المجالس بالامانة

رُوِيَ أن عَبْد الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ 1 انْقَطَعَ مِنْ أَصْحَابِهِ فَانْتَهَى إِلَى أَعْرَابِيٍّ.

فَقَالَ: أَ تَعْرِفُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ؟
قَالَ: نَعَمْ، جَائِرٌ بَائِرٌ 2.
قَالَ: وَيْحَكَ، أَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ.
قَالَ: لَا حَيَّاكَ‏ اللَّهُ وَ لَا بَيَّاكَ 3 وَ لَا قَرَّبَكَ، أَكَلْتَ مَالَ اللَّهِ وَ ضَيَّعْتَ حُرْمَتَهُ.
قَالَ: وَيْحَكَ أَنَا أَضُرُّ وَ أَنْفَعُ.
قَالَ: لَا رَزَقَنِي اللَّهُ نَفْعَكَ، وَ دَفَعَ عَنِّي ضَرَّكَ.

قَالَ، فَلَمَّا وَصَلَتْ خَيْلُهُ قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ اكْتُمْ مَا جَرَى، فَإِنَّ الْمَجَالِسَ بِالْأَمَانَةِ 4.

  • 1. عبد الملك بن مروان بن الحكم ولد سنة 26 هـجرية بالمدينة و أمه عائشة بنت معاوية بن الوليد بن المغيرة بن العاص بن أمية ، هو خامس خلفاء بني أمية، تولّى الخلافة بعد هلاك أبيه سنة 65هجرية ، عندما تولَّى الخلافة أرسل جيشاً أعظم مِن جيش يزيد، بقيادة الحَجَّاج بن يوسف (المجرم المعروف) إلى مَكَّة، و قتل كثيراً مِن الناس في حرم الله؛ ليقبض على عبد الله بن الزبير، و قد حَزَّ رأسه، و أرسله إلى عبد الملك في الشام، و عَلَّق جُثَّته على عمود المِشنقة!
  • 2. رجل جائر بائر، يعنى الذي لا يتوجه إلى خير و لا يقبل الرشد و لا يطع من يرشده.
  • 3. حياك اللّه اي ملكك ، و بياك الله حياك و رفع مقامك.
  • 4. تنبيه الخواطر و نزهة النواظر (مجموعة ورام): 1 / 31 ، لورّام بن أبي فراس، مسعود بن عيسى، المتوفى سنة: 605 هجرية، الطبعة الأولى، قم/ايران سنة 1410 هجرية.