لا بد من معرفة أن المؤمن لمَّا كان سيره في هذا العالم معتدلاً، وقلبه سوياً، وتوجّهه نحو الله وصراطه مستقيماً، كان في ذلك العالم أيضاً صراطه مستقيماً وواضحاً، وجسمه معتدلاً وصورته وسيرته وظاهره وباطنه في صورة الإنسان وهيئته.
الإنسان حتى يتغير نحو الأفضل بحاجة إلى المراجعة والتقويم والنقد الذاتي والتفكير في ماضي الأيام وأخطائها، لاستخلاص النتائج وأخذ العبر والدروس، والتصميم على التغيير الحقيقي، والعزم على حذف الأخطاء القديمة، والبدء بصفحة جديدة خالية من العيوب والذنوب والمعاصي والمحرمات.
الاخلاق جمع خُلُق ، و تعريف الاخلاق بشكل مختصر أنها كلمة تُطلق على مجموع ما يتصف به الإنسان من الصفات النفسية التي توصف بالحُسْن أو القُبْح ، فما اتصف منها بالحُسن يكون من فضائل الاخلاق ، و ما اتصف بالقُبح يكون من رذائل الاخلاق .
عند بلوغ سن الرشد والزواج، يصبح الفارق بين القدرات الشرعية لكل من الرجال والنساء أشد وضوحاً. فمن وجهة نظر إسلامية، يعتبر الراشد شخصاً مسؤولاً على الصعيدين القانوني والأخلاقي، بلغ النضج جسدياً ويتمتع بعقل سليم ويمتلك الأهلية للتعاقد والتصرف بالممتلكات، وخاضعاً للقانون الجنائي.
من الآداب الإسلامية: احترام الحياة الخاصة للآخرين، وعدم التدخل في خصوصياتهم وشؤونهم الخاصة، وترك ما لا يعنيك من أمورهم الشخصية. وقد اعتبر الإسلام أن ذلك من حسن إسلام المرء، فقد روي عن رسول الله أنه قال: «مِن حُسنِ إسلامِ المَرءِ تَركُهُ ما لا يَعنيهِ».
الأخلاق الحسنة مطلوبة في كل وقت وحين، ولكن في شهر رمضان مطلوبة أكثر، وهو فرصة لتحسين الأخلاق فيه؛ لما يفيضه هذا الشهر على الصائم من فيوضات روحية ومعنوية وأخلاقية عالية، ولأن الصائم فيه أكثر قابلية لتهذيب نفسه، وتغيير مسلك أخلاقه، وتعديل سلوكه.
قد نلتفت للأمراض التي تصيب أبداننا لا سمح الله، فنُهرع إلى الطبيب بحثا عن علاجها. وقد يكلفنا ذلك الكثير من المال والجهد والوقت. أما ما لا يُلتفت إليه غالبا فالأمراض التي تفتك بنفوسنا وأرواحنا وعقولنا، فتصيبها في المقتل، دون أن يشعر المصاب بشيء، وذلك لانشغاله بالبدن وحاجياته على حساب النفس والروح والعقل.
من الآداب المهمّة لقراءة القرآن، التي تمنح الإنسان نتائج كثيرة واستفادات غير معدودة، هو التطبيق العمليّ للآيات الكريمة. وكيفيّته أنّه حينما يتفكّر في كلّ آية من الآيات الشريفة، يطبّق مفادها في حاله، ويرفع نقصانه بواسطة هذا التطبيق، ويشفي أمراضه به.
التواضع صفة أخلاقية حميدة، لأنه يعبر عن سمو النفس ورفعتها، فالتواضع ـ كما عرفه علماء الأخلاق ـ هو اللين مع الخلق، والخضوع للحق، وخفض الجناح. وقد حَثَّ القرآن الكريم المؤمنين على التواضع، وبالرغم من أن كلمة (التواضع ) لم ترد بلفظها في القرآن الكريم، ولكن وردت كلمات تشير إليها وتدلّ عليها.
إنّ من الأشياء التي توجب سلب العناية الإلهيّة من الشخص، ومن البيت بشكلٍ إجماليّ، المعصية. وبعض المعاصي كبيرة وأخرى صغيرة، ولكنّ الصغيرة منها قد تتحوّل إلى كبيرة، بالاستمرار عليها.
جاء الدين لينمّي في نفس الإنسان توجهات الخير والصلاح، ويكبح نزعات الشّر والسّوء، فيكون الإنسان مصدر خير وإحسان لمن حوله، ولا يصدر منه ما يسيء لأحد أو يؤذيه. ولا يصل الإنسان إلى هذا المستوى، إلّا إذا زكّى نفسه، وكان متحكمًا في انفعالاته، قادرًا على ضبط سلوكه وتصرفاته.
لماذا يعمد الناس إلى تطهير أنفسهم من كل خطأ أو خلل أو تقصير، ويحاولون التبرؤ من هفوات أعمالهم، ومشاكل أسرهم، وخلافات شراكاتهم، وتقاعس مجتمعاتهم، ويبرعون في إلصاق كل شيء بالآخر؟
قال أمير المؤمنين علي عليه السلام: "إِيَّاكَ أَنْ تُثْنِيَ عَلَى أَحَدٍ بِمَا لَيْسَ فِيهِ، فَإِنَّ فِعْلَهُ يُصَدِّقُ عَنْ وَصْفِهِ وَ يُكَذِّبُكَ" 1.
فالذنوب إذا ما مارسها الإنسان بشكل واسع وكبير فإنّها قد تصل به إلى مرحلة الغفلة الشديدة جدّاً والتي إذا وصل إليها الإنسان فإن نفسه لا تحدثه أبداً وبتاتاً بالرجوع إلى خط الاستقامة وإنما يعيش الغفلة إلى آخر رمق في حياته .. بل قد تصل به الذنوب إلى مرحلة الكفر - والعياذ بالله -