الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها

رد اباطيل عثمان الخميس حول مسالة الصحابة و عدالتهم جميعا

نص الشبهة: 

قال عثمان الخميس: (وقال الله تبارك وتعالى عند ذكر مصارف الغنيمة من المال: ﴿ لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَٰئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ ، وقوله: ﴿ ... يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا ... ، هذا من أعمال القلوب أثبته الله تبارك وتعالى لهم، وقال: ﴿ وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ ... وهم الأنصار ﴿ ... يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) (حقبة من التاريخ صفحة 146).

الجواب: 

أقول:
أولاً: إنّ من بين المهاجرين والأنصار من وصفه القرآن بأن في قلبه مرض وذلك في قوله تعالى: ﴿ وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَٰذَا مَثَلًا كَذَٰلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْبَشَرِ ﴾ 1، فهذه الآية التي هي من سورة المدثر المكيّة النزول تشير إلى وجود مرضى القلوب في مكة، وجعلتهم قسيماً لأهل الكتاب والمؤمنين والكفار، وسواء قلنا بأن المراد بمرضى القلوب المنافقون أو ضعفاء الإيمان والعقيدة فإن هؤلاء لا يمكن أن نصفهم بأنهم من الصادقين وممن رضي الله عزّ وجل عنهم، وباعتبار أن هؤلاء غير مشخصين بأعيانهم من بين المؤمنين المهاجرين فلا يمكن الحكم بعدالة معين ممن اتصف بالهجرة بموجب هذه الآيات، بل لا بد من قيام دليل آخر على عدالته.
ثانياً: إنّ من بين الأنصار من هم منافقون، قال تعالى: ﴿ وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَىٰ عَذَابٍ عَظِيمٍ ﴾ 2، وقطعاً هؤلاء ليسوا من أهل الفلاح، ولا من الذين رضي الله عنهم، وباعتبار أن بعض هؤلاء المنافقين المعدودين في الأنصار ليسوا بمشخصين بأعيانهم وأسمائهم، بل إن بعضهم غير معروف حتى للنبي صلى الله عليه وآله كما هو صريح الآية السالفة، فلا يمكن أن نحكم أيضاً بعدالة معين من الأنصار بموجب الآية، فضلاً عن المجموع، بل لا بد من قيام دليل آخر على عدالته.
ثالثاً: ثم إن من بين الذين جاؤا من بعدهم من الصحابة أناس لم يتبعوهم بإحسان، ولم يستغفروا للذين سبقوهم بالإيمان، بل أصبحت قلوبهم مرتعاً للغل والحسد للذين آمنوا؛ من مثل معاوية بن أبي سفيان، والمغيرة بن شعبة، وعمرو بن العاص، وأبو الغادية يسار بن سبع 3، وأمثالهم من البغاة والقاتلين للصادقين من المهاجرين والمفلحين من الأنصار في الجمل وصفين وغيرهما، واللاعنين لآل محمد صلى الله عليه وآله على المنابر في خطبهم وغيرها 4.

  • 1. القران الكريم: سورة المدثر (74)، الآية: 31، الصفحة: 576.
  • 2. القران الكريم: سورة التوبة (9)، الآية: 101، الصفحة: 203.
  • 3. صحابي وهو قاتل الصحابي الجليل عمّار بن ياسر، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله: «قاتل عمّار وسالبه في النار»، قال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني في سلسلته الصحيحة 5 / 8. (... فقال الإمام أحمد (4 / 198) وابن سعد في الطبقات (3 / 260 ـ 261) والسياق له: أخبرنا عفّان بن مسلم، قال: أخبرنا حمّاد بن سلمة، قال: أخبرنا أبو حفص وكلثوم بن جبر عن أبي الغادية قال: «سمعت عمّار بن ياسر يقع في عثمان يشتمه بالمدينة، قال: فتوعدته بالقتل، قلت: لئن مكنني الله منك لأفعلن، فلما كان يوم صفين جعل عمّار يحمل على الناس، فقيل: هذا عمّار، فرأيت فرجة بين الرئتين وبين الساقين، قال: فحملت عليه فطعنته في ركبته، قال: فوقع فقتلته، فقيل: قتلت عمّار بن ياسر؟!»
    و أخبرنا عمرو بن العاص فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم (فذكره) (أي ذكر حديث قاتل عمّار وسالبه في النّار) فقيل لعمرو بن العاص: هو ذا أنت تقاتله؟ فقال: إنما قال قاتله وسالبه).
    ثم قال الألباني: (قلت: وهذا إسناد صحيح رجاله ثقات رجال مسلم، وأبو الغادية هو الجهني وهو صحابي كما أثبت ذلك الجميع...).
  • 4. هذا الموضوع رَدُّ على شبهة طرحها عثمان الخميس ضمن مجموعة من الشبهات الأخرى التي أثارها ضد مذهب أهل البيت (عليهم السلام)، و قد قام سماحة الشيخ حسن عبد الله العجمي بالرد عليها، و هذا الرد هو أحد تلك الردود، هذا و قد نُشرت مجموع هذه الردود في الموقع الرسمي لسماحته.