عصر الظهور

اسم الکتاب : عصر الظهور

المؤلف : سماحة العلامة المحقق الشيخ علي الكوراني العاملي حفظه الله

الصفحات : 324

هذا الكتاب . .
يتضمن أهم ما ينبغي معرفته عن موعود الأنبياء عليهم السلام .
المبشر به على لسان جده المصطفى سيد المرسلين ص .
منتظر الأمم والشعوب ، الإمام المهدي المنتظر عج .
أين صاحب يوم الفتح وناشر راية الهدى ؟
اين مؤلف شمل الصلاح والرضا ؟
اين الطالب بذحول الأنبياء وأبناء الأنبياء ؟
أين الطالب بدم المقتول بكربلا ؟

مقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، وأفضل الصلاة وأتم السلام على سيدنا ونبينا محمد ، وآله الطيبين الطاهرين .
بعد نجاح الثورة الإسلامية في إيران ارتفع مؤشر الاهتمام بعقيدة المهدي المنتظر عليه السلام في شعوب العالم الإسلامي ، بالسؤال عنه ، والحديث حوله ، والقراءة ، والتأليف . . بل وفي غير المسلمين أيضاً ، حتى شاعت الطرفة التي تقول إن وكالة المخابرات الأمريكية قد نظمت ملفاً فيه كل المعلومات اللازمة عن الإمام المهدي عليه السلام ولم يبق إلا أن تحصل على صورته فقط !
ولعل أكبر حدث سياسي يتعلق بعقيدة المهدي عليه السلام في هذه الفترة ثورة الحرم المكي الشريف في مطلع عام 1400 هجرية بقيادة محمد عبد الله العتيبي حيث سيطر أنصاره على الحرم ، وأذاع معاونه جهيمان من داخله بياناً دعا فيه المسلمين إلى بيعة صاحبه محمد بصفته المهدي المنتظر الذي بشر به النبي صلى الله عليه وآله ! واستمر احتلالهم للحرم عدة أيام ، ولم تستطع الحكومة السعودية أن تتغلب عليهم إلا بعد أن استدعت فرقاً خاصة !
كما أن أكبر عمل إعلامي صدر عن أعداء الإمام المهدي عليه السلام في هذه المدة يتعلق بعقيدة المهدية مباشرة ، هو فيلم ( نوستر آداموس ) الذي بثته شبكات التلفزيون الأمريكية على مدى ثلاثة أشهر متواصلة ! وهو فيلم عن قصة حياة المنجم والطبيب الفرنسي ( ميشيل نوستر آداموس ) الذي عاش قبل نحو 500 سنة وكتب نبوءاته عن المستقبل ، وأهمها نبوءته بظهور حفيد للنبي صلى الله عليه وآله يوحد المسلمين تحت رايته ، وينتصر على الأوربيين ، ويدمر المدينة أو المدن العظيمة في الأرض الجديدة !
ويبدو أن اليهود كانوا وراء صناعة هذا الفيلم ، وهدفهم منه تعبئة الشعب الأمريكي والشعوب الأوربية ضد المسلمين ، باعتبارهم الخطر الذي يهدد الغرب وحضارته ، خاصة إذا لاحظنا الإضافة التي زادوها على نبوءة نوستر آداموس ، وهي أن أمريكا بعد هزيمة أوروبا على يد الإمام المهدي عليه السلام وتدمير صواريخه الضخمة لواشنطن وغيرها من مدنها ، تتوصل إلى اتفاق مع روسيا لمواجهته ، وتتمكنان بالنتيجة من تحقيق الإنتصار عليه !
أما القيمة العلمية للكتاب فلا شئ ، لأنه تنبوءات كتبها مؤلفه بلغة فرنسية قديمة ، وأسلوب رمزي مبهم يقبل تفسيرات مختلفة ، ويبدو أنه اطلع على مصادرنا الإسلامية عن المهدي المنتظر عليه السلام ، أو التقى ببعض علمائنا ، فقد عاش فترة من عمره في إيطاليا وجنوب فرنسا ، وربما في الأندلس .
لكن كتابه سرعان ما انتشر بعد انتصار الثورة الإسلامية ، وظهرت طبعاته بشروح وتفاسير عديدة ، بمئات آلاف النسخ ، وقيل بالملايين ، ثم تحول إلى فيلم سينمائي عرضته شبكات التلفزيون لملايين المشاهدين !
المسألة عند الغربيين ليست اعتقادهم بعودة المسيح أو بالمهدي عليهما السلام ، ولا اعتقادهم بصحة تنبوءات نوستر آداموس أو غيره من المنجمين ، بل اعتقادهم بخطر البعث الإسلامي الذي يهدد تسلطهم على شعوب المسلمين ! ولذا تراهم يتلقفون أي مادة إعلامية ليقرعوا بها أجراس الخطر في مسامع شعوبهم ، ويشدوا أنظارها إلى الموج الجديد الآتي من إيران ومكة ومصر وبلاد المسلمين ، ليغرروا بشعوبهم ويحصلوا على تأييدها لخططهم الإستعمارية التي ينفذونها فعلاً ، أو مستقبلاً ، لضرب هذا البلد أو ذاك .
والمسألة عند اليهود أن يصعِّدوا مخاوف الغربيين من خطر المسلمين ، ويقولوا لهم إن المستهدف حضارتكم ، وإنما إسرائيل خط دفاعكم الأول .
فأعداؤنا إذن ( مضطرون للدعاية ) للإمام المهدي عليه السلام وصناعة الأفلام حوله ! وسوف يزداد اضطرارهم إلى ذلك لمواجهة المد الإسلامي المتطلع إلى قائده الموعود عليه السلام ، ومواجهة هذا القائد عندما ينكشف لهم أن أمره كان صحيحاً .
وهم بذلك يمهدون له عليه السلام برعبهم منه ، ويبعثون فينا التحفز والشوق إلى حفيد النبي صلى الله عليه وآله الطالع من عند الكعبة !
ويبلغ المسلم غاية الشوق والتحفز عندما يرى في فيلم نوستر آداموس الإمام المهدي عليه السلام يدير معركته مع أئمة الكفر العالمي من غرفة عملياته مع كبار جنرالاته على حد تعبير الفيلم ، فتنطلق صواريخه العملاقة من قلب صحراء الحجاز ، لتدك معاقل الظلم الغربي .
كل هذه الإنعكاسات في الغرب لعقيدة المنتظر المهدي أرواحنا فداه ، سببتها هذه الثورة التي قامت بها إيران بإسمه ، ومن أجل تهيئة المنطقة والعالم لظهوره السعيد !
ومهما قال القائلون في تقييم الثورة الإيرانية سياسياً ، فإن المتفق عليه أنها من ناحية عقيدية حركة ممهدة للإمام المهدي عليه السلام .
في إيران تشعر أن حضور المهدي المنتظر عليه السلام ، هو الحضور الأكبر من الثورة وقادتها ! فهو القائد الحقيقي للثورة والدولة ، الذي يذكر اسمه قادة الثورة والدولة باحترام وتقديس فيقولون : أرواحنا لتراب مقدمه الفداء ، وإنما البلد بلده ، وغاية ما نرجوه أن نسلم البلد إلى صاحبه الأصلي عليه السلام .
وفي ضمائر الناس في إيران ، وشعاراتهم ، وأسماء أبنائهم ومؤسساتهم وشوارعهم ومحالهم التجارية . . الإمام المهدي عليه السلام هو السيد الحاضر بقدسية ، وفي ضمير المقاتلين في إيران ولبنان ، الذين يذوبون إليه شوقاً ودموعاً ، ويرونه في منامهم ، ويرون ملائكته في يقظتهم ، ويستشرفونه بأرواحهم .
إن مخزون الشوق والحب والتقديس الذي يملكه الإمام المهدي أرواحنا فداه في قلوب الشيعة ، وقلوب عامة المسلمين ، لا تملكه اليوم شخصية على وجه الأرض ! وسوف تزداد هذه الشعبية والاهتمام بأمره ، حتى ينجز الله تعالى وعده ، ويظهر به دينه على الدين كله .

*
قبل بضع عشرة سنة كتبت كتاب ( عضر الظهور ) لتقديم صورة شاملة عن عصر الإمام المهدي عليه السلام بأسلوب ميسر ، استناداً إلى الآيات والأحاديث الشريفة ، وقد اكتفيت غالباً بذكر مصدر أو اثنين ، لأن غرض الكتاب عرض الصورة العامة التقريبية عن عصر الظهور وحركته .
وبعد نشر الكتاب وفقنا الله تعالى لإنجاز ( معجم أحاديث الإمام المهدي عليه السلام ) الذي استغرق عمله خمس سنوات ، فكان من اللازم من يومها تجديد النظر في كتاب ( عصر الظهور ) ، لكن : ﴿ وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ ... 1.
وفي هذه المراجعة رأيت أنه لا بد من إضافة بعض الأفكار حول الظهور المقدس وعصره ، وحذف بعض التفاصيل التي تبين لي ضعف روايتها ، أو عدم ضرورتها . وبذلك صار الكتاب أقوى بناء والحمد لله .
آمل أن يكون الكتاب خدمة للإسلام وجماهيره المباركة ، المتعطشة إلى التعرف على قائدها الموعود على لسان نبيها وآله صلى الله عليه وآله ، وأن يتقبله الله تعالى في أعمال التمهيد لحجته ووليه ، صلوات الله عليه ، وأرواحنا فداه .
قم المشرفة 25 محرم الحرام 1424
علي الكوراني العاملي

فهرس الكتاب

صورة عامة لعصر الظهور
الفتنة الغربية والشرقية على المسلمين
الروم و دورهم في عصر الظهور
الترك و دورهم في عصر الظهور
اليهود و دورهم في عصر الظهور

خلاصة تاريخ اليهود

العرب و دورهم في عصر الظهور
بلاد الشام وحركة السفياني

حركة السفياني

اليمن و دورها في عصر الظهور
مصر و أحداثها في عصر الظهور
العراق و دوره في عصر الظهور

الحرب العالمية في عصر الظهور
الايرانيون و دورهم في عصر الظهور

بداية حركة الظهور المقدس

وقل جاء الحق و زهق الباطل ان الباطل كان زهوقا

ملامح الدولة العالمية على يد الإمام المهدي عليه السلام

عقيدة الشيعة في الامام المهدي

عقيدة السنة في المهدي المنتظر (عجل الله فرجه)

مقطوعات شعرية في مدح الإمام المهدي عليه السلام