عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ( صلى الله عليه و آله ) أنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: "اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤَذِّنِينَ ـ ثَلَاثاً ـ " .
فَقُلْتُ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا نَضْرِبُ بِالسَّيْفِ عَلَى الْأَذَانِ، وَ مَا دَعَوْتَ لَنَا كَمَا تَدْعُو لِلْمُؤَذِّنِينَ؟!

عَنْ أَبِي الْمُنْذِرِ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: قُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، عَلِّمْنِي أَفْضَلَ الْكَلَامِ؟

رُوِيَ عن الإمام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السَّلام ) أنهُ قَالَ: جَاءَ حِبْرٌ مِنَ الْأَحْبَارِ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ( عليه السَّلام ) فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَتَى كَانَ رَبُّكَ؟
فَقَالَ لَهُ: "ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ، وَ مَتَى لَمْ يَكُنْ حَتَّى يُقَالَ مَتَى كَانَ، كَانَ رَبِّي قَبْلَ الْقَبْلِ بِلَا قَبْلٍ، وَ بَعْدَ الْبَعْدِ بِلَا بَعْدٍ، وَ لَا غَايَةَ وَ لَا مُنْتَهَى لِغَايَتِهِ، انْقَطَعَتِ الْغَايَاتُ عِنْدَهُ فَهُوَ مُنْتَهَى كُلِّ غَايَةٍ".
فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَ فَنَبِيٌّ أَنْتَ؟

عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ بْنِ التَّيِّهَانِ وَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، أَنَّ طَلْحَةَ وَ الزُّبَيْرَ جَاءَا إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ( عليه السَّلام ) وَ قَالَا لَيْسَ كَذَلِكَ كَانَ يُعْطِينَا عُمَرُ 1 !
قَالَ ـ أي الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السَّلام ) ـ: "فَمَا كَانَ يُعْطِيكُمَا رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه و آله )"؟
فَسَكَتَا.

جاء في الصواعق المحرقة لابن حجر: و أخرج ابن عساكر أن عقيلاً 1 سأل علياً، فقال: إني محتاج، و إني فقيرٌ فأعطني.
فقال: "إصبر حتى يخرج عطاؤك مع المسلمين، فأعطيك معهم" ، فألح عليه!
فقال ـ أي الإمام أمير المؤمنين ( عليه السَّلام ) ـ لرجل: "خذ بيده و انطلق به إلى حوانيت أهل السوق، فقل له: دقّ هذه الأقفال، و خذ ما في هذه الحوانيت".
قال ـ أي عقيل ـ: تريد أن تتخذني سارقاً؟!

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) : يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ ، كَيْفَ صَارَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ يَوْمَ مُصِيبَةٍ وَ غَمٍّ وَ حُزْنٍ وَ بُكَاءٍ دُونَ الْيَوْمِ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه و آله ) ، وَ الْيَوْمِ الَّذِي مَاتَتْ فِيهِ فَاطِمَةُ ، وَ الْيَوْمِ الَّذِي قُتِلَ فِيهِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ( عليه السلام ) ، وَ الْيَوْمِ الَّذِي قُتِلَ فِيهِ الْحَسَنُ بِالسَّمِّ ؟

ذكر الشيخ أبو الحسن علي بن محمد الماوردي الشافعي في كتابه " اعلام النبوة " :

كان عمرو بن الجموح 1 رجلا أعرج فلما كان يوم أحد و كان له بنون أربعة يشهدون مع النبي ( صلى الله عليه و آله ) المشاهد أمثال الأسد أراد قومه أن يحبسوه، و قالوا: أنت رجل أعرج و لا حرج عليك، و قد ذهب بنوك مع النبي ( صلى الله عليه و آله ).
قال: بخ، يذهبون إلى الجنة و أجلس أنا عندكم!

قِيلَ وَقَفَ رَجُلٌ عَلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ( عليه السَّلام )، فَقَالَ: يَا ابْنَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، بِالَّذِي أَنْعَمَ عَلَيْكَ بِهَذِهِ النِّعْمَةِ الَّتِي مَا تَلِيهَا مِنْهُ بِشَفِيعٍ مِنْكَ إِلَيْهِ بَلْ إِنْعَاماً مِنْهُ عَلَيْكَ إِلَّا مَا أَنْصَفْتَنِي مِنْ خَصْمِي، فَإِنَّهُ غَشُومٌ ظَلُومٌ، لَا يُوَقِّرُ الشَّيْخَ الْكَبِيرَ، وَ لَا يَرْحَمُ الطِّفْلَ الصَّغِيرَ!
وَ كَانَ ـ أي الإمام الحسن ـ مُتَّكِئاً، فَاسْتَوَى جَالِساً وَ قَالَ لَهُ: "مَنْ خَصْمُكَ حَتَّى أَنْتَصِفَ لَكَ مِنْهُ"؟
فَقَالَ لَهُ: الْفَقْرُ!