نشر قبل 17 سنة
مجموع الأصوات: 228
القراءات: 59285

حقول مرتبطة: 

الكلمات الرئيسية: 

ما هو العقل من وجهة نظر الدين الاسلامي ؟

العقل نور روحاني أودعه الله عَزَّ و جَلَّ في الإنسان ، و هو آلة التفكير و القوةٌ المدركةٌ و المُميِّزة التي أنعم الله بها على الإنسان .
قال الله جَلَّ جَلالُه : ﴿ وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ 1 .
هذا و قد مدح الله عَزَّ و جَلَّ العقلاء في آياتٍ كثيرة في القرآن الكريم ، كما و ذمَّ الذين لا يتفكرون و لا يعقلون ، فقال عَزَّ مِنْ قائل : ﴿ إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ 2 .
و نعمة العقل هي من أعظم النعم التي أنعمها الله عَزَّ و جَلَّ على الإنسان ، فقد رُوِيَ عن الإمام أمير المؤمنين علي ( عليه السَّلام ) أنه قال : " لَا غِنَى كَالْعَقْلِ وَ لَا فَقْرَ كَالْجَهْلِ ... " 3 .
و العقل ضِدُّ الجنون ، و يراد به وعي الإنسان و إدراكه ، و التمييز بين الضَّار و النافع ، و كون الإنسان مدركاً لما يجري حوله ، و أن تكون أفعاله و أقواله نابعة عن إرادته .
و العقل أحب خلق الله إليه جَلَّ جَلالُه ، فقد رُوِيَ عن الإمام محمد بن علي الباقر ( عليه السَّلام ) أنه قَالَ : " لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ الْعَقْلَ اسْتَنْطَقَهُ ، ثُمَّ قَالَ لَهُ : أَقْبِلْ ، فَأَقْبَلَ ، ثُمَّ قَالَ لَهُ : أَدْبِرْ ، فَأَدْبَرَ ، ثُمَّ قَالَ : وَ عِزَّتِي وَ جَلَالِي مَا خَلَقْتُ خَلْقاً هُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْكَ ، وَ لَا أَكْمَلْتُكَ إِلَّا فِيمَنْ أُحِبُّ ، أَمَا إِنِّي إِيَّاكَ آمُرُ ، وَ إِيَّاكَ أَنْهَى ، وَ إِيَّاكَ أُعَاقِبُ ، وَ إِيَّاكَ أُثِيبُ .
و العقل هو الحجة الباطنة التي يحتجُّ الله جَلَّ جَلالُه بها على عباده ، فقد رُوِيَ عن الإمام موسى بن جعفر ( عليه السَّلام ) أنه قال لهِشام : " يَا هِشَامُ : إِنَّ لِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حُجَّتَيْنِ ، حُجَّةً ظَاهِرَةً ، وَ حُجَّةً بَاطِنَةً ، فَأَمَّا الظَّاهِرَةُ فَالرُّسُلُ وَ الْأَنْبِيَاءُ وَ الْأَئِمَّةُ ( عليهم السلام ) ، وَ أَمَّا الْبَاطِنَةُ فَالْعُقُولُ " 4 .
و العقل هو المعيار الذي يُحدَّد الثواب على أساسه ، فبقَدَر ما أوتي الإنسان من العقل و بحسب درجة عقله يكون الثواب ، فكلَّما كَمُلَ العقل إزداد الثواب و الأجر ، فقد رُوِيَ عن الإمام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السَّلام ) أنه قال : " ... إِنَّ الثَّوَابَ عَلَى قَدْرِ الْعَقْلِ ... " 5 .
وَ روى الإمام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السَّلام ) عن رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) أنه قال : " إِذَا بَلَغَكُمْ عَنْ رَجُلٍ حُسْنُ حَالٍ فَانْظُرُوا فِي حُسْنِ عَقْلِهِ ، فَإِنَّمَا يُجَازَى بِعَقْلِهِ " 5 .
وَ رُوِيَ عن الرسول المصطفى ( صلى الله عليه و آله ) أنه قال : " مَا قَسَمَ اللَّهُ لِلْعِبَادِ شَيْئاً أَفْضَلَ مِنَ الْعَقْلِ ، فَنَوْمُ الْعَاقِلِ أَفْضَلُ مِنْ سَهَرِ الْجَاهِلِ ، وَ إِقَامَةُ الْعَاقِلِ أَفْضَلُ مِنْ شُخُوصِ الْجَاهِلِ ، وَ لَا بَعَثَ اللَّهُ نَبِيّاً وَ لَا رَسُولًا حَتَّى يَسْتَكْمِلَ الْعَقْلَ ، وَ يَكُونَ عَقْلُهُ أَفْضَلَ مِنْ جَمِيعِ عُقُولِ أُمَّتِهِ ، وَ مَا يُضْمِرُ النَّبِيُّ ( صلى الله عليه وآله ) فِي نَفْسِهِ أَفْضَلُ مِنِ اجْتِهَادِ الْمُجْتَهِدِينَ ، وَ مَا أَدَّى الْعَبْدُ فَرَائِضَ اللَّهِ حَتَّى عَقَلَ عَنْهُ ، وَ لَا بَلَغَ جَمِيعُ الْعَابِدِينَ فِي فَضْلِ عِبَادَتِهِمْ مَا بَلَغَ الْعَاقِلُ ، وَ الْعُقَلَاءُ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ الَّذِينَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى وَ مَا يَتَذَكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ " 5 .

  • 1. القران الكريم : سورة الزمر ( 39 ) ، الآية : 17 و 18 ، الصفحة : 460 .
  • 2. القران الكريم : سورة الأنفال ( 8 ) ، الآية : 22 ، الصفحة : 179 .
  • 3. نهج البلاغة : 478 ، طبعة صبحي الصالح .
  • 4. الكافي : 1 / 16 ، للشيخ أبي جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكُليني ، المُلَقَّب بثقة الإسلام ، المتوفى سنة : 329 هجرية ، طبعة دار الكتب الإسلامية ، سنة : 1365 هجرية / شمسية ، طهران / إيران .
  • 5. a. b. c. الكافي : 1 / 12 .

3 تعليقات

صورة مصطفى هادي

العقل هو رسول الله صلى الله عليه و آله

السلام عليكم اخي الكريم ان ما يقصد بالعقل ليس ما يتصوره البعض من انه الكتله الدهنيه الموجوده في الرأس التي تسمى الدماغ بل هو العقل الكلي او يسمى الوعي الكلي و هو موجود في كل مكان و هو الذي يستمد منه العبد العلوم بإرتباطه به عن طريق تزكية النفس و هذا العقل هو رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم.