حقول مرتبطة:
الكلمات الرئيسية:
الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها
هل الذين قتلوا الامام الحسين شيعة؟
نص الشبهة:
هل الذين قتلوا الإمام الحسين عليه السلام هم من الشيعة؟
الجواب:
إنّ الشيعي هو الذي يعتقد بإمامة الإمام الحسين "عليه السلام"، ويؤمن بأنّه خليفة رسول الله "صلى الله عليه وآله" على أمّته من بعد أبيه وأخيه الإمام الحسن "عليهما السلام" بموجب نص رسول الله "صلى الله عليه وآله"، فيرى أنّ الحسين حجة الله في أرضه ووليّه على عباده، وأنّه أولى بالمؤمنين من أنفسهم، وأنّ طاعته واجبة ومخالفته وعصيانه والرّد عليه من أعاظم الذنوب وأكبر المعاصي، فلا يتصوّر في من عقيدته هذه في الإمام الحسين "عليه السلام" أن يقدم على قتله وسفك دمه، إلاّ اللهم أنْ يخرج من هذه العقيدة أولاً ويؤمن بخلافها ويعتقد فيه "عليه السلام" بغيرها ويرتد عن تشيّعه له فيقدم على قتله، فلا يوجد واحد من أولئك الذين قتلوا الإمام الحسين "عليه السلام" كان يعتقد فيه بهذه العقيدة.
والذين اتخذوا قرار قتل الإمام الحسين "عليه السلام" وشاركوا في قتاله من رؤساء الجيش وأركان وقادة فصائل الجيش الذي تولّى قتله "عليه السلام" كيزيد بن معاوية، وعبيد الله بن زياد، وعمر بن سعد بن أبي وقاص، وشمر بن ذي الجوشن، وعمرو بن الحجاج، وقيس بن الأشعث، وحجار بن أبجر، وشبث بن ربعي، وغيرهم لم يكونوا من الشيعة، بل إنّ بعض هؤلاء هم من الأعلام الثقاة عند بعض علماء أهل السنة؟
ومن المعلوم أيضاً أنّ الجيش الذي خرج لقتال الإمام الحسين "عليه السلام" كان معظمه من أهل الكوفة، والشيعة في عصر الإمام الحسين "عليه السلام" كانوا أقليّة قليلة جداً فيها، وذلك لأنّ معاوية بن أبي سفيان ولّى على الكوفة زياد بن سميّة (زياد بن أبيه) وقد تتبع هذا الرجل الشيعة فقتل من قتل منهم وشرّد الباقين، يقول ابن أبي الحديد المعتزلي: (روى أبو الحسن علي بن محمد بن أبي سيف المدائني في كتاب الأحداث، قال: كتب معاوية نسخة واحدة إلى عمّاله بعد عام الجماعة أن برئت الذّمة ممن روى شيئاً من فضائل أبي تراب وأهل بيته، وكان أشد الناس بلاءاً أهل الكوفة لكثرة ما بها من شيعة علي "عليه السلام"، فاستعمل عليهم زياد بن سميّة، وضمّ إليه البصرة، فكان يتتبع الشيعة وهو بهم عارف لأنّه كان منهم أيام علي "عليه السلام" فقتلهم تحت كل حجر ومدر، وأخافهم وقطع الأيدي والأرجل وسمل العيون وصلبهم على جذوع النخل، وطردهم وشرّدهم عن العراق فلم يبق بها معروف منهم )1.
فكيف— بعد كل هذا— يصح أن يزعم أحد ويقول بأن الذين قتلوا الإمام الحسين "عليه السلام" ومن معه هم من الشيعة؟
إنّ مثل هذا الكلام لا يقوله إلاّ جاهل بالتاريخ أو مغرض مزوّر ...
إضافة إلى ذلك فإن الحسين "عليه السلام" خاطب ذلك الجيش بقوله: (يا شيعة آل أبي سفيان ...)2!