مجموع الأصوات: 69
نشر قبل 8 سنوات
القراءات: 10544

حقول مرتبطة: 

الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها

البشرية بانتظار الامل الواعد

﴿ وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ 1

مثَلُ الرسالة الإسلامية الخاتمة مَثلُ الثمرات التي أنعم الله بها على الإنسان ؛ هذه الثمرات التي إذا اجتمعت صنعت إنساناً متكامل الجسد ، صحيح البنية ، سوياً مقتدراً . . ولكنها لو اختلفت ولم يحسن الاستفادة منها ، لم تعطِ النفع المرجوّ ، لاسيما وأن البدن فقير إلى جميع ما تحويه تلكم الثمرات ، حيث تساهم في صناعة القوة والحيوية والفاعلية ، وأن الحكمة الإلهية قد قدرت توزيع احتياجات الجسم الإنساني على خواص الثمرات ، حتى أن الإنسان إذا ما استفاد من ثمرة دون أخرى لأحس بالنقص وبالفقر إلى ميزات ما لم يتناوله .
أقول : إن مثل الدين مثل الثمرات ، نظراً إلى أن الدين عبارة عن وحدة متكاملة ينبغي الاستفادة منه بعمومه ، دون تعمد أخذ نبذة منه وإلقاء الباقي ، وإن المجتمع البشري لو انصاع إلى جميع بنود منهجه وتعليماته ووصاياه لسعد كل السعادة .
أما إذا استفاد من جزئه ، فإنه سيستفيد ـ في واقع الأمر ـ من جزئه الذي به عمل .
فصحيح أن المجتمع الذي يترك بعض الوصايا ويعمل بالبعض الآخر لن تتحقق له السعادة المطلقة ، ولكنه في الوقت ذاته سوف لن يشقى الشقاء المطلق .
فلو فرضنا أن مجتمعاً ما قد التزم بفريضة الإحسان إلى الوالدين ولم يلتزم بالوصايا الدينية الأخرى ، فإنه سيستفيد بمقدار ما التزم . ولو أن أمة عملت بالمبادئ الإسلامية في مجال الاقتصاد ، كتحريم الربا والغش والسرقة والكسل ، فإنها ستكون أمة سعيدة من الناحية الاقتصادية ، أوَلا ترى الشعوب الغربية كيف حققت لنفسها نمواً اقتصادياً مذهلاً حينما عملت بوصايا الإسلام في هذا المجال ، رغم أنها قد لا تعلم بالجهة المشرّعة التي تلتزم بتعاليمها ، ورغم أنها لا تؤدي التعاليم الإسلامية الأخرى ، كالصلاة والصيام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . . .
إن الحديث هذا ليس إلاّ تمهيداً لما أريد قوله في مناسبة ولادة الإمام الحجة المنتظر عجل الله فرجه الشريف .
فالإيمان بوجود هذا الإمام العظيم والاهتمام الجدي بعقيدة انتظار ظهوره ، يعتبران من أهم وصايا الأنبياء لأممهم على مرّ التأريخ ، حيث لم يبعث الله نبياً إلاّ وبيّن له ان خاتمة هذه الدنيا ستكون إلى خير وسعادة وأن العاقبة للمتقين ، وأن الأرض سيورثها الله عباده الصالحين ، حيث سيمكّن الله المستضعفين في نهاية المطاف .
ولقد آمن جميع الأنبياء والمرسلين والأئمة والصالحين بحقيقة ظهور الإمام الحجة المنتظر عليه السلام في آخر الزمان ، وبحقيقة ان الله سيملأ به الأرض عدلاً وسعادة بعد أن ملأها الظالمون وأتباعهم جوراً وبؤساً . كما ان الأنبياء وعلى رأسهم سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم قد بشروا بذلك الظهور الموعود طيلة حياتهم ، كما كان الأئمة من أهل البيت عليهم السلام يبشرون به أيضاً .
ولو أننا افترضنا التزام البشرية بهذه العقيدة ـ عقيدة انتظار ظهور الإمام المهدي عليه السلام ـ بغضّ النظر عن إيمانها أو التزامها بسائر العقائد والوصايا الإلهية الأخرى ، فإن لنا الجزم بأن هذه الأمة ستحقق الفائدة الكبرى من اهتمامها بهذه الوصية المقدسة .

البشرية بين اليأس و الأمل

تطالع البشرية أخبار الدمار العالمي والحروب الدولية والمؤامرات السياسية وانتهاك الحقوق ، وتفاجأ بأخبار مروّعة في كل صباح ومساء ، حيث أنها لتروّع لدى إخبارها بأن الكرة الأرضية قد حزمت بحزام متفجّر اسمه الخطر النووي والكيمائي والجرثومي ، وأنواع هائلة ورهيبة من الأسلحة الفتاكة .
وتروّع أيضاً بأخبار اتساع الفجوة الحاصلة في غلاف الأوزون ، وأن درجة حرارة الأرض والمحيط الجوي سترتفع إلى حدٍ تطغى فيه البحار على اليابسة ، أو تتضاعف لديه احتمالات وقوع الزلازل وانفجار البراكين ، أو غير ذلك من أنباء الرعب والهلع ؛ بل إن من الدراسات الاستراتيجية تؤكد بأن العالم ـ بما فيه العنصر البشري ـ سينتهي إلى وقت قريب ، إذا ما استمرت وتيرة التدمير هذه ، حيث الاستفادة غير المدروسة من النفط والغازات السامة واقتلاع الغابات التي خلقت لنفع الإنسان ، الأمر الذي سيؤدي الى انقراضه من على سطح الأرض .
إن مثل هذه الأخبار التي تطالع البشرية في كل صباح ومساء ، تؤدي إلى انكماشها على نفسها ، وإلى يأسها من الحياة والحركة ، حتى أنها ـ في هذا الجو المفعم بالتطيّر والتشاؤم ـ ستتمنى الموت قبل أن يحلّ بها ، باعتبار ان القلب البشري المجبول على التقلب والتحول يعجز عن الصمود بوجه موجات الرعب المشار إليها .
ولكن البشرية نفسها إذا طالعها قول الله سبحانه وتعالى : ﴿ وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ ﴾ 2 فحدثت نفسها وآمنت به على اعتبار ان الله لن ينهي العالم إلاّ الى الخير والسعادة والصلاح ، وأن هذه السفينة التي تعصف بها الأعاصير وتتقاذفها الأمواج العاتية سوف تعود الى المرفأ الآمن ، وأنه من المتوقع بين لحظة وأخرى حدوث المعجزة الإلهية الكبرى ، حتى ولو كان ذلك سيتحقق للأجيال القادمة فهي ـ البشرية ـ ستعيش حياة الأمل وواقع النشاط والحيوية ، والإصرار على تحدي اليأس والخضوع دون شك .
إذن ؛ فالدعوة الإسلامية ينبغي أن تتوجه إلى جميع الناس ، بمن فيهم المسيحيون واليهود والكفار و عبدة الأوثان ، وأن تصطبغ هذه الدعوة بصبغة التبشير بحقيقة أن الله عز وجل لم يخلق الخلق من الناس ليعذبهم أو ينهي وجودهم على الأرض وهم تعساء . ولم يرض عن الظلمة والمترفين الذين يعيثون في الأرض الفساد . وذلك لأن الرب هو قائد العالم والمسيطر على مقدّراته ، فهو الرحمن الذي لا حدود لرحمته ، وقد أبت هذه الرحمة والإرادة الإلهية أن يكون مصير الأرض بيد الظالمين ، مهما أفسدوا .
لقد يتذكر العالم تطورات الحرب الباردة بين الغرب بقيادة الولايات المتحدة الأميركية ، وبين الشرق بقيادة الاتحاد السوفياتي السابق ، وكيف أن الأرض صارت آنذاك على حافة حرب نووية ، وذلك في أزمة خليج الخنازير المعروفة في عهد الرئيسين المتجبرين خروشوف وكندي في عقد الستينات ، إذ هددت الولايات المتحدة بإعلان الحرب الذرية إذا ما لم يسحب الاتحاد السوفياتي صواريخه النووية من الأراضي الكوبية ؛ الأراضي التي تعتبرها الولايات المتحدة حدوداً استراتيجية وأمنيةً لها . وهناك أزمات عالمية أخرى قد لم تتابعها البشرية بصورة دقيقة ، أو إنها لم تعلم بها أبداً . فيا ترى من منع وحال دون وقوع الكارثة الكبرى ، لاسيما وأننا والعالم أجمع يعرف أن من يصنع مثل هذه الأسلحة المدمرة لا يمكن بحال من الأحوال ان يمتلك العقل الكافي والإرادة اللازمة لضبط النفس لدى هذه الأزمة وذلك التحدي الكبير ، نظراً إلى أن الانفجارات النووية لا تعرف ، أو لا تميز بين الطرف المهاجم أو الطرف المدافع ، فالجميع سينتهي في حالة اندلاع الحرب النووية .
ولنضرب مثالين آخرين على حقيقة ما نذهب إليه ، وهما حادثة الغواصة الروسية الغارقة في بحر النرويج ، والتي ظلت عالقة في قاع هذا البحر ، حيث يجهل الجميع سبب تعطلها وغرقها ، بل ويجهل الجميع مصير الصواريخ النووية التي تقلها . أما المثل الثاني فهو تعرض المدمرة الأميركية للهجوم الانتحاري قرب ميناء عدن ، وهي مدمرة نووية ، كاد القارب الانتحاري أن يصطدم بها ، وكادت أن تحل كارثة كبرى ومأساة عالمية لو أن القارب المذكور قد اصطدم بها ، لولا أنه قد تفجر على بعد ما لا يزيد على مسافة متر ونصف المتر منه .
وما بال العالم لو قرر مجنون من المجانين المسؤولين عن الأسلحة الذرية في هذه الدولة الكبرى أو تلك ، بالضغط على أحد أزرار الرعب بداعي تخليص البشرية من عذابها وقلقها ؟!!

الرحمن على العرش استوى

ولكن القرآن الذي هو رسالة الخالق الى مخلوقه الإنسان يؤكد بطلان هذا الاحتمال وخطأ هذا الاعتقاد ، وأن ﴿ الرَّحْمَٰنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَىٰ ﴾ 3 وان الله لن يترك البشرية تحترق ، بل هو الحافظ لها ليوم موعود ، وهو يوم خلاص البشرية والعالم أجمع من الظلم والطغيان .
ولعل قراءة دقيقة في الآيات القرآنية الخاصة بالحديث عن الأمم السالفة ، تكشف أن طواغيت الأرض كفرعون ونمرود وقارون وهامان وسلالاتهم وأتباعهم لم يموتوا الموتة الطبيعية التي يقضي لها بها على كل إنسان ، وإنما قد أزيحوا وأزيلوا من عروشهم ، ذلك لأن الله الرحمن كان قد أمهلهم وقدّم لهم العذر ليكون ذلك امتحاناً لهم وللناس على حدٍ سواء . ولكن تلك المهلة وذلك العذر لم يكونا أبديين ، بل كان لكل اجلٍ كتاب .
أما الوحشية الصهيونية التي لا تستثني صغيراً أو كبيراً إلاّ ووجهت له رصاص الظلم والإبادة ، أو هذه الهمجية التي يمارسها صدام وأعوانه ضد المواطنين في العراق ، وغيرهما من نماذج الطغيان ، لا يمكن تصور خلودها أبداً ، ومَن تصور ذلك فإنه سيحكم على نفسه بالفناء قبل ان يلحقه ظلم الظالمين . .

الامل الصادق

لقد بشرنا القرآن وأحاديث الرسول وأهل البيت عليهم الصلاة والسلام ، وبشرتنا ضرورات العقل بأنه سيأتي ذلك اليوم الذي سيظهر فيه الإمام المهدي عليه السلام حاملاً راية القرآن والرسول ، وأنه سيستجيب لندائه العالم أجمع ، وذلك بعد يأس الأمم والشعوب من تجاربها الفاشلة على مر التأريخ ، وبعد أن وصلت إلى نقطة الصفر ، فلا تجد في الإمام الظاهر إلاّ الأمل الإلهي ، وإلاّ المنقذ الأوحد الذي حفظ الله الأرض من أجله ومن أجل يومه الموعود ذاك .
فجدير بنا نحن الذين نسعى الى نشر رسالة القرآن ، ألا نتوقع تسليم الناس لهذه الرسالة عبر تعليمهم صلاة الليل مثلاً ثم نعدهم ونبين لهم فكرة ظهور المنقذ ، بل العكس هو الصحيح . إذ لابد أن نبين للعالم بادئ بدء حقيقة البشرى القرآنية الخاصة بظهور مصداق العدل والخير والرفاه والسلام ، وأن هذه البشرى تعتبر صميم المذهب الشيعي ، وهي تمثل الذروة في خط وسيرة أمير المؤمنين الإمام علي وولديه الإمامين الحسن والحسين عليهما السلام وسائر أئمة الخير والهدى عليهم صلوات الله وسلامه . وبهذا يكتشف العالم طريق الحق . ويلمس الناس بعقولهم وقلوبهم أحقية العقيدة الإسلامية التي تدفع بهم نحو الأمل والحياة .
إن التبشير بهذا الأمل ، يختلف اختلافاً جذرياً عن سائر أنواع التبشير الذي شهدته البشرية على مرّ التأريخ ، فتلك الأنواع لم تكن سوى وعود كاذبة اختلقها هذا الإنسان أو ذاك لتحقيق مصالحه الشخصية ، أو لتمرير ظلم الظالمين وبقائهم في عروشهم التي يعلمون أنها خاوية وزائلة في يوم من الأيام .
ولكن هذه البشرى بظهور الإمام الحجة بن الحسن عليهما السلام لا تنفصل عن الواقع أبداً . فهي قد صدرت عن خالق البشرية والأنبياء والأئمة من جهة ، وهي أيضاً ترجمة صادقة للحاجة الإنسانية والتاريخية من جهة أخرى .

قتل الخراصون

لقد ابتلي المؤمنون خاصة ، والمسلمون عموماً بأنصاف المثقفين الذين يصبون كل جهودهم للتدخل فيما لا علم لهم به ، وللتجاوز على قدّسية العلم والاختصاص ، وذلك لزعزعة موقع الإيمان والإسلام في القلوب ، سواء علموا بتأثير ما يخرّصون أم لم يعلموا .
فكم من صحيفة وكتاب وإذاعة وبوق إعلامي يحرض الناس على الشك بالعقيدة واليأس من التغيير والتغيّر ، جاهلين بأن الشك واليأس والتشكيك والتأييس ليس إلاّ شكلاً رهيباً من أشكال الشرك والنفاق .
وإذا راجعنا كتاب الله ـ وهو عين الحق ـ لوجدنا ان المستهزئين بالمؤمنين والعقيدة سوف يلقون أشد العذاب وأقسى التنكيل في يوم القيامة ؛ بل إن عذابهم سيكون أشد من عذاب الكافرين ، لأن الكافر قد يكفر ولا يهمه من آمن ، ولكن المستهزئ من طبيعته الكفر والكيد والأذى . ولقد ورد في الأحاديث الشريفة أن جزاء المستهزئ بحقائق القرآن وعقائد المؤمنين سيكون جهنم خالداً فيها أبداً ، حيث يلقى فيها من مكان سحيق ، ولكنه يرى في الطرف الآخر الذي قد يبعد عنه مسيرة ألف سنة بصيصاً من نور الجنة ، فتراه يعمل المستحيل للوصول إليه ، مارّاً بلهب النار العملاقة وما تحويه من ناس وأجنة ووحوش وعنت وعذاب ، حتى إذا وصل إليه إنطفأ دونه ، وإذا بباب الجنة يغلق بوجهه ، ولكنه يرى مرة أخرى بصيص نور وباباً آخر فيهرع إليهما لعلّه ينقذ نفسه أو يجد من العذاب مهرباً ، فيلقى المصير نفسه ، وهكذا يظل في جهنم خالداً . .
أقول : سمعنا وتسمعون أكاذيب وافتراءات من يستهزئ ـ وبأعصاب باردة لها ما يبررها من مصالح ودوافع ، كالجهل والطمع والكفر ـ من الحركات الإسلامية والثقافة الدينية والمقدسات ، فلا يكون موقفنا منهم إلاّ التوجيه لهم أو الابتعاد عنهم والاستعاذة بالله القدير منهم فيما لو لم يثمر التوجيه أو ينفع النصح ، لأنهم ليسوا إلاّ موجودات جهنّمية يحرقون كل من يقترب أو يركن إليهم . فالحذر كل الحذر منهم ، ذلك أنهم آمنوا ثم كفروا وأنهم لن يضروا المؤمنين الصادقين شيئاً .
إن الجدير بالإنسان المؤمن البحث عن ثقافة الأمل وإثارة الطموح والجد والاجتهاد ، وهذا ما يجده في القرآن وكلمات النبي وأهل بيته عليهم السلام .
فإن كان البحث فيما يخص وجود وظهور الإمام الحجة عليه السلام ، فليعلم الإنسان المؤمن ان الله قد عاب في كتابه على من يكفر بالعقيدة الإسلامية سيرته هذه فقال : ﴿ وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ ... 4. . ؟ بمعنى أن الرسول وإن مات جسداً ، ولكنه حيٌّ يرزق بين أظهر المسلمين ، وذلك عبر خليفته ووصيه الذي هو القرآن الناطق ، وهو الأمان لأهل الأرض ، وهو الأمل التاريخي للبشرية جمعاء ، وهو الإمام الحجة بن الحسن المهدي عليه السلام . ومن هنا ينبغي الاعتصام به والتسليم إليه وتوطيد العلاقة الإيجابية ، لأن في ذلك فقط ضمان طرد اليأس من القلب والسير في طريق التقدم والازدهار .

الإمام المهدي عليه السلام امل الانسانية الاكبر

ترى من لهذه القافلة الإنسانية المنحدرة باتجاه الهاوية ، ومن لهذه المجتمعات البشرية التي تهوي إلى الحضيض ؟
إن جميع الآمال التي عُقدت على مختلف العلاجات الجزئية تبدو اليوم واهية وباطلة ؛ فلقد حاولوا أن يوقفوا انحدار الإنسان ببعض التعاليم ، والإرشادات الأخلاقية الفوقية ، ولكنّهم فشلوا ؛ وبذلوا جهودهم من أجل إيقاف عمليّات الإبادة الجماعية التي سببتها الحروب العالميّة والإقليمية المدّمرة بواسطة منظمات من مثل منظمة الأمم المتحدة ، ومجلس الأمن الدولي ، ومحكمة العدل الدولية ، ولكنّ جهودهم هذه باءت بالفشل الذريع .
ففي ظل عصبة الأمم نشبت الحرب العالمية الثانية ، وفي ظل الأمم المتحدة اندلعت حروب إقليمية مدمّرة ، وفي ظل مجلس الأمن الدولي احتلت قوّة كبرى كالاتحاد السوفياتي دولتين مستقلتين هما : المجر وتشيكوسلوفاكيا ، وهدّدت دولة مستقلة أخرى هي بولندا بالاحتلال ، ثم احتلت بلداً ثالثاً هو أفغانستان!
وفي ظل مجلس الأمن الدولي أيضاً اعتدت الولايات المتحدة الاميريكية على كثير من الدول ، وفي أكثر من موضع في العالم!

أوضاع العالم تنذر بالدمار

وعلى هذا ؛ فإن هذه الأنظمة ، وتلك القوانين لا تستطيع أن تمنحنا ضماناً بعدم الانحدار إلى الهاوية ، ففي كل دقيقة واحدة ينفق العالم أكثر من مليون دولار على أسلحة التدمير ، ومن أجل أن نبيّن المخاطر الهائلة التي تحدق بالبشرية يكفينا أن نقول أن نصيب كل إنسان على هذه الأرض من أسلحة التدمير وخصوصاً مادّة ألـ (تي . أن . تي) يبلغ درجة بحيث أنه يكفي لئن يقتله خمس عشرة مليون مرّة .
وهناك أيضاً الأسلحة الكيمياوية التي يكفي مائة مليون طن منها لإبادة من على سطح الأرض ، علماً أن بلدان العالم المختلفة ـ وخصوصاً البلدان الغربية ـ تملك آلاف الملايين من الأطنان منها!
وبناءً على ذلك ؛ فإن المجتمعات البشرية تنحدر بسرعة جنونية نحو هاوية الانتحار الجماعي .
والسؤال المصيري المطروح في هذا المجال هو : من ينقذ الإنسان من الإنسان ؟

ضرورة الاعتقاد بالوحي

إن هذا المنقذ هو إمامنا ، وسيدنا ، وقائدنا الإمام الحجة بن الحسن المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف .
ولكي لا يبقى ثمة شك في التسليم لهذه الحقيقة ، نقول : إن من الضروري أن يعتقد الإنسان بالوحي الذي يمثل أعظم عقيدة يمكن أن يصل إليها الإنسان ، والذي يمثل أسمى قمة في الكمال الإنساني .
والوحي يعني الاعتقاد الراسخ بوجود العلاقة بين السماء والأرض ، وأن ربّ السماوات والأرض رحيم رؤوف بعباده ، وأنه وانطلاقاً من هذه الرحمة يبعث إليهم الأنبياء والرسل ليهديهم ، وينقذهم من الضلالة . .
إن الإنسان الذي يعتقد بـ (الوحي) الذي هو تجلٍ من تجليات قدرة الله تعالى ورحمته بالإنسان ، لابد له أن يعتقد بالإمام الحجة عليه السلام ، لأن الذي ربط الأرض بالسماء بفضل الوحي تأبى رحمته ، ويأبى فضله العميم على الإنسان ، ويأبى لطفه أن يترك البشرية دون رابط يربطها بالسماء بعد وفاة خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وآله .
فالأرض ومنذ أن وُجد فيها الإنسان وحتى مبعث النبي الأعظم صلى الله عليه وآله لم تخلُ من حجّة إلهية ، فكيف يترك الله جلّت أسماؤه ، هذه الأرض من غير حجة ، وهل كانت البشرية في السابق أقرب إليه تعالى لكي يبعث لها مائة وأربعة وعشرين ألف نبي عدا الأوصياء وثم يتركنا بعد وفاة النبي محمد صلى الله عليه وآله دون أن تكون له حجة عليها ؟

الايمان بامتداد الوحي

إنّ الإنسان الذي يعتقد بالوحي لابد أن يؤمن أيضاً بامتداد هذا الوحي المتمثل في الأئمة عليهم السلام ، وانّ هذا الامتداد يتجسد ، بل يرتفع ، وينمو حتى يصل إلى قمته ، وإلى ذروة امتداد الرسالة الإسلامية المتمثلة في الإمام الحجة المنتظر عجل الله تعالى فرجه .
إن مثل هذه الفلسفة يطول شرحها ، وتبيانها ، وأنا أريد في هذا الفصل أن اقتبس من هذا النور حزمة ضوء تنفعنا في حياتنا ، وتنير لنا الدروب المظلمة خصوصاً وأننا نمثل مجتمعات جريحة مستضعفة .

كيف نكرس الامل في نفوسنا ؟

إننا بحاجة إلى أن نستوحي من فلسفة وجود الإمام الحجة عليه السلام فكرة مهمة لنرى هل نجد في اعتقادنا بالإمام المنتظر الأمنية ، أو النقص الذي نعاني منه .
إن من طبيعة الإنسان أنه يميل إلى اليأس من الحياة ، والطغاة يحاولون دوماً تكريس هذه الصفة في الإنسان ، فهم يوحون له بشكل مستمر بأنه موجود تافه لا قيمة له .
وفي المقابل فإن أنبياء ورسل الله جل وعلا يحاولون دائماً أن يزرعوا الأمل في قلب الإنسان ، فيؤكدوا له أنه مخلوق ذو كرامة ، وأنه عظيم عند الله وأنه أكرم الكائنات ، وأن الله قد خلقه في أحسن تقويم ، وهذه المفردة هي من جملة البنود الرئيسية في رسالات الأنبياء عليهم السلام ، في حين أن تكريس اليأس والقنوط هو من جملة المخططات الرئيسية في سياسات الطغاة .
ترى كيف نستطيع أن نحمل الأمل ، وان لا يحيط بنا اليأس ، خصوصاً وأن الظروف المحيطة بنا تدعونا كلها إلى السقوط في مستنقع اليأس ، والشعور القاتل بالقنوط والإحباط ؟
للجواب على هذا التساؤل نقول : إن الإنسان المسلم المعتقد بالوحي يدرك أن وراء هذه الظواهر المادية ، والعوامل المؤثرة في الظروف غيباً يجعل الأمور لا تجري كلها حسب الظواهر .
صحيح أن الطغاة يتحكمون بالمستضعفين ، ويسومونهم سوء العذاب ، ولكن هل من المعقول أن يترك الإمام الحجة هذه البشرية المعذّبة دون أن يتدخل في الأمور لصالح هؤلاء المستضعفين ؟ فأين رحمة الله ـ إذن ـ وأين فضله ؟
إننا مطمئنون لرحمته تعالى ، وواثقون من لطفه وفضله ، ولذلك فإن اليأس لا يمكن أن يداخل قلوبنا ، ولا يمكن أن يستبدّ بنا . فنحن نرجو ، وعندما نرجو نتحرك ، وعندما نتحرك نصل إلى بغيتنا ، لأن الله عز وجل يقول : ﴿ وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ * وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَىٰ 5.

حاجتنا إلى الامل

وهكذا فإننا الآن بحاجة إلى الأمل ، وهذا الأمل ينبعث من إيماننا بالإمام المنتظر عجل الله فرجه ، وأن ما يجري حولنا من أحداث ليست بعيدة عن علم الإمام وإشرافه ، بالإضافة إلى أن هناك ليلة القدر ، حيث يتنزّل الروح من السماء مع الملائكة الآخرين ليعرضوا على إمام عصرنا صحيفة أعمال كل واحد منا . وإلى هذا المعنى يشير قوله تعالى : ﴿ وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ... 6وهذا ما يهدينا إلى ان الإمام المهدي عليه السلام ناظر على أعمالنا ، سواء كانت حسنة أو سيئة ، ولا ريب انه عليه السلام يسر بعمل الحسنات ، وينزعج من عمل السيئات .
وليس من باب الصدفة أن تهبط علينا النفحات الإلهية ، ويشملنا الله تعالى بألطافه بين الحين والآخر ، فهناك مكونات نفسية وعقائد امتزجت بدماء المسلمين ، ومن ضمن هذه العقائد الإيمان بضرورة وحتمية ظهور الإمام المهدي المنتظر عجل الله فرجه ، وأنا شخصياً يغمرني الاعتقاد الراسخ والإيمان العميق بأن عُقد مكارهنا ستحل من خلال هذه المعتقدات ، ذلك لأن العقد النفسية للإنسان وما يعاني منه من حالات سلبية يقف في مقدمتها اليأس والقنوط ستحل ، لأنه سيتفجر أملاً ووعياً . ومن يتحلى بهذه الصفات سيصل لا محالة إلى غاياته بإذن الله .

اليوم الموعود ، امل البشرية ووقود مسيرتها

تعج مسيرة البشرية بمنعطفات كثيرة وخطيرة حتى تكاد النفوس تتلبد بسحب اليأس وغيوم التشاؤم ، هذا التشاؤم وذلك اليأس اللذان بدءا يهيمنان عليها ؛ فبات الكمد يقتلها ، والضغينة والبغضاء يحيطان بها من كل جانب .
كما إن الإنسانية قد عميت عن حقيقة وجودها ، وسرّ قدومها إلى الحياة الدنيا واستقرارها على هذه الأرض . فالهدف الحقيقي والغاية النهائية ليست الأعمار أو البحث عن أسباب السعادة والراحة فحسب ، بل لابد أن تجتاز هذه الأهداف الثانوية المحدودة إلى الهدف الأسمى والأعلى ،إلى تلك المحطة الأبدية الرحيبة ، حيث رضوان الله تبارك وتعالى ، وحيث فسيح جناته ونعيمه الأبدي .

منعطفات خطيرة

وقد جعلت المنعطفات الخطيرة ، البشرية في أوضاع مظلمة ورهيبة ، فمن خلال قراءة سريعة لتأريخها المليء بالمآسي والعذاب والويلات ، نلمح أكثر من طاغية وأكثر من مستبد وجلاد دموي . وهذه الويلات لم تقتصر على نيرون واحد ، ولا هولاكو ، أو هتلر أو موسوليني واحد ، بل إن تأريخ البشرية شهد حروباً ، وصراعات جمّة كانت في حد ذاتها تجسّد المأسات والآلام والدمار التي نزلت على البشرية طيلة تأريخها الطويل ، فيما كانت أعداد الضحايا في تصاعد وارتفاع حتى بلغت عشرات الملايين بسبب ما ارتكبه أولئك الطغاة من جرائم فظيعة وممارسات رهيبة .
وأما الوجود الحضاري فقد بات طيلة العصور طعمة الدمار الذي كان يصبّه طغاة التاريخ ، وفي هذا المجال يحدثنا بعض مؤرخي التاريخ اليوناني القديم أنّ الإمبراطور الطاغية (نيرون) كان هو وزوجته يجلسان على شرفة قصرهما ، ويتفرّجان على مدينة روما كيف تحترق وتلتهمها النيران ، فيما كانا يضحكان ويقهقهان بصوت عال ، ساخرين ومستهزئين بالأرواح التي كانت تُزهق في تلك اللحظات الرهيبة .
إن التاريخ يحدثنا في صفحاته السوداء الملطخة بالدماء عن مدن وحضارات كانت عامرة زاهرة في الليل ، فما أصبح عليها الصبح حتى تحولت إلى ركام وأنقاض يتصاعد منهما الدخان وألسنة اللهب ؛ ومثال ذلك ما نتج عن الحرب العالمية الثانية حين قدرت الإحصاءات ضحايا هذه الحرب القذرة المدمّرة بستين مليون إنسان ، ناهيك عن الأعداد الهائلة من المشردين والمعوّقين والخسائر والأضرار المادية التي لا يمكن لأحد أن يعدّها ، وإن عدّت فهي تبلغ آلاف المليارات من الدولارات!

شحنة الأمل والتفاؤل

ولكي لا يلين عزم الإنسان ولا تتوقف حركته التكاملية في هذه الحياة بفعل اليأس والتشاؤم وبسبب تلك المنعطفات الخطيرة . ومن أجل أن يمضي إلى الأمام باستمرار ، لابد أن يحدوه الأمل ، وتغمر نفسه الثقة بحلول المستقبل الزاهر المشرق الذي تنعدم فيه تلك الويلات والمآسي ، وترفرف راية العدل على ربوع العالم ، وينتهي عهد الظلم والاعتداء ونهب الثروات ، والاعتداء على الحقوق والكرامة الإنسانية .
والسبب في ذلك أن الإنسان الذي يتغلّب عليه اليأس ويستولي على كيانه ، يصبح عاجزاً تماماً عن إنجاز أي عمل ، وعن تحقيق أي هدف سامٍ ، بل إنه لا يستطيع أن يقدّم شيئاً ، ويتقدم به على طريق ذلك الهدف ، فاليأس هو قرين الانتحار ، والإنسان اليائس هو الذي أمات نفسه بيديه قبل أن يموت على يد الآخرين ، أو يموت موتته الطبيعية .

امل البشرية

وبناءً على ذلك ؛ يطرح السؤال المهم التالي نفسه في هذا المجال : ترى ما هو الأمل الذي يجعل البشرية تتحرك وتنساب إلى الامام ، نابذة وراءها حجب اليأس وسحابات القنوط ؟
إن هذا الأمل يتلخص ـ من منظورنا الإسلامي الأصيل ـ في أن الله تقدست أسماؤه قطع لبني الإٍنسان عهداً ووعداً صادقين لا سبيل إلى التراجع عنهما ، يتمثلان ، في أن مسيرتهم لابد لها من أن تنتهي إلى السعادة الحقيقية واستتباب العدل والقسط بين الناس .
ونحن نجد هذا الوعد الإلهي مدوناً بصراحة ووضوح لا سبيل الى الشك فيه ؛ في التاريخ ، وبالتحديد في الكتب والرسالات السماوية بلا استثناء ، وقد أكدت عليه بالخصوص الرسالة الإسلامية ، وصاحبها سيدنا وحبيب قلوبنا محمد صلى الله عليه وآله ، حيث نقرأ في الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة ، وتلك التي رويت عن الأئمة الأطهار عليهم السلام ، التأكيد المتواصل والمستمر على هذه الحقيقة ، كقول الله تعالى : ﴿ وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ ﴾ 7.
وكقول النبي صلى الله عليه وآله في حديثه المعروف : "لو لم يبق من الدنيا إلا ليلة لطوّل الله تلك الليلة حتى يملك رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم ابي يملأها قسطاً وعدلا كما ملئت ظلماً وجورا . . . 8 .

سنة لابد منها

وهكذا فإن الرسول صلى الله عليه وآله يريد من خلال بياناته الشريفة في هذا الحديث أن يؤكد لنا أن سنة ظهور الإمام ، وتحقق العدالة الإلهية ، وامتلاء الأرض بالقسط والعدل . كلّ ذلك إنما يمثل سنة ثابتة لا يمكن أن تتغير ، ولابد لها من أن تتحقق وتقع ، وإن تطلّب ذلك واستوجب حدوث تغيير في طبيعة الكون ؛ كأن يطول اليوم الأخير من الحياة الدنيا ، ويمتد إلى اكثر مما هو مألوف ، وهو الأربع والعشرون ساعة.
فالرسول صلى الله عليه وآله يريد التأكيد هنا بقوة وشدّة على هذه الحقيقة الكبرى ، وعلى تحقق ذلك الأمل المنشود من قبل جميع الرسالات الإلهية ، ومن قبل جميع الأمم والشعوب ، فالله سبحانه وتعالى لابد من أن يظهر مهدي هذه الأمة ، وإن استلزم هذا الظهور تغيير السنن الطبيعية في الكون ، نظراً إلى أهمية هذا الظهور وإلى كونه يمثل السنة الكبرى التي تفوق أهميتها سائر السنن في الكون .

البشرية في الانتظار

وبالطبع ؛ فإن الحديث الشريف لا يعني أنه سيبقى يوم واحد من عمر هذه الدنيا ، ثم يطوّل الله تعالى هذا اليوم ، بل إنه بصدد بيان الأهمية الفائقة التي يتمتع بها هذا الحدث العظيم ، وكونه من الحتميات التي لابد من حدوثها ، لأنه يمثل حقيقة ثابتة خلقت من أجلها البشرية ، حيث أن هذه البشرية المنهكة المعذبة التي عانت الأمرّين من نزوات حكّامها وطغاتها ، وقاست الويلات والمآسي والمحن بفعل شهوات طغاتها ، تنتظر على أحرّ من الجمر هذا اليوم الموعود الذي ستذوق في ظله الطعم الحقيقي للسعادة ، حيث سيظهر الإمام المهدي عجل الله فرجه ، ومن بعده عيسى بن مريم عليه السلام الذي سيبادر إلى الائتمام بالإمام المنتظر ، والصلاة خلفه ، ليدفع أهل الأديان وأصحاب الشرائع السماوية الأخرى إلى الإيمان بالإمام واتباعه ، والدخول في الدين الإسلامي الذي سيجمع الديانات جميعاً ، ويوحد تحت رايته التوحيدية جميع القوميات والطوائف البشرية بجميع ميولها وانتماءاتها الدينية والقومية ، ليحكم الكرة الأرضية دين واحد ، هو الدين الذي جاء به نبينا الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وأحياه ولده الإمام المهدي عجل الله فرجه .
وإننا لنلمس اليوم من خلال الحركة الراهنة للبشرية أنها كلما خطت خطوة الى الأمام ، كلما اقتربت من حالة الاندماج ، والاتحاد والتلاحم بين مختلف فئاتها وقومياتها وأقاليمها ، وهذا دليل على أن ما أكده الرسول صلى الله عليه وآله في أحاديثه الشريفة بخصوص الفرج إنما هو الحق الصريح الصادق والوعد الذي لابد أن يتحقق . فمسيرة البشرية متجهة لا محالة باتجاه ذلك اليوم الموعود بإذن الله تعالى 9 .