يفترض في المجتمع الإسلامي أن يكون مجتمعا منافسا، فمعتقداته معتقدات منافسة، من شأنها اجتذاب واستهواء الآخرين وتفعيلهم فكرياً وسلوكياً، ومن ثم احتواؤهم ضمن منظومة المجتمع المسلم.
وإذا كانت بعض مؤسسات ومنظمات الإغاثة تندفع للعون والمساعدة بداعي التبشير ونشر المعتقدات كما تصنع في أفريقيا وغيرها من مناطق الفقر في العالم، وترصد لذلك إمكانات هائلة، فإن ما يجدر بنا أن نقوم به، هو العطاء والدعم سعيا وراء التواصل مع الإنسان بروحنا وأحاسيسنا وأخلاقنا التي لا تقبل حياة لمحتاج مع وجود قادر على سد حاجته.
هل يتفق معي الكثيرون مثلا على أن خطر (النت) ومحاذيره على أولادنا أكثر من تحولهم عن عقيدتهم إلى شيء آخر؟ وهل يتفقون معي في أن عصابات الإجرام والمخدرات المتواجدة في كل أحياء بلادنا بنسب مختلفة ترعبنا جميعا وفي كل لحظة أكثر من أي خطر آخر على أولادنا.
سوي ومحترم هو الإنسان الذي يتطلع للزعامة بطموحه وهمته، فقد جاء القرآن الكريم يصف عباد الرحمن بقوله: ﴿ وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ﴾1، ومقدر ومهاب ذلك المجتمع الذي يتطلع للريادة أمام المجتمعات الأخرى، ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ... ﴾2.
هو تضارب التصورات والآراء وتصادم الفهم والتحليل، وما ينتج عنه من تأمل وتفكير لأصحاب الآراء والتصورات، وما يعطيه ذلك من مساحة واسعة للمتلقي والمتابع، فيمتلك عناصر تفكير حقيقية يستخلصها من كل تصور، ليقرر بعدها موقفه ورأيه.
كي نكون كما نريد ونرغب أقوياء وأسوياء، مسيطرين ومحبين، متصدرين وجاذبين،لابد أن نقلع عن بعض التصورات والتصرفات التي اعتدنا على الأنس بها والركون إليها واعتقدناها طريقا لتحقيق كل ما نوده ونطمح له.
أصلحوا أيها الكبار والعقلاء وتدخلوا ولا تلوذوا بالصمت تحت ضغط التقسيمات، والفرز الأعمى، فأحيانا تصل القضايا الاجتماعية إلى ذروتها، فلا يعرف دمارها الحدود المرسومة، ولا يسلم من شظاياها حتى أولئك الواقفين على التل بحثا عن السلامة، واستمتاعا بمشاهدة الحلبة في انتظار نتيجة كل جولة.
تعجبني عناوين بعض الكتب التي تتحدث عن الثروة وزيادتها وتنميتها، وعن تسويق المشاريع وطرق عرضها، لأني في قراءة بعضها أيام عطلي وتنزهي مع الأولاد أشعر كأنها تتناول بعض شئوني، مع أني ولله الحمد لست تاجراً، لكني أستفيد منها في أبعاد حياتي الأخرى.
ضمن تعليم ديننا التي تحترم المرأة وتقدرها وتحترم إنسانيتها، علينا أن ننصفها عمليا وميدانيا بجعلها شريكة معنا في مواقع القرار في النسبة المتاحة التي نتمتع بها.
ولا يزال بعض الرجال يرهقون زوجاتهم وبناتهم وأولادهم ضربا وأذى، ثم يبدون أشد الانزعاج لأن الزوجة شكت حالها إلى أب أو أخ أو قريب، والعذر هو العذر، والحجة هي الحجة، والتبرير واحد لا يتغير، أنها أخرجت أسرار البيت ونشرت غسيل العائلة، وكان يفترض بها أن تكون الأحرص على الصمت والسكوت حتى تموت كمدا.
مسارات الإحباط واليأس خطيرة وقاتلة لأن صاحبها لا يفكر بأدوات التفكير المطلوبة، ولا يتحرك ذهنه في الفضاء الواسع، بل إن طاقاته وإمكاناته تكون مختطفة، وأفقه يكون محدوداً وضيقاً، ومعادلاته يشوبها الاختلال وتفتقد الترابط والانسجام، كما أن المتحكم الأول والأخير فيه هو حالة الغضب والانفعال والتشفي. ك
الكثير من عصبيتنا والعديد من حروبنا وما لا يحصى من مواقفنا لوسألنا أنفسنا من المستفيد من كل ما قمنا به وعملناه؟ ومن صاحب المصلحة في كل الجهد والعناء الذي بذلناه؟ لربما توقفنا وعدنا نتأمل أنفسنا ونراجع حساباتنا.
هناك أبناء يخرجون عن السيطرة فلا تفيد فيهم النصائح والتعاليم، ولا يجدي معهم الإحسان والرأفة، وهناك أبناء مجتمع يخرجون عن النسق العام، ويتصرفون بعيدا عن آداب المجتمع ونظمه ومسلماته، وهناك أشخاص ينفلتون من كل قيد، ويتجاوزون كل الخطوط الحمر سواء الأدبية أو الأخلاقية وحتى تلك الخطوط التي يعرفها الإنسان بفطرته، فإنهم لا يقيمون لها وزنا، ولا يجعلون لها في أنفسهم مقاما.
مادامت المصلحة مشروعة والبحث عنها محموداً، سواء على الصعيد الشخصي أو على صعيد الفئات والجماعات، فإن المتدينين هم أولى الناس بالبحث عن المصلحة في حياتهم لدنياهم ولآخرتهم، مما يعني أن تسود بينهم سنة الاختلاف في هذا الأمر (المصالح) كغيره من الأمور.
«لا تتجلى النزعة الفطرية لدى الإنسان في شيء، كما تتجلى في نزوعه - من وراء جميع تصرفاته وأعماله - إلى تحصيل المنفعة لنفسه في الجملة، أي بقطع النظر عن كونها منفعة شخصية خاصة، أو منفعة عمومية شاملة له ولغيره.
لا نستطيع دائما أن نقف ضد الأبناء ونكيل لهم أصناف التهم في كل صغيرة وكبيرة، ثم نخرج أنفسنا من دائرة المسؤولية، فليس الولد دائما هو من نفر عن والديه وأسرته، وليس هو من مزق الشمل وفكك الجمع، لكن تشكّي الآباء وصراخهم ورغبتهم في أن يبقى الأولاد حولهم وحول أسرتهم هو الذي يحركنا بشكل تلقائي لتبرئة الأب واتهام الأبناء، ويغفلنا عن الواقع الذي يقول ان الكثير من الآباء يساهمون من حيث يشعرون أو لا يشعرون بتمزيق عوائلهم.