من أين له القول بأنّ الصحابة لم يعترضوا على إقصاء علي ( عليه السلام ) عن الخلافة ، ولأنّ المقام هنا مقام الاختصار ، فإنّنا لا نستطيع أن نورد كلّ الاحتجاجات والاعتراضات على تلك الحادثة الأليمة . و تكفي مطالعة كتاب « الغدير » الذي ذكر 22 مناظرة واحتجاجاً نُقل عن الصحابة والتابعين. وما أجمل ما كتب عمرو بن العاص في رسالته لمعاوية قائلاً : ويحكَ يا معاوية . . . . وقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يوم غدير خمّ : « ألا مَنْ كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه اللُّهمَّ والِ مَنْ والاه وعاد مَن عاداه وانصُر مَنْ نَصَرَه واخذُل مَن خذلَه ». و قد تصوّر السائل أنّ الصحابة يستحيل أن يتخلّفوا عن أمر من أوامر رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) والواقع غير ذلك ، كما نشاهده في ما رواه ابن عبّاس حيث قال : « لمّا اشتدّ بالنبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وجعه قال : إئتوني بكتاب أكتب لكم كتاباً لا تضلّوا بعده . قال عمر : إنّ النبيّ غلبه الوجع ، وعندنا كتاب الله حسبنا ، فاختلفوا وكثر اللّغط ، قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : « قوموا عنّي ولا ينبغي عندي التنازع ، فخرج ابن عبّاس يقول : إنّ الرزيّة كلّ الرزيّة ما حالَ بين رسول الله وبين كتابه » .