مجموع الأصوات: 2
نشر قبل يومين
القراءات: 94

حقول مرتبطة: 

الكلمات الرئيسية: 

الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها

ماذا تعرف عن اقامة الصلاة؟

﴿ أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا ﴾ 1
أحبائي قبل أن آخذكم معي في جولة مع الآية الكريمة لبيان الأمر الذي جاء في صدر الآية (أقم الصلاة)أود أن أشير إلى ملاحظتين:
الأولى: هذه الآية تعتبر من آيات الأحكام ،وآيات الأحكام هي الآيات المشتملة على حكم  شرعي وهي في القرآن 500 آية متفرقة في الكتاب العزيز.
وقد تناولها العلماء في أبحاثهم فألفوا فيها كتبا كثيرة، ومن هؤلاء العلماء ابن المتوج البحراني إذ كتب كتابا سماه النهاية في تفسير الخمس مئة آية.
الثانية: ان الصلاة المأمور بها في الآية هي الفرائض الخمس اليومية بقرينة الوقت.
والسؤال الذي جعلته عنوانا لموضوعي (ماذا تعرف عن إقامة الصلاة؟  2)
في معرض الجواب على هذا السؤال أقول إن كلمة إقامة الصلاة لها عدة معاني وأحاول أن أشير إلى أربعة منها:
المعنى الأول؟
الإقامة بمعني المداومة على أداء الصلاة، والمداومة على أداء الصلاة لها ثمرة مهمة وهي الوصول إلى الكمال الروحي  ،فمن يداوم على الصلاة ويتعلق قلبه بها يرى بأنها وسيلته للقاء بمحبوبه ،فقد جاء في الدعاء (اللهم ارزقني حبك وحب ماتحبه وحب من يحبك والعمل الذي يبلغني إلى حبك واجعل حبك أحب الأشياء إلي) فبالمداومة يتدرج الإنسان للوصول إلى الكمال والقرب من ساحة قدس الله ﴿ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ * فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ 3

الرأي الثاني:
ان إقامة الصلاة بمعنى أداء الصلاة بشروطها..وهنا لابد من وقفة فقهية في تعريف الشرط وأقسامه.
الشرط:مالا يتم الشيء إلا به،وقد قسمه الفقهاء إلى أربعة أقسام :
شرط صحة:مالا تصح العبادة والمعاملة إلا به،مثل الطهارة والبلوغ والعقل بالنسبة للصلاة،فالصلاة لا تصح إلا بشروطها.
شرط كمال: كالطهارة بالنسبة للصلاة على الميت، حيث أن الصلاة على الميت لا يجب فيها الطهارة ولكن لو تطهر المصلي على الميت فذلك شرط كمال في الصلاة.
وشرط كمالي:كحضور القلب في الصلاة.
قال لإمام علي (عليه السلام) : من خشع قلبه خشعت جوارحه 4.

وشرط لزوم:
الرأي الثالث: الإقامة بمعنى رفع مستوى الإتصال بينك وبين الله ،ولذا المصلون منهم من يتصل بالله في صلاته بمقدار تكبيرة الإحرام إلى الركوع ،ومنهم من يصل إلى السجود ومنهم من يحافظ على مستوى الإتصال من التحريم إلى التسليم.
أحبائي الصلاة اتصال بالله، والإتصال بالله ينقسم إلى فسمين:
1)إتصال مباشر 2)اتصال بوسائل
المباشر:الصوم عبادة تؤمن للإنسان اتصالا مباشرا بالله،كمافي الحديث القدسي(كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجازي به)
واتصال بوسائل:كل العبادات ومنها الصلاة توفر للإنسان الإتصال بالله ولكن عبر وسائل، مثال على ذلك ،كل أفعال وأقوال الصلاة وسائل للإتصال بالله وهي بمثابة الأرقام التي بها تتمكن من الإتصال ،فلو أخطأ الإنسان في رقم فإن اتصاله قطعا سيكون لغير الله.
الرأي الرابع:
أقم الصلاة بمعنى افش أمر الصلاة في الناس، بإفشاءصلاة الجماعة في المجتمع ومساندتها.
عجبي.. ممن يرفع شعار الوحدة بين المسلمين فإذا اختلفت معه في الرأي سعى لإسقاطك وتهميشك وإلغائك!!!
فلم هذه المغالطة؟
أحبائي أود أن أقدم ثلاث كلمات لله فيها رضا وللحاضرين اجر وثواب:
الكلمة الأولى:
اعلموا أن صلاة الجماعة هي الصرح الذي يحفظ المجتمع من ضربات العدو فإذا سقط هذا الصرح صار المجتمع الإسلامي مكشوفا لأعداء الله بانكشاف عوراته التي تكفلت صلاة الجماعة بسترها، فحرمة المجتمع الإسلامي مرهونة بصلاة الجماعة.
الكلمة الثانية:
صلاة الجماعة هي المحور لديمومة العمل التطوعي، ولذا فاني أوجه كلمة لاخواني وأخواتي الذين يبذلون طاقات هائلة في ميدان العمل التطوعي ،سواء في الموكب أو المأتم أو الصندوق وهلم جرا... من الأعمال التطوعية ،ولكن إذا جئت لهم في ميدان صلاة الجماعة لاتجد ذلك الحماس والهمة عندهم  وهذه مشكلة كبيرة..
إخواني وأخواتي اجعلوا صلاة الجماعة هي الأساس لانطلاقكم في العمل التطوعي لأنها العمود الذي يحافظ على خيمة عملكم التطوعي وبدون العمود لايمكن العيش تحت الخيمة ،بل إن المرء يختنق ويموت تحت خيمة لاعمود لها فكم من عمل تطوعي اختنق في مهده لأنه لم يقم على قاعدة صلاة الجماعة  ،فالصلاة عمود الدين كما قال رسولنا الكريم(ص).
فحقيقة الخيمة بعمودها وبقاء الخيمة بعمودها وجمال الخيمة بعمودها.
فياأحبائي..حقيقة عملكم التطوعي بصلاة الجماعة..وبقاء عملكم التطوعي بصلاة الجماعة..وجمال عملكم التطوعي بصلاة الجماعة.
الكلمة الثالثة:
صلاة الجماعة خير وسيلة لترابط المجتمع الإسلامي وتكاتفه ،فحينما يقف المسلمون لصلاة الجماعة كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا فذلك مجتمع يرجى منه الخير، فبصلاة الجماعة تصفى القلوب من الضغائن ويتحسس المؤمن أخاه، ولذا ترى بعض المسائل الفقهية لها لمسة اجتماعية عظيمة ،مثل مسألة سد الفرج في صلاة الجماعة لها دلالة في الحفاظ على اللحمة الاجتماعية الواحدة.
وهذا كتاب الله يؤكد على صلاة الجماعة وهاهو رسول الله (ص) وآهل البيت (ع) يؤكدون على صلاة الجماعة قال الله تعالى:﴿ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ ﴾ 5
وقال الرسول صلى الله عليه وآله: لا صلاة لمن لم يصل في المسجد مع المسلمين إلا من علة.
وعن النبي صلى الله عليه وآله من صلى أربعين يوما في جماعة يدرك التكبيرة الأولى كتب له براءتان : براءة من النار ، وبراءة من النفاق 6 7.