الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها

دور الامامة

من الواضح جداً أنّ النبوة تمثل حالة إلهية متميزة في مسيرة الإنسانية وتعطي الحياة أبعادها الحقيقية إلا أنّها لا ترافق الحياة لحظة بلحظة بل تتننقل لتخلو المسيرة منهم بسبب طروء الموت العارض عليهم كما تقول الآية مخاطبة الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم): ﴿ إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ ﴾ 1.

وهذا يفترض وجود من يقوم بمهمة الرعاية والحفظ لشريعة الله في الأرض لضمانٍ دائم للتبليغ الدائم الذي يحمي من الإنحراف والضياع والتحريف والفئة المؤهلة لذلك هي التي نطلق عليها لفظ"الأئمة" الذين يجسّدون خط الإمامة بمعنى النيابة عن النبوة في أداء المهام الإلهية المطلوبة ولذا نقول إنّ الأئمة مأمورون بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبالحفاظ على الأغراض الأساسية والأصيلة للشريعة.

ومن هنا يفترض بمن يقومون بهذه المهمة المساوية للنبوة من حيث الدور والوظيفة وإن اختلفت في المواصفات الذاتية أن يكونوا أقرب ما يكون في مؤهلاتهم الإيمانية والعلمية والسلوكية من الأنبياء ولذا يقول الإمام زين العابدين(عليه السلام): (الإمام يجب أن يكون معصوماً، ولما لم تكن العصمة في ظاهر الخلق فيعرف بها، وجب أن يكون منصوصاً).
ولا شكّ أنّ الإمامة من حيث مواصفات الأشخاص المؤهلين ومن حيث الدور والوظيفة هي الخط الأضمن لاستمرار العقيدة الإلهية في حياة الإنسانية بحيث تؤدي الأدوار المطلوبة منها للهداية والإرشاد والوعظ.
وأكبر دليلٍ على ضرورة الإمامة هو ما حدث في تاريخ هذه الأمة عندما رحل النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)فانقسمت الأمة وتشعّبت إلى عشرات الفرق والمذاهب وكلّ مذهب أو فرقة تدّعي أنّها على الحق وهي الناجية دون الآخرين.
لهذا فالمطلوب من كلّ المسلمين وبالخصوص الملتزمين السعي الأكيد من أجل البحث والتدقيق والتمحيص في هذه القضية المهمة جداً،لأنّ الإيمان بالله سبحانه والنبي(صلى الله عليه وآله وسلم) يحقّقان أصل التوجّه إلى الخالق مع بعض الأصول الرئيسية للشريعة، ولكن تبقى هناك الكثير من التفاصيل التي لها أدوار كبيرة في الحياة لا بدّ من أخذها عمّن نابوا عن النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) في تبيان الأحكام خصوصاً إذا التفتنا إلى التشريع التدريجي للأحكام بالطريقة التي تنسجم مع فطرة هذا المخلوق لكي يكون قادراً على التفاعل والإنسجام والإندماج مع الشريعة في كلّ مواقع الحياة وتفاصيلها ليبقى ضمن حدود الصراط المستقيم لا غير، والإختلاف الموجود بين المسلمين عمّن هم الأئمة بعد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) هو القضية المحورية التي ينبغي أن ينصبّ الإهتمام عليها لأنّ مصيرنا في الآخرة مرتبطٌ بها وعدم انحرافنا في الدنيا مشروطٌ بها أيضاً.
من هنا فإنّ الله لن يعذر الذي يسير معه في هذه الدنيا تقليداً للآباء والأجداد لأنّ الله منح كلّ واحدٍ منّا عقلاً وفهماً ليحدّد الطريق الذي ينجيه من خلال الأدلة والبراهين القادرة على إعطاء الإنسان صفات الثبات والطمأنينة والإقتناع الذي لا يتزعزع و يهتزّ عند عروض الشبهات والشكوك. والحمد لله ربّ العالمين2.

  • 1. القران الكريم: سورة الزمر (39)، الآية: 30، الصفحة: 461.
  • 2. نقلا عن الموقع الرسمي لسماحة الشيخ محمد توفيق المقداد حفظه الله.

تعليقتان

صورة نعيم محمدي أمجد (amjad)

كلام في الأئمة الإثني عشر عليهم السلام

عليكم السلام ورحمة اللّه

أخي الفاضل، قد صرح رسول اللّه (ص) في أحاديث كثيرة بأن اثني عشر إماماً أو أميراً أو خليفة من أهل بيته سيخلفونه، ونص على عددهم هذا؛ فيكون عددهم ثابتاً لا يزيد ولا ينقص. ثم هذا العدد المحدد لا ينطبق إلا على أئمة أهل البيت الاثني عشر من الإمام علي حتى الإمام المهدي المنتظر (ع). فكما قال القندوزي الحنفي:

إن الأحاديث الدالة على كون الخلفاء بعده (ص) اثنا عشر، قد اشتهرت من طرق كثيرة... فبشرح الزمان وتعريف الكون والمكان عُلم أن مراد رسول اللّه (ص) من حديثه هذا الأئمة الاثنا عشر من أهل بيته وعترته (ع)؛ إذ لا يمكن أن يحمل هذا الحديث على الخلفاء بعده من أصحابه لقلّتهم عن اثني عشر، ولا يمكن أن يحمله على الملوك الأموية لزيادتهم على اثني عشر، ولظلمهم الفاحش إلا عمر بن عبد العزيز، ولكونهم من غير بني هاشم، لأن النبي (ص) قال: «كلهم من بني هاشم» في رواية عبد الملك عن جابر... ولا يمكن أن يحمله على الملوك العباسية لزيادتهم على العدد المذكور...؛ فلا بد من أن يحمل هذا الحديث على الأئمة الاثني عشر من أهل بيته وعترته (ص)، لأنهم كانوا أعلم أهل زمانهم وأجلّهم وأورعهم وأتقاهم، وأعلاهم نسباً وأفضلهم حسباً، وأكرمهم عند اللّه. (ينابيع المودة، ج3، ص292)
وهنا نسرد بعض هذه الروايات من مجاميع أهل السنة الحديثية:
1- عن جابر بن سمرة أنّه قال :سمعت النبي (صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ) يقول : «يكون اثنا عشر أميراً »، فقال كلمة لم أسمعها، فقال أبي: إنّه قال: «كلّهم من قريش». (صحيح البخاري، ج8، ص127)
وكذلك عن جابر بن سمرة أنّه قال: سمعتُ رسول اللّه (صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ) يقول: «لا يزال هذا الدين عزيزاً إلى اثني عشر خليفة»، فكبّر الناس و ضجّوا ، ثم قال كلمةً خفيّة، قلت لأبي: يا أبه، ما قال؟ قال: «كلّهم من قريش». (سنن أبي داوود، ج4، ص106)
ومثله رواه عبد اللّه بن مسعود، وأبي جحيفة.
ومثل هذه الرواية جاء في:
مسند أحمد، ج5، ص87 و98 و100 و107، والمستدرك للحاكم، ج3، ص617، وسنن أبي داوود، ج2، ص309، ومعجم الطبراني الكبير، ج2، ص249.
2-عن مسروق قال: كنا جلوساً عند عبد اللّه وهو يُقرئنا القرآن فقال رجل: يا أبا عبد الرحمن هل سألتم رسول اللّه (ص) كم يملك هذه الأمة من خليفة؟ فقال عبد اللّه: ما سألني عنها أحد مذ قدمت العراق قبلك، ثم قال: نعم، ولقد سألنا رسول اللّه (ص) فقال: «اثنا عشر كعدّة نقباء بني إسرائيل». (كنز العمال ج6، ص89)
ومثله في:
مسند أحمد، ج1، ص398 و406، وكنز العمال، ج6، ص89.

 

وللمزيد المفيد نرجوا قراءة المواضيع التالية بتمعن لتسعفك في المجال:

بشارة النبي بالائمة الاثني عشر

ما هي اسماء الائمة الاثنا عشر؟

النبي هو الذي عين ائمة الشيعة

 

وسدد اللّه خطاك