حقول مرتبطة:
الكلمات الرئيسية:
- الروح - القبر - المساءلة في القبر - الموت - روح الانسان - سؤال القبر - عالم البرزخ - مصير الانسان - موت الانسان
ما هو مصير روح الميت بعد دفنه ؟
يختلف مصير الأموات و حالهم بعد الدفن حسب إيمانهم أو كفرهم ، بل و حسب درجة إيمانهم و كفرهم .
مصير أرواح المؤمنين بعد الموت :
أما المؤمنون من الأموات فتؤكد الروايات على أن أرواحهم تجتمع إلى بعضها في وادي السلام .
و وادي السَّلام إسمٌ للوادي الكبير الواقع بالجانب الشمالي الشرقي من مدينة النجف الأشرف في العراق ، و وادي السَّلام هذا هو مقبرة عظيمة جداً ، و ربما عُدَّت أكبر مقبرة في العالم ، أو من أكبر مقابر العالم نظراً لمساحتها الواسعة .
فقد رُوِيَ عَنْ حَبَّةَ الْعُرَنِيِّ قَالَ خَرَجْتُ مَعَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ( عليه السَّلام ) إِلَى الظَّهْرِ ـ أي ظهر الكوفة ـ فَوَقَفَ بِوَادِي السَّلَامِ كَأَنَّهُ مُخَاطِبٌ لِأَقْوَامٍ ، فَقُمْتُ بِقِيَامِهِ حَتَّى أَعْيَيْتُ ، ثُمَّ جَلَسْتُ حَتَّى مَلِلْتُ ، ثُمَّ قُمْتُ حَتَّى نَالَنِي مِثْلُ مَا نَالَنِي أَوَّلًا ، ثُمَّ جَلَسْتُ حَتَّى مَلِلْتُ ، ثُمَّ قُمْتُ وَ جَمَعْتُ رِدَائِي .
فَقُلْتُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنِّي قَدْ أَشْفَقْتُ عَلَيْكَ مِنْ طُولِ الْقِيَامِ ، فَرَاحَةَ سَاعَةٍ ، ثُمَّ طَرَحْتُ الرِّدَاءَ لِيَجْلِسَ عَلَيْهِ .
فَقَالَ لِي : " يَا حَبَّةُ إِنْ هُوَ إِلَّا مُحَادَثَةُ مُؤْمِنٍ أَوْ مُؤَانَسَتُهُ " .
قَالَ قُلْتُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَ إِنَّهُمْ لَكَذَلِكَ ؟ !
قَالَ : " نَعَمْ ، وَ لَوْ كُشِفَ لَكَ لَرَأَيْتَهُمْ حَلَقاً حَلَقاً مُحْتَبِينَ يَتَحَادَثُونَ " .
فَقُلْتُ : أَجْسَامٌ أَمْ أَرْوَاحٌ ؟
فَقَالَ : أَرْوَاحٌ ، وَ مَا مِنْ مُؤْمِنٍ يَمُوتُ فِي بُقْعَةٍ مِنْ بِقَاعِ الْأَرْضِ إِلَّا قِيلَ لِرُوحِهِ الْحَقِي بِوَادِي السَّلَامِ ، وَ إِنَّهَا لَبُقْعَةٌ مِنْ جَنَّةِ عَدْنٍ " 1 .
مصير أرواح الكفار بعد الموت :
و أما أرواح الكفار فترد وادٍ برهوت بحضرموت ، فقد رُوِيَ عن الإمام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السلام ) أنه قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله ) شَرُّ الْيَهُودِ يَهُودُ بَيْسَانَ ، وَ شَرُّ النَّصَارَى نَصَارَى نَجْرَانَ ، وَ خَيْرُ مَاءٍ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ مَاءُ زَمْزَمَ ، وَ شَرُّ مَاءٍ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ مَاءُ بَرَهُوتَ ، وَ هُوَ وَادٍ بِحَضْرَمَوْتَ يَرِدُ عَلَيْهِ هَامُ الْكُفَّارِ وَ صَدَاهُمْ 2 .
وَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ( عليه السلام ) : " شَرُّ بِئْرٍ فِي النَّارِ بَرَهُوتُ الَّذِي فِيهِ أَرْوَاحُ الْكُفَّارِ " 2 .
وَ عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ قَالَ : قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ( صلوات الله عليه ) : " إِنَّ ابْنَ آدَمَ إِذَا كَانَ فِي آخِرِ يَوْمٍ مِنْ أَيَّامِ الدُّنْيَا وَ أَوَّلِ يَوْمٍ مِنْ أَيَّامِ الْآخِرَةِ ، مُثِّلَ لَهُ مَالُهُ وَ وَلَدُهُ وَ عَمَلُهُ ، فَيَلْتَفِتُ إِلَى مَالِهِ فَيَقُولُ : وَ اللَّهِ إِنِّي كُنْتُ عَلَيْكَ حَرِيصاً شَحِيحاً فَمَا لِي عِنْدَكَ ؟
فَيَقُولُ : خُذْ مِنِّي كَفَنَكَ .
قَالَ : فَيَلْتَفِتُ إِلَى وَلَدِهِ فَيَقُولُ : وَ اللَّهِ إِنِّي كُنْتُ لَكُمْ مُحِبّاً ، وَ إِنِّي كُنْتُ عَلَيْكُمْ مُحَامِياً ، فَمَا ذَا لِي عِنْدَكُمْ ؟
فَيَقُولُونَ : نُؤَدِّيكَ إِلَى حُفْرَتِكَ نُوَارِيكَ فِيهَا .
قَالَ : فَيَلْتَفِتُ إِلَى عَمَلِهِ فَيَقُولُ : وَ اللَّهِ إِنِّي كُنْتُ فِيكَ لَزَاهِداً ، وَ إِنْ كُنْتَ عَلَيَّ لَثَقِيلًا ، فَمَا ذَا عِنْدَكَ ؟
فَيَقُولُ : أَنَا قَرِينُكَ فِي قَبْرِكَ وَ يَوْمِ نَشْرِكَ ، حَتَّى أُعْرَضَ أَنَا وَ أَنْتَ عَلَى رَبِّكَ .
قَالَ : فَإِنْ كَانَ لِلَّهِ وَلِيّاً أَتَاهُ أَطْيَبُ النَّاسِ رِيحاً ، وَ أَحْسَنُهُمْ مَنْظَراً ، وَ أَحْسَنُهُمْ رِيَاشاً ، فَقَالَ أَبْشِرْ بِرَوْحٍ وَ رَيْحَانٍ ، وَ جَنَّةِ نَعِيمٍ ، وَ مَقْدَمُكَ خَيْرُ مَقْدَمٍ .
فَيَقُولُ لَهُ : مَنْ أَنْتَ ؟
فَيَقُولُ : أَنَا عَمَلُكَ الصَّالِحُ ، ارْتَحِلْ مِنَ الدُّنْيَا إِلَى الْجَنَّةِ ، وَ إِنَّهُ لَيَعْرِفُ غَاسِلَهُ ، وَ يُنَاشِدُ حَامِلَهُ أَنْ يُعَجِّلَهُ ، فَإِذَا أُدْخِلَ قَبْرَهُ أَتَاهُ مَلَكَا الْقَبْرِ ، يَجُرَّانِ أَشْعَارَهُمَا ، وَ يَخُدَّانِ الْأَرْضَ بِأَقْدَامِهِمَا ، أَصْوَاتُهُمَا كَالرَّعْدِ الْقَاصِفِ ، وَ أَبْصَارُهُمَا كَالْبَرْقِ الْخَاطِفِ ، فَيَقُولَانِ لَهُ مَنْ رَبُّكَ ؟ وَ مَا دِينُكَ ؟ وَ مَنْ نَبِيُّكَ ؟
فَيَقُولُ : اللَّهُ رَبِّي ، وَ دِينِيَ الْإِسْلَامُ ، وَ نَبِيِّي مُحَمَّدٌ ( صلى الله عليه وآله ) .
فَيَقُولَانِ لَهُ : ثَبَّتَكَ اللَّهُ فِيمَا تُحِبُّ وَ تَرْضَى ، وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ : ﴿ يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ ... ﴾ 3 ، ثُمَّ يَفْسَحَانِ لَهُ فِي قَبْرِهِ مَدَّ بَصَرِهِ ، ثُمَّ يَفْتَحَانِ لَهُ بَاباً إِلَى الْجَنَّةِ ، ثُمَّ يَقُولَانِ لَهُ نَمْ قَرِيرَ الْعَيْنِ نَوْمَ الشَّابِّ النَّاعِمِ ، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ : ﴿ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُّسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا ﴾ 4 .
قَالَ : وَ إِنْ كَانَ لِرَبِّهِ عَدُوّاً ، فَإِنَّهُ يَأْتِيهِ أَقْبَحُ مَنْ خَلَقَ اللَّهُ زِيّاً وَ رُؤْيَا ، وَ أَنْتَنُهُ رِيحاً ، فَيَقُولُ لَهُ : أَبْشِرْ بِنُزُلٍ مِنْ حَمِيمٍ ، وَ تَصْلِيَةِ جَحِيمٍ ، وَ إِنَّهُ لَيَعْرِفُ غَاسِلَهُ ، وَ يُنَاشِدُ حَمَلَتَهُ أَنْ يَحْبِسُوهُ ، فَإِذَا أُدْخِلَ الْقَبْرَ أَتَاهُ مُمْتَحِنَا الْقَبْرِ ، فَأَلْقَيَا عَنْهُ أَكْفَانَهُ ، ثُمَّ يَقُولَانِ لَهُ : مَنْ رَبُّكَ ؟ وَ مَا دِينُكَ ؟ وَ مَنْ نَبِيُّكَ ؟
فَيَقُولُ : لَا أَدْرِي .
فَيَقُولَانِ : لَا دَرَيْتَ وَ لَا هَدَيْتَ ، فَيَضْرِبَانِ يَافُوخَهُ بِمِرْزَبَةٍ مَعَهُمَا ضَرْبَةً مَا خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا وَ تَذْعَرُ لَهَا مَا خَلَا الثَّقَلَيْنِ .
ثُمَّ يَفْتَحَانِ لَهُ بَاباً إِلَى النَّارِ ، ثُمَّ يَقُولَانِ لَهُ نَمْ بِشَرِّ حَالٍ فِيهِ مِنَ الضَّيْقِ ، مِثْلُ مَا فِيهِ الْقَنَا مِنَ الزُّجِّ ، حَتَّى إِنَّ دِمَاغَهُ لَيَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ ظُفُرِهِ وَ لَحْمِهِ ، وَ يُسَلِّطُ اللَّهُ عَلَيْهِ حَيَّاتِ الْأَرْضِ وَ عَقَارِبَهَا وَ هَوَامَّهَا ، فَتَنْهَشُهُ حَتَّى يَبْعَثَهُ اللَّهُ مِنْ قَبْرِهِ ، وَ إِنَّهُ لَيَتَمَنَّى قِيَامَ السَّاعَةِ فِيمَا هُوَ فِيهِ مِنَ الشَّرِّ 5 .
- 1. الكافي : 3 / 243 ، للشيخ أبي جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكُليني ، المُلَقَّب بثقة الإسلام ، المتوفى سنة : 329 هجرية ، طبعة دار الكتب الإسلامية ، سنة : 1365 هجرية / شمسية ، طهران / إيران ، و تهذيب الأحكام : 1 / 466 ، للشيخ أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي ، المولود بخراسان سنة : 385 هجرية ، و المتوفى بالنجف الأشرف سنة : 460 هجرية ، طبعة دار الكتب الإسلامية ، سنة : 1365 هجرية / شمسية ، طهران / إيران .
- 2. a. b. الكافي : 3 / 246 .
- 3. القران الكريم : سورة إبراهيم ( 14 ) ، الآية : 27 ، الصفحة : 259 .
- 4. القران الكريم : سورة الفرقان ( 25 ) ، الآية : 24 ، الصفحة : 362 .
- 5. الكافي : 3 / 231 .