حقول مرتبطة:
الكلمات الرئيسية:
الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها
امر النبي باختيار الزوجة الصالحة فلماذا لم يتخذ هو الزوجة اللائقة به ؟
نص الشبهة:
أمر النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) باختيار الزوجة الصالحة، فلماذا لم يتّخذ هو الزوجة اللاّئقة به؟
الجواب:
أنّنا لا نقول في نساء النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) إلاّ ما قال فيهنّ القرآن الكريم وأحاديث النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم).
إنّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يتعامل في حياته مع ظاهر الأُمور، وليس مأموراً بالعمل بالغيب، ولذلك أمره سبحانه أن يقول: ﴿ ... وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ ... ﴾ 1، وهذا لا ينافي أن يخبر عن الغيب بأمر من الله سبحانه في موارد خاصة يُناط بها صلاح المسلمين، ومصلحة المجتمع.
وثانياً: لا مانع من أن تكون الزوجة صالحة في بداية أمرها، مطيعة لربّها، ولكن تكون في فترة أُخرى من حياته على خلاف سيرتها الأُولى.
هذا إذا درسنا الموضوع حسب الضوابط الكلية.
وأمّا إذا درسنا حياة بعض أزواجه فالآيات الواردة في سورة التحريم تكشف عن عصيان بعضهن.
نعم قال تعالى: ﴿ إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَٰلِكَ ظَهِيرٌ ﴾ 2. وشأن نزول هذه الآية والآيات التي قبلها متعلّقة بعائشة وحفصة 3.
ونستفيد من آيات سورة التحريم أنّ نساء النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يكنّ أفضل نساء زمانهنّ لأنّه يقول في شأنهنّ: ﴿ عَسَىٰ رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ ... ﴾ 4.
وهذا الذي يذكره القرآن ـ من وجود نساء أفضل منهنّ من جهة الإيمان والتقوى والإسلام والطاعة ... يمكن أن يُبدّل الله نبيّه بهنّ ـ في منتهى الصراحة والوضوح بأنّ نساء النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يكنّ من بين أُولئك النسوة اللّواتي ذكر صفاتهنّ القرآن الكريم 5.
- 1. القران الكريم: سورة الأعراف (7)، الآية: 188، الصفحة: 175.
- 2. القران الكريم: سورة التحريم (66)، الآية: 4، الصفحة: 560.
- 3. الدرّ المنثور: 6 / 239 .
- 4. القران الكريم: سورة التحريم (66)، الآية: 5، الصفحة: 560.
- 5. هذه الإجابة نُشرت على الموقع الالكتروني الرسمي لسماحة آية الله العظمى الشيخ جعفر السبحاني دامت بركاته .
تعليقتان
تفسير آية "على الله ان طلقكن أن يبدله.."
أضافه يحي وليد في
بخصوص تفسير الآية
أنا لا أدري ان كان ورد في التفاسير من المقصودات من أمهات المؤمنين هم أمنا عائشة وحفصة
لكن ما يهمني هو التفسير، فلما يقول الله "عسى الله ان طلقكن أن يبدله أزوجا خيرا منكن" لا يعني بالضرورة أنهن تنتفي فيهن الصفات المذكورة حاشاهن والعياذ بالله
هذا قدح في أمهات المؤمنين حيث قلت يا شيخ:
" .. يمكن أن يُبدّل الله نبيّه بهنّ ـ في منتهى الصراحة والوضوح بأنّ نساء النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يكنّ من بين أُولئك النسوة اللّواتي ذكر صفاتهنّ القرآن الكريم."
أستغفر الله العظيم
معناه أن النبي الذي يحث على اختيار الزوجة الصالحة كان قد تزوج بغيرالمسلمات وغير المؤمنات غير القانتات غير السائحات وغير الأبكار
كيف يصلح هذا يا الشيخ
بيني وبينك الله
تفسير الاية
أضافه العلاقات العامة... في
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.. من خلال نظرة إلى حياة الرّسول (ص) نجد أنّ بعض زوجاته لم يدركن مقام النبوّة فحسب، بل قد يتعاملن معه كإنسان عادي، وأحياناً يتعرضنّ له بالإهانة. وبناءً على هذا فإنّه لا معنى للإصرار على أنّ جميع زوجات الرّسول كنّ على قدر عال من الكمال واللياقة، خصوصاً مع الأخذ بالإعتبار صراحة الآيات السابقة.ولم يكن هذا المعنى مقتصراً على حياة الرّسول فقط، فبعد وفاته نقل لنا التاريخ أمثلة مشابهة، خاصّة في قصّة حرب الجمل والموقف من خليفة رسول الله (ص) وما جرى من اُمور ليس هنا مجال الخوض فيها.ومن الواضح أنّ الآيات السابقة تقول بشكل صريح: إنّ الله سيعطي النبي زوجات صالحات تتوفّر فيهنّ الصفات المذكورة في الآيات إذا طلّقكن وسرحكن، وهذا يكشف عن أنّ هناك من زوجات الرّسول ممّن لا تتوفّر فيهنّ تلك الصفات والشروط.( التفسير الأمثل)
وفقك الله