نشر قبل 7 سنوات
مجموع الأصوات: 68
القراءات: 6703

حقول مرتبطة: 

الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها

زيادة وسلم بعد كلمة وآله

نص الشبهة: 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين .

سماحة آية الله المحقق الجليل السيد جعفر مرتضى العاملي . .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . .

ذكر السيد كمال الحيدري دام فيضه النوري ، أن قول صلى الله عليه وآله وسلم بإضافة « وسلم » قد وفد علينا من المخالفين وأنه ليس أصيلاً ولا مبرر له عندنا بل هو دخيل ، وهذا مؤيد طبعاً بشواهد عدة ولنا في الصحيفة السجادية ونهج البلاغة الكفاية ، لكن في نفس المحاضرة والكلام للسيد دام عزه ومجده كان قال : « صلى الله عليه وآله وسلم » . فهل هو يقصد وسلم أي سلم له بالطاعة والانقياد لأوامره وتاجها ولاية أمير المؤمنين حيث إن الوارد في الآية الكريمة هو التسليم وليس السلام كما يتوهم الكثير من العوام ؟ ودمتم موفقين وللموالين ذخراً . .

الجواب: 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد ..
فإن بإمكان الأخ السائل الكريم أن يراجع سماحة العلامة السيد الحيدري حفظه الله، ويسأله عن مقاصده، وسوف يجد لديه الجواب الكافي والشافي إن شاء الله تعالى ..
غير أنني أحب أن أؤيد السيد الحيدري فيما أفاده، من حيث إن الغالب على التعابير التي وصلت إلينا هو خلوها عن كلمة «وسلم» وإن كانت توجد موارد قليلة قد ذكر فيها التسليم أيضاً .. وليس لنا سبيل إلى القطع بأنها من زيادة النساخ، أو أنها من الكلام الصادر من أهله..
ونحن معه أيضاً في أنه لا يصح الاستناد إلى الآية المباركة : ﴿ ... يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا 1 لإثبات هذه الكلمة في الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله .. لأن الأحاديث الشريفة قد صرحت بأن المراد بالتسليم في الآية هو الانقياد والطاعة .. تماماً على حد التسليم في قوله تعالى : ﴿ ... ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا 2 وليس المقصود السلام، لا في هذه الآية ولا تلك ..
غير أن التسليم على رسول الله صلى الله عليه وآله وعلى الأئمة عليهم السلام قد ورد في العديد من النصوص .. لكن ليس ثمة ما يؤكد أن هذا التسليم جزء من الصلاة عليه وعلى آله الطاهرين .. بل قد يظهر من طريقة التعاطي مع هذا الأمر، أن التسليم عمل مستقل لا ربط له بغيره ..
وأما بالنسبة لقولكم : إن السيد الحيدري نفسه قد أضاف كلمة «وسلم» في نفس محاضرته، فلعل ذلك جرى على لسانه من دون قصد إلى جعله جزءاً من الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله .. بل لعله صدر منه بصورة عفوية، ومن دون قصد أصلاً.
هذا .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته 3 . .

  • 1. القران الكريم: سورة الأحزاب (33)، الآية: 56، الصفحة: 426.
  • 2. القران الكريم: سورة النساء (4)، الآية: 65، الصفحة: 88.
  • 3. مختصر مفيد .. (أسئلة وأجوبة في الدين والعقيدة)، السيد جعفر مرتضى العاملي، «المجموعة التاسعة»، المركز الإسلامي للدراسات، الطبعة الأولى، 1424 هـ ـ 2004 م، السؤال (485).