متى تجوز العادة السرية ( الاستمناء ) ؟

العادة السريَّة 1، و هي عَبَثُ الإنسان البالغ ــ ذكراً كان أو أنثى ــ بأعضائه التناسلية أو المناطق الحساسة في الجسم عبثاً منتظماً و مستمراً بُغية استجلاب الشهوة و تهييجها طلباً للإستمتاع و اللذة الجنسية .
و العادة السرية ممارسة جنسية فردية خارجة عن إطار الممارسات الجنسية بين الزوجين ، و هذه الممارسة تُعرف فقهياً بالاستمناء لأن هذه الممارسة تنتهي في الغالب عند البالغين بإنزال المني كهدف نهائي من هذه الممارسة .

الحكم الشرعي للاستمناء ( العادة السرية )

إن العادة السرية محرمة شرعاً، و يمكن معرفة ذلك من قول الله عَزَّ و جَلَّ: ﴿ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَىٰ أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَىٰ وَرَاءَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْعَادُونَ 2 .
قال المفسرون: إن قول الله تعالى ﴿ فَمَنِ ابْتَغَىٰ وَرَاءَ ذَٰلِكَ ... 3 في الآية يشمل كل أنواع الاستمتاعات الجنسية الخارجة عن إطار العلاقات الزوجية المشروعة، و عليه فالعادة السرية ممارسة فردية لا تدخل تحت الموردين المستثنيين في الآية، و هو في غاية الوضوح .
سُئِلَ الصَّادِقُ عليه السلام عَنِ الْخَضْخَضَةِ 4؟
فَقَالَ: "إِثْمٌ عَظِيمٌ قَدْ نَهَى اللَّهُ عَنْهُ فِي كِتَابِهِ، و فَاعِلُهُ كَنَاكِحِ نَفْسِهِ، و لَوْ عَلِمْتَ بِمَا يَفْعَلُهُ مَا أَكَلْتَ مَعَهُ".
فَقَالَ السَّائِلُ: فَبَيِّنْ لِي يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فِيهِ.
فَقَالَ: "قَوْلُ اللَّهِ: ﴿ فَمَنِ ابْتَغَىٰ وَرَاءَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْعَادُونَ ﴾ 3 و هُوَ مِمَّا ورَاءَ ذَلِكَ"." 5 .

هل تجوز العادة السرية لأخذ العينة للعلاج ؟

تُعرف العادة السرية في الفقه الإسلامي بالاستمناء لأن هذه الممارسة تنتهي في الغالب عند البالغين بإنزال المني ( القذف ) بصورة إرادية ، لأن معنى الإستمناء هو طلب خروج السائل المنوي ، فهو استنزال المني في غير الفرج .
و الاستمناء كما أشرنا حرام في الشريعة الإسلامية و لا يجوز إخراج المني إلا بالطرق الشرعية كالمعاشرة الزوجية أو الاستمناء بواسطة الزوجة ، و في حال الاضطرار كتوقف العلاج أو أخذ العينة المنوية التي يتوقف العلاج عليها و لم يمكن إخراج المني بالسبل الشرعية لعدم وجود الزوجة في مثل هذه الحالة فقط يجوز الاستمناء لهذا الشخص حسب الفرض المذكور .

  • 1. العادة السرية: سُميت بها  لأنها تُمارس بشكل متكرر فتصبح عادة يصعب الإقلاع عنها، و اتصفت بالسرية لأنها تُمارس في السر و الخفاء.
  • 2. القران الكريم: سورة المؤمنون (23)، الآيات: 5 - 7، الصفحة: 342.
  • 3. a. b. القران الكريم: سورة المؤمنون (23)، الآية: 7، الصفحة: 342.
  • 4. الخضخضة : سُميت بها لأنها تشتمل على تحريك العضو التناسلي تحريكاً متكرراً باليد، و أصل الخضخضة التحريك.
  • 5. وسائل ‏الشيعة: 28/364، باب أن من استمنى فعليه التعزير، حديث: 34978.