حقول مرتبطة:
الكلمات الرئيسية:
الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها
الالزام انما هو بما في علم الكلام
نص الشبهة:
بسمه تعالى
إن هناك من يناقشنا، فيأتينا بأحاديث من الكافي وغيره، ويُشنّع علينا بها، ويتهمنا بأننا نؤمن بمضمونها.. فنتفاجأ بهذا الأمر، لأننا لم نسمعها من قبل.. أو أننا سمعناها، لكن مضمونها لم يسجل في كتب اعتقاداتنا التي قرأناها.. فكيف نجيبهم؟ وما هو موقفنا مما يطرحونه علينا؟! وهل هذه الأحاديث موجودة حقاً في كتبنا؟!..
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
وبعد..
فإننا نجيب على هذا السؤال بما يلي:
أولاً: إن الشيعة لا يعتقدون بصحة جميع ما في كتاب الكافي، أو غيره من كتب الحديث..
وحتى الحديث الذي يرون صحة سنده، فليس من الضروري أن يقبلوا بمضمونه، فضلاً عن أن يعتقدوا به، إذ لا بد من البحث عن معارضاته، إن وجدت..
كما لا بد من عرضه على كتاب الله سبحانه.. وعلى الحقائق الثابتة بالأدلة القطعية، العقلية منها والنقلية، وفي مختلف العلوم والمعارف..
فبعد التأكد من سلامة مضمونه، وتحديد مراميه ودلالاته، والوقوف على كل ما يمكن أن يكون مخصصاً، أو مقيداً، أو معارضاً.. وغير ذلك.. فإنه يمكن الاستدلال عليهم به..
ثانياً: إن عقائد كل فرقة من الفرق إنما تؤخذ من كتب علم الكلام الموضوعة من قِبَلِها والمؤيدة من قبل أساطين علمائها.. ولا تؤخذ من كتب الرواية والحديث لمجرد وجود حديث فيها..
كما أنها لا تؤخذ من قبل أفرادٍ من تلك الفرقة قد شذوا بآراء خاصة بهم..
ثالثاً: لو كانت طريقة التمسك بمفردات الأحاديث مقبولة.. فإن البحث لن ينتهي إلى نتيجة، وذلك لما يلي:
1 ـ إن الأحاديث والروايات كثيرة جداً، وتعد بعشرات الألوف، ولن يمكن إنهاء الكلام عنها وحولها طيلة ـ ربما ـ عشرات بل مئات السنين..
إذ أنك إذا انتهيت من الإجابة عن حديث أدخلوك في غيره..
2 ـ إن جميع الفرق سوف تواجه نفس هذا الإشكال، وعند أهل السنة عشرات الألوف من الأحاديث أيضاً، وفيها من العجائب والغرائب ما يكفي لإثارة السخرية والاشمئزاز..
بل إن بلاءهم سيكون أشد، والخطورة عليهم ستكون أعظم، والمصيبة أمر وأدهى، إذ أن الكثير من تلك الأحاديث، وإن كان موجوداً في كتب لا يلتزمون بصحة جميع ما جاء فيها، ولكن الكثير الآخر هو مما تحويه كتب صحاحهم التي يصححون جميع ما ورد فيها، ويلتزمون به في العقيدة وفي الشريعة على حد سواء.. فهل يكونون سعداء بإثارة مثل هذه القضايا ؟!..
إننا لا نظن ذلك، بل لا نتوهمه..
والحمد لله رب العالمين 1.
- 1. مختصر مفيد.. (أسئلة وأجوبة في الدين والعقيدة)، السيد جعفر مرتضى العاملي، «المجموعة الرابعة»، المركز الإسلامي للدراسات، الطبعة الأولى، 1423 ـ 2002، السؤال.