الكلمات الرئيسية:
انت اخي ما اطعت الله !
خَرَجَ زَيْدُ بْنُ مُوسَى أَخُو أَبِي الْحَسَنِ 1 عليه السلام بِالْمَدِينَةِ وَ أَحْرَقَ وَ قَتَلَ وَ كَانَ يُسَمَّى زَيْدَ النَّارِ 2، فَبَعَثَ إِلَيْهِ الْمَأْمُونُ فَأُسِرَ وَ حُمِلَ إِلَى الْمَأْمُونِ.
فَقَالَ الْمَأْمُونُ : اذْهَبُوا بِهِ إِلَى أَبِي الْحَسَنِ.
قَالَ يَاسِرٌ 3: فَلَمَّا أُدْخِلَ إِلَيْهِ قَالَ لَهُ أَبُو الْحَسَنِ عليه السلام : "يَا زَيْدُ ، أَ غَرَّكَ قَوْلُ سَفِلَةِ أَهْلِ الْكُوفَةِ إِنَّ فَاطِمَةَ عليها السلام أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَحَرَّمَ اللَّهُ ذُرِّيَّتَهَا عَلَى النَّارِ ؟! ذَلِكَ لِلْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ خَاصَّةً ، إِنْ كُنْتَ تَرَى أَنَّكَ تَعْصِي اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ تَدْخُلُ الْجَنَّةَ وَ مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ عليه السلام أَطَاعَ اللَّهَ وَ دَخَلَ الْجَنَّةَ فَأَنْتَ إِذاً أَكْرَمُ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مِنْ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ عليه السلام.
وَ اللَّهِ مَا يَنَالُ أَحَدٌ مَا عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَّا بِطَاعَتِهِ ، وَ زَعَمْتَ أَنَّكَ تَنَالُهُ بِمَعْصِيَتِهِ فَبِئْسَ مَا زَعَمْتَ".
فَقَالَ لَهُ زَيْدٌ : أَنَا أَخُوكَ وَ ابْنُ أَبِيكَ!
فَقَالَ لَهُ أَبُو الْحَسَنِ عليه السلام: "أَنْتَ أَخِي مَا أَطَعْتَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ، إِنَّ نُوحاً عليه السلام قَالَ: ﴿ ... رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ ﴾ 4 فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ: ﴿ ... يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ ... ﴾ 5، فَأَخْرَجَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مِنْ أَنْ يَكُونَ مِنْ أَهْلِهِ بِمَعْصِيَتِهِ 6.
- 1. أي الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام ثامن أئمة أهل البيت عليهم السلام.
- 2. زيد النار هو زيد بن الامام موسى الكاظم عليه السلام و هو أخو الامام علي بن موسى الرضا عليه السلام ، لقب بزيد النار لأنه خرج في عهد المأمون العباسي على العباسيين و أحرق بيوت جماعة منهم فعُرف بزيد النار .
- 3. ياسر راوي الحديث .
- 4. القران الكريم: سورة هود (11)، الآية: 45، الصفحة: 226.
- 5. القران الكريم: سورة هود (11)، الآية: 46، الصفحة: 227.
- 6. عيون أخبار الرضا عليه السلام: 2 / 234، للشيخ أبي جعفر محمد بن علي بن حسين بن بابويه القمي المعروف بالشيخ الصدوق، المولود سنة : 305 هجرية بقم، و المتوفى سنة: 381 هجرية، الطبعة الأولى، سنة: 1420 هجرية، طهران/ايران.
تعليقتان
زيد النار
أضافه الرافضي 110 في
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قد انتشرت عند بعض الأساتذة الحوزات ومشايخ وخطباء ،يقولون ان ؛
كل ابناء الائمة المعصومين صالحين و روايات الذي تذم بعض اولاد الائمة جميعها موضوعه و ضعيفة او وردت في ظرف تقية ؟؟
هل هذا القول صحيح ؟؟
ولماذا الامام الرضا لم يقتص من زيد النار و يحكم بحكم الله ، بسبب حرقه الدور و قتل الأبرياء و اكتفى بعدم محادثة زيد الى الأبد و اطلق سراحة ؟؟ أليس هذا يدل على عدم العدل ؟؟
كلمات في زيد النار وأولاد المعصومين سلام اللّه عليهم
أضافه نعيم محمدي أمجد... في
عليكم السلام ورحمة اللّه
مع الاحترام للآراء المخالفة والاجتهادات الأخرى نقول:
أ- أما عن كلية الموضوع:
1- لا يوجد في التراث الروائي ما يدل على عدم صدور الخطأ من السادة قاطبة، أو أنهم غير معاقبين على المنكر الذي يصدر منهم. ولو كان لجعلنا عليه علامة استفهام كبيرة، حيث إن عدد المعصومين محصور في الرسول وعلي وفاطمة الزهراء والأئمة من ولدهما حتى الإمام المهدي (صلوات الله عليهم أجمعين)، وسوى هؤلاء الأربعة عشر (سلام الله عليهم) سائر أولاد أهل البيت والأئمة غير مصونين من الخطأ. نعم، الانتساب إلى الرسول (صلى الله عليه وآله) شرف عظيم يجب أن يقدره صاحبه، والناس أيضا تحترم السادة لذلك وهذا الاحترام في محله.
2- هناك نماذج واضحة كزيد النار أو جعفر الكذاب ممن عصى أمر إمام زمانه وانحرف عن جادة الصواب، وورد فيهم الذم على لسان الأئمة أنفسهم عليهم السلام.
3- الله سبحانه وتعالى أتى على ذكر قابيل وولد النبي نوح (عليه السلام) وإخوان يوسف (سلام الله عليه) ليسد الذرائع؛ فالنبي أو الإمام يبذل قصارى جهده في تربية أهله وولده والناس أجمعين، لكن البشر مختار قد يطيع وقد يعصي في النهاية، ولا أحد يمكنه أن يجبره على فعل الخير.
ب- وأما عن زيد النار:
1- التاريخ لم يذكر تفاصيل حياة زيد، والمعلومات عنه شحيحة نوعا ما.
2- ربما غرموه قبل ذلك، وأخذوا منه ما يعوضوا به عن خسائر أصحاب البيوت المحترقة.
3- قد يكون طرد الإمام الرضا (عليه السلام) هو العقاب الأكثر إيلاما له، فعندما يعرض عنه الإمام الرضا (سلام الله عليه) يعرض عنه سائر الهاشميين، وبما أن الإمام (عليه السلام) أبدى امتعاضه من فعله أمام البلاط الحكومي والحكوميين، فقد تعسر عليه ممارسة أي مهنة بعد ذلك، وفي الواقع تعرض لما يشبه النفي.
4- دخل الإمام الرضا (عليه السلام) في ولاية العهد على أن لا ينصب أحدا أو يقيله ولا يقضي...، ومثل الحكم على زيد كان من شأنه أن يعتبر خروجا عما اشترطه الإمام وذريعة يستغلها المعادون. وقد حاول المأمون مرارا أن يستدرج الإمام للتدخل في الشؤون فلم يقبل.
وللمزيد يمكنك قراءة:
من هو جعفر الكذاب ، و لماذا سمي بهذا الاسم ؟
وسدد اللّه خطاك