حقول مرتبطة:
الكلمات الرئيسية:
- الحسن و القبح - الظلم - الفساد - افعال الله
الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها
الآلام وأوجه حسنها وقبحها
الآلام وأوجه حسنها وقبحها 1
إنّ الألم من الأُمور الوجدانية المحسوسة لدى كلّ إنسان .
وما يهمُّنا في هذا المقام معرفة أوجه حسن وقبح الألم ، ليمكننا بعد ذلك معرفة أوجه حسن إلحاق الألم من اللّه تعالى بالعباد .
أوجه حسن الألم 2:
1 ـ الاستحقاق .
2 ـ حصول النفع الوافي .
3 ـ دفع ضرر أعظم من الألم .
أمثلة ذلك :
أمثلة حسن إلحاق الأذى والألم بالآخرين على نحو الاستحقاق :
ألف ـ ذم المسيء ، وإن كان ذلك سبباً في تألّمه ، لأ نّه يستحق ذلك .
ب ـ تأديب أهل السوء على إساءتهم ، لأ نّهم يستحقون ذلك .
تنبيه :
يرد على من يرى بأنّ إلحاق الألم من اللّه تعالى بالعباد لا يكون إلاّ للاستحقاق بأنّ الأنبياء أكثر الناس بلاءً ، فلو كان البلاء والألم على وجه الاستحقاق فقط، لأخلّ ذلك بعصمتهم، بل بعدالتهم .
أمثلة حسن إلحاق الأذى والألم بالنفس أو الغير من أجل الحصول على النفع :
ألف ـ إتعاب النفس وتحمّل المشقّات المؤلمة طلباً للعلم أو الحصول على الأرباح من خلال السفر، فإنّ هذا الألم حسن ، لأنّ به يتم الحصول على النفع الوافي .
ب ـ استئجار الغير لأداء عمل شاق إزاء أجر يعتد به ، فإنّ الألم الذي يتحمّله الإنسان خلال العمل حسن ، لأنّ به يحصل الإنسان على النفع الوافي .
تنبيه :
1 ـ لا يحسن الألم للحصول على النفع إلاّ في حالة عدم وجود سبيل للوصول إلى هذا النفع إلاّ بالإيلام .
ولهذا لا يحسن منّا السفر وإتعاب النفس فيه طلباً للأرباح التي نستطيع أن نظفر بها في بلادنا 3.
أمثلة حسن إلحاق الأذى والألم بالنفس أو الغير من أجل دفع الضرر :
ألف ـ شرب المريض الدواء الكريه والمرّ للتخلّص من المرض .
ب ـ مبادرة الطبيب إلى معالجة المريض عن طريق العملية الجراحية المؤلمة .
أوجه قبح الألم 4:
1 ـ العبث .
2 ـ الظلم .
3 ـ الفساد .
الآلام الصادرة من قبل اللّه تعالى :
إنّ جميع الآلام الصادرة من قبل اللّه تعالى حسنة ، لأ نّه تعالى منزّه عن العبث والظلم والفساد .
أوجه حسن الألم الصادر من قبل اللّه تعالى :
1 ـ الاستحقاق :
وهو أن يعجّل اللّه تعالى عقوبة بعض المذنبين في دار الدنيا ، فيصيبهم ببعض الآلام التي يستحقونها .
مثال ذلك :
ألف ـ الحدود والتعزيرات على من ارتكب موجباتها .
ب ـ إنزال العذاب على الأُمم الطاغية بما كانوا يعملون .
2 ـ الغرض والمصلحة :
إنّ اللّه تعالى قد يؤلم البعض لوجود مصلحة ولطف لهم أو لغيرهم ، بحيث يخرج الألم بهذه المصلحة عن كونه عبثاً ، وسنبيّن حكمة الشرور والآلام في المبحث القادم .
3 ـ العوض :
إنّ اللّه تعالى إضافة إلى وجود الحكمة في إلحاقه الألم بالعباد، فإنّه يعوّضهم إزاء ما يؤلمهم ، وبهذا العوض يخرج الألم عن كونه ظلماً، وسيأتي التفصيل حول "العوض" في الفصل اللاحق .
تنبيه :
لا يحسن الألم من اللّه تعالى لدفع الضرر، لأ نّه تعالى قادر على دفع كلّ ضرر من دون ألم ، فيكون الألم في هذا المقام عبثاً، واللّه عزّ وجلّ منزّه عن العبث 5 6.
- 1. انظر: مناهج اليقين ، العلاّمة الحلّي: المنهج السادس، المبحث السادس، ص255 .
- 2. انظر: المسلك في أصول الدين، المحقّق الحلّي: النظر الثاني، البحث الرابع، ص104 ـ 105 .
- 3. انظر: المنقذ من التقليد، سديد الدين الحمصي: ج1 ، القول في الأمراض والآلام، ص322 .
- 4. انظر: الاقتصاد، الشيخ الطوسي: القسم الثاني ، الفصل السادس ، ص142 .
- 5. انظر: الذخيرة ، الشريف المرتضى: الكلام في الآلام ، ص226 .
- 6. المصدر: كتاب العـدل عند مذهب أهل البيت (عليهم السلام) لـشيخ علاء الحسّون.