يستحسن سفر المؤمن الى البلدان غير الإسلامية لغرض نشر الدين وأحكامه، والتبليغ بها إذا أمن على دينه ودين أبنائه الصغار من النقصان، قال النبي محمد (ص) للإمام علي (ع) «لئن يهدي الله بك عبداً من عباده خير لك مما طلعت عليه الشمس من مشارقها الى مغاربها»
النبي صلى الله عليه و آله و سلم قبل هجرته أمر عليّاً عليه السلام أن يبيت علىٰ فراشه وأوصاه بما أهمّه وأن يلتحق به مع الفواطم وهنّ : فاطمة الزهراء عليها السلام ، وفاطمة بنت أسد ، وفاطمة بنت حمزة ، وفاطمة بنت الزبير بن عبدالمطلب ( رضي الله عنهن ) وكان عمر الزهراء عليها السلام عند الهجرة ثمان سنين.
ليست الهجرة مجرّد انتقال من مكان إلى مكان، وإنّما هي انتقال من حال إلى حال، فالإنتقال من حال الحيرة الفكريّة، إلى اليقين الثابت هجرة. والانتقال من الشِّرْك إلى الإيمان هجرة. بل إنّ التغيّر الذي طرأ على مجتمع المدينة، من قبائلها إلى مكّة هجرة استعدّ من خلالها هذا المجتمع للقتال من أجل الدين.
الهجرة هي الخروج من أرض إلى أخرى لأسباب و أهداف و نوايا مختلفة ، و من حيث التقييم مدحاً أو ذماً فهي تابعة للأسباب و الأهداف و النوايا و الشروط فقد تكون واجبة و قد تكون مباحة و قد تكون محرمة .
لقد استمرت قريش في تعذيب من يدخل في دين الإسلام ممن لم يكن لهم عشيرة تمنعهم . وكان الاستمرار في هذا الوضع غير ممكن ، فقد كان وأصبح لا بد لهؤلاء المعذبين من العثور على موضع أمل لهم ، يساعدهم على تحمل المشاق ، ومواجهة الصعاب ، ويجعلهم أقدر على مقاومة الضغوط التي يتعرضون لها من قبل من رفضوا أن يعترفوا بألوهية وحاكمية فوق ألوهيتهم وحاكميتهم ، وآثروا الاستكبار والعناد على الرضوخ والانقياد . ومن جهة ثانية : فإن استمرار هذا الوضع الذي يواجهه المسلمون ، المليء بالآلام والمشاق ، لسوف يقلل من إقبال الناس على الدخول في الإسلام ، ما دام أن هذا الدخول لا حصاد له سوى الرعب ، والتعذيب والمصائب . ومن جهة ثالثة : فقد كان لا بد من تسديد ضربة لكبرياء قريش وجبروتها ـ ولو نفسياً ـ لتدرك : أن قضية الدين تتجاوز حدود تصوراتها وقدراتها ـ وأن عليها : أن تفكر بموضوعية وعقلانية أكثر ، فكان أن اختار رسول الله (صلى الله عليه وآله) للمسلمين الهجرة إلى الحبشة . وكانت هجرتهم إليها في السنة الخامسة من البعثة .
معنى التعرب: التَعَرُّب هو التَخَلُّقْ بأخلاق الأعراب من سُكَّان البادية، و الأعراب جمع "الأعرابي" و هو الجاهل من العَرَب و البدوي الذي لم يتفقه في الدين، البعيد عن المَدَنيَّة و الحضارة و العلم و الثقافة، فمعنى التَّعّرُّب هو الإقامة و السُكنى مع الأعراب و التأقلم مع جاهليتهم و التخلق بأخلاقهم. معنى الهجرة: و أما المقصود بالهجرة هنا التحوُّل الإيجابي من حياة البداوة و الجاهلية و الكفر إلى الحياة الملتزمة بتعاليم الإسلام و في حاضرة الإسلام كما حصل بالنسبة إلى المسلمين الأوائل حيث أسلموا و هاجروا إلى المدينة المنورة حيث أقام الرسول المصطفى ( صلى الله عليه و آله ) دولة الإسلام. معنى التعرب بعد الهجرة: التعَرُّب بعد الهجرة مصطلح إسلامي أطلقه الشارع المقدس على ظاهرة نكوص بعض المسلمين و إبتعادهم عن المجتمع الإسلامي و إيثارهم سُكنى البادية مع الأعراب و الكفار على السُكنى مع المسلمين في ظل الدولة الإسلامية بعد هجرتهم إلى دار الإسلام و ممارستهم حياة الالتزام الديني، مما يدل على تركهم الالتزام بتعاليم الإسلام، و تخلِّيهم عن الدفاع عن الإسلام، و تقاعسهم عن نصرة مبادئه القيمة.
أما السَنَة فهي مقياس زمني معروف ينقسم إلى اثني عشر شهراً ، و أما الهجرية فهي إشارةٌ إلى الهجرة النبوية المباركة من مكة المكرمة إلى يثرب ( المدينة المنورة ) ، و لقد جعل الرسول المصطفى ( صلى الله عليه و آله ) سنة هجرته المباركة مبدأ لحساب التاريخ الإسلامي