مجموع الأصوات: 71
نشر قبل 9 سنوات
القراءات: 8222

حقول مرتبطة: 

الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها

ﻣﻠﺎﻣﺢ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻌﺎﺋﺮ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﻳﺔ

ﻫﻨﺎﻙ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻌﺎﺋﺮ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺷﺮﻋﻬﺎ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﺍﻟﻤﻘﺪﺱ ﻭ ﻓﻲ ﻣﺠﻤﻮﻋﻬﺎ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﻭ ﺍﻟﺘﻮﺟﻪ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭ ﺟﻞ ﻭ ﻓﻲ ﺻﻤﻴﻢ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪﻱ ﻭ ﻫﻮ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺤﺮﺍﻡ ﺣﻴﺚ ﻳﻘﻮﻝ ﺗﻌﺎﻟﻲ: ﴿ إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ * فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلَّهِ ... 1.

ﻓﻔﻲ ﺍﻟﺂﻳﺔ ﻣﺰﺝ ﺑﻴﻦ ﻣﺴﺄﻟﺘﻴﻦ ﺍﻟﺎﻭﻟﻲ ﺍﻥ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻟﺤﺮﺍﻡ ﻫﻮ ﺍﻭﻝ ﺑﻴﺖ ﻭﺿﻊ ﻟﻠﻌﺒﺎﺩﺓ ﻭ ﻟﻠﺤﺞ، ﻭ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻣﺎ ﻳﺤﻮﻳﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻣﻦ ﺁﻳﺎﺕ ﺑﻴﻨﺎﺕ ﻣﺜﻞ ﻣﻘﺎﻡ ﺍﺑﺮﺍﻫﻴﻢ، ﻭ ﺍﻟﺎﻣﺎﻥ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺍﻟﻲ ﺩﺍﺧﻠﻴﻪ ﻭ ﻟﻠﺤﺠﺎﺝ ﻭ ﺍﻟﻤﻌﺘﻤﺮﻳﻦ، ﻓﺎﻥ ﺍﻟﺤﺞ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻫﻮ ﺍﻟﻘﺼﺪ، ﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻫﻮ ﺍﻟﻘﺼﺪ ﺍﻟﻲ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﻠّﻪ ﺍﻟﺤﺮﺍﻡ، ﻗﺼﺪﺍ ﺍﻟﻲ ﺍﻟﻮﻓﻮﺩ ﻋلى ﺍﻟﻠّﻪ ﺗﻌﺎلى، ﻓﺎﻟﺤﺞ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺿﻴﺎﻓﺔ ﺭﺣﻤﺎﻧﻴﺔ ﻟﻠﻮﺍﻓﺪﻳﻦ ﻭ ﻗﺼﺪ ﺍلى ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎلى ﺟﻌﻞ ﻣﻘﺮﻭﻧﺎ ﺑﺂﻳﺎﺕ ﺍﻟﺎﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭ ﺍﻟﺎﺻﻔﻴﺎﺀ، ﻟﻴﻜﻮﻥ ﺩﻟﻴﻠﺎ ﻭ ﺷﺎﻫﺪﺍ ﻋﻠﻲ ﺍﻥ ﺍﻟﺘﻮﺟﻪ ﻭ ﺍﻟﺴﻴﺮ ﺍلى ﺍﻟﻠّﻪ ﺗﻌﺎلى ﻳﺘﻢ ﺑﺎﻟﺘﻮﺟﻪ ﺑﺎﻧﺒﻴﺎﺋﻪ ﻭ ﺍﺻﻔﻴﺎﺋﻪ، ﻭ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﻬﻢ ﺍلى ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭ ﺟﻞ، ﻭ ﻣﺎ ﺷﺎﺑﻪ ﺫﻟﻚ،
ﻭ ﻧﺤﺎﻭﻝ ﺍﻥ ﻧﺘﻜﻠﻢ ﻫﻨﺎ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺂﻳﺎﺕ ﺍﻟﺒﻴﻨﺎﺕ ﻭ ﻫﻲ ﻛﺜﻴﺮﺓ:

الاولى: ﻣﻘﺎﻡ ﺍﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴّﻠﺎﻡ:
ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻲ ﴿ ... وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى ... 2.  ﻓﺎﻟﺘﻌﺒﻴﺮ (ﺑﻤﻘﺎﻡ) ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎلى ﴿ ... وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى ... 2 ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻔﺨﻴﻢ ﻭ ﺍﻟﺘﻌﻈﻴﻢ ﻟﺬﻟﻚ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ، ﻭ ﺫﻟﻚ ﻟﻤﻤﺎﺳﺘﻪ ﻟﺠﺴﺪ ﺍﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴّﻠﺎﻡ، ﻭ ﻣﻦ ﻣﻠﺎﻣﺢ ﺗﻌﻈﻴﻤﻪ ﺍﻥ ﺍﻟﺤﺎﺝ ﻭ ﺍﻟﻤﻌﺘﻤﺮ ﻟﺎﺑﺪ ﺍﻥ ﻳﺘﻮﺟﻪ ﺍﻟﻴﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻝ ﺻﻠﺎﺓ ﺍﻟﻄﻮﺍﻑ ﺛﻢ ﺍلى ﺳﻤﺖ ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ، ﻓﺎﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻫﺬﻩ ﻓﻜﻴﻒ ﻟﺎ ﻳﺘﻮﺟﻪ ﺑﻨﻔﺲ ﺍﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴّﻠﺎﻡ ﻭ ﺑﺸﺨﺼﻪ ﻋﻠﻤﺎ ﺑﺄﻥ ﺣﺠﺮ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ ﻣﺎ ﻧﺎﻝ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻒ ﺇﻟﺎ ﺑﺎﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴّﻠﺎﻡ، ﻭ ﻗﺪ ﻋﺒﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ ﻭ ﻗﺪ ﺟﻌﻞ ﺁﻳﺔ، ﻓﻜﻴﻒ ﻧﻤﻨﻊ ﺍﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺁﻳﺔ، ﻓﻤﺎ ﻫﺬﺍ ﺇﻟّﺎ ﻋﻨﺎﺩ ﻭ ﻣﻜﺎﺑﺮﺓ ﻭ ﺻﺪ ﻋﻦ ﺁﻳﺎﺕ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭ ﺟﻞ.

ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ: ﺣﺠﺮ ﺍﺳﻤﺎﻋﻴﻞ، ﻭ ﻗﺪ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺎﺕ ﺍﻥ ﻓﻴﻪ ﻗﺒﺮ ﺍﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﻭ ﺃﻣﻪ ﻭ ﺳﺒﻌﻮﻥ ﻧﺒﻴﺎ، ﻭ ﺍﻟﻤﻠﺎﺣﻆ ﺍﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻳﻄﻮﻓﻮﻥ ﺑﺎﻟﺒﻴﺖ ﺍﻟﺤﺮﺍﻡ ﻭ ﻳﻄﻮﻓﻮﻥ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻘﺒﻮﺭ، ﻭ ﻗﺪ ﺃﻣﺮ ﺍﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻭ ﺍﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺑﺘﻄﻬﻴﺮ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺑﻨﺺ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ، ﻣﻊ ﺍﻥ ﺍﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻌﻞ ﻗﺒﺮ ﺃﻣﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺠﺮ، ﻓﺎﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﻣﺮﻛﺰ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ، ﻭ ﻫﻮ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺤﺮﺍﻡ، ﺃﻭﻝ ﺑﻴﺖ ﻭﺿﻊ ﻟﻠﻨﺎﺱ، ﻓﻜﻴﻒ ﻳﻘﺎﻝ ﺍﻥ ﺍﻟﻄﻮﺍﻑ ﺑﺎﻟﻘﺒﻮﺭ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﻟﺘﻠﻚ ﺍﻟﻘﺒﻮﺭ، ﻭ ﻣﻊ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻳﺼﻒ ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ ﻋﺰ ﻭ ﺟﻞ ﺍﻥ ﻫﺬﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﺂﻳﺎﺕ ﺍﻟﺒﻴﻨﺎﺕ ﻭ ﺍﻧﻬﺎ ﻫﺪى ﻟﻠﻌﺎﻟﻤﻴﻦ.
ﻭ ﻟﺴﻨﺔ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻋﺪﺓ ﺭﻭﺍﻳﺎﺕ ﺩﺍﻟﺔ ﻋﻠﻲ ﺍﻥ ﻗﺒﺮ ﺍﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺠﺮ ﻣﻨﻬﺎ:
1- ﺍﻟﺪﺭ ﺍﻟﻤﻨﺜﻮﺭ ﻟﻠﺴﻴﻮﻃﻲ 3/ 103 ﻭ ﻗﺪ ﺍﺧﺮﺟﻪ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﺴﺎﻛﺮ ﺑﺴﻨﺪﻩ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ.
2- ﺍﻟﺪﺭ ﺍﻟﻤﻨﺜﻮﺭ ﻟﻠﺴﻴﻮﻃﻲ 1/ 126 ﺍﺧﺮﺝ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﺳﻌﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺒﻘﺎﺕ ﻭ ﻏﻴﺮﻩ ﺍﻧﻪ ﻟﻤﺎ ﺗﻮﻓﻲ ﺍﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺩﻓﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺠﺮ ﻣﻊ ﺃﻣﻪ.

ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ: ﺍﻟﻤﺴﺘﺠﺎﺭ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻠﺘﺰﻡ، ﻭ ﻓﻴﻪ ﺁﻳﺔ ﺑﻴﻨﺔ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺄﺻﻔﻴﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎلى ﻭ ﻣﻨﺘﺠﺒﻴﻪ ﺣﻴﺚ ﺍﻧﺸﻖ ﺟﺪﺍﺭ ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ ﻟﻔﺎﻃﻤﺔ ﺑﻨﺖ ﺍﺳﺪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﺭﺍﺩﺕ ﺍﻟﻮﻟﺎﺩﺓ ﺑﺎﻟﺎﻣﺎﻡ ﻋﻠﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴّﻠﺎﻡ ﻓﻲ ﻗﻀﻴﺔ ﻣﺸﻬﻮﺭﺓ ﻣﻌﻠﻮﻣﺔ، ﻭ ﻫﺬﻩ ﺁﻳﺔ ﺑﻴﻨﺔ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﻓﻲ ﻭﻟﺎﺩﺓ ﺍﻟﺎﻣﺎﻡ ﻋﻠﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴّﻠﺎﻡ، ﻭ ﺍﺳﺘﻠﺎﻡ ﺍﻟﻤﺴﺘﺠﺎﺭ ﻭ ﺍﻟﻤﻠﺘﺰﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻌﺎﺋﺮ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﺒﺔ ﺑﻴﻦ ﻋﺎﻣﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ.

ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ: ﺍﻟﺴﻌﻲ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺼﻔﺎ ﻭ ﺍﻟﻤﺮﻭﺓ، ﻭ ﻓﻴﻪ ﺁﻳﺔ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺄﻭﻟﻴﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻲ، ﻭ ﻗﺪ ﺭﻭﻱ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻲ ﴿ إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا ... 3 ﻭ ﻓﻲ ﺳﺒﺐ ﺗﺴﻤﻴﺔ ﺍﻟﺼﻔﺎ ﻭ ﺍﻟﻤﺮﻭﺓ ﺃﻥ ﺁﺩﻡ ﻟﻤﺎ ﻧﺰﻝ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺼﻔﺎ ﺳﻤﻲ ﺍﻟﺼﻔﺎ، ﻟﺎﻥ ﺁﺩﻡ ﻛﺎﻥ ﺻﻔﻲ ﺍﻟﻠّﻪ، ﻭ ﻟﻤﺎ ﻧﺰﻟﺖ ﺣﻮﺍﺀ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻤﺮﻭﺓ ﺳﻤﻴﺖ ﻣﺮﻭﺓ، ﻭ ﻫﻲ ﻣﺸﺘﻘﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ.

ﻭ ﻓﻲ ﺗﺸﺮﻳﻊ ﺍﻟﺴﻌﻲ ﻳﺬﻛﺮ ﺍﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﺗﺄﺳﻴﺎ ﺑﺎﻟﺴﻌﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﻣﺖ ﺑﻪ ﻫﺎﺟﺮ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺼﻔﺎ ﻭ ﺍﻟﻤﺮﻭﺓ ﻣﻦ ﺍﺟﻞ ﺗﺤﺼﻴﻞ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻟﺎﺑﻨﻬﺎ ﺍﺳﻤﺎﻋﻴﻞ.

ﺍﻟﺨﺎﻣﺴﺔ: ﺑﺌﺮ ﺯﻣﺰﻡ، ﺣﻴﺚ ﺳﻦ ﺍﻟﺸﺮﺏ ﻣﻦ ﺯﻣﺰﻡ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻄﻮﺍﻑ، ﻭ ﻗﺼﺔ ﻧﺒﻮﻉ ﻣﺎﺀ ﺯﻣﺰﻡ ﻣﺸﻬﻮﺭﺓ ﺣﻴﺚ ﻧﺒﻊ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺑﻔﻌﻞ ﺗﺤﺮﻙ ﻭ ﻓﺤﺺ ﺍﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺑﺮﺟﻠﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻝ ﻛﻮﻧﻪ ﺭﺿﻴﻌﺎ.
ﺍلى ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﺂﻳﺎﺕ ﺍﻟﺎﺧﺮى ﻛﺎﻟﻮﻗﻮﻑ ﺑﻌﺮﻓﺔ ﻭ ﺍﻟﻤﺰﺩﻟﻔﺔ ﻭﺭﻣﻲ ﺍﻟﺠﻤﺮﺍﺕ ﻭ ﺍﻟﺬﺑﺢ ﻭ ﺳﺒﺐ ﺗﺸﺮﻳﻌﻬﺎ ﻭ ﺗﺴﻤﻴﺘﻬﺎ، ﻓﻨﻠﺎﺣﻆ ﺍﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺎﻋﻤﺎﻝ ﻭ ﺍﻟﺸﻌﺎﺋﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺄﺗﻲ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺎﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻭ ﻓﻲ ﺣﺮﻡ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻣﺎ ﻫﻲ ﺇﻟّﺎ ﺍﻋﻤﺎﻝ ﻗﺪ ﺍﺭﺗﺒﻄﺖ ﺑﺎﻟﺎﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭ ﺍﻟﺎﺻﻔﻴﺎﺀ، ﻭ ﻧﺤﻦ ﻋﻨﺪ ﻣﺎ ﻧﺄﺗﻲ ﺑﻬﺎ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﻬﻢ ﻣﻊ ﻛﻮﻥ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺎﻋﻤﺎﻝ ﻫﻲ ﻧﺤﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻮﺟﻪ ﺑﻬﻢ ﺍﻟﻲ ﺍﻟﻠّﻪ ﺗﻌﺎلى، ﻭ ﺑﺬﻟﻚ ﻧﺤﻦ ﻧﺴﻴﺮ ﻋﻠﻲ ﻭﻓﻖ ﺧﻄﺎﻫﻢ ﻭ ﻧﻬﺠﻬﻢ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺎﻋﻤﺎﻝ ﻭ ﺍﻟﺎﻓﻌﺎﻝ ﺗﻄﺎﺑﻖ ﺍﻟﻨﻌﻞ ﻟﻠﻨﻌﻞ، ﻭ ﻫﺬﺍ ﻣﻤﺎ ﻳﺪﻟﻞ ﻋﻠﻲ ﺍﻥ ﺍﻟﻮﻓﻮﺩ ﺍﻟﻴﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭ ﺗﻌﺎﻟﻲ ﻟﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺇﻟّﺎ ﺑﺎﻟﺘﻮﺟﻪ ﻭ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺎﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭ ﺍﻟﺎﻭﻟﻴﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺎﻓﻌﺎﻝ ﻭ ﺍﻟﺎﻋﻤﺎﻝ.