حقول مرتبطة:
الكلمات الرئيسية:
الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها
فنفخنا فيه من روحنا
نص الشبهة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . نرجو من سماحتكم أن تشرحوا لنا هذه الآية الكريمة ، مع تبيان مرجع الضمير في كلمة « فيه » : ﴿ وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا ... ﴾ . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . .
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين . .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . . وبعد . .
فإن هذه الآية المباركة قد جاءت لتنزه مريم عليها السلام ، بصراحة قوية وحاسمة ، تبين فضلها ومزيتها عليها السلام ، من حيث إنها هي التي اختارت هذه الحصانة ، وبادرت إلى فعلها ، وإيجادها . . كما أن فيها دلالة على اهتمامها بهذه العفة ، وسعيها للحصول على هذه الطهارة ، وأنها لم تكن في غفلة عن هذا الأمر ، بل ذلك هو همُّها وشغلها الشاغل . .
ثم إن هذه الحصانة التي اختارتها ، قد جعلتها أهلاً لأن تكون موضعاً للمعجزة الإلهية ، التي تحتاج إلى هذا الطهر . . فكان حملها بالنبي عيسى عليه السلام صنعاً إلهياً يريد الله تعالى أن يظهر فيه التقدير والتكريم الإلهي لشخص مريم صلوات الله عليها ، فليست هي مجرد موضع مناسب لفعل المعجزة ، بل إنها معجزة تعنيها بشخصها أيضاً . . وتمنحها المزيد من الكرامة والشرف . . لأن الله هو الذي أعطاها هذا المولود المبارك ، من موقع عزته ، وعظمته التي عبرت عنها ضمائر المتكلم مع غيره « نا » في قوله : ﴿ ... فَنَفَخْنَا ... ﴾ 1 و ﴿ ... رُوحِنَا ... ﴾ 1 . .
ومما يزيد في قيمة هذا الإنجاز العظيم للسيدة مريم عليها السلام التي تواجه أعظم وأصعب امتحان تواجهه امرأة ، وهو امتحان الاتهام في عفتها : أنها تعاملت مع الحدث بمسؤولية ، وبتحمل وصبر عظيمين ، حتى إنها لم تحاول التستر على نفسها ، ولا أن تتهرب من الإحراجات الكبيرة والحادة التي تواجهها ، فلم تأت إلى أهلها سراً ، بل هي لم تأت إلى أهلها أصلاً . .
بل جاءت إلى قومها مباشرة ، وقد جاءتهم وهي تحمله ، وتعترف به ، ولا تتنكر له ، ولا تحاول التخفي منه ، فواجهتهم بالحقيقة كل الحقيقة بصبر وثبات ، وبمسؤوليةٍ . كانت أهلاً لها . . قد أظهر نجاحها فيها : أنها تستحق ذلك التكريم الإلهي ، لتكون أسوة وقدوة للمرأة الرسالية . . الصالحة ، والصابرة والمحتسبة . .
والحمد لله رب العالمين 2 . .