حقول مرتبطة:
الكلمات الرئيسية:
الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها
اكبار الامام الباقر لاخيه زيد
كان الامام الباقر (ع) يجل أخاه زيدا ويكبره ، ويحمل له في دخائل نفسه أعمق الود ، وخالص الحب لأنه من افذاذ الرجال ، وصورة حية للبطولات النادرة ، وقد روى المؤرخون صورا من ألوان ذلك الود والاكبار ، وهذه بعضها :
١ ـ إنه قال له : « لقد انجبت أم ولدتك يا زيد ، اللهم اشدد ازري بزيد »1 وهذا يدل على مدى إكبار الامام وتعظيمه لزيد.
٢ ـ روى سدير الصيرفي قال : كنت عند أبي جعفر الباقر (ع) فدخل زيد بن علي فضرب أبو جعفر على كتفه وقال له : « هذا سيد بني هاشم إذا دعاكم فأجيبوه وإذا استنصركم فانصروه »2 ودل ذلك على دعوة الامام الى نصرته والذب عنه ، والحكم بشرعية ثورته.
٣ ـ روى المؤرخون عن رجل من بني هاشم قال : كنا عند محمد بن علي بن الحسين وأخوه زيد جالس فدخل رجل من أهل الكوفة فقال له محمد بن علي : إنك لتروى طرائف من نوادر الشعر فكيف قال الانصاري لأخيه؟ فانشده :
لعمرك ما أن أبو مالك بوان ولا بضعيف قواه
ولا بألد له نازع يعادي أخاه اذا ما نهاه
ولكنه غير مخلافة كريم الطبائع حلو ثناه3
وإن سدته سدت مطواعة ومهما وكلت إليه كفاه
فوضع أبو جعفر يده على كتف زيد وقال له :
« هذه صفتك يا أخي واعيذك بالله أن تكون قتيل العراق »4.
ومعنى هذه الأبيات التي وصف بها الامام أخاه أنه كان قوي الشكيمة صلب الارادة ، ماضي العزيمة ، وانه منقاد لأخيه ، كريم في طبائعه ، وإنه مهما وكل إليه من أمر عظيم فانه اهل للقيام به ، ولا يتصف بهذه الصفات إلا أفذاذ الناس ، وعمالقة الدهر.
لقد اضفى الامام (ع) على أخيه اسمى النعوت ، ومنحه وده الخالص ، ولم يكن بذلك مدفوعا بدافع الأخوة فان مقامه الروحي بعيد كل البعد من الاندفاع وراء العواطف والرغبات ، وإنما رأى أخاه من أروع صور التكامل الانساني فمنحه هذا اللون من الود والتكريم5.