الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها

ما نزل في سورة الإسراء في شأن فاطمة عليها السلام

قوله تعالى:

﴿ وَآتِ ذَا الْقُرْبَىٰ حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ... 1

عن أبي سعيد الخدري قال: لما نزلت ﴿ وَآتِ ذَا الْقُرْبَىٰ حَقَّهُ ... 1 أعطى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فاطمة فدكا.
وعن أبي سعيد أيضا قال: لما نزلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ﴿ وَآتِ ذَا الْقُرْبَىٰ حَقَّهُ ... 1 دعا فاطمة فأعطاها فدكا والعوالي وقال: هذا قسم قسم الله لك ولعقبك 2. وفي تفسير العياشي عن جعفر بن محمد (عليه السلام) قال: لما نزلت ﴿ وَآتِ ذَا الْقُرْبَىٰ حَقَّهُ ... 1 أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لفاطمة وابنيها فدك، فقالوا: يا رسول الله أمرت لهم بفدك؟
فقال: والله ما أنا أمرت لهم بها ولكن الله أمر لهم بها، ثم تلا هذه الآية: ﴿ وَآتِ ذَا الْقُرْبَىٰ حَقَّهُ ... 13.

وفي البرهان: أخرجه عن ابن بابويه بسنده عن الرضا (عليه السلام)4. وأخرج السيوطي عن ابن مردويه عن أبي سعيد الخدري وبطريق آخر عن ابن عباس مثله 5.

قوله تعالى:
﴿ وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُلْ لَهُمْ قَوْلًا مَيْسُورًا ﴾ 6

في المناقب لابن شهرآشوب: أن فاطمة (عليها السلام) لما شكت لأبيها حالها وسألت جارية، بكى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: يا فاطمة والذي بعثني بالحق إن في المسجد أربعمائة رجل ما لهم طعام ولا ثياب، ولولا خشيتي خصلة لأعطيتك ما سألت، يا فاطمة، إني لا أريد أن ينفك عنك أجرك إلى الجارية، وإني أخاف أن يخصمك علي بن أبي طالب يوم القيامة بين يدي الله عز وجل إذا طلب حقه منك، ثم علمها صلاة التسبيح.
فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): مضيت تريدين من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الدنيا، فأعطانا الله ثواب الآخرة.
قال أبو هريرة: فلما خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من عند فاطمة أنزل الله على رسوله ﴿ وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ تَرْجُوهَا ... 6 يعني عن قرابتك وابنتك فاطمة، " ابتغاء " يعني طلب رحمة " من ربك " يعني رزقا من ربك ترجوها " فقل لهما قولا ميسورا " يعني قولا حسنا.
فلما نزلت هذه الآية أنفذ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) جارية إليها للخدمة وسماها فضة 7.

قوله تعالى:
﴿ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا ﴾ 8

روى الحاكم عن عكرمة في قوله ﴿ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ ... 8 قال: هم النبي وعلي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام)9. بيان:
والظاهر أن الخبر ناظر إلى معنى " الوسيلة " وهم محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) و " أولئك " أي المؤمنون الذين يدعون الله ليبتغون الوسيلة فيتقربون بهذه الوسيلة التي هي أقرب إلى الله تعالى رجاء رحمته وخشية عقابه، فإن المؤمن يتوقع عذاب الله بحذر دائم وترقب شديد.
ويؤيد ذلك قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ ... 10 فالحث على معرفة الوسيلة المتقربة إلى الله تعالى هي مما امتدح الله بها المؤمنين الذين يرجون رحمته ويخشون عقابه، وخير وسيلة مقربة إلى الله تعالى هم عباده المقربون المطيعون لله العاملون بأمره، وهم محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام). هذا مقتضى الخبر، وهذه سياقات الآيتين كذلك 11.