أدب الإملاء : 166 ، و لسان الميزان : 3 / 221 ، وتدوين السنة الشريفة : 101 .
- 52. أدب الإملاء : 17 ، والسراج المنير للعزيزي : 1 / 165 .
- 53. الكامل لابن عدي : 1 : 294 ، و تدوين السنة : 98 و ما فوق .
- 54. كنز العمال : 10 / 262 .
- 55. تقييد العلم : 89 ، و تدوين السنة : 145 .
- 56. الاحتجاج : 1 / 42 .
- 57. الكافي : 1 / 52 .
- 58. راجع تدوين القرآن : 404 .
- 59. سنن أبي داود كتاب العلم ح 3660 باب 10 ، و سنن ابن ماجة المقدمة باب 18 الحديث 23 و 231 و 236 ، و كتاب المناسك باب الخطبة يوم النحر ، و سنن الدارمي : 1 / 74 ـ 76 باب المقدمة ، و مسند أحمد : 7 / 225 و 4 / 80 و 82 و 5 / 473 ، و سنن الترمذي : 10 / 154 .
- 60. راجع صحيح البخاري : 1 / 24 ط بولاق كتاب العلم باب قول النبي ( رب مبلغ . . . ) ، و كنز العمال : 102 و 133 ح 1626 ، و سنن ابن ماجة : 1 / 85 ح 233 ، و معالم المدرستين : 2 / 55 .
- 61. صحيح البخاري : 1 / 24 ، و سنن ابن ماجة : 1 / 85 ، و معالم المدرستين : 2 / 55 .
- 62. معاني الأخبار : 374 ـ 375 ، و عيون الأخبار : 2 / 36 ، من لا يحضره الفقيه تحقيق علي أكبر غفاري : 4 / 420 ، بحار الأنوار : 2 ص 15 ح 7 ، معالم المدرستين : 2 / 55 .
- 63. راجع سنن النسائي : 5 / 206 ، و مسند أحمد : 1 / 83 و 437 و 5 ص 37 ، و تدوين القرآن : 400 .
- 64. مجمع الزوائد للهيثمي : 1 / 139 ، و قال رواه الطبراني في الكبير .
- 65. كنز العمال : 10 / 224 و 299 ، و راجع تدوين القرآن : 400 .
- 66. كنز العمال : 10 / 158.
- 67. كنز العمال : 10 / 164 و 224 ، و تدوين القرآن : 482 .
- 68. أين سنة الرسول و ما فعلوا بها ؟ للكاتب أحمد حسين يعقوب : 27 ـ 58 .