نشر قبل 5 سنوات
مجموع الأصوات: 108
القراءات: 10746

حقول مرتبطة: 

الكلمات الرئيسية: 

الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها

عبد الله بن سبأ شخصية حقيقية ام اسطورية

نص الشبهة: 

(يقول احمد الكاتب): «وسواء كان عبد الله بن سبأ شخصية حقيقية أم أسطورية...».

الجواب: 

اقول: بل ليس سواء لان القول بأسطورية عبد الله بن سبأ الذي ينسب اليه القول بالوصية ذات الاثر السياسي سوف يقلب الموازين بشهادة الباحثين من أهل السنة أنفسهم.

الرد على الشبهة

أقول:
1. بل ليس سواء، لان القول بأسطورية عبد الله بن سبأ الذي ينسب اليه القول بالوصية سوف يقلب ويزلزل موازين النظر إلى اصل القول بالوصية لعلي عند من يربط نشأة ذلك بعبد الله بن سبأ.
وقد صرح بزلزلة وانقلاب الموازين اثنان من الأساتذة الجامعيين من أهل السنة في المملكة العربية السعودية.
الأول: الدكتور سليمان العودة وقد كانت رسالته في الماجستير عن شخصية عبد الله بن سبأ وهو من القائلين بوجوده ومتحمس جداً لتثبيت ما رواه سيف بن عمر بشأنه.

قال العودة

«ان في هذا الرأي /أي القول بأسطورية عبد الله بن سبأ / نسف لكتب بأكملها تعد من مفردات كتب التراث ويعتمد عليها في النقل والتوثيق من قرون متطاولة فكتاب منها ج السنة 1 مثلا لشيخ الإسلام ابن تيمية ينطلق من اعتبار عبد الله بن سبأ اصل الرافضة فهو أول من قال بالوصية والرجعة وغيرها من معتقدات، وإنكار هذه الشخصية أو التشكيك فيها تشكيك في الكتاب كله ونسف من أصوله، بل ربما تجاوز الأمر إلى التشكيك في أصول الرافضة وتاريخ نشأتهم» 2.
ومراده من عبارته الأخيرة ان التشكيك بعبد الله بن سبأ معناه التشكيك بالقول المعروف لديهم ان اصل الرافضة ونشأتهم إنما كان على يد ابن سبأ، هذا القول الذي تبناه ابن تيمية تـ 728 ومن قبله أبو علي الجبائي تـ 303 شيخ المعتزلة ومن بعد ابن تيمية من اخذ بقوله في اصل التشيع وهم كثير في عصرنا ومنهم الدكتور سليمان العودة المذكور آنفاً قال في رسالة الماجستير «ان عبد الله بن سبأ اصل التشيع» 3.
وليس من شك ان نسف هذا القول عند هؤلاء وغيرهم سيؤدي بهم إلى الانفتاح على الأطروحة الصحيحة في نشأة التشيع والقول بالوصية، وهي الأطروحة المبنية على روايات صحيحة سنداً عند أهل السنة أنفسهم كحديث الثقلين وحديث المنزلة وحديث الكساء وحديث الدار وغيرها.
الثاني: الدكتور حسن بن فهد الهويمل قال في معرض تقييم نتائج كتابات الدكتور الهلابي والأستاذ حسن المالكي حول عبد الله بن سبأ حيث ذهب الأول إلى نفي وجوده ودوره في أحداث الثورة على عثمان وذهب الثاني الى نفي دوره في احداث الثورة على عثمان:
«ومع قراءتي لما كتبا ووقوفي على الجهد المبذول في التقصي إلا انني لا اطمئن لما ذهبا إليه ولا ارتاح له لان في نسف هذه الشخصية (أي شخصية عبد الله بن سبأ) نسف لأشياء كبيرة وتفريغ لكتب تراثية لكبار العلماء من أمثال شيخ الإسلام ابن تيمية وابن حجر و الذهبي وغيرهما فابن سبا أو ابن السوداء يشكل مذهبا عقديا ويشكل مواقف أخرى لو تداعت لكنا أمام زلزلة تمس بنايات كثيرة» 4.
ويريد الدكتور الهويمل بقوله «فابن سبأ يشكل مذهبا عقديا...» المذهب الشيعي المبني على القول بالوصية لعلي ولكنه لم يشأ ان يصرح بذلك.
2. أقول مخاطبا الأستاذ احمد الكاتب: ليس من المناسب لشخص يدعي البحث العلمي في موضوع معين يهمل بحوثا علمية تتصل بموضوع بحثه بشكل صميمي، والبحوث حول عبد الله بن سبأ التي تدور منذ مائة سنة تقريبا نفيا وإثباتا في قليل أو كثير من قبل المستشرقين والباحثين الشيعة والباحثين السنة هي من هذا القبيل و(الأستاذ احمد الكاتب) حاول ان يتغاضى عن ذلك كله فيقول: «سواء كان عبد الله بن سبأ شخصية حقيقية أم أسطورية فان المؤرخين الشيعة (يريد النوبختي والأشعري والكشي) يسجلون بوادر ظهور اول تطور في الفكر السياسي الشيعي..»، والطريف منه حين يتهرب عن تحديد موقف من تلك البحوث يعود ليؤكد وجود فرقة السبائية القائلة بالوصية وان هذا القول كان ضعيفا، محصورا في جماعة قليلة من الشيعة في عهد الإمام علي (عليه السلام) وان الإمام نفسه قد رفضه بشدة وزجر القائلين به وان هذا التيار (الضعيف) وجد في تولية معاوية لابنه يزيد من بعده أرضا خصبة للنمو والانتشار... وقد اندس السبئية في الحركة الكيسانية 5 6.

  • 1. انظر ج 1 / 11،3 ـ 6، ج 8 / 251 و في هذا المورد الأخير قوله (قد علم أهل العلم ان أول ما ظهرت الشيعة الإمامية المدعية للنص في أواخر ايام الخلفاء الراشدين وافترى ذلك عبد الله بن سبأ) وانظر ايضا ج 9 / 479.
  • 2. صحيفة المسلمون التي تصدر في السعودية العدد (654) الجمعة 12 ربيع الاخر سنة 1416.
  • 3. عبد الله بن سبأ واثره في احداث الفتنة في صدر الإسلام ص 232.
  • 4. جريدة الرياض التي تصدر في السعودية العدد 4 ربيع الاول سنة 1418.
  • 5. الكتاب ص 25.
  • 6. المصدر: كتاب شبهات و ردود: الحلقة الثالثة: الرد على الشبهات التي أثارها كتاب أحمد الكاتب حول إمامة أهل البيت: الفصل الأول: المورد الرابع عشر.