نشر قبل 4 سنوات
مجموع الأصوات: 49
القراءات: 6846

حقول مرتبطة: 

الكلمات الرئيسية: 

كيف نتعامل مع الاشاعات؟

نعيش في عصر تتكاثر فيه الاشاعات و تتزايد فيه الاخبار الكاذبة أو المتلاعب فيها بحيث تكاد تغطي هذه الاخبار و الاشاعات على الاخبار الصحيحة و المعلومات المفيدة و النافعة.

بل و اصبحت حالة من فقدان الثقة تسيطر على الكثير من الناس لعدم مقدرتهم على التمييز بين الصحيح و السقيم منها، و من اسباب تكاثر الاشاعات هو سهولة انتشار الاشاعة خلال لحظات على نطاق واسع من جهة، و من جهة اخرى فان بث الاشاعة لا يكلف المشيع جهداً و لا مالاً و لا يلاحقه قانون في أغلب الاوقات و البلدان.

الاشاعة و الحرب النفسية

ثم إن بث الاشاعات على نطاق واسع من خلال الشبكة العنكبوتية و القنوات الفضائية إنما هو من مصاديق الحروب النفسية التي تشنها القوى الاستكبارية تجاه مناوئيهم بهدف قلب الحقائق و تسقيط مخالفيهم، و الحروب النفسية كما هو واضح أقل الحروب تكلفة، و لذا فقد تكون خيارهم الاول، و الحروب النفسية هذه رغم أنها قليلة التكلفة على من يشنها و يدير دفتها ، فهي خطيرة جداً على الطرف الآخر و قد تكلف الفرد و المجتمع ثمناً باهظاً أو تتسبب في خسارة مادية أو معنوية كبيرة لا يمكن جبرها أبداً.

ما هي الاشاعة ؟

الاشاعة و جمعها اشاعات هي الخَبر المكذوب أو الملفق ، أو غير الموثوق فيه، أو الخبر غير المُؤكَّد الذي يُنشر بين الناس بهدف التشويش على الاذهان أو بهدف قلب الحقائق أو استغلال الحوادث و ما اليها من الاهداف الخسيسة و الشيطانية.

حكم الشريعة الإسلامية في الاشاعات

لا يجوز صياغة الاشاعات الكاذبة بل و حتى الصادقة التي تخدم النوايا الفاسدة كالتي أشرنا اليها.
و من جملة الاشاعات التي نهت الشريعة الإسلامية عن بثها هي الاخبار الصحيحة التي تأثيرات سيئة على الافراد أو المجتمعات.
قال الله عَزَّ و جَلَّ: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ 1.
و المقصود هو نشر خبر وقوع الفاحشة، رغم وقوعها و صحة الخبر ، فقد وعدهم الله بعذاب اليم في الدنيا و الآخرة لما في نشر مثل هذه الاخبار من تأثيرات خطيرة على المؤمنين .
رُوِيَ عن الامام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام أنه قَالَ: "مَنْ قَالَ فِي مُؤْمِنٍ مَا رَأَتْهُ عَيْنَاهُ وَ سَمِعَتْهُ أُذُنَاهُ فَهُوَ مِنَ الَّذِينَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ... 12.
و وَرَدَ في وصايا النبي صلى الله عليه و آله لأبي ذر أنه قال : "يَا أَبَا ذَرٍّ كَفَى بِالْمَرْءِ كَذِباً أَنْ يُحَدِّثَ‏ بِكُلِ‏ مَا سَمِع‏ " 3.
فلا يجوز لنا أن نصدق كل ما يُشاع إلا بعد التأكد من صحتة الاشاعة و سلامة محتواها و تأثيراتها ،  كما لا يجوز لنا إعادة نشرها إلا بعد الوثوق بأرجحية نشرها.

  • 1. a. b. القران الكريم: سورة النور (24)، الآية: 19، الصفحة: 351.
  • 2. الكافي: 2 / 357 ، للشيخ أبي جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكُليني ، المُلَقَّب بثقة الإسلام، المتوفى سنة: 329 هجرية، طبعة دار الكتب الإسلامية، سنة: 1365 هجرية/شمسية، طهران/إيران.
  • 3. وسائل الشيعة (تفصيل وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة): 12 / 188 ، للشيخ محمد بن الحسن بن علي الحُر العاملي، المولود سنة: 1033 هجرية بجبل عامل لبنان، و المتوفى سنة: 1104 بمشهد الإمام الرضا و المدفون بها، طبعة: مؤسسة آل البيت، سنة: 1409 هجرية، قم / إيران.