حقول مرتبطة:
الكلمات الرئيسية:
الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها
لقد كفرت القاديانية بادعائها النبوة لزعيمها فما الفرق بينها وبين الشيعة الذين يزعمون لائمتهم خصائص الانبياء؟
نص الشبهة:
لقد كفرت القاديانيّة بادّعائها النبوّة لزعيمها، فما الفرق بينها وبين الشيعة الذين يزعمون لأئمّتهم خصائص الأنبياء و...؟
الجواب:
بالرجوع إلى أي كتاب من أحد الكتب العقائدية للشيعة يتّضح الفرق بين الفريقين; فقياس الشيعة بهم إهانة لهم. فالشيعة يعتقدون أنّ النبوّة قد خُتمت بالنبيّ (صلى الله عليه وآله)، وأنّ الوحي قد انقطع بوفاته (صلى الله عليه وآله)، وأنّه لن يكون هناك نبيٌّ بعده إلى يوم القيامة.
ولكن كلّ هذا لا يكون مانعاً من أن تشمل عناية الله سبحانه بعض عباده الصالحين فيجعلهم علماء فهماء من عنده من دون أن يدرسوا على يد أحد، كما هو الحال في حق أئمتهم وهذا ليس بأمر غريب وله نظائر، فهذا مصاحب موسى يصفه القرآن الكريم:﴿ فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا ﴾ 1، وعلى ضوء ذلك فقد شملت عنايته سبحانه أهل بيت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فطهرهم من الدنس والذنب وعلّمهم من لدنه ـ من دون أن يكونوا أنبياء ـ ليقوموا بوظائف النبي بعد رحيله باستثناء تلقّي الوحي.
ويشير إلى هذا ما رواه مسلم في صحيحه حيث قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)لعليّ(عليه السلام): «أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي » 2. فأي إشكال في هذا، فإنّ غلق باب النبوة وختمها ليس بمعنى ختم عنايته سبحانه ببعض عباده باللطف والرحمة والكرامة والعظمة.
والخصائص الّتي زعم القائل بأنّ ثبوتها للأئمة يلازم النبوة عبارة عن القول بعصمتهم أو اطّلاعهم على الغيب بإذن الله تعالى، أو ما يشبه ذلك، ولكن السائل غفل عن أنّ العصمة أعم من النبوة، فهذه مريم بنت عمران كانت معصومة ومطهرة ولم تكن نبيّةً 3.
وهذا مصاحب موسى كان مطلعاً على الغيب ولم يكن نبياً بل كان ولياً من أولياء الله تعالى 4.
وكان يوسف (عليه السلام) واقفاً على الغيب قبل أن يكون نبياً حيث أخبر صاحبيه في السجن بمصيرهما وأنّ أحدهما يصلب، والآخر يكون ساقياً للملك 5.
والحق أنّ القوم لم يدرسوا مسألة الولاية والخلافة عن النبيّ إلاّ على ضوء الحكومات العامة من وزير إلى رئيس وزراء إلى رئيس جمهورية وغير ذلك، فالإمام والخليفة عندهم كهؤلاء، ومن المعلوم أنّهم لا يوصفون بالعصمة ولا بالاطلاع على الغيب ولا بشيء غير ذلك 6.