الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها

بمناسبة ذكرى رحيل النبي صلى الله عليه وآله وسلم

مما لا شك فيه أن مناسبة وفاة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم تثير في النفس المؤمنة الكثير من العوامل الكامنة وتحرك العواطف والمشاعر الجياشة تجاه الشخصية الإنسانية الراقية لرسول الرحمة الذي خاطبه الله عز وجل بقوله: ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾ 1، فالرسول صلى الله عليه وآله وسلم الذي أدى أمانة كلمة التوحيد بدقة متناهية بصدق وصبر أيوب على الاستهزاء والسخرية والبلاء من قومه الذين أراد هدايتهم وهداية البشرية من ورائهم إلى الصراط المستقيم الذي يضمن لهم الحياة السعيدة في الدنيا والآخرة.
إن جهاد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو أهم ما نحتاج إلى الوقوف عنده في هذه المرحلة من تاريخنا الذي نعيش فيه في الهجمة الاستكبارية الشرسة والعنيفة التي تقودها أمريكا وربيبتها إسرائيل ضد الإسلام والأمة الإسلامية، لكي نتعلم من جهاد ذلك الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ما يشد عزائمنا ويحصن مواقفنا ويثبت أقدامنا ضد كل أولئك الأعداء المتربصين والواثبين علينا هذه الأيام من أجل إذلال الأمة وتركيعها، وليس أدلّ على هذه الهجمة الهوجاء مما يجري في البوسنة تحت سمع ونظر القوى العالمية التي ترى شعباً مسلماً يذبح كالخراف بعد تجريده من أسلحته في مواجهة العدوان الغربي، وكذلك الحصار الذي تفرضه أمريكا الشيطان الاكبر على الجمهورية الإسلامية في إيران وطلب نزع سلاح المقاومة الإسلامية الرائدة في لبنان ووقف الانتفاضة الإسلامية في فلسطين المحتلة .

إن كل هذا الحصار الذي تفرضه أمريكا ضد النهضة الإسلامية يذكرنا بحصار قريش الفئة الظالمة والمتكبرة في ذلك الزمن ضد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والجماعة المؤمنة، ومع هذا تحمل ذلك الرعيل الأول كل الضغط والاضطهاد وصبروا بصبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى أن فتح الله للمسلمين الفتح المبين الذي أزال من أمامهم كل طواغيت الأرض، ودمر الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم الأصنام وأعلن ولادة دولة الإسلام من قلب عاصمة الكفر التي كانت تكيد للنبي صلى الله عليه وآله وسلم والإسلام والمؤمنين، وأصبحت القاعدة لنشر عقيدة التوحيد والملاذ والملجأ للمؤمنين.

إننا في هذه المناسبة التي تثير في النفس كل تلك الأماني والأحلام الكبيرة نحتاج إلى أن نتلمس الخطى النبوية في الإدارة والعزيمة والصبر في طريق الجهاد والتضحية، طالما أن كل ذلك من أجل هدف عظيم وسام هو إعلاء كلمة الله في الأرض وجعل كلمة الذين كفروا هي السفلى.

من هنا نقول لكل المتربصين أن أتباع الإسلام المحمدي الأصيل الذين يعشقون الجهاد والشهادة كما عشقها نبيهم الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم لن يتراجعوا عن خطهم ونهجهم، هذا النهج الذي انتصر به صاحب هذه الذكرى مع أتباعه بصبرهم وجهادهم ، ونردد قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في وقفة الخندق اللهم إن تهلك هذه العصابة فلن تعبد في الأرض أبداً وكان النصر حليفهم، ونحن أيضاً نعتمد على الله وعلى أمتنا ومقاومتنا من أجل دحر هذه الهجمة الاستكبارية لتحرير الأرض واستعادة الحرية المفقودة والكرامة السليبة والعزة المنتهكة ولن يوقفنا شيء عن هذا النهج المحمدي الأصيل الذي نفتخر ونعتز بالانتماء إليه والعمل تحت لوائه. 2

  • 1. القران الكريم: سورة القلم (68)، الآية: 4، الصفحة: 564.
  • 2. نقلا عن الموقع الرسمي لسماحة الشيخ محمد توفيق المقداد حفظه الله.