نشر قبل 7 سنوات
مجموع الأصوات: 102
القراءات: 7738

حقول مرتبطة: 

الكلمات الرئيسية: 

الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها

موسى يرفض مصاحبة الخضر!! كيف ؟!

نص الشبهة: 

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

﴿ قَالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا .. لماذا قال النبي موسى عليه السلام ﴿ ... فَلَا تُصَاحِبْنِي ... ، أليس من المفروض أن يقول: فلن أصاحبك. لأنه هو الذي أتى للخضر ولم يأت الخضر إليه؟ .. ونسألكم الدعاء.

الجواب: 

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد ..
فقد سألتم عن أنه لماذا قال النبي موسى عليه السلام، للخضر: ﴿ ... فَلَا تُصَاحِبْنِي ... 1 ولم يقل له: «لن أصاحبك»:
والجواب:
أن النبي موسى (عليه السلام)، لا يريد أن يتخذ القرار بترك الصحبة، لأن ذلك معناه : أنه غير راغب في الحصول على العلوم التي كانت لدى الخضر، وهي علوم إلهية لدنية، يفترض بموسى (عليه السلام) أن لا يفرط فيها وأن يسعى للحصول عليها بقوة وبإصرار.. فإذا زهد بها، ورغب عنها، فإن ذلك قد يمثل خللاً خطيراً في شخصيته الإيمانية. وفي استحقاقه لمقام النبوة إلا إذا لم يستطع الوصول إليها، بسبب أن بعض الظروف قد فرضت عليه أن يرفع إلزام الطرف الآخر بمصاحبته. فإذا بادر ذلك الطرف الذي يملك حق اتخاذ قرار في هذا الشأن، إلى إلغاء وتقويض هذه الصحبة، فإنه لا يستطيع أن يفرض عليه رأيه، وأن يلزمه به.
ومن جهة ثانية : فقد كان ثمة تكليف شرعي للخضر بأن يقبل بمصاحبة النبي موسى عليه السلام، وأن يعلمه من الرشد الذي علمه الله إياه من لدنه، ما دام النبي موسى عليه السلام ملزماً له بهذا القرار، وما دام فارضاً قراره هذا عليه.
فإذا اضطر موسى (عليه السلام) إلى رفع الإلزام عن الخضر، وإعطاءه الحرية في اتخاذ القرار، فإن بإمكانه في هذه الحالة أن يلغي هذه الصحبة، إذا رأى أن المصلحة في إلغائها.
والحاصل : أن الخضر ملزم بالمصاحبة وبالتعليم، ولا يرتفع عنه هذا الإلزام ولا يملك حرية القرار إلا إذا أعطاه النبي موسى (عليه السلام) هذه الحرية..
ولو فرض أنه قد كان للخضر خيار في ذلك، فإنما كان له ذلك في الإبتداء، وذلك حين عرض عليه النبي موسى عليه السلام، أن يعلمه مما علم رشداً..
والحمد لله، والصلاة والسلام على رسوله محمد وآله الطاهرين 2..

  • 1. القران الكريم: سورة الكهف (18)، الآية: 76، الصفحة: 302.
  • 2. مختصر مفيد.. (أسئلة وأجوبة في الدين والعقيدة)، السيد جعفر مرتضى العاملي، «المجموعة السادسة»، المركز الإسلامي للدراسات، الطبعة الأولى، 1424 ـ 2003، السؤال (320).