نشر قبل سنتان
مجموع الأصوات: 93
القراءات: 7949

حقول مرتبطة: 

الكلمات الرئيسية: 

متى و لماذا أعطى رسول الله فدكاً لابنته فاطمة ؟

كانت أرض فدك منطقة زراعية خصبة و قرية يهودية عامرة بالقرب من منطقة خيبر و حصونها ، و ما أن فتح رسول الله صلى الله عليه و آله حصون خيبر حتى أرسل أهل فدك إلى رسول اللَّه يطلبون منه أن يصالحهم على النصف من ثمارهم و أموالهم ، فأجابهم إلى ذلك و قَبِلَ عرضهم ، فأصبحت أرض فدك مما أفاء الله على رسوله خالصة له ، حيث لم  يُوجَف عليها بخيل و لا ركاب 1.

نحلة فدك كانت بأمر الله

ثم أنه لما أنزل الله عَزَّ و جَلَّ : ﴿ وَآتِ ذَا الْقُرْبَىٰ حَقَّهُ ... 2 ، نَحَلَ النبي صلى الله عليه و آله إبنته فاطمه عليها السلام فدكاً ، فأرض فدك نحلة نحلها رسول الله صلى الله عليه و آله لابنته فاطمة الزهراء عليها السلام بأمر من الله عَزَّ و جَلَّ .

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه و آله : ﴿ وَآتِ ذَا الْقُرْبَىٰ حَقَّهُ ... 2 ، قَالَ : " يَا فَاطِمَةُ لَكِ فَدَكُ "‏ 3.
فكانت أرض فدك حتى إرتحال النبي صلى الله عليه و آله بيد فاطمة عليها السلام تنفق منها على الفقراء و المساكين ، و لما توفي والدها اغتصبت الخلافة حق الزهراء عليها السلام فمنعها أبو بكر نحلة رسول الله و أخرج عُمالها من فدك .

احتجاج الزهراء على غصب فدك

أما الزهراء عليها السلام لم تسكت عن حقها و طالبت به و إحتجت على الحكومة الغاصبة و لكنها لم تسمع لحبيبة رسول الله صلى الله عليه و آله بل تعاملت معها بقسوة و جفاء ناكرة أوضح الشرائع الالهية ، و من أراد التفصيل فليراجع إحتجاج الزهراء عليها السلام على القوم في خطبتها المعروفة بالخطبة الفدكية .

كلام الامام أمير المؤمنين عليه السلام في غصب فدك :

" بَلَى كَانَتْ فِي أَيْدِينَا فَدَكٌ مِنْ كُلِّ مَا أَظَلَّتْهُ اَلسَّمَاءُ فَشَحَّتْ عَلَيْهَا نُفُوسُ قَوْمٍ وَ سَخَتْ عَنْهَا نُفُوسُ قَوْمٍ آخَرِينَ ، وَ نِعْمَ اَلْحَكَمُ اَللَّهُ ، وَ مَا أَصْنَعُ بِفَدَكٍ وَ غَيْرِ فَدَكٍ وَ اَلنَّفْسُ مَظَانُّهَا فِي غَدٍ جَدَثٌ تَنْقَطِعُ فِي ظُلْمَتِهِ آثَارُهَا وَ تَغِيبُ أَخْبَارُهَا وَ حُفْرَةٌ لَوْ زِيدَ فِي فُسْحَتِهَا وَ أَوْسَعَتْ يَدَا حَافِرِهَا لَأَضْغَطَهَا اَلْحَجَرُ وَ اَلْمَدَرُ وَ سَدَّ فُرَجَهَا اَلتُّرَابُ اَلْمُتَرَاكِمُ ، وَ إِنَّمَا هِيَ نَفْسِي أَرُوضُهَا بِالتَّقْوَى لِتَأْتِيَ آمِنَةً يَوْمَ اَلْخَوْفِ اَلْأَكْبَرِ وَ تَثْبُتَ عَلَى جَوَانِبِ اَلْمَزْلَقِ " 4.

  • 1. قال الله عَزَّ و جَلَّ : ﴿ وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَىٰ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ سورة الحشر، الآية : 6 .
  • 2. a. b. القران الكريم: سورة الإسراء (17)، الآية: 26، الصفحة: 284.
  • 3. المسترشد في إمامة علي بن أبي طالب عليه السلام : 502 ، لمحمد بن جرير بن رستم الطبري المتوفى سنة : 326 هـ ، طبعة سنة : 1415 هـ قم / إيران .
    انظر أيضاً : مقتل الحسين للخوارزمي : 71، و ينابيع المودّة : 44 ، للقندوزي الحنفي .
  • 4. نهج البلاغة :  416 ، الكتاب رقم ( 45 ) ، طبعة صبحي الصالح .